07 / 11 / 2013, 32 : 12 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.85 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام لا تقولوا الباطل ! أخذ الله العهد على العلماء ومن يتصدى للدعوة أن لا يكتموا العلم ، ويبينوه للناس ، ولا يخشوا أحدا إلا الله ، وقد كان شرار أهل الكتاب علماؤهم ورهبانهم بما يكتمون من البينات وبما يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ، وفضل الله هذه الأمة فجعل علماءها خيارها ، فأعطوا الكلمة حقها ورعوها حق رعايتها ، والأمثلة في تاريخنا كثيرة ، جاء في ترجمة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أن أبا جعفر الأنباري قال له عندما امتحن ليقول بأقوال المعتزلة الباطلة : ( يا هذا أنت اليوم رأس والناس يقتدون بك ، فوالله لئن أجبت إلى خلق القرآن ليجيبن خلق ، وإن أنت لم تجب ليمتنعن خلق من الناس كثير ، ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك فإنك تموت ، ولابد من الموت ، فاتق الله ولا تجب فجعل أحمد يبكي ويقول : ما شاء الله ) [سير أعلام النبلاء 11/2] . وجاء أيضاً : قال المروذي : يا أستاذ إن الله قال [ ولا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ] ، قال : يا مروزي اخرج فانظر ، فخرجت إلى رحبة دار الخلافة ، فرأيت خلقاً لا يحصيهم إلا الله ، والصحف في أيديهم والأقلام والمحابر ، فقال لهم المروذي : ماذا تعملون ؟ قالوا : ننظر ما يقول أحمد ونكتبه ، فدخل فأخبره ، فقال : يا مروذي : أضلُّ هؤلاء كلهم . أراد هذا الإمام المبجل أن يضحي بنفسه ولا يفسد عقائد الناس لأنه متبع ومقتدى به ، وبعض من يقتدي بهم اليوم من الدعاة ، وفى غمرة فقدان الوعي الشامل والاجتهاد الدعوي الصائب يقعون في ما استطاع الإمام أحمد أن يبتعد عنه ، سواء بتزكية من لا يستحق التزكية ، أو بتبرير لأوضاع غير سليمة ، فيتبعهم الناس ويؤملون الخير ويستبشرون ، ولكن آمالهم تخيب بعدئذ . وإذا كنا نحن المسلمين مأمورين بقول الحق في تقويم الناس ، وأن نعدل حتى في لحظات الغضب والشنآن ؛ فهذا في معرض التقويم الشامل فنقول عن الشجاع شجاع ولو كان كافرا أو فاسقا ، ونقول عن فلان أنه خدم بلاده وأفادها من ناحية دنيوية في معرض الاعتراف بالواقع ، وهذا كله عندما تكون الصورة واضحة في أذهان الناس ولا نلبس عليهم أمور دينهم . ونحن نعلم أنه لا أحد يكره أمثال هؤلاء الدعاة على أقوال تحسب على الإسلام والمسلمين وهى ليست بذاك ، وقد يظنون أن هذا فيه مصلحة للدين ولكن الحقيقة أن مفسدتها أكثر من مصلحتها . ولذلك نقول لهؤلاء مخلصين مشفقين : إذا كنتم لا تستطيعون قول الحق فلا تقولوا الباطل ، وذاك أضعف الإيمان . محمد العبدة - مجلة البيان -جمادى الآخرة - 1409
gh jr,g,h hgfh'g !
|
| |