الإهداءات | |
الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | محمد منير | مشاركات | 1 | المشاهدات | 694 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
08 / 02 / 2016, 23 : 11 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى العام ضوابط التجارة في الإسلام *فضيلة الشيخ / أحمد عبد العزيز الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد وجوب تعلم الأحكام الشرعية للبيع والشراء: روي عن عمر – رضي الله عنه – أنه كان يطوف السوق ويضرب بعض التجار بالدرِّة ويقول:” لا يبيع في سوقنا إلا من يفقه وإلا أكل الربا شاء أم أبى” (إحياء علوم الدين 2/ 66).. وقال عطاء (من التابعين): مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وتحج وأشباه هذا.( الآداب الشرعية 2/ 34). وقال ابن نجيم الحنفي في البحر الرائق:. .. وكان التجار في القديم إذا سافروا استصحبوا معهم فقيهًا يرجعون إليه وعن أئمة خوارزم أنه لا بد للتاجر من فقيه صديق. فيجب على التاجر المسلم أن يتعلم أحكام البيع والشراء وما يتعلق بالربا حتى يتجنبه ونحو ذلك من الأحكام الأساسية. * مشروعية التجارة: قال تعالى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِنكُمْ ” (النساء: 29)أي: لَا تَتَعَاطَوُا الْأَسْبَابَ الْمُحَرَّمَةَ فِي اكْتِسَابِ الْأَمْوَالِ، كالربا والقمار، لَكِنَّ الْمَتَاجِرَ الْمَشْرُوعَةَ الَّتِي تَكُونُ عَنْ تَرَاضٍ مِنَ الْبَائِعِ وَالْمُشْتَرِي فَافْعَلُوهَا وَتَسَبَّبُوا بِهَا فِي تَحْصِيلِ الْأَمْوَالِ.(انظر تفسير ابن كثير) * الإسلام أحل البيع وحرم الربا: قال تعالى:” وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا“(البقرة: 275)، ويشترط في المبيع أن يكون مملوكًا لصاحبه وأن يكون موجودًا حقيقة أو حكمًا عند العقد وأن يكون مالًا متقومًا شرعًا أي له قيمة في الشرع ويباح الانتفاع به وأن يكون مقدور التسليم وأن يكون معلومًا، ويشترط لصحة البيع أن يخلو العقد من الجهالة والإكراه والغرر وأن يخلو من الشروط المفسدة للعقد. ويصح البيع بثمن حالّ أو مؤجل إلى أجل معلوم لقوله تعالى: “يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّىً فَاكْتُبُوهُ” (البقرة : 282) ومن أراد تفصيل الكلام على هذه الشروط وغيرها فليرجع إلى كتب الفقهاء. * الإسلام يحث على الْكَسْبِ وَطَلَبِ الْحَلالِ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ” يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ“(الْبَقَرَة: 267) أَيْ: مِنْ حَلالِهِ، يُقَالُ لِلْحَلالِ: طَيِّبٌ، وَلِلْحَرَامِ: خَبِيثٌ، وقال تعالى: “فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ” (الْجُمُعَة: 10).* * مجال التجارة في الإسلام: مجال الطيبات: قال تعالى:”وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ“(الأعراف: 157)، والطيبات هي الأمور المستحسنة في ذاتها، من أطعمة طيبة مريئة، هنيئة، لَا تفسد الأجسام ولا تضر العقول، ولباس حسن من غير إسراف ولا مخيلة، ولذات طيبة في حدود الخُلق والمروءة، وتصرفات طيبة لَا اعتداء فيها، ولا نكث وخيانة، وغير ذلك مما هو طيب في ذاته، وحصل عليه بطريق طيب أحله الله تعالى ولا اعتداء فيه ولا اغتصاب. (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) وهي الأشياء الخبيثة في ذاتها التي تضر الأجسام، كالخنزير والميتة والدم المسفوح أو تضر العقول كالخمر، أو تلقي بالعداوة بين الناس كالميسر والبغضاء أو الاعتداء على حق غيره بالسرقة والاغتصاب أو القتل، فكل هذه خبائث تدخل في باب الفحشاء والمنكر والبغي، وكذلك أكل أموال الناس بالباطل كالربا ونحوه.(زهرة التفاسير/ أبو زهرة). * مكانة التاجر المسلم: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ»(الترمذي/ حسن). التحذير من موارد الكسب الخبيث:* كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به:* إن كان الإسلام يعترف بالكسب الطيب المشروع, ويعترف بآثاره, فإنه قد حظر الكسب الخبيث, لما له من آثار ضارة على الفرد والمجتمع, وينذر الرسول – صلى الله عليه وسلم آكل الحرام بالنار كما في هذا الحديث العظيم, فعن زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: “كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ مَمْلُوكٌ يَغُلُّ عَلَيْهِ, فَأَتَاهُ لَيْلَةً بِطَعَامٍ فَتَنَاوَلَ مِنْهُ لُقْمَةً، فَقَالَ لَهُ الْمَمْلُوكُ: مَا لَكَ كُنْتَ تَسْأَلُنِي كُلَّ لَيْلَةٍ وَلَمْ تَسْأَلْنِي اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: حَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ الْجُوعُ, مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَذَا؟ قَالَ: مَرَرْتُ بِقَوْمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَرَقِيتُ لَهُمْ فَوَعَدُونِي, فَلَمَّا أَنْ كَانَ الْيَوْمُ مَرَرْتُ بِهِمْ فَإِذَا عُرْسٌ لَهُمْ فَأَعْطَوْنِي, قَالَ: إِنْ كِدْتَ أَنْ تُهْلِكَنِي, فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي حَلْقِهِ فَجَعَلَ يَتَقَيَّأُ, وَجَعَلَتْ لَا تَخْرُجُ, فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ هَذِهِ لَا تَخْرُجُ إِلَّا بِالْمَاءِ, فَدَعَا بِطَسْتٍ مِنْ مَاءٍ فَجَعَلَ يَشْرَبُ وَيَتَقَيَّأُ حَتَّى رَمَى بِهَا, فَقِيلَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ كُلُّ هَذَا مِنْ أَجْلِ هَذِهِ اللُّقْمَةِ, قَالَ: لَوْ لَمْ تَخْرُجْ إِلَّا مَعَ نَفْسِي لَأَخْرَجْتُهَا, سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «كُلُّ جَسَدٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ», فَخَشِيتُ أَنْ يَنْبُتُ شَيْءٌ مِنْ جَسَدِي مِنْ هَذِهِ اللُّقْمَةِ “(كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به )(شعب الإيمان) والسُّحْتُ، بالضم، وبِضَمَّتَينِ: الحَرامُ، أو ما خَبُثَ من المَكاسب.(القاموس المحيط). الكسب الخبيث يمنع استجابة الدعاء: فقد جاء في الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: “يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ”(المؤمنون: 51), وَقَالَ: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ”(البقرة: 172) ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟)(مسلم)* ويمكن تلخيصها في الموارد الآتية:* المورد الأول: ما كان بغير مقابل من عمل: كالربا والقمار ونحوهما.* المورد الثاني: ما كان بغير حق: كالسرقة والغش, والاحتكار ونحو ذلك.* المورد الثالث: ما كان عوضًا لما يضر: كثمن الخمر والمخدرات.* ———- المورد الأول: ما كان بغير مقابل من عمل: كالربا والقمار ونحوهما:* تحريم الربا: سواء ربا النسيئة أو ربا الفضل, وغير ذلك من الصور المعاصرة, لأنه عمل غير إنساني بكل تأكيد, فالربا شر وفساد وحرب على الإنسانية كلها؛ حيث إنه يقوم على سوء استغلال حاجة الإنسان, بالعمل على زيادة حاجته بإلزامه بدفع أكثر مما أخذ أو اقترض, فالربا ظلم بيِّن, لكل ذلك وغيره حرمه الإسلام, قال تعالى:”الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِن رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ“(البقرة: 275 : 276), وعده رسول الله – صلى الله عليه وسلم- من السبع الموبقات أو المهلكات, فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ» (البخاري). تحريم القمار: قال تعالى:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ” (المائدة : 90 – 91), أوضحت الآية أن الميسر يوقع العداوة والبغضاء بين المتقامرين, ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة, كما أنه هلاك للمال وضياع للوقت بدون منفعة معتبرة شرعًا, كما أنه يسبب مخاطر اجتماعية واقتصادية عديدة, بالإضافة إلى أنه من ضروب أكل أموال الناس بالباطل.* المورد الثاني: ما كان بغير حق: كالسرقة والغش, والاحتكار ونحو ذلك:* 1- السرقة: قال تعالى:”وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” (المائدة: 38). 2- الاحتكار: وهو حبس الشيء عن العرض في وقت ينخفض فيه السعر، وبيعه وقت الغلاء فى السوق، وعند اشتداد الحاجة إليه.* نهي الإسلام عن الاحتكار لما فيه من الأضرار ومنها: – أنه يكون سببًا في انتشار الحقد والكراهية بين الأفراد مما يساعد على تفكك المجتمع وانهيار العلاقات بين أفراده.* – الاحتكار يترتب عليه العديد من الأمراض الاقتصادية والاجتماعية، مثل البطالة والتضخم والكساد والرشوة والمحسوبية والنفاق والسرقة والغش.* – الاحتكار يؤدي إلى غلق روح المنافسة الشريفة بين الأفراد أو الدول والتي هي السبيل إلى إتقان العمل وتحسين مستوى الإنتاج.* – وأمام هذه الأخطار نرى التشريع يعلن الحرب على الاحتكار والمحتكرين، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ احْتَكَرَ حُكْرَةً، يُرِيدُ أَنْ يُغْلِيَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَهُوَ خَاطِئٌ»(مسند أحمد)، وقَولَه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ احْتَكَرَ فَهُوَ خَاطِئٌ»(مسلم).* 3- الغش وخطورته على الفرد والمجتمع: نهانا الإسلام عن كل مظاهر الغش, والخداع, وكل طرق الالتواء والانحراف عن الحق, سواء في مجالات العبادات أو المعاملات، ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم «وَمَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا»(مسلم), وفي رواية أخرى «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي»(مسلم), ولاحظ أن الرسول قال: (من غش) ليشمل كل صور الغش, في كل مجالات الحياة، كبيرها وحقيرها.* وله صور عديدة في التجارة منها, بخس الناس أشياءهم, والنقص في الكيل والميزان: ومن الغش أيضًا: ما يخلط من الرديء بالجيد. فعن أبي هريرة رضي الله عنه(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا فَقَالَ مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي) (مسلم)، ونستحضر معًا قصة الفتاة التي قالت لها أمها (قومي فاخلطي الماء باللبن) فإن أمير المؤمنين لا يرانا, فقالت لها الفتاة: إن كان أمير المؤمنين لا يرانا, فرب أمير المؤمنين يرانا.* ومنها: بيع المواد الفاسدة والمنتهية الصلاحية، و التلاعب في الأوزان، وتسويق بضاعة رديئة على أنها بضاعة جيدة، بيع المواد الضارة بالصحة. إن للغش مضارًا وآثار خطيرة على الفرد والمجتمع, ومنها:* – فالغش طريق موصل إلى النار. – والغش دليل على دناءة النفس.* – البعد عن الله والبعد عن الناس. – حرمان إجابة الدعاء.* – حرمان البركة من المال والعمر. – دليل على نقص الإيمان.* المورد الثالث: ما كان عوضًا لما يضر: كثمن الخمر والمخدرات:* تعريف الخمر: هي كل مسكر خامر العقل وستره – فاسم الخمر يتناول كل شراب مسكر, سواء أكان من العنب أو من غيره, وهذا ما عليه جمهور الفقهاء وأهل الحديث جميعًا (الفتاوى الإسلامية من دار الإفتاء المصرية – ج4).* خطورة الخمر: -الخمر هي أم الخبائث, ومركز الجرائم, ومصدر الكبائر, وأساس الموبقات والمهلكات.* – ما فشت في أمة إلا استنزفت عقلها وأثمن ما لديها, وما لها وهو قوام حياتها وشرفها وهو ملاك دينها, ولهذا حرمها القرآن وجعلها رجسًا من عمل الشيطان، قال تعالى:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ“(المائدة: 90), وعن ابْنَ عَبَّاسٍ- رضي الله عنهما- قال: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: “يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ، وَشَارِبَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَسَاقِيَهَا وَمُسْقَاهَا” (قال الألباني: صحيح – “الصحيحة”(839). من أخلاق وآداب التجارة في الإسلام: ذكر الله تعالى عند دخول السوق: ورد في الحديث عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة) رواه الترمذي وابن ماجه/ حسنه الألباني.* الخلق الحسن: فعن جابر – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا) رواه الترمذي وحسنه. والأخلاق الحسنة كالصدق والأمانة والوفاء بالعقود والعهود وحسن المعاملة وإنظار المعسرين وترك المماطلة في سداد الديون وأداء الحقوق لأصحابها ونحو ذلك من الأخلاق الفاضلة الحميدة كلها مطلوبة من المسلم بشكل عام ومن التاجر المسلم على وجه الخصوص. السماحة: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ سَمْحَ البَيْعِ، سَمْحَ الشِّرَاءِ، سَمْحَ القَضَاءِ» الترمذي/ صحيح. الصدق والبيان: فعن حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «البَيِّعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا» البخاري. إيفاء الكيل والميزان: فقال تعالى: “وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ” (الأنعام :152)، وقد حرم الله سبحانه وتعالى تطفيف الكيل والميزان فيقول الله عز وجل: “وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ. أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ” (المطففين الآيات “1 – 6). الوفاء بالوعد: قال تعالى:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ“(المائدة :1). عدم الإكثار من الحلف: «الْحَلِفُ مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ مَمْحَقَةٌ لِلْبَرَكَةِ» سنن أبي داود/ صحيح. إنظار المعسر: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: « كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ » البخاري. توثيق المعاملات بالكتابة: فكتابة العقود وتوثيقها بمختلف أنواعها أمر مطلوب شرعًا.”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ“(البقرة: 282). الرسول – صلى الله عليه وسلم – قدوة لكل تاجر: فلقد عرف – صلى الله عليه وسلم – في تجارته مع السيدة خديجة – رضي الله عنه- بصدقه وأمانته، وسماحته وعفته، وجاءه وصفه في التوراة على نحو ما أورده الإمام البخاري، فعَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ؟ قَالَ: ” أَجَلْ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي القُرْآنِ: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا“ [الأحزاب: 45]، وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ، وَلاَ سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، وَلاَ يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ..” البخاري. الصحابة الكرام نماذج مضيئة للتجار: وفي مقدمتهم الصديق وعبد الرحمن بن عوف، وزيد بن أرقم والبراء بن عازب، والزبير بن العوام، وعثمان بن عفان- رضوان الله عليهم. وقد ضرب التجار من الصحابة أروع الأمثلة في البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله تعالى: فهذا أبو بكر – رضي الله عنه – خير مثال للمنفق في سبيل الله. فعن زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: (أمرنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن نتصدق فوافق ذلك عندي مالًا فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، قال: فجئت بنصف مالي فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ما أبقيت لأهلك قلت مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ قال أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: والله لا أسبقه إلى شيء أبدًا) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح. وروى الإمام أحمد والترمذي عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: (جاء عثمان إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – بألف دينار حين جهز جيش العسرة فينثرها في حجره قال عبد الرحمن فرأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقلبها في حجره ويقول ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين) قال الترمذي حديث حسن غريب. وعن عبد الرحمن بن خباب قال: شهدت النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو يحث على جيش العسرة فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله عليَّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ثم حض على الجيش، فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله عليَّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ثم حض على الجيش، فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله عليَّ ثلاث مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، فأنا رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ينزل عن المنبر وهو يقول ما على عثمان ما عمل بعد هذه ما على عثمان ما عمل بعد هذه) رواه الترمذي. التجارة لا تلهي عن الواجبات عامة ولا تلهي عن الصلوات خاصة: فالتاجر الصادق مع الله ومع نفسه هو الذي يوازن بين أمور الدنيا وأمور الآخرة فيعطي كلًا حقه وقد أثنى الله عز وجل على الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ولا عن شيء من الواجبات فقال: ” رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ“(النور: 37)، وقد عاتب الله عز وجل الصحابة الذين تركوا النبي – صلى الله عليه وسلم – أثناء خطبة الجمعة عندما جاءت قافلة تجارية وفيهم نزل قوله تعالى: “وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضّوَاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ مّنَ اللهْوِ وَمِنَ التّجَارَةِ وَاللهُ خَيْرُ الرّازِقِينَ“ (الجمعة: 11). ختامًا(الدين المعاملة)، فهذه العبارة صحيحة المعنى، وهي ليست بحديث، فإن حسن تعامل التجار المسلمين قديمًا كان سببًا في دخول ملايين الناس في دين الإسلام. فالتاجر المسلم صاحب عقيدة يدعو الناس إليها. والتاجر المسلم صاحب خلق يدعو الناس إليه، والتاجر المسلم داعية إلى دين الله بسلوكه وحسن تعامله مع الناس فهو داعية بلسان الحال وإن لم يكن كذلك بلسان المقال، وقد ذكر بعض أهل العلم تحليلًا لكلمة تاجر حيث قال: [التاء تعني تقوى، والألف أمين، والجيم جسور، والراء رحيم، فالتاجر المسلم تقيٌّ أمينٌ جسورٌ رحيمٌ] وآمل أن يتحلى تجارنا بهذه المعاني الطيبة وأن يعيدوا سيرة التجار المسلمين السابقين الذين كانوا هداة مهتدين. الوصايا العملية:* – أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة. – تحل بمحاسن الأخلاق. – تخل عن رذائل الأخلاق. الخلاصة يجب على المسلم أن يتعلم الأحكام الشرعية للبيع والشراء حتى لا يرتكب حرامًا. الإسلام يحث على الكسب الحلال من كل مصادره كالزراعة والصناعة والتجارة. الإسلام يحذر من الكسب الخبيث، ويبين بأن كل جسد نبت من حرام فالنار أولى به، وأن الكسب الحرام يحجب إجابة الدعاء. يمكن تلخيصها في الموارد الآتية:* المورد الأول: ما كان بغير مقابل من عمل: كالربا والقمار ونحوهما.* المورد الثاني: ما كان بغير حق: كالسرقة والغش, والاحتكار ونحو ذلك.* المورد الثالث: ما كان عوضًا لما يضر: كثمن الخمر والمخدرات.* من أخلاق وآداب التجارة في الإسلام: الذكر عند دخول السوق، التحلي بأخلاق الإسلام ومن ذلك: الصدق، والأمانة, السماحة, وإقالة المعسر، وعدم الإكثار من الحلف، وإيفاء الكيل والميزان.. إلخ)* من الواجب الشرعي توثيق المعاملات المالية. الرسول – صلى الله عليه وسلم – والصحابة – رضي الله عنهم – قدوات صالحة لكل تاجر – في أخلاقهم وإنفاقهم في سبيل الله مما أعطاهم الله، فبارك الله لهم. حسن تعامل التجار المسلمين قديماً كان سبباً في دخول ملايين الناس في دين الإسلام. التاجر المسلم داعية إلى دين الله بسلوكه وحسن تعامله مع الناس فهو داعية بلسان الحال وإن لم يكن كذلك بلسان المقال. أخي التاجر: أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، وتنجو من عذاب النار تحل بمكارم الأخلاق، وتخل عن رذائلها. Hq,hf' hgj[hvm td hgYsghl | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
08 / 02 / 2016, 05 : 05 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : محمد منير المنتدى : الملتقى العام | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018