صَلاةُ تحيَّةِ المسجدِ

[طويلب علم مبتدئ]

صَلاةُ تحيَّةِ المسجدِ


الفَرعُ الأوَّل: حُكمُ تحيَّةِ المسجدِ
تُسنُّ صلاةُ ركعتينِ عندَ دخولِ المسجدِ (1) ، وهذا باتِّفاقِ المذاهب الفقهيَّة الأربعة: الحنفيَّة (2) ، والمالكيَّة (3) ، والشافعيَّة (4) ، والحنابلة (5) ، وحُكي الإجماعُ على ذلك (6) .
الأدلَّة:
أولًا: من السُّنَّة
1- عن أبي قَتادةَ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ((إذا دخَلَ أحدُكم المسجدَ، فلا يجلسْ حتى يركعَ ركعتينِ)) (7) .
2- عن جابرٍ رضي الله عنه، قال: ((جاءَ سُلَيك الغَطَفاني ورسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يخطُب، فقال: يا سُلَيك، قم فاركعْ ركعتينِ، وتجوَّز فيهما)) (8) .
ثانيًا: أنَّ تحيةَ المسجدِ لو كانتْ واجبةً لحرُمَ دخولُ المسجدِ على المُحدِثِ الحدثَ الأصغرَ حتَّى يتوضَّأَ، ولا قائلَ به (9) .
الفَرعُ الثاني: سُقوطُ تحيَّةِ المسجدِ بصَلاةِ الفريضةِ
مَن دخَلَ المسجدَ وقد أُقيمتِ الصلاةُ، أو وَجَد الإمامَ في الصلاةِ، فلا يَشتغِل بتحيةِ المسجدِ، وتَسقُطُ عنه (10) .
الدَّليل من الإجماع:
نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ تيميَّة (11) ، وابنُ حَجرٍ (12) .
الفرعُ الثالث: مشروعيَّةُ تدارُكِ الركعتينِ لِمَن قعَدَ قبلَ أن يُصلِّي
تحيَّة المسجدِ لا تسقُطُ بالجلوسِ، وهو قولُ جمهورِ العلماءِ من الحنفيَّة (13) ، والمالكيَّة (14) ، والحنابلة (15) .
الدليل من السُّنَّة:
عن جابرٍ رضي الله عنه، قال: ((جاءَ سُلَيكٌ الغطفانيُّ يومَ الجُمُعة ورسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يخطُب، فقال: يا سُلَيكُ، قم فاركعْ ركعتينِ وتجوَّزْ فيهما)) (16) .
الفَرعُ الرابع: تحيَّةُ المسجدِ الحرامِ
المسألةُ الأولى: مَن دَخَلَ المسجِدَ الحرامَ فطافَ
مَن دخَلَ المسجدَ الحرامَ فطافَ، فإنَّ طوافَه يُعَدُّ تحيةً له، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحنفيَّة (17) ، والمالكيَّة (18) ، والشافعيَّة (19) ، الحنابلة (20) .
الدليل من السُّنَّة
عن عائشةَ رضي الله عنها: ((أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين قدِمَ مكَّةَ كان أوَّلَ شيءٍ بدأ به حين قدِمَ أنه توضَّأَ، ثم طافَ بالبيتِ)) (21) .
وجه الدلالة:
أنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل المسجدَ الحرام للطوافِ، ولم يصلِّ التَّحية (22) .
المسألةُ الثانية: مَن دَخَل المسجدَ لغير الطواف
مَن دخَلَ المسجدَ الحرامَ لا للطَّوافِ، وإنَّما للصلاةِ أو للعِلم مثلًا، فهذا يَبقى المشروعُ في حقِّه أنْ لا يجلسَ حتى يُصلِّيَ ركعتينِ، وهذا ما ذَهب إليه الحنفيَّة (23) ، والمالكيَّة (24) ، واختاره ابنُ عُثَيمين (25) , وبه أفتتِ اللَّجنةُ الدَّائمة (26) .
الدليل من السُّنَّة
عن أبي قَتادةَ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ((إذا دخَلَ أحدُكم المسجدَ، فلا يجلسْ حتَّى يركعَ ركعتينِ)) (27) .
وجه الدلالة:
عمومُ قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إذا دخَلَ أحدُكم المسجدَ))، فإنَّه يشمَلُ المسجدَ الحرامَ (28) .

الفَرعُ الخامس: تحيَّةُ المسجدِ في أوقاتِ النَّهي
سيأتي بحثُها عندَ بحثِ صلاةِ ذواتِ الأسبابِ في أوقاتِ النهيِ.

---

wQghmE jpd~QmA hgls[]A

[شريف حمدان]