الإهداءات | |
الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | طويلب علم مبتدئ | مشاركات | 2 | المشاهدات | 1157 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
16 / 07 / 2013, 37 : 08 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى العام لكل عبادة أو عمل آداب يحسن بالمسلم إدراكها فالتمسك و الإهتمام بهذه الآداب دليل على قيمة هذه العبادة عند المسلم و آية على حرصه في بلوغ أقصى الدرجات في تقديمها و رفعها إلى الله , والحرص على الأدب و السَنَنْ النبوي هو سيرة الأسلاف من الصحابة رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان , فالتشبث بنهجهم , فيه الرفعة للعبد و لقيمته عند الملك جل جلاله , وكذا : فإن المحافظة على هذه الآداب والهدي النبوي هو محافظة في الحقيقة على العبادة الأصلية و العبادة المقصودة , فالحرص على النفل هو حرس على سور الساكن في قصر العبادة , ثم إن النوافل و الهدي هو سد للخلل و رأب للصدع ..., وكم يعتري العبد الخلل والقصور في القيام بفروض الله عليه وهذه عادة العباد ونحن إنما نتعامل مع ربنا بتجاوزه و ستره و إلا لو كان العدل هو ميزان المعاملة دون الفضل لهلك الناس ..., نسأل الله الأدب و التزامه مع دينه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام .., وسنذكر بعض الأحاديث في باب الصيام مع بعض الطيف فيها .. , نسأل الله الإعانة والتسديد . الحديث الأول : عن سهل بن سعدٍ رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يزال الناس بخير ماعجلوا الفطر ) متفق على صحته وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لايزال هذا الدين ظاهراً ماعجل الناس الفطر فإن اليهود والنصارى يؤخرون ) " لا يزال الناس بخير " أي : الخير باقٍ في الناس إذا إلتزموا السنة وتركوا البدعة وخالفوا اليهود والنصارى .., والخبر يدل على مشروعية تعجيل الفطر وقد ذهب الجمهور إلى أنه مستحب غير واجب وجعلوا الصارف في هذا الحديث جواز الوصال إلى السحر , وقد يقال بوجوب المبادرة إلى الإفطار لمن لم يرد المواصلة حتى لايتشبه باليهود ولا النصارى . والحديث يدل على مشروعية مخالفة اليهود والنصارى وعلى النهي عن التشبه بهم وأن التشبه بهم يذهب شيئاً من الخيرية في الناس فقد جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله بسند جيد كما قال ذلك شيخ الإسلام في الإقتضاء من طريق عبدالرحمن بن ثابت ابن ثوبان قال حدثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) . قال شيخ الإسلام في الإقتضاء وظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم . وأقل أحواله التحريم . وكذلك : فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سيرته مخالفة اليهود والنصارى والمشركين مبالغة في رد ما هم عليهم و مفارقتهم حتى في العادات فكيف بعباداتهم الباطلة المناهضة لدين الإسلام الذي جاء بنسخ كل الأديان , " إن الدين عند الله الإسلام " وقد جاء في هذا الباب حديث أبي هريرة رضى الله عنه عن جواز الوصال " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال ، فقال رجل من المسلمين : فإنك تواصل يارسول الله ؟ فقال : (وأيكم مثلي ؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني ) فلمَّا أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوماً، ثم يوماً ثم رأوا الهلال، فقال : ( لو تأخر الهلال لزدتكم ) كالمنكل، لهم حين أبو أن ينتهوا هذا الخبر متفق عليه الأصل في النهي التحريم ما لم يصرفه صارف مفهوم من منطوق الحديث أو مخصص له من خارجه .., وقد ذهب للتحريم الإمام أبو حنيفة و مالك و الشافعي و كرهه كراهة تنزيه عبد الرحمن ابن أبي ليلة و ابن الجوزي وغيرهم وقال بعض فقهاء الحنابلة : يجوز الوصال إلى السحر أما الزيادة فمكروهة و حرم ذلك بعضهم .., يقول الشيخ العالم سليمان العلوان في شرحه لكتاب الصيام على الترمذي " وقد روى الإمام أبو داود بسند صحيح من طريق عبدالرحمن ابن أبي ليلى قال حدثني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى عن الوصال والحجامة للصائم ولم يحرمهما إبقاءً على أصحابه) فهذا الخبر يفيد أن النهي عن الوصال للتنزيه لا للتحريم إذ لو كان النهي للتحريم لما واصل النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه يوماً ثم يوماً حتى رأوا الهلال . وأيضاً لو كان الأمر للتحريم لحسم النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بالإنكار عليهم ولما نكل بهم ولذلك جاء عن جماعة من الصحابة أنهم يواصلون حتى أن عبدالله بن الزبير كان يواصل خمسة عشر يوماً . رواه عنه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ورواته كلهم ثقات . قول الصحابي " فإنك تواصل يا رسول الله " : فيه إشارة أنه عليه الصلاة والسلام كان يواصل وكان الصحابة رضوان الله عليهم يقتدون به .., ورده عليه الصلاة والسلام " و إيكم مثلي " : فيه دلالة على خصوصيته عليه الصلاة والسلام و أنها لا تكون إلا لرسول الله وفي هذا رد على أصحاب البدع الذين يثبتون التميز على أتباعهم و أنهم يملكون خوارق للعادات فإذا كان الصحب الطاهر في الرعيل الأول لا يملكون تلك الخوارق فما الذي قدم هؤلاء الضلال على الهداة ؟؟..., قال الشيخ سليمان العلوان : فيه إثبات خصوصية الوصال للنبي صلى الله عليه وسلم يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني " وهذا الطعام والشراب ليس حسياً ومن فهم هذا فقد غلط وإنما مراده صلى الله عليه وسلم ، إن الذي يحصل لي من المعرفة بربي والاشتغال بذكره والمداومة على عبادته يغنيني عن الطعام وعن الشراب . وقد قيل إن ظواهر الأحاديث ولا سيما حديث عائشة تفيد أن النهي عن المواصلة من أجل المشقة ومن لا يشق عليه لا يمنع من الوصال وهذا قول طائفة من فقهاء الحنابلة وغيرهم ويجاب عن هذا بأنه قد ثبت النهي عن المواصلة لأن من شأن الوصال المشقة والملل في العبادة فوقع النهي عن ذلك لما يترتب عليه من هذه المضار والله أعلم الحديث الثاني : وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قـال : قـال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق على صحته هذا أمر بالسحور بفتح السين ويجوز ضمها وهذا الأمر للاستحباب عند الأئمة الأربعة وجماهير العلماء سلفاً وخلفاً، وقد نقل ابن المنذر الإجماع على استحباب السحور وكذا نقل هذا الإجماع الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح الإمام مسلم وجعلوا الصارف لهذا الأمر مواصلة الصحابة رضي الله عنهم فقد واصل الصحابة يوماً ويوماً أخر ولم ينههم النبي صلى الله عليه وسلم نهي تحريم وإنما كره فعلهم . والعجيب أن جماعة من الفقهاء خصوصاً فقهاء الشافعية يرون تحريم الوصال كما سيأتي في بابه ومـع ذلك لايقولـون بوجوب السحور مـع أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد وأمر بـه وقـال ( تسحروا ) . وجاء أيضاً في صحيح الإمام مسلم من طريق موسى بن عُلَيّ عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (فصلُ مابين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر) فهذا الحديث يدل على أن السحور فيه مخالفة لأهل الكتاب ومخالفتهم غاية مقصودة للشارع . ويدل الخبر أيضاً على أن ترك السحور تشبه في أهل الكتاب وبعض الناس يتساهل في قضية السحور بدعوى أنه لايشتهيه والأولى في حق المسلم ألا يدع السحور ولو على جرعة لبن مخالفة لأهل الكتاب واتباعاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم . و البركة تشمل الدينية وتشمل الدنيوية فمن المصالح الدينية هنا اتباع السنة ومخالفة أهل الكتاب وامتثال الأمر وتعظيم ذلك ومن المصالح الدنيوية التقوى بالسحور على مواصلة الصيام وعدم إنهاك البدن ، وهناك أيضاً مصالح أخرى فإن الشارع حكيم لا يُرغِّبُ في شيء إلا ومصلحته راجحة على مفسدته وربما تتعدد مصالحه وتنتفي مفاسده مطلقاً علم ذلك من علمه وجهل ذلك من جهله فإن الناس تتفاوت أفهامهم وتختلف مداركهم في قضية إدراك مصالح الشريعة وغايتها وحكمها. ومن فوائد السحور : · من بركته إعطاء القوة والنشاط فيستعين به الصائم على القيام بالعبادة في النهار من ذكر وقراءة قرآن و إطعام للطعام , والجوع قرين الكسل و الفراش .., · ومن بركته إيراث حسن الخلق الذي يتحلى به من سكنت بطنه , أما الجائع فإن خلقه غالباً يسوء لأن البطن تطلبه الطعام فلا يكون حاله مستقر .., · ومن بركته حصول الرغبة في الصيام و الإستزادة منه و إحتساب الأجر فيه , بعكس ما يجده الجائع من المشقة والعنت .., · ومن بركته إصابة السنة و الإمتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم فهو عبادة كسائر العبادات , فهذه الطعمة مقوية للبدن رافعة للأجر .., · ومن بركته : أن الصائم يقوم في آخر الليل للذكر والصلاة والدعاء و الإستغفار و هذا زمان في اليوم عظيم عند الله وهو زمن يغفل عنه جل الناس , و الدعاء فيه مستجاب والتوبة فيه مقبولة .., · ومن بركته : أن الصائم يصلي الفجر مع الجماعة .., · ومن بركته : أنه نية لصيام اليوم الذي بعده .., ومن آداب السحور ألا يكثر المتسحر من الطعام فما ملأ آدمي وعاء شر من بطن , والتمر قيمة غذائية مفيدة للجسم وهو كذلك سهل على المعدة في مكوثه وهضمه .., ومن السنن في السحور : تأخيره , عن أنس عن زيد ابن ثابت رضى الله عنهما أنه قال " تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة , فقلت : كم كان بين الأذان والسحور , قال : قدر خمسين آية " رواه البخاري ومسلم قال الحافظ في الفتح " وهي قدر ثلث خمس ساعة " أي : أربع دقائق , قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله " لكني قرأتها فبلغت نحو ست دقائق " وفي هذا مبالغة في تأخير السحور و لزوم السنة فيه كل خير وبركة وسمي السحور بذلك لأنه في وقت السَحر والسَحر هو آخر الوقت قبل دخول الفجر .., و تقديم السحور جائز ولكنه خلاف السنة وقد لا يجد الصائم ما يجده في آخر الوقت من البركة .., الحديث الثالث : عن سلمان بن عامر الضبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء، فإنه طهور) رواه أحمد و النسائي و ابن حبان و الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله أن للتمر مع الريق مصالح متعددة ذكر منها رحمه الله قتل الدود وتقوية الفم وإعادة الجسم إلى قوته، وقد قرر الطب الحديث أن الصيام يذهب سكريات الجسم وبالفطر على التمر يستعيد المرء قوته وما فقد من السكريات فحينئذٍ يحضى بقوة ونشاط لأن في التمر فيتامينات كثيرة وهو مقوي للبصر وللمعدة أيضاً فكون النبي صلى الله عليه وسلم يخص التمر للإفطار فَلِمَا يشتمل عليه من غذاء الأبدان ومن تقوية الأفهام أما الإفطار على المأكولات الحارة فإنها تؤثر على المعدة وبعض الناس لا يراعي مصلحة جسمه فيفطر على تلك الحوار التي ربما تكون شهية ولكنَّ مغبتها ضارة ومصالحها معدومة واتباع الشرع لا يأتي إلا بخير وتطبيق السنة مصلحة محضة فعلينا مراعاتها والسير على منوالها . " فليفطر على ماء فإنه طهور " : وهذا علم من أعلام النبوة فإن الماء في المعدة مع خلوها من الطعام مفيد لها ومنظف كما قرر ذلك الطب الحديث وهو موافق لما قرره وشرعه لنا نبي الهدى صلى الله عليه وسلم فقد جاء ديننا الحنيف بطب القلوب وطب الأبدان كما أنه جاء بصلاح الدنيا والآخرة معاً . الحديث الرابع : عن عمر ابن الخطاب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أقبل الليل من هاهنا و أدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم " رواه البخاري ومسلم والحديث فيه دلالة على أن الفطر لا يكون إلا بعد تحقق الغروب وهو الأصل فلا يعلق الصائم فطره على أذان المؤذن فإن يخلط ويخطئ .., و الحديث فيه ثلاث علامات وهي : إقبال الليل و إدبار النهار و غروب الشمس .., فقد يكون الصائم في وادٍ لا يرى فيه إلا إقبال الليل و الشمس لم تغرب بعد .., فلابد من هذه العلامات الثلاث .., ومن رحمة الله عز وجل أنه أباح لنا المفطرات بعد غروب الشمس و قد كان الرجل في الزمان الأول كما قال البراء بن عازب رضى الله عنه " كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائماً فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي و أن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائماً , فلما حضر الإفطار أتى امرأته , فقال لها : أعندك طعام , فقالت : لا , ولكن انطلق فاطلب لك .., وكان يومه يعمل فغلبته عيناه , فجاءته إمرأته فلما رأته قالت : خيبة لك , فلما انتصف النهار أغشي عليه , فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم , فنزلت هذه الآية " فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل " رواه البخاري الحديث الخامس : عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاثة لا ترد دعوتهم , الإمام العادل , والصائم حتى يفطر , و دعوة المظلوم " رواه الترمذي وقال حديث حسن . يرشد الحديث الصائم على إغتنام لحظات الإجابة في رمضان فصومه " الذي يحقق به التقوى " يفتح له أبواب السماء فيستجيب الله له إكراماً ..., ولكن ليكن أدب الدعاء في الدعاء ظاهر و حضور القلب حاضر و إظهار التخشع والتضرع و التذلل بادياً طاهر تفيض به الجوارح و يعمر به القلب .., فإنه أقرب للإجابة و أبعد عن الرد فالتعامل لن يكون مع من يعاملك بالمثل و العدل بل مع من يعاملك بالكرم و الفضل .., الحديث السادس : عن عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم , وباشر وهو صائم , ولكنه كان أملككم لأربه " رواه البخاري ومسلم وفي مسلم " كان يقبل في شهر الصوم " في هذا الحديث دلالة على جواز التقبيل و المباشرة ولا فرق في ذلك بين الفرض والنفل إذا كان الرجل يملك إربه و إذا أمن من الإنحدار إلى الجماع و الإنزال فإنه يحرم عليه التقبيل والمباشرة فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب و لقد منع النبي صلى الله عليه وسلم المبالغة في الإستنشاق خشية نزول الماء في الحلق فقال " وبالغ في الإستنشاق إلا أن تكون صائماً " فكيف بالجماع ؟؟؟ .., و الإرب : بفتح الهمزة والراء هو الوطر وحاجة النفس , ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان أملك الناس لأربه فلا يتوهم الصائم أنه يقدر على ما كان يقدر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم , والسلامة في ذلك مقدمة و حفظ الصيام أولى و الصبر إلى الليل أيسر .., وفي هذا الباب حديث عائشة و أم سلمة رضى الله عنهما , أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنباً من جماع ثم يغتسل ويصوم " متفق عليه والحديث دليل على صحة صيام الجنب سواءً كان من جماع أو احتلام إذا دخل عليه الفجر وهو جنب وكذلك الحائض إذا طهرت قبل الفجر فدخل ولم تغتسل وكذا النفساء قياساً على الحائض والجنب , مع تبييت النية , وبعض العلماء فرق في المسألة بين الجنابة من الجماع و الإحتلام والصحيح أنه لا فرق بينهما , و قيل في السبب : هو أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحتلم لأن الإحتلام من الشيطان وقد جاء في بعض طرق الحديث " يصبح جنباً من غير احتلام " وهو مذهب ابن عباس رضى الله عنهما .., يقول الشيخ العالم سليمان العلوان في شرحه لكتاب الصيام على الترمذي " والحق أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يحتلم لأن الإحتلام من الشيطان و النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الشيطان " القرين " فلا يأمره إلا بخير . الحديث السابع : عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه " هذا الحديث يؤكد على المقصود من فرض الصيام وحكمة إيجابه على العباد و أن أثر الصيام وما ينجم عنه من سكون القلب و حبس الجوارح هو المقصود الأسمى , فليست العبرة بالإمساك عن المحرمات المتعلقة بالظواهر من شهوة بل وحتى المحرمات المتعلقة بالنفس من إنتصارها لدوافع السوء فيها و شهودها له وجهلها في إدراك خطورة المحرمات على الصيام وفي حساب العبد عند ربه .., والمقصود من الإمساك هو تحصيل التقوى " لعلكم تتقون " أي : تلتزموا أوامر الله وتجتنبوا نواهيه .., والزور : يطلق على الكذب وما هو أعم منه من قول الباطل و العمل بمقتضاه .., قال الله " والذين لا يشهدون الزور " و الزور قيل : هو أعياد المشركين وكذا الباطل المخالف لكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذه الآية ذكر شهادة الزور وهي الشهادة الباطلة وصاحبها يدخل دخولاً أولياً في الآية .., والجهل : هو السفه و عدم إدراك العواقب والمآلاات و صاحب الجهل تلازمه دوماً صفة النسيان و الإعراض و العجلة وكل هذه دلائل على جهله .., و المراد به هنا : هو السفه والتعدي بالظلم على الآخرين ..., قال الله " وكان الإنسان ظلوماً جهولا " وهنا أمران : الأول : سبب الظلم وطريقه هو الجهل من حيث عدم إدراك ومعرفة العاقبة ..., والثاني : إدراكها ومعرفتها ولكن الإعراض عنها مكابرة ومعاندة .., فليس لله حاجة أن يدع طعامه و شرابه : ليس المعنى : أنه إن ترك قول الزور والعمل به و الجهل أن لله في عمله حاجة سبحانه وتعالى عن ذلك , فالله الغني عنا وعن عبادتنا ونحن من يحتاج إليه " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد " وقال " من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها " .., والمعنى : أن من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فالله غني عن إمساكه عن المفطرات لأن حقيقة الصوم الإعراض عن محرمات الآخرين وحفظ اللسان والفرج ..., أما هذه المناهي فهي منقصة من أجر الصائم غير مفطرة .., وحفظ الغزل مقدم على نكثه .., " ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا " الحديث الثامن : عن أبي هريرة رضى الله عنه قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من نسي وهو صائم , فأكل أو شرب فاليتم صومه , فإنما أطعمه الله وسقاه " متفق عليه وهذا الحديث من جملة الأحاديث الداخلة في رفع الحرج عن المكلف و أن العمد في الإخلال بالعبادة فيما بين العبد وربه هو القصد والتعمد , قال الله تعالى " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " يقول النبي صلى الله عليه وسلم " رفع لي عن أمتي الخطأ والنسيان .." ولما كان الأكل والشرب من أعمدة المفطرات التي أمر الله باجتنابها حال الصيام كان النسيان مخرجاً لها عن الدخول في المفطرات و أن المقصود هو الذكر والتعمد وبعض العلماء يُعمل التفريط والتساهل فيأخذ به في إلزام المفطر بالقضاء .., فمن أكل أو شرب ناسياً فإنه يتم صيامه ولا قضاء عليه وهذا إطعام من الله له , ومثل هذا يدل على سماحة الشريعة الإسلامية و أنها ما جاءت لتضع الأغلال و الآصار على العباد بل رفع الله بها الحرج و أقام بها الحياة فالحياة من غير الشريعة حياة بهيمية لا تراعي حال الإنسان لأن المنزل لها والشارع هو العارف بتقلبات الأنفس و اختلافها بل هو من فطرها وهو الأعلم بما يصلحها .., فمن أكل أو شرب أو جامع أو تلبس بمفطر حال النسيان فإنه لا يقضي وليس عليه كفارة وهو مذهب الإمام أحمد والموافق للنص .., وهنا مسألة : هل يجب عليك تنبيه الآكل والشارب ناسياً ؟؟ والجواب : نعم فالواجب على المسلم تنبيه الآكل والشارب ناسياً لأن هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتلبس الصائم بالمفطر منكر و إن كان في حقه غير منكر بالنسيان , قال الله " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " والأمر هنا بالتعاون يدل على الوجب و أدلة إنكار المنكر مشهورة معلومة .., وقال بعض أهل العلم : أن الآكل والناسي لم يرتكب منكراً فلا يجب عليك تنبيهه ولأن هذا فضل من الله عليه أما إذا لم تعلم صيامه فيجب عليك الإنكار .., وقد رجح بعض أهل العلم هذا , والراجح عندي الأول .., الحديث التاسع : عن حمزة ابن عمرو الأسلم يرضى الله عنه أن قال : يا رسول الله : إني أجد فيّ قوة على الصيام في السفر , فهل عليّ جناح , فقال عليه الصلاة والسلام : هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن , ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه " رواه مسلم هذا الحديث يدل على حرص الصحابة رضوان الله عليهم على إدارك فضيلة الصيام حتى مع الرخصة .., ثم علمهم و أدبهم مع الشرع فلم يجتهد الواحد منهم وعنده معين العلم " رسول الله صلى الله عليه وسلم " بل رجع إليه مبيناً حاله و أن عنده القوة والقدرة لأنه علم أن رخصة الفطر في السفر جاءت لدفع الحرج والمشقة عن المكلف .., واختلف العلماء في حكم الصيام والفطر في السفر .., فذهب البعض وهم الظاهرية لتحريم الصيام وهذا ضعيف و ذهب غيرهم لوجوب الصيام وهذا بعيد .., وذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والشافعية وذكره ابن حجر رحمهم الله إلى أن الصوم أفضل و أستدل الجمهور بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم في السفر وكذا عبد الله ابن رواحة وكذا أنس ابن مالك رضى الله عنهم و استدلوا بحديث الباب فلو كان الصيام مكروهاً لبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وذهب الإمام أحمد إلى أن الفطر أفضل .., وهناك مذهب مروي عن عمر ابن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه وهو أقرب المذاهب و أحسنها : أن يفعل المسافر الأرفق به في حال سفره فإن كان الصيام أرفق به ومعيناً له صام و إن كان الفطر أرفق به ومعيناً له في قيامه بالعبادة وقطعه للسفر ونشاطه أفطر ..., و إن شق عليه الصيام حتى أضر به وجب الإفطار حينها للحديث المروي عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ كراع الغميم، فصام الناس، ثم دعا بقدح من مـاء فرفعه حتى نظر الناس إليه، فشرب، ثم قيل له بعد ذلك : إن بعض الناس قد صام . فقال : ( أولئك العصاة ، أولئك العصاة ) و إيجاب الفطر هو لدفع المشقة و الضرر عن الصائم وبهذا جاءت الشريعة أما وصف هؤلاء الصحابة الكرام رضى الله عنهم بالعصاة فقد جاء جواباً على إمتناعهم و بقاءهم على إمساكهم ومخالفتهم لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهديه عليه الصلاة والسلام هو أكمل الهدي وهديه كله خير وبركة ولا خير في غير هديه .., وهذا الحديث دليل على الصيام في السفر .., الحديث العاشر : عن عائشة رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من صام وعليه قضاء صام عنه وليه " متفق عليه وفي الباب ماجاء في الصحيحين من طريق مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله إن أمي قد توفيت وعليها صيام شهر أفأقضيه عنها فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ( لوكان على أمك دين أكنت قاضيه قال نعم قال فدَيْنُ الله أحق أن يُقضى) وفي رواية " وعليها صوم نذر " و النذر أن تلزم نفسها عند حصول مقصودها بصيام أوقات معينة طاعة لله عزوجل .., ذهب أكثر أهل الحديث أنه يصام عن الميت الصوم الواجب سواءً كان نذراً أو بقية من صيام رمضان .., " صام عنه وليه " للاستحباب وهو قول الجمهور وقد خرج لفظ الولي مخرج الأولوية وإلا فلو صام عنه غير وليه صح هذا وأجزأ . فصل : الوصية في شهر الصيام ::: يقول الشيخ العالم القائد المجاهد / أبو يحيي الليبي " حسن قائد " رحمه الله في رسالته اللطيفة " منة الرحمن في اغتنام شهر رمضان " : وها نحن اليوم نقف على أبواب موسم من مواسم الرحمات، ونستقبل نسيماً من نسائم البركات، تعظُم فيه الطاعات، وتتضاعف الحسنات، وتُكفَّر السيئات، وتفتح أبواب السماوات، وتُكبَّل وتصفَّد فيه مردة الشياطين، وترطب وتُبلل أكباد الفقراء والمساكين، ويُلجم فيه كثيرٌ من أهل العصيان عن عصيانهم، ويرجع التائهون الشاردون إلى ربهم، لياليه خير الليالي، وأيامه من أفضل الأيام، فضائله لا تحصى، وهو منبع فيَّاض ومعيين صاف يغترف منه لنيل التقوى، فيه ينادي المنادي: يا باغي الخير أبشر، ويا باغي الشر أقصر، تُفتَّح فيه أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران... ألا وهو: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} [البقرة: 185]، كتب الله صيامه فقال: {كتب عليكم الصيام}، وهوَّن عليهم طول أيامه، وواسى قلوبهم بالاقتداء بمن سبقهم، والاهتداء بهديهم رحمة بهم وحضاً وتحريضاَ لهم، وقطعاً لعلائق النفوس التي قد تكبلهم وتكسِّلهم فقال: {كما كتب على الذين من من قبلكم لعلكم تتقون أياماً معدودات} [البقرة: 183-184] وقال : فعلى المسلم أن يجدِّ في تحصيل كل خير تيسرت له أسبابه وفتحت أمامه أبوابه، فالصغير يكبر، والكبير يعظم، والقليل يكثُر، ولا يحتقرنَّ من المعروف شيئاً، ولا يزهِّدنَّ نفسه في شيء القُرَب، وليقتدِ في ذلك بأسوته وقدوته صلى الله عليه وسلم الذي كان الناصح الشفيق علينا بقوله وفعله الموصوف من عند ربه بقوله عز وجل عنه: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} [التوبة: 128] فذي بعض أخلاقه و سننه وإرشاداته فلتعض عليها بالنواجذ ولتحذُ حذوه وتخطُ في ذلك خطوه: منها: الإكثار من الصدقات وأنواع الصلات، وتلاوة القرآن، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فَلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) [متفق عليه]. ومنها: الحرص على تفطير ما استطعت من الصائمين لتنال من الأجور مثلما نالوا فعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: (من فطَّر صائماً، كان له مثل أجره، غير أنه لا يُنقص من أجر الصائم شيء) [رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح]. ومنها: الإخلاص لله سبحانه وتعالى في الصيام والقيام، وإبعاد القلب عن شوائب الرياء ومفاسد المقاصد لينال بذلك أعظم عطاء في رمضان على الإطلاق وهو مغفرة ما تقدم من ذنبه كما مر في الأحاديث السالفة. ومنها: الاجتهاد في قيام لياليه لا سيما في العشر الأواخر منه والتي فيها ليلة هي خير من ألف شهر ألا وهي ليلة القدر، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر أحيى الليل وأيقظ أهله وشد المئزر) [متفق عليه]. ومنها: الجهاد في سبيل الله بأنواعه قتالاً، وإعداداً، وإمداداً، وتحريضاً، وقياماً على أسر المجاهدين، وإخلافاً لهم فيهم بخير، فإن أعظم وأشرف غزوتين في تاريخ الإسلام كانتا في شهر رمضان، غزوة بدر وهو يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، وفتح مكة الفتح المبين، والذي طُهِّرت به أشرف بقعة من نَجَس الشرك ورجس المشركين، وكما أن أجر المجاهد في شهر رمضان عظيم عظيم، فكذلك الصوم في الجهاد – لمن لا يضعفه ويذهب قوته – كبير. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً) [متفق عليه]. وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام يوماً في سبيل الله، باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام) [رواه النسائي وحسنه الألباني]. وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام يوما في سبيل الله، جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض) [رواه الترمذي، وصححه الألباني]. ومنها: الاجتهاد في الدعاء، وتحصيل أسباب إجابته من الإخلاص، وحضور القلب أثناءالدعاء، وخفص الصوت به، والاعتراف بالذنب والاستغفار منه، وتكريره ثلاثاً، وكثرة الإلحاح، والجزم في الدعاء، والاستيقان بالإجابة، وعدم الاعتداء فيه وغير ذلك، ولعل تعقيب آيات الصيام التي وردت في سورة البقرة: بقوله تعالى: {وإذا سأللك عبادي عني فإني قريب إجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا به لعلهم يرشدون} [البقرة: 186]، لعله إشارة إلى اغتنام هذا الشهر الكريم وتخصيصه بكثرة الدعوات لانفتاح أبواب السماء. وعن عبد اللّه بن عمرو قال: قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: (إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد) [رواه ابن ماجة وأخرجه الطيالسي بنحوه]. وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم) [رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة]. وما أحوجنا اليوم لكثرة الدعاء، والتضرع إلى الله فيه، واغتنام ساعات الإجابة، لكشف هذه المصائب التي ألمت بالمؤمنين عموماً والمجاهدين خصوصاً، فلنرفع أيدينا إلى الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر الكريم، ونسأله سؤال مضطر قد مسه الضر، ونرجوه رجاء فقير ضعيف قد أوصدت أمامه الأبواب، ونتضرع إليه تضرع تائه انقطعت عنه أسباب الذهاب والإياب. وليكن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة يوم بدر، فعن عمر بن الخطاب قال: (لما كان يوم بدر، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبى الله صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مد يديه فجعل يهتف بربه؛ "اللهم أنجز لى ما وعدتنى. اللهم آت ما وعدتنى ،اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد فى الأرض"، فما زال يهتف بربه، ماداً يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبى الله! كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك) [رواه مسلم]. ولنحرص على حض الضعفة من النساء، والأطفال، والعجزة، على ذلك فدعاؤهم باب عظيم من أبواب الفتح والنصر والرزق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) [رواه البخاري]. ومنها: الابتعاد عن رذائل الأخلاق، وفاحش الكلام، وسفاسف الأمور، واقتحام المعاصي، وتعدي حدود الله، ومجالس اللغط، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابَّه أحد، أو قاتله، فليقل: إني صائم) متفق عليه، وعنه أيضاً قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) [رواه البخاري]. ويقول أبو سعد العاملي في كتيّبه : رمضان لنكن قرآنيين تحت عنوان : كيف نستقبل رمضان كيف نستقبل رمضان؟ أولاً: الاستجابة والطاعة أن يكون رمضان داخل في أمر الله تعالى الذي لا يُرد {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}، فهو تلبية لأمر الله كبقية الأوامر الربانية التي ينبغي على المؤمن الإتيان بها, وهو في الوقت ذاته استجابة لدعوة الله عز وجل لنا وامتثالاً لقوله تعالى{يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}، فرمضان فيه حياة للنفوس والأرواح وتقوية للهمم والعزائم لتسمو في طاعة الله وتترفع عن معصيته. ثانياً: الزهد والانشغال بالطاعة أن يكون هدفنا من عبادة الصوم هو تحقيق قوله تعالى {لعلكم تتقون}، والتقوى غاية ووسيلة في ذات الوقت، والتقوى تجعل المؤمن يزهد في ملذات الدنيا لأنه يمتنع عنها طول اليوم ويدرب نفسه على ذلك خلال هذا الشهر الفضيل. والمؤمن لابد أن يدرب نفسه في هذا الشهر المبارك ويروضها على اجتناب كلما من شأنه أن يبعده عن ربه أو يضعف عزيمته أو يثقله عن واجباته اتجاه دينه. ولاشك أن الأجواء الروحية والمادية تكون أنسب في رمضان، ويكون المؤمن بالتالي أقرب إلى تحقيق المقومات المطلوبة لعبادة الله عز وجل بإتيان أوامره والانتهاء عن نواهيه. فالمسألة تحتاج إلى عملية تدريب متواصلة ليلاً ونهاراً، لهذا خصنا الله بهذا الشهر الفضيل ليكون بمثابة فترة استعداد وإعداد لما خلقنا الله من أجله. ثالثاً: أن نكون قرآنيين من السهل أن ندعي بأن القرآن الكريم هو دستور حياتنا ومرجعنا في كل مناحي الحياة في الوقت الذي نجهل ما جاء فيه من الآيات المحكمات فضلاً عن المتشابهات ، وكذلك نجهل مكيه من مدنيه وناسخه من منسوخه كما نجهل أسباب النزول وكيفية ربط الآيات بالواقع والنوازل، فكيف يا ترى نحسب أنفسنا من أهل القرآن بل منا من يحسب نفسه من الدعاة والمربين ويتقدم الصفوف في حقل الدعوة ويحسب نفسه من أهل الجهاد. لاشك أن هذا ادعاء يكذبه الواقع وبحاجة إلى دليل وبرهان، والكثير من المسلمين يسقطون في أول امتحان وينهارون أمام أدنى ابتلاء ويكتشفون ضعفهم وحقيقتهم عند أول مواجهة حقيقية للواقع المزري الذي تعيشه الأمة. لذلك وجب علينا جميعاً الرجوع إلى كتاب الله لننهل منه كما نهل منه الصحابة الأوائل، بنية التطبيق والحركة بدلاً من نية التباهي والغرور، وأن نعتبر أنفسنا في واقع نحن بحاجة إلى حركية القرآن وواقعيته ، من أجل تغيير الواقع الذي نعيشه، ولا يمكن أن يتم هذا التغيير خارجياً حتى يتم تغيير ما بداخلنا فنتفاعل مع كتاب الله ونتجاوب مع أوامره ونواهيه، ونقف عند محكمه ونبتعد عن متشابهه، ونفقه المقاصد الحقيقية للقرآن. واقع الأمة البئيس هو نتيجة حتمية لبعدنا عن كتاب ربنا، واتخاذه مجرد شعار أجوف بعيداً عن الجوهر، وكل محاولة لقلب هذه الصورة ستكون فاشلة ما دمنا بعيدين عن كتاب الله ونتعامل معه كما أسلفنا القول، هجرة تامة ولامبالاة متواصلة حتى أصبح القرآن غريباً بين أهله كما أصبح الإسلام ، " بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء " . صور من اجتهاد السلف في تلاوة القرآن في شهررمضان: قال إبراهيم النخعي: كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، فكان ينام بين المغرب والعشاء ، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ . . وقال سلام بن أبي مطيع: كان قتادة يختم القرآن في سبع ، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة. وقال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة . وقال موسى بن معاوية: رحلت من القيروان وما أظن أحداً أخشع من البهلول بن راشد، حتى لقيت وكيعاً ، وكان يقرأ في رمضان في الليل ختمه ، وثلثاً ، ويصلي ثنتي عشرة من الضحى ، ويصلي من الظهر إلى العصر . وقال محمد بن زهير بن محمد: كان أبي يجمعنا في وقت ختمه للقرآن في شهر رمضان في كل يوم وليلة ثلاث مرات، يختم تسعين ختمة في رمضان . وقال مسبح بن سعيد: كان محمد بن إسماعيل – يعني البخاري – يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة . وقال أبو بكر الحداد: أخذت نفسي بما رواه الربيع عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة، سوى ما يقرأ في الصلاة، فأكثر ما قعدت عليه تسعا وخمسين، وأتيت في غير رمضان بثلاثين ختمة . هذه هي بعض صور التابعين وتعاملهم مع كتاب الله في رمضان وغير رمضان، فكيف يا ترى سيكون حال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لاشك أنه سيكون أعلى مرتبة وأكثر أهمية من تلك الصور التي عرضناها. أما بالنسبة لنا معشر المسلمين في عصر الغربة والفتن، وفي عصر تمكن الباطل في كثير من المواقع حيث أهل الحق محاصرون يبحثون عن مخرج ليعيشوا في كنف شرع الله ويتخلصوا من براثن الكفر والردة من حولهم، لاشك أنهم سيكونون أكثر حاجة إلى كتاب ربهم، يعكفون عليه قراءة وتدبراً وقياماً في هذا الشهر الكريم، ويعاهدوا الله تعالى على الإقبال المخلص والتام على قرآنهم ينهلون منه ما يحتاجونه في مسيرة تغييرهم، وأنا على يقين أنهم سيجدون كل المقومات اللازمة والأسلحة المناسبة لخوض معاركهم المتعددة ليحققوا النصر والتمكين لدينهم. فشهر رمضان هو شهر القرآن بلا منازع، فلنُقبل عليه بقلوب خاشعة وعقول واعية وسواعد قوية تنفذ أوامر ربها في الدفاع عن دينها وأعراضها، والمعركة تبدأ مع هذه النفوس المترددة نشحذ هِمَمَها ونُعِدُّها للمعارك القادمة، والقادم أدهى وأمرّ وأقسى على النفوس الضعيفة إن لم تتداركها رحمة ربها،ورحمة الله هي أن نعكف على هذا النبع الرباني الذي لا ينضب ولا تنقطع كنوزه لمن أقبل عليه بإخلاص وتجرد، وبنية التزود من أجل العمل والتضحية والفداء لهذا الدين العظيم. إهـــــ فائدة علمية في الإستماع لكتاب الله عزوجل , جاء في موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في قسم : الإعجاز الطبي في القرآن مع تحفظي على كلمة إعجاز لأن الإعجاز يقصد به التحدي فالمعجزة خارجة عن نطاق الإستطاعة البشرية ولا يقدر عليها إلا الله عزوجل .., ولعل الإطلاق الصحيح أن يقال : دلائل قرآنية أو دلائل نبوية أو دلائل شرعية .., والله أعلم جاء في تأثير كتاب الله على المستمع له : فهرس الموضوعات : · المقدمة وحديث " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " .... صـ 1 · الحديث الثاني " تسحروا فإن في السحور بركة " .... صــ 4 · الحديث الثالث " إذا أفطر أحدكم فاليفطر على تمر ..." صــ 6 · الحديث الرابع " إذا أقبل الليل من هاهنا و أدبر النهار من هاهنا .." صـــ 7 · الحديث الخامس " ثلاثة لا ترد دعواهم .." صــ 8 · الحديث السادس " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم " صــ 8 · الحديث السابع " من لم يدع قول الزور .." صــ 9 · الحديث الثامن " من نسي وهو صائم فأكل أو شرب .." صــ 10 · الحديث التاسع " هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن .." صـ 11 · الحديث العاشر " من مات وعليه صيام صام عنه وليه .." صـ 12 · فصل : في الوصية في رمضان للشيخ المجاهد أبو يحيي الليبي رحمه الله .. صــ 13 · فصل : رمضان لنكن قرآنيين للشيخ أبي سعد العاملي .. صــ 17 · فائدة ودلالة قرآنية في الإستماع للقرآن الكريم , موسوعة الأعجاز العلمي في القرآن والسنة .., صـــ 20 · فهرس الموضوعات ... صــ 21 تأليف أخوكم / أبو عبدالله المهاجر دولة الإسلام في العراق والشام N]hf ,Hph]de ,t,hz] td hgwdhl | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
16 / 07 / 2013, 53 : 08 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
16 / 07 / 2013, 42 : 11 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى العام نترقب المزيد من جديدك الرائع لكم خالص الشكر والتقديراخى ****** | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018