![]() | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
![]() |
![]() |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 1 | المشاهدات | 1101 | ![]() ![]() ![]() | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
![]() | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح الصفوية والصوفية .. خصائص وأهداف مشتركة [14] الخرافات والأساطير:الأسطورة: يطلق على الأسطورة اصطلاحاً (الميثولوجيا). ومعناها العام: ملحمة أو قصة تدور حول تأريخ الشعوب القديمة وعقائدهم الدينية وعاداتهم وتقاليدهم وأمجادهم. أو تتحدث عن شخصيات تأريخية حقيقية كانت أو وهمية لها أثر مباشر في توجهاتهم الاجتماعية والثقافية. وتنسب لهم عادة صفات مميزة وأعمالاً بطولية وقوى خارقة من وحي الخيال، لا تتوافق مع منطق العلم أو الحقائق التأريخية. وقد تتخذ أحياناً شكل حكايات شعبية وفلكلورية يستمتع بها الناس وتترك فيهم أثراً طيباً. تتضمن الأساطير كذلك بعداً وعمقاً فلسفياً أو أدبياً أو دينياً أو اجتماعياً. ويمكن تقسيم الأساطير من ناحية المضمون إلى: أساطير دينية: وهي التي تتعلق بالآلهة مثل ما هو موجود في الأساطير اليونانية والإغريقية والهندية والصينية. كالإلياذة والأوذيسة وأفروديت آلهة الحب. وبعضها قد أستمد أحداثه من الكتاب المقدس كالطوفان وقصة الخليقة ثم ألحقت به إضافات أخرى. أساطير سياسية: وتضفي هالة من البطولات على الملوك والأمراء والسلالات الحاكمة والشخصيات الوطنية، كأسطورة شمشون وسمير أميس والأساطير الفارسية بشكل عام التي تعظم الملوك وتعتبرهم من سلالة السماء. أساطير شعبية: الغرض منها الحث على التحلي بالقيم والمثل العليا كالشجاعة والكرم والتضحية والأمانة والصدق. مثل سيف بن ذي يزن، وعنترة بن شداد، وأبو زيد الهلالي. وألف ليلة وليلة. وعلي الزيبق. يلاحظ أن الشخصية غالباً ما تكون حقيقية. ولكن الرواة يسبغون عليها مسحة من الخيال لغرض التشويق والإسهاب وأحياناً التشويه والإساءة من قبل الشعوبيين. وغالباً ما تُزين بالأغاني والأناشيد وتطرز بالأمثال والأشعار، بهدف ترسيخ قيم الشجاعة والمفاخرة بالأنساب وزرع بذورها في مخيلة الأجيال والناشئة. أساطير فلسفية: هي محاولات بدائية لتفسير ظواهر الطبيعة وألغازها، أو محاولات التغلب عليها كأسطورة جلجامش، التكوين، سيزيف، حي بن يقظان. وأسطورة ميدوزا آلهة الحكمة، وبروميثيوس. وهي تتضمن عادة جمهرة من الحكم والمواعظ. أساطير ذات بعد نفسي واجتماعي: تحاول تفسير دواخل النفس البشرية وما يختلجها من مشاعر بجانبيها الإيجابي والسلبي. كما تصف الأوضاع الاجتماعية لفترة محدودة، كأسطورة أوديب وحكاية أبو القاسم البغدادي. لذا يمكن أن نستنتج أن محاور الأساطير: (الآلهة) كما هو الحال في أساطير اليونان. و(الملوك) كأسطورة سمير آميس وسيف بن ذي يزن، و(الحيوانات) كما عليه في كليلة ودمنة وبجاسوس- الحصان المجنح - والسنتو- نصفه بشر والنصف الآخر حصان - وحوريات البحر- نصف بشر ونصف سمكة-. أو (شخصيات شعبية) كعنترة وعلي الزيبق وأبو زيد الهلالي. أما الخرافة: فإنها أحاديث تُسرد للصبيان، وهي من نسج الخيال الخصب. تمتاز بالإيجاز وتلاحق الأحداث، مع استخدام السحر والطلاسم والعفاريت والغول. وهي تمثل الصراع بين قوى الخير والشر، وغالباً ما تكون خارج البعدين الزماني والمكاني، فتبدأ مثلا بجملة (كان ياما كان في قديم الزمان). وتنتهي (وعاشوا عيشة سعيدة، ورزقوا بالصبيان والبنات، أو توته توته وخلصت الحتوته). كلمة الخرافة بشخص يدعى خرافة من بني عذرة، فقد غاب عن قومه لفترة طويلة مدعياً بأن الجن اختطفته! وكان يروي لقومه أحاديث مملحة عما جرى له مع الجان وهم يستهوون حكاياته. وهناك خرافات أخرى تتعلق بتقاليد اجتماعية هي خارج مبحثنا. من خلال هذا العرض المبسط نجد أن الخرافات والأساطير تنبع من رافد واحد وهو اللاعقلانية، ورغم أنهما ممتعتان من ناحية التشويق والإثارة، لكنهما مدمرتان إذا اجتمع فيهما (الدين أو السياسة) بحيث يُسخر الأول لخدمة الثاني، وذلك لشدة تأثيرهما على الناس سيما العوام والأطفال، ولأنها تتناقل بين الأجيال تاركة أثراً قوياً في نفسية المستمع. خطورة تسخير الدين لأغراض سياسية أو مزايا دنيوية تتعارض مع الدين نفسه، وتتجلى بوضوح في العقيدتين الصفوية والصوفية، حيث تضم أمهات مراجعهم عدداً هائلاً من القصص والأحاديث الخرافية. ولأن الحكايات الخرافية تخص الأطفال وليس لها هدفاً سياسياً أو دينياً، لذا لا مندوحة لنا من وصف الأحاديث الصفوية والصوفية بوصف آخر. ربما الدجل والتدليس والكذب ينطبق عليها أكثر من كلمة الخرافة. ومن المؤسف أن يكون من ضحايا الدجل والتدليس الذات الإلهية المقدسة والنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والأئمة والشيوخ أنفسهم. فقد نُسبت لهم خوارق ومعاجز تصلح كقصص للأطفال، وليس كمناهج لعقيدة سماوية. إنك لا تجد مبرراً لسردها أكثر من محاولات للانحراف بالعقيدة الرئيسة إلى منحدرات وعرة يصعب اجتيازها. وإلا فما حاجتنا الى معجزات تنسب للأئمة والشيوخ؟ أليس إضفاء هذه الأكاذيب على الأئمة والشيوخ يؤكد فساد العقيدتين؟ وأن هناك وراء الأكمة أهدافاً خفية لا يمكن تفسيرها إيجابياً. مثلاً: هل طيران الشيوخ، وطي المسافات، والمشي على النار، وثقب الأجساد، وعروج الأئمة للسماء، وعلمهم بما كان وسيكون، قد أفادت المسلمين بشيء في دنياهم؟ هل احترامنا وإعجابنا بهم يعتمد على تلك الخوارق والمعاجز؟ هل كانوا يعانون من مركب النقص في شخصياتهم وفي حياتهم مما استدعى فبركة تلك الأحاديث؟ ولماذا الإصرار على إبقائها في أمهات كتبهم المطبوعة حديثاً، وعدم وجود محاولة جادة لتشذيب وتطهير تلك المراجع من تلك القاذورات؟ ألا يعني كل هذا أنهم يضمرون شراً للإسلام، وأن نواياهم غير سليمة البتة؟ الأنكى من هذا وذاك أن الصفويين والمتصوفة عندما يحاججهم البعض حول هذه الأكاذيب يدعون أنها مدسوسة على الأئمة والشيوخ، ويتنصل البعض منها مدعياً بأنها من أحاديث القدماء، ولا يؤخذ بها حالياً. لكن مع هذا تراهم يستشهدون بها عند الضرورة ولا يشطبوها من كتبهم المطبوعة حديثاً! وعندما تأتيهم بأحاديث أئمتهم وأقطابهم التي لا تتوافق مع الدين ولا مع العلوم ولا حتى المنطق السليم. سيجيبون أنهم لا يعنون ذلك! ويتخذون من التأويل مخرجاً لإحراجهم، وتبرير زلات شيوخهم. الحقيقة أن بعض الأحاديث والروايات في أمهات مراجعهم حري إدخالها في باب الطرائف والمهازل. فهي مهزلة لمن رواها، ومهزلة لمن دونها وطبعها، ومهزلة لمن قرأها وآمن بها .. مهازل يمكن أن تُنسب بجدارة إلى أشهر الكذابين القدامى كأبي مسليمة وسجاح والأسود العنزي، ومنها ما يمكن إدخالها في باب النوادر كنوادر جحا وبهلول. وهذه بعض من تخاريف الصفويين. فقد ذكر الكليني نقلاً عن يحي بن أكثم أنه بينما كان يطوف بقبر النبي صلى الله عليه وسلم رأى الإمام الرضا فناظره، وأراد أن يسأل الإمام عن أمر ما، لكنه خجل! فإذا بالإمام يمارس فن الباراسيكولوجي ويفاجئه بالقول: أردت سؤالي عن الإمام؟ قال يحيى: والله هو هذا! فأجابه الإمام: أنا هو. فقال له: ما العلامة فيك؟ فإذا بعصا الإمام تحدثه بفضول: إنه مولاي إمام هذا الزمان، وهو الحجة". [راجع أصول الكافي1/353] إذن العصا تتحدث! كما ورد في (تفسير الفرات/13) بأن: "سبب إخراج آدم من الجنة لم يكن الأكل من الشجرة المحرمة! وإنما لأنه حسد النبي صلى الله عليه وسلم وعلياً والحسن والحسين". عجباً! آدم عليه السلام يحسد النبي لأنه نبي وهو ابنه؟! حسناً سنبلعها! لكن على ماذا يحسد علي والحسن والحسين؟ أولاً: هو نبي وهما أئمة، والنبوة أعلى درجة من الإمامة! ثانياً: هم من خلفه فهل يحسد الأب أبنائه؟ إن كان يحسدهما في الدنيا فإنهما لم يحققا حلمهما في الخلافة، وإن كان في الآخرة فآدم نبي والأنبياء مصيرهم الجنة، أما الأئمة فالعلم عند الله فقط. ومن التخاريف: نجد أن الإمام الحسن يمارس مهنة الطب (الجراحة التناسلية) بتغيير الجنس! فقد جاء إليه رجل شامي مع زوجته ذاكراً له كلاماً خاصاً! ثم سأل الإمام بتهكم أن يثبت دعواه بالمعاجز، وذلك بأن يحوله الى امرأة، ويحول زوجته إلى رجل! غضب الإمام غضباً شديداً من سخريته ودندن بطلاسم ونظر إليهما. وفجأة تحول الشامي الى امرأة وضعت يدها على وجهها حياءً وهربت، ثم أقبلت امرأته بصورة رجل، وأخذا بعضهما وذهبا. وبعد مدة عاد الاثنان بصحبة طفل لهما واعتذرا من الحسن عن فعلهما فأعادهما إلى طبيعتهما! ولم يتحفنا الكاتب بالنهاية المألوفة لقصص ألف ليلة وليلة وعاشا عيشة سعيدة! [مدينة المعاجز لعبد الحسين دستغيب3/260]، وهناك مئات القصص على هذه الشاكلة. ومن طرائف الصفوية:أن الغوث عبد الله اليافعي يذكر عن أحد الشيوخ تمتعه بنفس قدرة الإمام الحسن بتغيير الجنس. حيث جاء الشيخ رجل يطلب أن تولد زوجته ولداً، فطالبه الشيخ بمائة دينار، وبعد مدة رجع الرجل للشيخ وقال له بأن امرأته ولدت أنثى! فقال الشيخ: لأن المبلغ كان أقل من مائة دينار! فذهب الرجل وأتى بالنقد ليكمل المبلغ وأعطاه للشيخ. فقال له الشيخ: اذهب فقد أوفينا لك كما أوفيت لنا. فعاد الرجل إلى منزله ليجد ولداً محل الأنثى! [نشر المحاسن الغالية/22]. وجاء عن المجلسي حديث لزين العابدين بأن رفض النبي يونس عليه السلام لولاية الإمام علي وخلفه بحجة عدم معرفتهم، كان سبباً لسخط الرب عليه فأوحى للحوت أن يلتقمه. ويكمل لنا الحوت الرواية بقوله: "فمكث في بطني أربعين يوماً يطوف معي البحار في ظلمات ثلاث وينادي: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قد قبلت ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، والأئمة الراشدين من ولده". بعد أن اعترف النبي بخطئه، واعترف بالولاية، أمر الله الحوت أن يقذفه للبر. ويستطرد زين العابدين القول: "ارجع أيها الحوت إلى وكرك واستوى الماء" [بحار الأنوار61/53]. عجباً هل للحوت وكر؟ الوكر (جمعه أوكر وأوكار) يعني عش الطائر سواء كان على شجرة، أو في جبل، أو خرق في حائط. يقول الشاعر: كأن فؤادي حين جدٌ مسيرها *** جناح غراب رام نهضا إلى الوكر هكذا عُرف الوكر في لسان العرب ومختار الصحاح والمعجم الوسيط وتاج العروس وقاموس المعاني وغيرها. وأستعيرت الكلمة بشكل ظالم لتطلق على المكان الذي يختبيء فيه اللصوص والجواسيس. وشتان بين الطيور واللصوص والجواسيس. قد قبلنا بـ(موبي ديك – الحوت - الناطق)! فمن أين أتى زين العابدين بالوكر؟ ننتقل من حوت زين العابدين ووكره إلى فيل الباقر الطائر. ولدينا طرفة عراقية مفادها أن معلماً سأل تلميذاً: هل الفيل يطير؟ فأجابه: نعم. قال المعلم: أي حمار قال لك هذا؟ قال التلميذ أبي وهو مسئول كبير في أمن الدولة! فرد المعلم متلعثما: هذا صحيح لكنه يطير واطئاً لكبر حجمه وثقل وزنه. وفي الرواية الصفوية عن شاذان بن عمر، أخبره جابر الجعفي بأنه رأى مولاه الباقر يصنع فيلاً من الطين، وبعد إكماله ركبه - أي الباقر - وطار به إلى مكة ثم عاد! فانبهر شاذان ولم يصدق ما ذكره الجعفي حتى رأى الباقر فسأله عن صحة طيرانه بالفيل؟ فإذا بالإمام يصنع فيلاً ثانياً ويصحب معه شاذان في رحلة طيران ممتعة لم نجدها إلا في أفلام والت دزني! [مدينة العجائز5/10]. نتساءل بعجب:ألا يستحي هؤلاء الحمقى من رجال الدين ليروجوا هذه الأكاذيب؟ ألا يدل ذلك على حماقة أتباعهم الذين تنطلي عليهم هذه الأكاذيب؟ هل نحتاج لفيل طائر لنحب شخص الباقر؟ لماذا لم يصنع جده الإمام الحسين فيلاً ويطير به إلى كربلاء ويقاتل به بدلاً من التماس الرحمة والعفو من أعدائه؟ ولماذا لم يركب الرضا الفيل الطائر في رحلته إلى طوس؟ ولماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يرحل ماشياً أو راكباً دابة وليس فيلاً طائراً؟ أخزاكم الله كم افتريتم على هؤلاء الأئمة الأجلاء. والويل لكم من عذاب الله وسخطه. ومن فيل الباقر الطائر ننتقل إلى الحمار الفهامة النسابة! ومصيبة هذه الخرافة إنها نسبت للإمام علي، وهذا أمر شائن لا يقبله محب للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لصهره. حيث ادعى الإمام علي بأن عفير خاطب النبي صلى الله عليه وسلم - لم يحدد هل تحدث الحمار باللغة العربية أم بالسريانية أم بالنهيق وفهمه الرسول - حاشاه من هذا الأفك - قال الحمار: "بأبي أنت وأمي (قسم). إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة. فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم، الحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار" [الكافي1/237]، وقصة المفتاح الذي تحول إلى أسد تحير الألباب فعلاً "عن أبي الصامت قال: قلت لأبي عبد الله: أعطني شيئاً ازداد به يقيناً وأنفي به الشك عن قلبي، فقال لي: هات ما معك، وكان في كمي مفتاح، فناولته، فإذا المفتاح أسد! ففزعت منه، ثم قال: نح وجهك عني ففعلت، فعاد مفتاحاً" [الثاقب في المناقب/422]. وكذلك حال المتصوفة، فقد فسروا تخريفات شيوخهم على أنها كرامات ونسبوا حديثاً كاذباً للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه: "حيض الرجال الكرامات". حتى الحيض صار من سمات الرجال! يعلمنا الشيخ عبد الكريم الجيلي الطرق التي تمكن الشيوخ من المشي على الماء والطيران في الهواء وبقية الكرامات "إن مداومة المرء على الكفر الصريح، وإقلال الطعام والمنام والكلام، وغير ذلك من الرياضيات الصوفية هي سبب حصول هذه الكرامات" [الإنسان الكامل2/14]. إذن الكفر الصريح أحد أسبابها! وبرر(أبو سعيد بن أبي الخير) هذه الكرامات لجماعته عندما سئل عنها بطريقة طريفة: فالمشي على الماء علله بأن الضفادع والطير تمشي على الماء أيضاً. وطيران الشيوخ في الهواء برره بأن ذلك ما تفعله الطيور والحشرات. وذهاب المتصوفة من طرف الأرض للطرف الآخر برره بأن الشيطان في لحظة يفعل نفس الشيء! فهل الشيوخ من فصيلة الشياطين؟ وفي رواية (إبراهيم الرقي) يتحفنا بأنه ذهب للنهر لغرض الطهارة فرأى أسداً نائماً في طريقه فرجع خائفاً، لكن أسدا آخراً اعترضه فبدأ بالصراخ. فإذا بشيخ يخرج من صومعته فجأة ويتواضع أمامه الأسدان بذل وخنوع، فأمسك بأذن كل منهما وعركهما بقوة ووبخهما بقوله: "يا كلاب الله! ألم أقل لكم لا تتعرضوا لضيوفي" [كشف المحجوب/233]. ويلاحظ أن حكايات الأولياء والأئمة مع الحيوانات مستقاة من الحكايات البوذية، كما توجد شبيهات لها في أساطير القديسين في العصور الوسطى، وهي تتجسد في المنحوتات والرسوم الفارسية والهندية القديمة التي عُثر عليها. كما ذكر الشعراوي عن الشيخ الرفاعي عند التجلي "يذوب حتى يكون بقعة ماء، ثم يتداركه اللطف فيجمد شيئاً فشيئاً حتى يرد إلى جسمه المعتاد" [الطبقات/143]. والحمد لله الذي لم يحوله الى حالة غازية كأن يصبح كن يصبح كيتحول سحابة مثلاً! وآخر: "كان يذيب الثلج من حوله لأن تأملاته ملتهبة" [نفحات الأنس/138]. يعني مثل ديناصور الأساطير ينفث ناراً. وذكروا عن الشيخ إبراهيم الجعبري بأنه "كان في مصر وله مريدة تسمع وعظه وهي في السودان"! في وقت لم تخترع فيه الأقمار الصناعية! لدينا نموذج فريد للشيخ البهلوان المتقلب بين صورة بشر وحيوان! أحياناً تجده "جندياً، ثم تدخل عليه فتجده سبعاً، ثم تدخل عليه فتجده فيلاً" [الطبقات2/87]. وهذا الفيل الصوفي يذكرنا بفيل الباقر الصفوي. ولدى المتصوفة أيضاً الشيخ أبو العباس الملثم وقد اختلف القوم في عمر الملثم، فادعى البعض إنه من قوم يونس! ثم سألوه أخيراً بدلاً عن الحيرة في أمره فأجاب" عمري الآن نحو (400) سنة" [الطبقات1/157]، يعني ينطبق عليه قول أشقائنا في الخليج (يا طويل العمر) ولا نعرف عن أي عمر مات الشيخ بعد أن قطع حوالي نصف عمر نبينا نوح عليه السلام هذا إذا لم يزل حياً لحد الآن. ويذكر جلال الدين الرومي [المثنوي4/2102] بأن تلاميذ البسطامي أرادو قتله بعد قوله: "ما في الجبة إلا الله" فَرُدت طعنات سكاكينهم إليهم. مبرراً الأمر بأن العابد الكامل مرآة تعكس صفات الآخرين! ويحدثنا شيخهم تقي الدين السبكي عن شيخه (الإعصار) الشيخ أرسلان بأنه "كان يثب في الهواء ويدور دورات ثم ينزل إلى الأرض على مهل. وما إن يستقر حتى يتكئ على شجرة تين يابسة، فتورق وتخضر وتثمر بعدها تيناً"! [الطبقات1/154]. وجاء عن شيخهم (الطرزان) إبراهيم بن عصيفير بأنه "كان يأتي البلد وهو راكب الذئب أو الضبع" [المصدر السابق]. ويتحدثون عن ولي (السيرك) المروض للأسود حيث كانت زوجته تعامله بقسوة وجفاء. وفي يوم كان غائباً عن بيته، فجاء أحد مريديه إلى البيت، فتحدثت زوجته بسوء على الشيخ أمام المريد. رجع المريد قانطاً وخائباً من وليه السيء. وفي طريقه رأى الولي نفسه ممتطياً أسداً وبيده أفعي يستخدمها كسوط. وعرف المريد بأن ما رآه كان مكرمة للشيخ بسبب صبره على قساوة زوجته! وشيخ آخر (الشيخ الصاعقة) يدعى زون بهار(أو روزبهار) ومن كراماته الصعق في حب الله (لا حول ولا قوة إلا بالله)! وقد وظف كرامته الصاعقة لخدمة الحوامل، حيث تضع الحوامل ما في بطونهن من صعقته! ومن ثم وقع الشيخ بحب امرأة بغي فترك صواعقه وخرقته الصوفية من أجل البغي! [جامع النبهاني2/77]، ولا نعرف كيف كان يضاجع البغي وهو يحمل طاقة نووية مدمرة؟ والشيخ صاحب الكلب الحكيم (يوسف العجمي الكوراني) كان ببصره يجعل الكلاب تستمد منه القوة والحكمة (حكمة من أول نظرة). فقد أبصر يوماً كلباً فانقادت له (أي للكلب) جميع كلاب المدينة خاضعة لأوامره الرشيدة، وصار الناس يهرعون للكلب الصوفي لقضاء حوائجهم، ولما مرض الكلب كانت الكلاب تجتمع للبكاء والعويل عليه، وعندما دفنه الناس كانت الكلاب تزور قبره تستمد منه البركة! [جامع النبهاني2/535]. يعني لو حذفت كلمة (كلب) ووضعت محلها كلمة (شيخ أو إمام) لما اختلف الحال! والشيخ أبو العباس أحمد بن أبي الخير كُشفت له الشمس، حيث رأى ملكين عظيمين لهما مخالب يجران الشمس على عربة من المشرق الى المغرب والعكس! [نشر المحاسن الغالية/76] نظرية جديدة في علم الفلك ربما تنفع العلماء في تفسير ظاهرتي الشروق والغروب. مما ذكر عن الشيخ (سانت كلوز) أحمد بن عبد الله البلخي: أن البعض رآه في مكة عام315 راكباً عجلة من الذهب، والملائكة يجرون العربة في الهواء بسلاسل من ذهب! فقالوا له: إلى أين تمضي؟ فأجاب: إلى أخ من إخواني اشتقت إليه! وآخر يضمن الجنة بثلاثين ديناراً فقط! يالرخص جنة الله عند الشيوخ والأئمة فهي سلعة تباع وتشترى! وذكر الشعراني في طبقاته عن الشيخ (وكيل عقارات الجنة) مدين بن أحمد الأشموني بأن امرأة أعطته ثلاثون ديناراً ليضمن لها الجنة، فأجابها الشيخ أن المبلغ غير كافٍ، لكن المرأة ذكرت له بأنها لا تملك غيره. فجعل الشيخ لها خصماً ورضى بالمقسوم. بعد موت المرأة جاء أولادها للشيخ مطالبين بردٌ المبلغ لأن دخول أمهم الجنة غير مضمون، فجائتهم الأم في الحلم (جميعاً كما يبدو) وقالت لهم: اشكروا لي فضل الشيخ، فإني دخلت الجنة. مبروك عليك الجنة أيتها البائسة ففي العراق دخول الجنة مجاني، يكفي حب الإمام علي عليه السلام لدخولها! حيث توزع في جامعات العراق صكوك الإمام علي لدخول الجنة بلا ثمن! والشعراني يتحفنا برواية أخرى عن الشيخ الكاتب العدلي (ابن أبي حاتم) فقد أعلموه بأن سور طرطوس قد تهدم أحد جوانبه ويحتاج إلى ترميم بكلفة (1000) دينار. فقال الشيخ لأتباعه: من يعمر السور وأضمن الجنة له؟ فوافق رجل أعجمي مشترطاً ورقة ضامنة من الشيخ لدخول الجنة. فكتب الشيخ الورقة وقدمها له، ومات الرجل الأعجمي ودفنت ورقة الضمان معه، لكن الريح أخرجتها (لا نعرف كيف أخرجتها) وحملتها إلى حضن الشيخ (سبحان الله) متضمنة هامشاً يقول: "قد وُفينا ما ضمنته"! ربما يحاججنا البعض بأننا تحدثنا عن الصفوية باعتبارها عقيدة واحدة وهنا لا مجال للاعتراض. لكن الصوفية ينتمون إلى طرق مختلفة كالملوية والشاذلية والقادرية والتيجانية وغيرها، وفي إعمامنا الكلام على جميع الفرق تجني وظلم، وهم محقون في ذلك. ونرد على هذا القول بكلام شيوخهم لغرض إنصاف الحقيقة وخدمتها ليس إلا. حيث ذكر قطبهم الأعظم الجنيد بن أحمد، ويعتبر إمام الطائفة بأن "الصوفية أهل بيت واحد ولا يدخل فيه غيرهم". ويذكر ابن البنا السرقسطي: مذاهب الناس على اختلاف *** ومذاهب القوم على ائتلاف. [راجع الفتوحات الإلهية/101]. ويذكر الشيخ عبد القادر عيسى بأن الطريق واحدة وإن تعددت المناهج العملية، وتنوعت أساليب السير والسلوك، تبعاً للاجتهاد وتغير الزمان والمكان فأدى ذلك إلى تعدد الطرق، لكنها في حقيقتها وجوهرها واحدة. hgwt,dm ,hgw,tdm >> owhzw ,Hi]ht lajv;m F14D | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ![]() | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() | ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
![]() |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018