أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات



الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: مستودع مواد غذائية بالجملة (آخر رد :حسين دراز)       :: صلاة الفجر الخميس 10-10-2024 - للشيخ أحمد عبدالحي عبدالباقي - بمسجد الرضوان بتناغه (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عمر الكسواني من الأقصى - الخميس 7 ربيع2 (4) 1446 (آخر رد :شريف حمدان)       :: أذان الفجر يرفعه بلال أبو الضبعات من الأقصى - الخميس 7 ربيع2 (4) 1446 (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله القرافي 7 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ محمد برهجي 6 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالله البعيجان 6 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ الوليد الشمسان 7 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة العشاء للشيخ بدر التركي 6 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ بدر التركي 6 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع طويلب علم مبتدئ مشاركات 0 المشاهدات 480  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 11 / 06 / 2015, 36 : 08 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي


البيانات
التسجيل: 21 / 01 / 2008
العضوية: 19
المشاركات: 30,241 [+]
بمعدل : 4.95 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 295
طويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the rough
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 19
عدد المشاركات : 30,241
بمعدل : 4.95 يوميا
عدد المواضيع : 18039
عدد الردود : 12202
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
القُنوتُ في الوتر


تمهيدٌ: تعريفُ القنوتِ
أولًا: القُنوت لُغة:
القنوتُ يُطلَقُ على الدُّعاءِ، والقِيامِ، والخضوعِ، والسُّكونِ، والسُّكوتِ، والطَّاعةِ، والصَّلاةِ، والخُشوعِ، والعِبادةِ، وطُولِ القيامِ، وأصْل (قنَت) يدلُّ على طاعةٍ وخيرٍ في دِين (1) .
ثانيًا: القُنوتُ اصطلاحًا
هو الدُّعاءُ في الصَّلاةِ في مَحلٍّ مخصوصٍ من القيامِ (2) .
المسألةُ الأولى: حُكمُ القنوتِ في صَلاةِ الوِترِ
يُشرَعُ القنوتُ في الوترِ، وهذا مذهبُ جمهورِ الفقهاءِ (3) : الحنفيَّة (4) ، والشافعيَّة (5) ، والحنابلة (6) ، وروايةٌ عن مالك (7) .
الأدلَّة:
أولًا: من السُّنَّة
عن الحسنِ بن عليٍّ رضي الله عنهما، أنَّه قال: ((عَلَّمني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلماتٍ أقولهنَّ في قُنوتِ الوِترِ: اللهمَّ اهْدِني فيمَن هدَيْت، وعافِني فيمَن عافَيْت، وتولَّني فيمَن تولَّيْت، وباركْ لي فيما أَعطَيْت، وقِني شَرَّ ما قَضَيْت؛ فإنَّك تَقْضِي ولا يُقْضَى عليك، وإنَّه لا يَذلُّ مَن والَيْت، تباركتَ ربَّنا وتَعالَيْت)) (8) .
ثانيًا: مِن الآثار (9)
1- عن إبراهيمَ، عن عَلقمةَ، قال: (إنَّ ابنَ مسعودٍ وأصحابَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانوا يَقنُتونَ في الوترِ قبلَ الرُّكوعِ) (10) .
2- عن عبدِ الرحمنِ بنِ الأسودِ، عن أبيه، قال: (كان ابنُ مسعودٍ لا يَقنُتُ في شيءٍ من الصَّلواتِ إلَّا في الوتر قبلَ الركوعِ) (11) .
المَسألةُ الثانية: وقتُ قنوتِ الوترِ
يُشرَعُ القُنوتُ في الوترِ (12) في جميعِ السَّنةِ (13) ، وهذا مذهبُ الحنفيَّة (14) ، والحنابلة (15) ، ووجهٌ عندَ الشافعيَّة (16) قوَّاه النوويُّ (17) ، وبه قالتْ طائفةٌ من السَّلفِ (18) ، واختارَه ابنُ حزمٍ (19) ،واختارَه ابنُ باز (20) ، وابنُ عُثَيمين (21) ، والألبانيُّ (22) .
الأدلَّة:
أولًا: من السنة
عن الحسنِ بن عليٍّ رضي الله عنهما، أنَّه قال: ((عَلَّمني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلماتٍ أقولهنَّ في قُنوتِ الوِترِ: اللهمَّ اهْدِني فيمَن هدَيْت، وعافِني فيمَن عافَيْت، وتولَّني فيمَن تولَّيْت، وباركْ لي فيما أَعطَيْت، وقِني شَرَّ ما قَضَيْت؛ فإنَّك تَقْضِي ولا يُقْضَى عليك، وإنَّه لا يَذلُّ مَن والَيْت، تباركتَ ربَّنا وتَعالَيْت)) (23) .
وجه الدلالة:
أنَّ الحديثَ لم يخصَّ القنوتَ بوقتٍ دونَ آخرَ.
ثانيَّا: مِن الآثار
عن عَلقمةَ: (أنَّ ابنَ مسعودٍ وأصحابَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانوا يَقنُتونَ في الوترِ قبلَ الرُّكوعِ) (24) .
ثالثًا: أنَّه وترٌ، فيُشرع فيه القنوتُ، كالنِّصفِ الآخِرِ من رَمضانَ (25) .
رابعًا: أنَّه ذِكرٌ يُشرَعُ في الوترِ؛ فيُشرَعُ في جميعِ السَّنَةِ، كسائرِ الأذكارِ (26) .
المَسألةُ الثالثة: التأمينُ خلفَ الإمامِ في قُنوتِ الوترِ
يُشرَعُ التأمينُ خلفَ الإمامِ في قُنوتِ الوترِ، وهو مذهبُ الشافعيَّة (27) ، والحنابلة (28) ، وهو قولٌ للحنفيَّة (29) ، واختاره ابنُ عُثَيمين (30) ، وبه أفتتِ اللَّجنةُ الدَّائمة (31) ، وحُكِيَ فيه الإجماع (32) .
الأدلَّة:
أولًا: من السُّنَّة
عن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قال: ((قنَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شهرًا متتابعًا في الظهرِ والعصرِ والمغربِ والعِشاءِ وصلاةِ الصُّبحِ، في دُبرِ كلِّ صلاةٍ، إذا قال: سمِعَ اللهُ لِمَن حمِدَه من الركعةِ الآخِرة، يدعو على أحياءٍ مِن بني سُليمٍ؛ على رِعْلٍ وذَكوانَ وعُصيَّةَ، ويُؤمِّنُ مَن خَلْفَه)) (33) .
وجه الدلالة:
أنَّه لا فَرقَ بين قُنوتِ النازلةِ وبين قُنوتِ الوترِ؛ لأنَّ الكلَّ دُعاءُ قنوتٍ من الإمامِ في الصلاة جهرًا؛ فيستحبُّ التأمينُ عليه (34) .
ثانيًا: أنَّ الإمامَ إنَّما يَجهرُ بالدعاءِ؛ ليسمعَ المأموم حتَّى يُؤمِّنَ، وإلَّا لم يكُن ثَمَّ فائدةٌ من جهرِه (35) .
المَسألةُ الرابعة: محلُّ القنوتِ في الوترِ
محلُّ القنوتِ في الركعةِ الأخيرةِ مِن الوترِ، بعدَ الركوعِ، ويجوزُ قَبْلَه، وهذا مذهبُ الحنابلةِ (36) ، وبه قالتْ طائفةٌ من السَّلف (37) ، وهو قولُ فُقهاءِ أهلِ الحديثِ (38) ، واختارَه ابنُ حجرٍ (39) ، وابنُ باز (40) , وابنُ عُثَيمين (41) ، وبه أفتتِ اللَّجنةُ الدَّائمة (42) .
الأدلَّة:
أدلَّةُ أفضليَّة القُنوتِ بعدَ الرُّكوعِ
أولًا: من الآثار
1- عن عبدِ الرحمنِ بن عبدٍ القاريِّ؛ أنَّه قال: (خرجتُ مع عُمرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه ليلةً في رمضانَ إلى المسجدِ، فإذا الناسُ أوزاعٌ متفرِّقون؛ يُصلِّي الرجل لنَفْسِه، ويُصلِّي الرجُلُ فيُصلِّي بصلاتِه الرهطُ، فقال عمر: إنِّي أرى لو جمعتُ هؤلاءِ على قارئٍ واحد، لكان أمثلَ، ثم عزَمَ، فجمَعَهم على أُبيِّ بن كعبٍ، ثم خرجتُ معه ليلةً أخرى والناسُ يُصلُّونَ بصلاةِ قارئِهم، قال عُمرُ: نِعمَ البدعةُ هذه، والتي يَنامون عنها أفضلُ مِن التي يقومون - يريد: آخِرَ الليل - وكان الناسُ يقومون أوَّلَه، وكانوا يَلْعَنونَ الكَفرةَ في النِّصفِ: اللهمَّ قاتلِ الكفرةَ الذين يَصدُّونَ عن سَبيلِك، ويُكذِّبون رُسلَك، ولا يُؤمِنون بوعدِك، وخالِفْ بين كلمتِهم، وألْقِ في قلوبِهم الرُّعبَ، وألْقِ عليهم رِجزَك وعذابَك، إلهَ الحقِّ، ثم يُصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَدعو للمسلمين بما استطاعَ من خيرٍ، ثم يَستغفرُ للمؤمنين، قال: وكان يقولُ إذا فرغَ مِن لَعْنه الكفرةَ وصلاتِه على النبيِّ واستغفارِه للمؤمنينَ والمؤمناتِ ومسألتِه: اللهمَّ إيَّاك نَعبُدُ، ولك نُصلِّي ونَسجُد، وإليكَ نَسعَى ونَحفِد، ونرجو رحمتَك ربَّنا، ونخاف عذابَك الجِدَّ؛ إنَّ عذابَك لِمَن عاديتَ مُلحِق، ثم يُكبِّر ويَهوي ساجدًا) (43) .
وجه الدلالة:
في قوله: (ثم يُكبِّر ويَهوي ساجدًا) أنَّ دعاء القنوت في الوترِ كان بعدَ الركوع؛ فلوَ كان الدعاءُ بعدَ القراءةِ لكبَّر للركوعِ لا للسُّجودِ.
2- عن أبي رافعٍ مولى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: (صلَّيتُ خَلفَ عمرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ، فقَنَتَ بعدَ الرُّكوعِ، ورفعَ يديهِ وجَهَرَ بالدُّعاءِ) (44) .
3- عن أبي عُثمانَ النَّهديِّ عن عُمرَ: (أنَّهُ كانَ يَقنتُ بعدَ الرُّكوعِ) (45) .
4- عن العَوَّامِ بنِ حمزةَ، قال: سألتُ أبا عثمانَ عن القُنوتِ، فقال: بعدَ الركوعِ، فقلتُ: عمَّن؟ فقال: عن أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ (46) .
ثانيًا: القياسُ على ما ثبَتَ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من القنوتِ بعدَ الرَّفعِ من الركوعِ في الفجرِ في قُنوتِ النَّوازلِ (47) .
ثالثًا: أنَّ سماعَ الدُّعاء مناسبٌ لقول العبد: سمِع الله لِمَن حمِدَه؛ فإنَّه يُشرَعُ الثَّناءُ على اللهِ قبلَ دُعائِه، كما بُنِيتْ فاتحةُ الكتابِ على ذلِك؛ أوَّلها ثناءٌ، وآخِرُها دعاء (48) .
أدلَّة جوازِ القنوتِ قبلَ الرُّكوعِ
1- عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه: (سُئلَ عن القنوتِ في صلاةِ الصُّبحِ، فقال: كنَّا نَقنُتُ قبلَ الركوعِ وبَعدَه) (49) .
2- عن عَلقمةَ: (أنَّ ابنَ مسعودٍ وأصحابَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانوا يَقنُتونَ في الوترِ قبلَ الركوع) (50) .
المسألةُ الخامسة: الأدعية الواردةُ في دُعاءِ القُنوتِ
1- عن الحسنِ بن عليٍّ رضي الله عنهما، أنَّه قال: ((عَلَّمني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلماتٍ أقولهنَّ في قُنوتِ الوِترِ: اللهمَّ اهْدِني فيمَن هدَيْت، وعافِني فيمَن عافَيْت، وتولَّني فيمَن تولَّيْت، وباركْ لي فيما أَعطَيْت، وقِني شَرَّ ما قَضَيْت؛ فإنَّك تَقْضِي ولا يُقْضَى عليك، وإنَّه لا يَذلُّ مَن والَيْت، تباركتَ ربَّنا وتَعالَيْت)) (51) .
2- عن عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه: ((أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - كان يقولُ في آخِر وترِه: اللهمَّ إنِّي أعوذُ برِضاك من سخطِك، وبمعافاتِك من عقوبتِك، وأعوذ بكَ مِنك، لا أُحصي ثناءً عليك، أنتَ كما أثنيتَ على نفْسِك (52) )) (53) .
3- عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ: (...وكان الناسُ يقومون أوَّلَه، وكانوا يَلْعَنونَ الكَفرةَ في النِّصفِ: اللهمَّ قاتلِ الكفرةَ الذين يَصدُّونَ عن سَبيلِك، ويُكذِّبون رُسلَك، ولا يُؤمِنون بوعدِك، وخالِفْ بين كلمتِهم، وألْقِ في قلوبِهم الرُّعبَ، وألْقِ عليهم رِجزَك وعذابَك، إلهَ الحقِّ، ثم يُصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَدعو للمسلمين بما استطاعَ من خيرٍ، ثم يَستغفرُ للمؤمنين، قال: وكان يقولُ إذا فرغَ مِن لَعْنه الكفرةَ وصلاتِه على النبيِّ واستغفارِه للمؤمنينَ والمؤمناتِ ومسألتِه: اللهمَّ إيَّاك نَعبُدُ، ولك نُصلِّي ونَسجُد، وإليكَ نَسعَى ونَحفِد، ونرجو رحمتَك ربَّنا، ونخاف عذابَك الجِدَّ؛ إنَّ عذابَك لِمَن عاديتَ مُلحِق، ثم يُكبِّر ويَهوي ساجدًا) (54) .
4- عن عطاءٍ: (أنَّه سمِعَ عُبيدَ بنَ عُمَيرٍ يأثُرُ عن عُمرَ بنِ الخطَّابِ في القنوتِ (في الوتر) أنَّه كان يقولُ: اللهمَّ اغفرْ للمؤمنين والمؤمناتِ، والمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبِهم، وأصلِحْ ذاتَ بينهم، وانصُرْهم على عدوِّك وعدوِّهم، اللهمَّ الْعنَ كَفرةَ أهلِ الكتابِ الذين يُكذِّبونَ رُسلَك ويُقاتلون أَولياءَك، اللهمَّ خالِفْ بين كلمتِهم، وزَلْزِلْ أقدامَهم، وأَنْزِلْ بهم بأسَك الذي لا تَردُّه عن القومِ المجرمِينَ، بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، اللهمَّ إنَّا نَستعينُك ونَستغفِرُك، ونُثني عليكَ ولا نَكفُرك، ونَخْلَعُ ونَترُك مَن يَفْجُرك، بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، اللهمَّ إيَّاك نَعبُد، ولكَ نُصلِّي ونَسجُد، وإليك نَسعَى ونَحفِد، نَرجو رَحمتَك ونخافُ عذابَك؛ إنَّ عذابَك بالكفَّارِ مُلحِق) (55) .
المسألةُ السادسة: رفْعُ اليدينِ في دُعاء القُنوتِ
يُستحبُّ رفْعُ اليدينِ في دُعاءِ القنوتِ، وهذا مذهبُ الشافعيَّة على الصَّحيح (56) ، والحنابلة (57) ، وروايةٌ عن أبي يُوسفَ (58) ، وبه قالتْ طائفةٌ من السَّلفِ (59) ، واختارَه ابنُ باز (60) ، وابنُ عُثَيمين (61) ، والألبانيُّ (62) ، وبه أفتتِ اللَّجنةُ الدَّائمة (63) .
الأدلَّة:
أولًا: من السُّنَّة
1- عن عبدِ الرحمنِ بنِ سَمُرةَ رضي الله عنه، قال: ((كنتُ أَرْتمي بأَسهمٍ لي بالمدينةِ في حياةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذ كسفَتِ الشمسُ فنبذتُها، فقلتُ: والله، لأنظرنَّ إلى ما حدَثَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في كسوفِ الشَّمسِ، قال: فأتيتُه وهو قائمٌ في الصَّلاةِ، رافعًا يديه، فجَعَل يُسبِّحُ ويُهلِّلُ ويُكبِّر، ويدعو حتى حُسِرَ عنها، فلمَّا حُسِرَ عنها قرأَ سورتين، وصلَّى رَكعتينِ)) (64) .
وجه الدلالة:
أنَّ رفْعَ اليدينِ في الدُّعاءِ في الصَّلاةِ يدلُّ على مشروعيَّة رفْعِ اليدينِ في القنوتِ (65) .
2- عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه في قِصَّة القُرَّاء وقتْلهم، قال: ((لقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّما صلَّى الغداةَ رفَعَ يَديهِ يَدْعو عليهم، يَعني: على الذين قَتلوهم)) (66) .
وجه الدلالة:
أنَّ رفْع اليدينِ في الحديثِ وإنْ كانَ في قنوتِ النوازلِ إلَّا أنَّ قنوتَ الوترِ مِن جنسِ قنوتِ النوازلِ (67) .
3- عن أبي هُرَيرَة رضي الله عنه، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّه قال: ((إنَّ الله تعالى طيِّبٌ لا يَقبَلُ إلَّا طيِّبًا, وإنَّ اللهَ أمرَ المؤمنين بما أمَرَ به المرسلين، فقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا [المؤمنون: 51]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة: 172]، ثم ذَكَر الرجلَ يُطيلُ السَّفر أشعثَ أغبرَ، يمدُّ يديه إلى السَّماء: يا ربِّ، يا ربِّ، ومطعمُه حرامٌ، ومَشرَبُه حرامٌ، ومَلبَسُه حرامٌ، وغُذِيَ بالحرامِ؛ فأنَّى يُستجابُ لذلك؟!)) (68) .
4- عن سلمانَ الفارسيِّ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: ((إنَّ اللهَ حييٌّ كريم؛ يَستحيي إذا رفَعَ الرجُلُ إليه يَديهِ أن يَردَّهما صفرًا خائِبتَينِ)) (69) .
وجه الدَّلالة من الحديثينِ:
أنَّ قُنوتَ الوترِ دعاءٌ؛ فيَدخُلُ في عمومِ النصوصِ التي فيها استحباب رفْعِ اليدينِ عندَ الدُّعاءِ ما دام أنَّه لم يرِدْ فيه ما يدلُّ على منْعِ رفْعِ اليدينِ (70) .
ثانيًا: أنَّ عددًا من الصَّحابةِ رضي الله عنهم رفَعوا أيديَهم في القنوتِ (71) :
فعن أبي رافعٍ مولى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: (صلَّيتُ خَلفَ عمرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللَّهُ عنهُ، فقَنَتَ بعدَ الرُّكوعِ، ورفعَ يَديهِ وجَهَرَ بالدُّعاءِ) (72) .
المَسألةُ السابعة: مَسْحُ الوجهِ باليدينِ بعدَ الفراغِ من القنوتِ
لا يُشرَعُ مَسْحُ الوجهِ باليدينِ بعدَ الفراغِ مِنَ الدُّعاءِ في القنوتِ (73) ، وهذا مذهبُ الشافعيَّة على الصَّحيحِ (74) ، ونصَّ عليه مالكٌ (75) ، وهو قولٌ للحنفيَّة (76) ، وروايةٌ عن أحمدَ (77) ، واختارَه الآجُريُّ (78) ، وابنُ تَيميَّة (79) ، وابنُ باز (80) ، وابنُ عُثَيمين (81) ، وبه أفتتِ اللَّجنةُ الدَّائمة (82) .
وذلك للآتي:
أولًا: أنَّه عملٌ لم يثبتْ فيه خبرٌ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ (83) .
ثانيًا: أنَّ النُّصوصَ الثابتةَ في رفْعِ الأيدي للدُّعاءِ كثيرةٌ جدًّا، ولم ترِدْ واقعةُ المسحِ في شيءٍ منها (84) .
ثالثًا: أنَّه لم يثبُتْ عن أحدٍ من الصحابةِ مسْحُ الوجهِ باليدينِ بعدَ الدُّعاءِ، ويَبعُدُ انتشارُ سُنَّة بينهم ثُمَّ لا تُنقَلُ إلينا، لا سيَّما وهي من السُّننِ الظاهرة، وهذا يُقوِّي عدمَ المشروعيَّة (85) .
رابعُا: أنَّه دعاءٌ في صلاةٍ؛ فلم يستحبَّ مَسْحُ وجهِه فيه كسائرِ الأدعيةِ في الصَّلاةِ (86) .
المسألةُ الثامنة: الصَّلاةُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعدَ القُنوتِ
يُسنُّ الصَّلاةُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعدَ الفراغِ من دُعاءِ القُنوت، وهو الصَّحيحُ من مذهبِ الشافعيَّةِ (87) ، ومذهبِ الحنابلةِ (88) ، وقولٌ عندَ الحنفيَّةِ (89) .
الأدلة مِن الآثار
1- أثَر أُبيِّ بن كَعبٍ كما في حديثِ عبد الرحمنِ بن عَبدٍ القاريِّ، قال: (...وكانوا يَلْعَنونَ الكَفرةَ في النِّصفِ: اللهمَّ قاتلِ الكفرةَ الذين يَصدُّونَ عن سَبيلِك، ويُكذِّبون رُسلَك، ولا يُؤمِنون بوعدِك، وخالِفْ بين كلمتِهم، وألْقِ في قلوبِهم الرُّعبَ، وألْقِ عليهم رِجزَك وعذابَك، إلهَ الحقِّ، ثم يُصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَدعو للمسلمين بما استطاعَ من خيرٍ، ثم يَستغفرُ للمؤمنين، قال: وكان يقولُ إذا فرغَ مِن لَعْنه الكفرةَ وصلاتِه على النبيِّ واستغفارِه للمؤمنينَ والمؤمناتِ ومسألتِه: اللهمَّ....) (90) .
2- أثر مُعاذٍّ الأنصاريِّ رضي الله عنه (91) : (أنَّه كان يُصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في القُنوتِ) (92) .
المَسألةُ التاسعة: ما يُجتنبُ في دعاءِ في القُنوتِ
يَنبغي للإمامِ أن يجتنبَ في دُعاءِ القنوتِ عِدَّة أمور؛ منها:
- المُبالَغة في رفْعِ الصَّوتِ بالدُّعاء (93) .
- رفْع الصَّوتِ بالبُكاء (94) .
- تَكلُّف السَّجع (95) .
- الإطالَة على الناسِ في دُعاءِ القُنوت (96) .

hgrEk,jE td hg,jv










عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018