أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: للهواتف والآيباد أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة (آخر رد :عادل محمد)       :: الى الاخ الفاضل دكتور محمد فخر الدين الرمادي (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: اللباب في الجمع بين السنة والكتاب الجزء الأول كتاب الكتروني رائع (آخر رد :عادل محمد)       :: احتفال الاذاعة المصرية بليلة النصف من شعبان من مسجد مصر بالعاصمة الادارية الخميس 14شعبان1446هـ - 13فبراير2025م (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: المناسبات : ج: (3 ) ! (آخر رد :دكتور محمد فخر الدين الرمادي)       :: شهر القرآن.. والغفران.. شهر رمضان! (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: [ ٩. ] الْكِتَابُ التَّاسِعُ : » الطَّهَارَةُ « ! (آخر رد :دكتور محمد فخر الدين الرمادي)       :: لغة النبات الحديث الخفي كتاب الكتروني رائع (آخر رد :عادل محمد)       :: صلاة الفجر للشيخ الوليد الشمسان 30 رجب 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ عبدالله البعيجان 30 رجب 1446هـ من المسجد النبوي الشريف (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع طويلب علم مبتدئ مشاركات 3 المشاهدات 1257  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 09 / 04 / 2012, 12 : 10 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي


البيانات
التسجيل: 21 / 01 / 2008
العضوية: 19
المشاركات: 30,241 [+]
بمعدل : 4.85 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 295
طويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the rough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
بسم الله الرحمن الرحيم


سلسلة طرق الشيطان في إغواء الإنسان



للشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله



الدرس الأول

إن الحمد لله تعالى نحمده ، ونستعين به ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله تعالى فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله . ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(آل عمران:102) ،﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(النساء:1) ، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾(الأحزاب:71،70)
أما بعــــــد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمدٍ r ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
قال الله U:﴿ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ(القصص:15) الصفتان الكاشفتان اللتان ذكرهما موسى عليه السلام لعدواة الشيطان:
إن موسى u ذكر صفتين كاشفتين للشيطان عدو مضل مبين الصفة الأساسية وصف الذات بالنسبة للشيطان أنه عدو ، فماذا ينتظر يا أولو الألباب من العدو أينتظر منه إيصال الخير ؟ إنه عدو ، ثم ذكر صفتين كاشفتين لهذه العداوة مضل مبين ، إما أنه مبين فهذا من أعجب ما يكون قد أفهم ويفهم أولو الألباب أن يذل المرء إذا كانت عداوة العدو خفية قد أفهمها ويفهمها غيري ذل لأنه ما أبصر ، أما أن تكون العداوة بينة ظاهرة غاية الظهور ومع ذلك يذل المرء هذا شيء عجيب ، إن الله U قال لآدم u ولحواء:﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (الأعراف:22) طالما العداوة بينة وسهل أن تُكشف فالشيطان له طريقة ، طريقة الخداع والمكر حتى يُخفي هذه العداوة البينة الظاهرة فهو يجر المرء ويستذله خطوة خطوة ، وقد حذرنا الله - تبارك وتعالى - من إتباع خطوات الشيطان في أربعة مواضع من كتابه:
المواضع التي حذر الله عز وجل فيها من إتباع خطوات الشيطان:
الموضع الأول:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالا طَيِّبًا وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾(البقرة:168) .
الموضع الثاني:﴿ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ،وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (البقرة:208) .
الموضع الثالث: وقال تعالى:﴿ وَمِنَ الأنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ(الأنعام:142) .
الموضع الرابع:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ (النور:21) .
إذًا طريقة الشيطان الجر ، ولذلك النبي r كان يستعيذ بالله من الشيطان وشركه الشرك: هو الفخ ، ينصب له شرك ، ابحث عن كل شرٍ وضع في الأرض فالشيطان خلف هذا الشر فعداوته بينة ، وإذا نظرت وأردنا أن نحصر أجناس الشر التي يدعو إليها الشيطان فهى لا تخرج عن ستةٍ كبار قد يندرج تحت كل صنف مئات الجزئيات ، لكن كل هذه الجزئيات ترد في أخر الأمر إلى ستة أجناس:
أجناس الشر التي يدعو إليها الشيطان:
لا تخرج عن ستةٍ كبار قد يندرج تحت كل صنف مئات الجزئيات ، لكن كل هذه الجزئيات ترد في أخر الأمر إلى ستة أجناس:
الجنس الأول: أنه يدعو المرء إلى الإشراك بالله والكفر به ، فإذا وقع المرء به وظفر الشيطان منه بذلك خف أنينه وقل مع المرء عمله ، وهذا هو ما يصبو إليه الشيطان وهى الغاية القصوى لما يريد ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾(الأعراف:16) كان مقتضى المعنى لأقعدن لهم على صراطك المستقيم ، لكن حذف حرف الجر (على) أقوى ﴿لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ﴾ فإن الذي يعلو على الشيء قد يفارقه ، إنما هذا معناه أنه لزم القعود على الصراط لزومًا أكيدًا لا يفارقه ولا يغادره حتى صار كأنه والصراط شيئًا واحدًا ﴿ لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ ، وقد بين النبي r في الحديث الصحيح الذي رواه النسائي وأحمد وابن حبان من حديث سبرة بن أبي الفاكه t قال: قال رسول الله r:« إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه » ما من طريق إلا وعلى الرصد شيطان ، ﴿ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾(الأعراف:17) ، هذه هى الجهات الأربع التي يتحرك فيها ابن آدم، فالنبي r يقول:« إن الشيطان قعد لابن آدم على أطرقه »: أي ما من طريق يتوجه ابن آدم إليه إلا كان على أوله شيطان .
« فجاءه من باب الإسلام »: أسلم ابن آدم فجاءه الشيطان وقف على طريق الإسلام « قال له: أتسلم وتذر ألهتك وآلهة آباءك وآباء أبيك ؟ فعصاه فأسلم ، فوقف له على طريق الهجرة قال: أتهاجر وتذر أرضك وسماءك ؟ ، وإنما مثل المهاجر كالفرس في الطول »
الطول: هو الحبل الذي تربط به قدم الفرس ثم في نهاية الحبل وتد ، إذًا الفرس عنده مساحة حركة في حدود طول الحبل يتحرك في حدود الحبل له حركة نعم ولكن حركة مقصورة « مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول » ، وأي مهاجر في بلاد الغربة مساحة حركته ضيقة إما أن يكون فر هاربًا فهو حريص على ألا يفطن إليه أحد ، دائرة معارفه ضيقة ليست كالذي يسكن في بلاده وبين أهله وماله ، أيضًا مساحة رزقه أقل من مساحة رزق الإنسان المقيم في بلده وبين إخوانه وأخدانه وأهله ، فيقول له: إنك إذا هاجرت قيدت حركتك نعم لك حركة ولكن كالفرس في الطول مربوط بحبل طويل « فعصاه وهاجر ، فقعد له في طريق الجهاد فقال له: تُقاتل فتقل فتنكح المرأة ويُقسم المال »: امرأتك التي تغار عليها ولا تتخيل على الإطلاق أن يتزوجها رجل غيرك فنخوتك تمنع من الذهاب إلى الجهاد لأن هذا معناه أنك ستقتل والمرأة ستنكح بعدك فغير يا رجل ، كيف تجاهد ؟ « فعصاه وجاهد » ، فقال النبي r:« فمن جاهد في سبيل الله فقتل فله الجنة ، فغرق فله الجنة ، فوقصته دابته فله الجنة » .
إذًا الشيطان يقعد على كل طريقٍ لابن آدم ، أعظم ما يصبو الشيطان إليه ويدعو الناس جميعًا إليه أن يشركوا بالله ، ولذلك قدم الله U في التنبيه على هذه العظيمة على السيئة الكبيرة التي لا تبقي حسنة للعبد ﴿ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾(البقرة:81) ، هذه السيئة التي تحيط بالعبد وبحسنات العبد هى الشرك ، فذكر ربنا - تبارك وتعالى - هذه الفاقرة العظيمة بين يدي كيد الشيطان وطرقه وأساليبه ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيدًا * إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا ﴾(النساء:116- 120) تلخيص عداوة الشيطان شباكه التي ينصبها والفخوخ التي يقيمها لأولاد آدم ﴿ وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ ﴾ الذي يعبد الشيطان يأتمر بأمره ، فكل من حاد عن حكم الرحمن U فهو تبع للشيطان ولذلك أخر الأمر بعد الإضلال والأمنية.
﴿ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأنْعَامِ ﴾ وهذا نوع من التنصيص على جملة من أوامره لا على كلها ﴿ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأنْعَامِ ﴾
البت: معناه القطع ، كانت الناقة إذا ولدت خمسة أبطن وكان آخر بطن أنثى كانوا يقطعون أذنها ويتركونها لألهتهم التي هى البحيرة ﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ(المائدة:103) ما جعل الله شيئًا من ذلك أبدًا ، ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب ، البحيرة يقول سعيد بن المسيب فيما رواه البخاري في صحيحه ومسلم( كانوا يدعون ضرها للطواغيت)ضرها: هو اللبن .والسائبة: أي التي يسيبونها ( يتركونها ) لألهتهم تلد خمسة أبطن آخرها أنثى يسيبونها لألهتهم الوصيلة: هى الناقة تلد البطن الأول أنثى ، والبطن الثاني أنثى ، فإذا ولدت أنثيين في المرة الأولى والثانية قالوا: قد وصلت الأنثى بأنثى وهذا من غيظهم على الله ، لماذا يعظمون الأنثى إذا ولدت أنثى يتركونها ؟ لأنهم جعلوا الملائكة الذين هم عباد الله إناثًا وجعلوا لله البنات ، فالأنثى عندهم كانوا يعظمونها كنوع من الغيظ وصلت أنثى بأنثى قالوا: وصيلة ، ﴿ وَلا حَامٍالحام: هو فحل الإبل الذي يعدونه للضراب ، وقد بقيا في هذه الأمة شيء من هذا الفعل الجاهلي مع أن النبي r نهى عن ذلك بالنص ففي الحديث: (نهى النبي r عن عسب الفحل )، فالحام فحل الإبل الذي أعدوه للضراب فإن ضرب عشر مرات تركوه وقالوا: هذا حامي وتركوه ما جعل الله شيئًا من ذلك ، لكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب ويقولون: فعل كذا وكذا وكذا ، فربنا - تبارك وتعالى - ذكر فخاخ الشيطان لكن نبه على أعظمها ﴿ وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ ﴾ ، وسنرجع إلى بسط هذا المقام فإنه مقام خطير ذلت فيه أقدام .
فأول جنس من أجناس الشر يسعى الشيطان إليه: أن يشرك العبد وأن يكفر بربه ، فإذا كُتب للعبد وهو في بطن أمه أنه سعيد وأنه لا يكفر وأيس منه الشيطان أنتقل إلى
الجنس الثاني من أجناس الشر التي يدعو إليها الشيطان البدع:
فإن المبتدعة أعداء الرسل ، وهم الذين غيروا دين الله U ، وأمروا الناس أن يعبدوا الله بشرعٍ لم يأتي به النبي r ولم يأذن به رب العالمين ، والبدعة بوابة الكفر، ومن أقل البدع التي يرتكبها الناس كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (إذا وقف أحدهم بين يدي رب العالمين أتى بعشر بدع ، يقف فيقول: نويت أصلي الظهر وأصلي الفريضة حاضرًا ، مستقبل القبلة ، مأمومًا ، ثم هو يصرخ بذلك وتنتفض عروقه ويكبر بصوت عالٍ كأنه يكبر على عدو ، ولو لبث ما لبث نوح ،ولو لبث ما لبث نوح يبحث في الكتب عن حرفٍ عن النبي r أو الصحابة أو التابعين أنهم فعلوا ذلك لا يجد إلى ذلك سبيلا ).
فلو سمع رجل عربي هذا الكلام لضحك ولظن السفه من المتكلم ، فإن الرجل لو قعد على سفرة طعامه فقال: نويت أكل أرز ، نويت أكل خبز ، نويت أكل مخلل ،فإن هذا من الأمر المضحك أن يقول هذا كتحصيل حاصل ، فهو يقف وهو بين يدي رب العالمين في أعظم شعيرة عملية يرتكب مثل هذه البدع يفتتح الصلاة بهذه البدع ، فلاشك أنه يعبد الله بما لم يأذن به الله ، وبما لم يعلمه رسول الله r ، وهذا أدنى ما يذكر من البدع ، فإن سبقت للعبد من الله الحسنى وكان من أهل السنة لا يفارق السنة قيد أنملة قاده إلى الخطوة الثالثة أو الجنس الثالث.
الجنس الثالث من أجناس الشر التي يدعو إليها الشيطان: الكبائر :
يوقعه في الكبائر ويجتهد في إقاعه بذلك ولا يستطيع أن يلبس على مثل الذي أفلت من الشرك وأفلت من البدعة إلا بالأماني والتزيين قال النبي r:« إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان ، فإذا رأى أحدكم المرأة تعجبه فليأتي أهله فإن معها مثل الذي معه » ، وتخيل هذا الحديث « المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان » قد تكون هذه المرأة أقبح امرأة على وجه الأرض لكنها صادفت شبقًا وشهوة عالية من الرجل فلم يرها على صفة القبح رآها أجمل الناس طالما يشتهيها، فإذا أقبلت عليه لم يرى قبحًا منها إنما يرى جمالًا وسمتًا ، وإذا أدبرت رأى أيضًا رشاقة وجسمًا فلا يزال يشتهيها حتى إذا واقعها بان له قبحها تزيين ﴿ لأزَيِّنَنَّ لَهُمْ ﴾(الحجر:39) .
فعمل الشيطان أنه يزين ويمني ،كم يستغرق الوقوع في الفاحشة ؟ خمس دقائق ، عشر دقائق ، ربع ساعة ، ساعة من حياة المرء الطويلة ، وقد لا يرتكب في حياته إلا مثل هذا الفحش الواحد ويظل أسيرًا له طيلة عمره ، فالشيطان يوقع الذي نجا من الكفر والذي نجا من البدعة بتزيين المعاصي له ، ثم ينفث في أذنه إن الله غفور رحيم ، وللشيطان أجناد من بني آدم يقومون بنفس الدور بإتقان يصغر له الكبيرة ، كمثل الذي حدث لكعب بن مالك كما رواه البخاري ومسلم من حديثه في تخلفه عن غزوة تبوك يقول:وجاء المعذرون من الأعراب يعتذرون للنبي r إن بيوتنا لعورة وذكروا أعذارًا فقبل النبي r علانيتهم ووكل سرائرهم إلى الله ، أما كعب بن مالك قال: فجئت حتى دخلت على النبي r فلما رآني تبسم تبسُم المغضب وقال:« ما خلفك ؟ » قلت: والله يا رسول الله لو كنت عند غيرك من أهل الدنيا لخرجت من سخطه بعذر لقد أتيت جدلا ، والله ما كان لي من عذر ، وما كنت قط أقوى مني كهذه الغزوة ، وما جمعت بين راحلتين قط إلا في هذه الغزوة ، قال:« أما هذا فقد صدق ، قم حتى يحكم الله فيك » ، قال كعب: فخرجت فاكتنفني جماعة من أهلي ، ما الذي فعلته هذا ؟ والله ما نعلمك أذنت ذنبًا إلا الذنب اليسير هذا أنك تخلفت ، ولقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله لك ، لماذا تفضح نفسك ؟ أنت رجل تسير على الصراط المستقيم طول عمرك ولا نعلمك أذنبت ذنبًا قط إلا الذنب اليسير هذا لابد أن تفضح نفسك ! أنت لو كنت قلت له: والله أنا لي عذر وذنب وقلت له: أستغفر لي يا رسول الله قال: غفر الله لك ، انتهت ذنبك ذهب الرسول مستجاب الدعوة وقال: يغفر الله لك ، فهل لابد أن تفضح نفسك ؟ ، قال: فلا زالوا يؤنبونني حتى هممت أن أرجع إليه فأكذب نفسي .
هذا من عمل شياطين الإنس يقولوا: والله ما نعلمك أذنبت ذنبًا ، وما الذي أدراك ؟ إذا خلا العبد بمحارم الله انتهكها وخرج للناس جميلًا عفيفًا ذات سمتٍ وذا ورع وذا دمعة ، لكنه إذا خلا اعرف تقوى العبد في الخلوات إذا هان عليه أن يجاهر ربه بما يعلم أن الله يكره فحسبه شرًا أن يجاهر الملك بما يعلم أن الملك يكره ، وكيف استقل نظر الله إليه وهو لا يغيب عن عينه واستعظم نظر من لا يملك له موتًا ولا حياة ولا نشورا ؟ هذا بلا شك قدح في دين المرء ويكون القدح على قدر الذنب ، فالكبيرة لا يقع فيها المرء إلا إذا لبث عليه وزين له الأمر ، فإذا سبقت للعبد من الله الحسنى وعُصم من الكبائر ساقه إلى الجنس الرابع.
الجنس الرابع من أجناس الشر التي يدعو إليها الشيطان: الصغائر:
الصغائر شيء يسير ومكوث العبد على الصغيرة أعظم من إتيانه الكبائر ، فمن القطر تدفق
الخلجان.
لا تستهن بصغيرةٍ
إن الجبال من الحصى


ويلبس على بني آدم وقد اتخذ كما قال:﴿ لأتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًاناس يتكلموا بالقرآن ويجادلوا ، وناس يقفون يأخذون بالقوة ، وناس يهددونهم إذا سلكوا طريق الله آذيناكم ﴿ لأتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا لي أي جرى في قدرك وفي علمك أن هذا لي ، فكل هؤلاء يعملون لحسابه ، فيأتي مثلًا رجل يزعم أنه يفسر القرآن مع أن غالب تفسيره إلحاد في آيات الله يقول: إن الله جميل يحب الجمال صفة الجمال صفة من صفات الله U كما في حديث مسلم ، فيقول: إن من يرمق الجمال بحثًا عن آية الله بالكون فهذا مؤمن ، وتدبر آيات الله U واجبة على الذين آمنوا ليزدادوا إيمانًا ، ومن أمثلة ذلك أن الرجل إذا رأى امرأة جميلة فجعل يطالعها ويقول: تبارك الخلاق العظيم ، ما هذا القد ! ، وما هذا الخد ! ، وما هذا العضد ! ، وما هذا الوجه الجميل الصبوح ! ، وما هذا الأنف الرشيق ! ، وما هذه العينان الجميلتان ! يتغزل وينظر ويملأ عينه ، هذا رجل يتأمل في آيات الله فإذا قال: الله الله ليس عليه شيء ، هذا أحد الذي قال إبليس فيهم:﴿ لأتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا* وَلأضِلَّنَّهُمْ ﴾ بمثل هذا القول ، قال r:« إن أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان يجادل بالقرآن » ، هل أنا أتيت بشيء من ذهني إنما نقول لك: قال الله قال الرسول ، يا أخي اسم الله على لسان كل مؤمن حتى الكافر مجبر على ذكر اسم الله في الجميل ، اتفق أهل الأرض جميعًا على أنهم إذا رأوا شيئًا جميلًا يقولون: الله ، فكل جميل ينسبونه إلى الله ، ويذكر مثل هذا القول وكثير من بني آدم ضعاف العقول ضعاف التفكير يدخل عليهم مثل هذا ، مع أن النبي r نهى عن نظر الفجأة وقال:« اصرف بصرك فإن النظرة الأولى لك والأخرى عليك » ، الثانية عليك إذا سار المرء فوقعت عينه فجأة على امرأة هذا لا يؤاخذ به ، إنما إذا نظر للمرة الثانية بدأ عداد السيئات يرصد له والرسول r بين لنا خطورة الصغائر قال:« إياكم ومحقرات الأعمال ، فإن مثل محقرات الأعمال كمثل قوم كانوا في صحراء فذبحوا جديًا لهم والتمسوا حطبًا لشواء هذا الجدي ، فذهب كل رجلٍ إلى وجه فأتى هذا بعود ، وذا بعود ، وذا بعود فأشعلوا فيه نارًا فأنضجوه فأكلوه ، فمثل محقرات الأعمال كمثل هذا إذ اجتمعن على العبد أهلكناه » ، فإذا سبقت للعبد من الله الحسنى ولم يصر على الصغيرة يقع ويستغفر ويتوب فيثاب عليه جره إلى الجنس الخامس من الشر.
الجنس الخامس من أجناس الشر التي يدعو إليها الشيطان: التوسيع في باب المباح:
وهو التوسيع في باب المباح ، رجل تاجر مثلًا طول حياته يعمل سبعة عشر ساعة في اليوم شغل والشغل مباح لاسيما إذا كان يعمل في حلال طبعًا ، رجل يعمل في حلال ويذكر في فضل العمل وفي فضل النفقة وفضل الغنى أحاديث وآيات فيوسع له دائرة المباح ، هو لا يستطيع أن يجعله يكفر ، ولا يبتدع ، ولا يقع في كبيرة ، ولا يصر على صغيرة ، فأفضل شيء أنه يظل يعمل طيلة عمره ، هذا العمل ينهي عن ذكر الله ، ويأخذ مما ينبغي للعبد أن يجعل له فيه وردًا ثابتًا قال النبي r:« ما من ساعة تمر على ابن آدم لا يذكر الله فيها إلا ندم عليها يوم القيامة » فقد شُغل عن مثل هذا الذكر بالتوسيع في باب المباح والعمل ، وبعد ذلك يلبس عليه يقول له: أنت عندما تكون غنيا يكون معك مال تستطيع أن تخرج الزكاة أن تأكل أيضًا فقراء ، وتنفق هنا وهنا وهنا وهذا شيء من أبرك الأعمال اعمل ، فيظل الرجل مثل التوسعة في الأكل والشرب التوسعة في الأكل والشرب مباح ، ولكن تصور رجلًا ملأ بطنه بطيب الطعام والشراب وأراد أن يعبد الله U تجده كسلان وخمان ،مع أن هذا مباح ، ولكن يا أخي اعلم أن الجواد الذي تعده للسباق إنما هو الجواد المضمر لديه القدرة على أنه يجري ، لديه قدرة على أنه يدخل في سباق فيفوز فنحن في سباق إلى الله U ﴿ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ(المطففين:26) ، وذو البطن لا يسبق ، الأكل والشرب مباح ولكنه يوسع يقول له: افعل وافعل وافعل ، وهذا كله حلال ﴿كُلُوا مِمَّا فِي الأرْضِ حَلالا طَيِّبًا(البقرة:168) ، هذا من الحلال الطيب استزد فإن الشافعي كان يذهب إلى بيت أحمد بن حنبل ويطعم ويقول: (طعام الكريم دواء)كل وسع على نفسك فإذا اشتغل بالمباح الذي يستوي طرفاه يستوي فيه المدح والذم فوت على نفسه من الثواب ما هو أعظم من فعل هذا المباح ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم .
الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدي السبيل ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
فإذا سبقت للعبد من الله الحسنى فلم يشتغل بمثل هذا المباح عن الذكر وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جره إلى الجنس السادس والأخير.
الجنس السادس والأخير: وهو الاشتغال بالمفضول عن الفاضل :
وأكثر الناس يقع في هذا ولا يتفطن إليه إلا العلماء الأعمال الصالحات درجات ، مثلًا إذا تخيلنا رجلًا تاجرًا ولديه عشر أصناف من ألوان التجارة ، هذا الصنف الألف جنية يكسب فيه خمسين ، وهذا يكسب فيه ثلاثين ، وهذا يكسب فيه أربعين ، وهذا يكسب فيه عشرة ، فبالله عليكم هل هناك عاقل يترك الصنف الذي يكسب فيه الألف خمسين ويأخذ الذي يكسب عشرة ؟ ! أنا أعلم أن الجواب سيكون بالنفي أي لا يفعل ذلك عاقل ، فمن ثم كثر سؤال الصحابة النبي r هذا السؤال: يا رسول الله ما أحب الأعمال إلى الله ؟ كله خير ، لماذا لم يتوجهوا من تلقاء أنفسهم إلى أي خير ؟ لأنهم يعلم أن عمره قصير والاشتغال بالخير الأدون لايقن بالعقلاء وأن تترك الخير الأعظم ، لذلك كان من أعظم الخير تعلم العلم وبثه لله U ، لأن تعلم العلم توصيل لرسالات الله التي وقف صناديد أهل الأرض ضدها أعداء الرسل هم أصحاب الشوكة والمال هم أعداء الرسل ، وأصحاب الشوكة هم الذين يستطيعون إيصال الضر ، وقد قضى اللهU في قدره أن يكون أتباع الرسل من المستضعفين .
إذًا لحوق الضرر بهؤلاء المستضعفين إذا كنت الشوكة في يد الصناديد أمر متوقع محقق فمن الذي يبحث عن المتاعب بنفسه ؟! ، ومن الذي يعرض نفسه لمثل هذا الضيق والإرهاق ؟ لاشك أنه إذا صبر واحتسب وعلم فإن الأجر على قدر المشقة ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ(الأحزاب:39) ، ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ ﴾(لقمان:17) فأشار إلى أن من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لابد أن يلحقه الأذى فأمره أن يصبر على ما يصيبه فهذا أبرك شيء في الدنيا ، ولذلك قال النبي r:« خيركم من تعلم القرآن وعلمه » ، وقال r:« لا حسد إلا في اثنتين » أي أنه إذا جاز أن يحسد أحد أحدا فلا تحسد إلا في خصلتين:« رجل أتاه الله القرآن ، أو أتاه الله العلم ، أو أتاه الله الحكمة » ثلاثة روايات « فهو يقضي بها الحكمة أو القرآن يعلمه الناس » هذا أول من ينبغي أن يُحسد ، « ورجل أتاه الله مالًا فسلطه على هلكته في الحق » ، وهذا الرجل الثاني صاحب المال مفتقر افتقارًا أكيدًا إلى الرجل الأول ، فإن المال وحده ليس ممدوحًا لا يمدح المال إلا إذا سلطته على ما يهلكه في الحق ، ولا يعرف الحق إلا عالم أو من يسأل العالم .
إذًا هذا الرجل الثاني ليس ممدوحًا لأنه صاحب مال حتى يلتصق بواحد من أهل اعلم فيسأله عن وجوه إنفاق المال وما يحل له من ذلك وما يحرم ، فحينئذٍ يكون من المحسودين لأنه سلطه على هلكته في الحق ، وإلا الجاهل لا يعرف الحق من الباطل ووجود المال مع الجهل مضمة الشر كله وجود المال مع الجهل مضمة الشر كله ، فلا يتصور في رجل أن يُهلك ماله في الحق إلا إذا كان عالمًا أو ملتصقًا بعالم .
فأنت عندما تريد أن تفعل الخير أبحث عن أعلى الخير وأفضله ، قالوا: يا رسول الله ما أحب الأعمال إلى الله ؟ ، فهذا يشير إلى أن ما تركوه حبيب ، لكن العمر قصير ونحن نحتاج إلى الحسنات لتعويض ما فرطنا فيك فنريك أعلى الأعمال وأتمها ، وهذا أيضًا في العلم كما قال الراجل:
العلم إن طلبته كثير
والعمر عن تحصيله قصير
فقدم الأهم منه فالمهم
وكلما اشتغلت بفضول العلم
ضاع عليك لب العلم







كلما اشتغلت بالفضول ضاع عليك اللب أقل الناس من ينتمي إلى هذه المرتبة ، قالوا: يا رسول الله في أحد الأحاديث: ما أحب الأعمال إلى الله ؟ قال:« الصلاة على وقتها » ، قالوا: ثم أي ؟، قال:« بر الوالدين » ، قالوا: ثم أي ؟ ، قال:« الجهاد في سبيل الله » ، إذًا يسألوا عن مراتب الأعمال ، « الصلاة على وقتها » ، وكلمة (على) هنا في لفظ آخر في الحديث « الصلاة لأول وقتها » ، و(على) يفيد الاستعلاء ، والاستعلاء يكون على مقدمة الشيء ، وهذا يقتضي العلو على مقدمة الشيء فعلى: أي أول ، ثم حرف الجر (على) يفيد الاستعلاء والتمكن تقول: ارتقيت على الدابة أي تمكنت من ظهرها ، أن الرجل يأتي إلى الصلاة في أوائل الناس مستمكنًا من أول الوقت لا تفوته تكبيرة الإحرام هذا كله يُفهم من (على) ، وبعد ذلك بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله فالشيطان يشغل العبد بالثواب الأقل طالما أنه أفلس من كل المراتب هو لابد أن يعوقه لابد أن يقف له لابد أن يفعل له أي مصيبة حتى لو من باب تقليل الخير ، إذا لم يستطع أن يوقعه في الشر المحض على الأقل يقلل خيره ، ومن تقليل الخير أنه يرشده إلى الأقل في باب الخيرات .
فهذه يا عباد الله ستة أجناس من الشر كل عمل للشيطان مهما كان كثيرًا ومهما كان دقيقًا لا يخرج عن واحد من هذا الجنس ، وسنرجع ونكر بتفصيل هذه الأجناس كلها لأن معرفة عداوة الشيطان من أفضل ما يحصله الإنسان قال تعالى:﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى(البقرة:256) فقدم الكفر على الإيمان إذ لا إيمان إلا بعد كفر ، ومثل الذي يؤمن بالله U وعنده طاغوت كمثل رجل معه ماء رقراق ومعه إناء في أسفله قطران أو زفت أو طين ، فإذا صب الماء الرقراق على الطين تعكر الماء كله ، فإذا أردت أن يظل الماء رقراقًا نظف الإناء ثم صب الماء ، كذلك التوحيد لابد أن يتطهر المرء من رجس الطواغيت ولا يعبد شيئًا من دون الله U ، فإذا جاء التوحيد نفعه أقل العلم أخلص دينك لله يكفيك العمل القليل
من لي بمثل سيرك المدلل
تمشي رويدًا وتجيء في الأول


نسأل الله - تبارك وتعالى - أن يقبضنا وإياكم على التوحيد الخالص ، وأن يحسن خاتمتنا وإياكم أجمعين ، اللهم أغفر لنا ذنوبنا ، وإسرافنا في أمرنا ، وثبت أقدامنا ، وانصرنا على القوم الكافرين . اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر . اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن . اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا . رب آت نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها . اللهم أغفر لنا هزلنا وجدنا ، وخطئنا وعمدنا .
انتهى الدرس الأول أختكم أم محمد الظن

jtvdy sgsgm 'vr hgad'hk td Yy,hx hgYkshk ggado Hfd Ysphr hgp,dkd pt/i hggi










عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس
قديم 10 / 04 / 2012, 42 : 03 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان


البيانات
التسجيل: 26 / 01 / 2008
العضوية: 38
العمر: 66
المشاركات: 191,574 [+]
بمعدل : 30.73 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 19404
نقاط التقييم: 791
شريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to beholdشريف حمدان is a splendid one to behold
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 38
عدد المشاركات : 191,574
بمعدل : 30.73 يوميا
عدد المواضيع : 95119
عدد الردود : 96455
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
اللهم جازه على ما كتب خير الجزاء
واجزل له العطاء
وبدل السيئة حسنه والمعصية طاعة
وفقره غنا وحزنه فرحا
وضيقه فرجا
و أنزله منازل الصدقين والشهداء
واجمعه في الجنة مع من يحب و يشاء
وجميع المسلمين









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 10 / 04 / 2012, 37 : 12 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
ابو قاسم الكبيسي
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو قاسم الكبيسي


البيانات
التسجيل: 29 / 12 / 2008
العضوية: 18488
المشاركات: 20,729 [+]
بمعدل : 3.52 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 2273
نقاط التقييم: 83
ابو قاسم الكبيسي will become famous soon enough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو قاسم الكبيسي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
جزاكـــَ اللهُ خيـــرًا









عرض البوم صور ابو قاسم الكبيسي   رد مع اقتباس
قديم 16 / 04 / 2012, 33 : 01 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
محمد نصر
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد نصر

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد نصر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور محمد نصر   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018