الإهداءات | |
الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 1 | المشاهدات | 1663 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
26 / 06 / 2015, 47 : 08 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى العام وكان ابن عمر رضي الله عنهما يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعهم أهلُه عنه، لم يتعشَّ تلك الليلة، وجاء سائلٌ إلى الإمام أحمد رحمه الله فدفع إليه رغيفين كان يُعِدُّهما لفطره، ثم طوى، وأصبح صائماً، وكان الإمام الزهري رحمه الله إذا دخل رمضان قال: "إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام"، ومن فضائل شهر رمضان الكريم أنه تضاعف فيه الحسنات، فروي أن النافلة تعدل فيه أجر الفريضة، والفريضة تعدل فيه أجر سبعين فريضة، ومن فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجر ذلك الصائم من غير أن ينقص من أجره شيء وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في هذا الشهر أكثر مما يجتهد في غيره، وإننا جميعاً مقصرون مذنبون حقاً، فما أحوجنا جميعاً لاغتنام هذه الأيام المباركات علَّ الله يغفر لنا ذنوبنا ويكفر عنّا سيئاتنا ويتوفنا مع الأبرار. نعم معظمنا تفتر عزيمته في رمضان، فحينما تخمد أشواقنا إلى دخول جنان الرحمن من باب الريان، نركن إلى الراحة والدعة والكسل والنوم والغفلة، رأى معقل بن حبيب رحمه الله: "قوماً يأكلون كثيراً فقال: ما نرى أصحابنا يريدون أن يصلوا الليلة". ولعلها مناسبة في أن نقلب صفحات التاريخ، لنذكر فقط أنفسنا وإياكم والذكرى تنفع المؤمنين، لنرى كيف كان سلفنا الصالح يصومون رمضان لله إيماناً واحتساباً، وكيف كانوا يقومون الليل؟ فقد كان بعض الصالحين يقف على بعض الشباب العبّاد إذا وضع طعامهم، ويقول لهم: لا تأكلوا كثيراً، فتشربوا كثيراً، فتناموا كثيراً، فتخسروا كثيراً، ولو شاهدنا مائدة الكثيرين منا لوجدناها تعج بصنوف عديدة من الطعام المحمر والمشمر، وبأنواع من العصائر الطازجة وغيرها، بينما هناك من يتضورون جوعا في نهارات رمضان فلا يجدون حينما يحل موعد الإفطار ما يفطرون به، نعم يبذل بعض الخيرين هنا وهناك جهوداً مقدرة لإطعام هؤلاء، ولكن هل سألت أخي الصائم نفسك يوماً إن كنت تتفقد أحوال جيرانك سيما إن كانوا من أصحاب الحاجات؟ وهل يتذكر الواحد منا أن «من فطرصائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء» (رواه الترمذي)، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم معظمنا يضيع أوقات ثمينة في نهارات رمضان ولياليه، في أشياء لا قيمة لها بل منّا من ينام ساعات طويلة بالنهار ويقول لك أن النوم عبادة كأنه لم يجد من أنواع العبادات إلا النوم، نعم أن أحوال معظمنا متيسرة ولله الحمد، معظمنا لديه أجهزة تبريد في بيته، فلا يشكو من الحرّ إلا قليلاً، ومع ذلك لا يذهب معظمنا إلى المساجد لأداء الصلوات المكتوبات، ولا نقوم فيها مع القائمين ليلاً. كان ثابت البناني يقول: "كابدتُ نفسي على القيام عشرين سنة! وتلذذتُ به عشرين سنة"، ونحن لا نكابد أنفسنا لشهر واحد في السنة، نهتم بالتسوق ونهتم أكثر بمطاردة الدنيا كالحمر المستنفرة، رغم علمنا أنها إلى زوال وأنها فانية، وهاهو أحد الصالحين من سلفنا كان يصلي حتى تتورم قدماه فيضربها ويقول: "يا أمّارة بالسوء ما خلقتِ إلا للعبادة"، والله تعالى يقول: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ . مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ . إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:56-58]. وقالت امرأة مسروق بن الأجدع: "والله ما كان مسروق يصبح من ليلة من الليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام"!، وكان رحمه الله إذا طال عليه الليل وتعب صلى جالساً ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف -أي إلى فراشه- كما يزحف البعير وقال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى: "إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار، فاعلم أنك محروم مكبّل، كبلتك خطيئتك". وقال رجل للحسن البصري رحمه الله: "يا أبا سعيد: إني أبيتُ معافى وأحب قيام الليل، وأعد طهوري فما بالي لا أقوم؟ فقال الحسن: ذنوبك قيدتك، وقال آخر له: أعياني قيام الليل! فقال: قيدتك خطاياك"، نعم لقد كبلتنا الخطايا وقيدتنا الذنوب بسلاسل غليظة، فما أصبحنا نقتدي بأولئك النجوم الزواهر، وقد يسأل سائل كيف أقوم الليل؟ (جزء منه). الإجابة عند إبراهيم بن أدهم رحمه الله حينما سأله رجل ذات السؤال بقوله: "إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء؟ فقال إبراهيم: لا تعصه بالنهار، وهو يُقيمك بين يديه في الليل، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف". نعم ليس التعب والجهد والعمل هو ما يحرمنا هذا الفضل العظيم، بل ذنوبنا وآثامنا الكثيرة بالنهار، فحينما يجن علينا الليل ونملأ بطوننا من خيرات الله تصاب أجسادنا بخدر شديد، فلا تقوى أقدامنا على حملها، قال سفيان الثوري رحمه الله: "حُرِمتُ قيام الليل خمسة أشهر بسبب ذنب أذنبته"، وأحدنا ربما حُرِمَ قيام الليل سنين عددا ولا يبالى. وكان العبد الصالح علي بن بكار رحمه الله تفرش له جاريته فراشه فيلمسه بيده ويقول: "والله إنك لطيب! والله إنك لبارد! والله لا علوتك ليلتي -أي لا نمت عليك هذه الليلة-" ثم يقوم يصلي إلى الفجر. لله درهم هؤلاء الرجال، لم ينسوا نصيبهم من الدنيا لكنهم وهبوا معظم ليالهم لخالقهم، أين نحن منهم، نجأر بالشكوى من بضع ركعات نركعها وصلوات قليلات ننقرها نقر الديك، دون أن نخشع فيها لله، بينما كان أولئك الرجال يستحيون من الله في سواد الليل من طول الهجعة، و قال هشام الدستوائي رحمه الله: "إن لله عباداً يدفعون النوم مخافة أن يموتوا في منامهم"، ومعظمنا ينام دون وجل كالدجاجة، حتي تفوته صلاة الفجر، كأنما نحن مخلدون في الإرض، لا فرق عندنا بين رمضان وشوال وشعبان، وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "أفضل الأعمال ما أُكْرِهَتْ إليه النفوس، فهلّا حملنا أنفسنا الى المساجد نعمرها في هذا الشهر الفضيل؟ هلا إنتظرنا فيها الصلاة بعد الصلاة كي لا تفوتنا تكبيرة الإحرام مع الإمام؟ وندعو شبابنا المسلم في كل مكان الذي يضيع معظمهم أوقات هذا الشهر فلا يغتنمونها كما ينبغي إلى قول أبي إسحاق السبيعي رحمه الله حيث كان يقول: "يا معشر الشباب جدوا واجتهدوا، وبادروا قوتكم، واغتنموا شبيبتكم قبل أن تعجزوا، فإنه قلّ ما مرّت عليّ ليلة إلا قرأتُ فيها بألف آية". من مِنّا يفعل ربع ما كان يفعله هذا الزاهد التقي؟ واعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اغتنم خمساً قبلَ خمسٍ اغتنم حياتَكَ قبلَ موتِكَ وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ وشبابَكَ قبلَ هَرَمِكَ وغِنَاكَ قبلَ فقرِكَ وفراغَكَ قبلَ شغلِكَ» (رواه الحاكم وصححه)، كثير منا يفطر دون عذر شرعي وجيه، فهاهو مسروق بن الأجدع حينما غشي عليه في يوم صائف وهو صائم قالت له ابنته: "أفطر فقال: ما أردتِ بي؟! قالت: الرفق قال: يا بنية؛ إنما أطلب الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة". أين نحن من أولئك الرجال من سلفنا الصالح؟ كثيرون منا يبحث عن إمام يصلى بالإخلاص والمعوذتين وقصار السور حتى يقوم الليل خلفه، كان سفيان الثوري رحمه يُقيم الليل مع بعض الشباب ويقول لهم: "قوموا يا شباب! صلوا ما دمتم شباباً! إذا لم تصلوا اليوم فمتى"؟ نعم إذا لم نقم لنصلي في الليل في مثل هذه الأوقات من العام فمتى؟ ودخلت إحدى النساء على زوجة الإمام الأوزاعي رحمه الله فرأت تلك المرأة بللاً في موضع سجود الأوزاعي، فقالت لزوجة الأوزاعي: "ثكلتكِ أُمّكِ! أراكِ غفلتِ عن بعض الصبيان حتى بال في مسجد الشيخ -أي مكان صلاته بالليل- فقالت لها زوجة الأوزاعي: ويحكِ هذا يُصبح كل ليلة!" من أثر دموع الشيخ في سجوده. ويقال أن من أخلاق الأنبياء والأصفياء الأخيار الطاهرة قلوبهم، خلائق ثلاثة: "الحلم والإنابة وحظ من قيام الليل". هل لا زلنا كذلك؟ يقول الشيخ عبد المنعم مصطفي حليه "أبو بصير الطرطوسي" في كتابه صيد القلم الجزء الثاني تحت عنوان (عادات سودانية جميلة): قدّر الله لي منذ سنوات أن أصوم شهراً من أشهر رمضان المبارك في السودان، كنتُ وحيداً غريباً طريداً! كان ما أن يقترب موعد الإفطار؛ إلا ويشتد حنيني إلى موائد الوالدة ******ة، وطعامها الطيب، واجتماع الأهل والأحبة! لكن كان للأخوة السودانيين عادةً جميلة جداً خفّفت عني كثيراً من ذلك الشعور؛ فما إن يقترب موعد الإفطار إلا وتجدهم يُخرِجون الطعام والشراب إلى أرصفة الطرق ليكسبوا حسنة الإفطار الجماعي أو إفطار صائم أو إطعام عابر سبيل، وكانوا ما إن يرونني إلا ويتسابقون إلى دعوتي: تفضل يا زول، والله يا زول تتفضل؛ وذلك كله من غير معرفة مسبقة بي! أتذكر ذلك كلما اقترب قدوم رمضان، وأهل علينا هلاله! إنهم فقراء لكنهم كرماء، ولشدة كرمهم تظنهم أغنياء! قلت: بمثل هذا التكافل والتعاون، يُقاومون الفقر والجوع وحصار الظالمين! ولكن أسأل: هل هذه العادة الحسنة الجميلة لا تزال موجودة؟ أرجو ذلك! أصبتَ في صمتك، قيل: "كان يجلس إلى أبي يوسف (القاضي) رجل فيُطيل الصمت ولا يتكلم، فقال له أبو يوسف يوماً: ألا تتكلم؟ فقال: بلى، متى يفطر الصائم؟ قال أبو يوسف: إذا غابت الشمس. قال الرجل: فإن لم تغب إلى نصف الليل كيف يصنع؟ فضحك أبو يوسف وقال: أصبتَ في صمتك وأخطأتُ أنا في استدعائي نطقك". النقع أفضل! سئل الإمام الشعبي رحمه الله عن المسح على اللحية؟ فقال: "خللها بأصابعك، قال السائل: أخاف ألا تبلها، قال: إن خفت فانقعها من أول الليل". دعاء: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر من الآية:60]، لا ينبغي للمسلم أن يفوت الدعاء في هذا الشهر الفضيل سيما إن كان مهموماً مكروباً، قال ابن الجوزي: "ضاق بي أمر أوجب غماً لازماً دائماً، وأخذت أبالغ في الفكر في الخلاص من هذه الهموم بكل حيلة، وبكل وجه، فما رأيتُ طريقاً للخلاص، فعرضتْ لي هذه الآية: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} [الطلاق من الآية:2]، فعلمتُ أن التقوى سبب للمخرج من كل غم، فما كان إلا أن هممتُ بتحقيق التقوى فوجدتُ المخرج". نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تجعلنا ووالدينا وأهلينا وذرياتنا ممن سبقت لهم منك الحسنى، وأن ترزقنا الأعلى في الجنة من غير محنة ولا فتنة يا أرحم الراحمين، ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. سليم عثمان أحمد uh]hj s,]hkdm [ldgm td vlqhk | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
26 / 06 / 2015, 24 : 11 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018