04 / 07 / 2012, 02 : 09 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح - كان ذلكَ بعدَ أنْ صلّى الطالب الجامعي صلاة العصرِ ، رَكِبَ حافلة الطلابِ عائدًا إلى بيته ، وفي الطريقِ شردَ بذهنه إلى البعيد البعيد ، إلى خيالٍ جميلٍ تمنّى لو أصبحَ حقيقةً أمامَه . - لا بدّ أنّكِ يا ورقتي ويا قراءَ كلماتي تتشوقونَ لمعرفة هذا الخيال . - ها أنا أقصّه عليكم ، فافتحوا مسامع قلوبكم لحروفي التي جاءتكم من أرض الخيال . تخيّل ذلك الطالب أنّ جامعةً أَعلنت أنّها لن تدرّس فيها سوى طلاب ( لا للإناث فيها ) ، وتفرض عليهم لباسًا خاصّا بهم ويكونُ في هذه الجامعة كلية واحدة فقط هي كليّة الشريعة وقسم للغة العربيّة ، وتخيّل أن الأساتذة فيها ممّن تجاوزوا 65 من العمر ولهم في العلم 40 سنة على الأقل ، ويكونُ فيها ممّن هم في مدرسة النبيّ يوسف الآن ، وتخيّل فيها النور الذي يمشي مع الأساتذة والتلاميذ ، في جو من الهدوء والعلم الرصين ، والطلاب فبينهم من المحبّة في الله والودّ والدعاء بينهم في ظهر الغيب ، وفي هذه الكليّة سكنٌ خاص للطلبة ليس فيه أي نوع من الحداثة إلا الكهرباء ، ويمنع الحاسب أو أي شيء فيه انترنت ، ويمنع الهاتف النقّال ، ومسجدٌ يجلس فيه الطلية والأساتذة بعد المغرب في حلقة يذكرون أيام السلف ، وهذه الجامعة التي في الخيال لا تعلّم إلا منهج أهل السنة والجماعة الصافي ، الدين الذي أنزلهُ ربّ العالمين . هذا الطالب الذي سبح في فضاء خيالهِ ابتسمَ أسعدت قلبه ، فالخيالُ يا ورقتي وحروفي العزيزة _ العيش فيه أفضل من العيش في الواقع في بعض الأحايين ، فكاتبُ هذه السطور يدعوكم لأن يزورَ كلّ أحد منكم أرض خيالهِ ولو لمرة في حياته على الأقل حتى لا يتعود أن يبقى فيها من جمالها ، حتى يريح عقله ويزيد في قوته ليحقق الخيال حقيقة . من منّا لم يتخيّل في حياته ، الكلّ تخيّل لا بدّ من ذلك ، حتى أنتِ يا حروفي تسرحينَ بخيالكِ في بحور الكتب ، ويتمنّى كل واحد منا لو تحقق خيالهُ يأتي ذلك الشاعر المكدي فيعكّر صفو كلماتي بقوله : تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن . يمضي صاحبنا في خيالهِ في كليّة الشريعة المتخيّلة ، في تخريج الفوج الأول فيها ، طلبة علم أقوياء حلماء حكماء أكفاء ، لهم مع الواقع كبير خبرة ، يفتحونَ قلوب الناس لدين الله ولسنة رسوله ، وتبدأ مرحلة الإصلاح الحقيقية .... - فجأة . - فجأة . - فجأة . - فجأة . يصيحُ أحد الطلاب في الباص ليرجعَ بصوته المزعج الطالب الذي فرح بذلك الخيال إلى واقعه الحزين ، صاح الطالب بأعلى صوته : - قف أيها السائق ... قف قف . قف . ابتعدتَ عن مكانَ سكني . - قف . وبدأ شلاّل الشتائم بينهما ليعودَ الطالب من رحلته في أرض الخيال إلى أرض الواقع المرير ، حزينٌ على ما يعيشُ فيه طلاب العلم الآن من تتناحر ولا حسد وبغض ونسوا أن جهاد الدفع يصهرهم في بوتقة واحدة هي الإسلام .... وهذا الترف العلمي بدأ لمّا انشغلوا بأنفسهم وتركوا الظلم يستشري ...... ولا حول ولا قوة إلا بالله . - آه على واقع أليم بمثل هذا . - حمدَ الله - ذلك الطالب وسأل ربّه أن يعينه على واقعه .... - ويقولُ كاتب السطور امضوا كلّكم إلى طريق تحقيق الحلم ليصبح حقيقة .... ومن صدَق لله صدقهُ . كتبها أبو سُليمان الخليلي . الأربعاء 28 ذو القعدة 1432 . 26 - 10 - 2011 . الساعة 11.30 صباحًا . كُتبت هذه في محاضرة ( العقيدة ) في الجامعة ، كان الدكتور يتكلّم وأنا غارق مع حروف كلماتي وحروفي ، كنتُ أجلس وحيدا في آخر مقعد في المحاضرة مع دفتري . الله المستعان .
(( td ;gd~m hgavdum >>> a[,kE pQ.AdkA >>>,oQdhgR [ldgR ))
|
| |