فوائد من حديث ضمام بن ثعلبة (ابن عثيمين رحمه الله )

[حنان]

فوائد من حديث ضمام بن ثعلبة (ابن عثيمين رحمه الله )

روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه بعد أن ساق إسناده
( بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ، دخل رجل على جمل ، فأناخه في المسجد ثم عقله ، ثم قال لهم : أيكم محمد ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم متكىء بين ظهرانيهم ، فقلنا : هذا الرجل الأبيض المتكىء . فقال له الرجل : ابن عبد المطلب ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : قد أجبتك . فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم : إني سائلك فمشدد عليك في المسألة ، فلا تجد علي في نفسك . فقال : سل عما بدا لك . فقال : أسألك بربك ورب من قبلك ، آلله أرسلك إلى الناس كلهم ؟ فقال : اللهم نعم . قال : أنشدك بالله ، آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة ؟ قال : اللهم نعم . قال أنشدك بالله ، آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة ؟ قال : اللهم نعم . قال : أنشدك بالله ، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم نعم . فقال الرجل : آمنت بما جئت به ، وأنا رسول من ورائي من قومي ، وأنا ضمام بن ثعلبة ، أخو بني سعد بن بكر . )

وهذه فوائد سأنقلها تباعا من كلام الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى من كتاب شرح صحيح البخاري (نزل حديثا ) فإليكموها ...
أولا : جواز دخول البهيمة إلى المسجد .
مسألة : ولكن هل يشترط أن تكون البهيمة مما بوله وروثه طاهر ؟
الجواب : نقول : أما على سبيل الثبوت والإبقاء فنعم وأما على سبيل المرور فقد كانت الكلاب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تدخل وتدبر في المسجد .
ومن فوائد هذا الحديث : أن بول الإبل وروثها طاهر وهذا أمر لا إشكال فيه فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الرهط من عرينة وعكل أن يذهبوا إلى إبل الصدقة ويشربوا من أبوالها وألبانها .
مسألة : ويبقى الإشكال كيف يقال ذلك وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في أعطان الإبل ؟
الجواب : أن ذلك ليس من أجل نجاسة الروث وإلا لكان النهي يشمل ما كان من أعطانها أو مباركها ولو لم تكن عطنا , لكن أعطان الإبل قال بعضهم : إن النهي عن الصلاة فيه من باب التعبد وليس له علة معقولة لنا
وقال بعضهم بل العلة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر فيما يروى عنه أنها خلقت - أي الإبل - من الشياطين فتكون معاطنها مأوى للشياطين فلذلك نهي عن الصلاة في معاطن الإبل أو في أعطان الإبل

ومن فوائد هذا الحديث أن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كان واسعا كبيرا لكن المسقف منه ليس كبيرا لكن الرحبة رحبته كبيرة واسعة ولهذا تضرب فيها الخيام كما ضربت خيمات زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف وكما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ خيمة في المسجد ليعوده من قريب
ومن فوائد هذا الحديث تواضع النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه يجلس معهم ويتكئ بينهم ويكون المجلس بينهم مجلس أدب واحترام ليس فيه تكلف ولهذا قال أيكم محمد والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم
ومن فوائد هذا الحديث أن لون النبي صلى الله عليه وسلم أبيض وهذا بناء على الأغلب من لونه وإلا فإن لونه أزهر يعني بياض مشوب بحمرة لكن البياض أغلب عليه

ومن فوائد هذا الحديث : حسن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم حيث عامل هذا الرجل بما تقتضيه الحاجة وهذا من حسن الخلق من وجه ومن الحكمة من وجه آخر أيضا ..
ومن فوائد هذا الحديث : أن المشركين كانوا يقرون بالربوبية لقوله : " بربك ورب من قبلك " وهو كذلك فإن المشركين الذين قاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر لكن ينكرون الألوهية يقولون : ( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )
ومن فوائد هذا الحديث : عموم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لقول الرجل : إلى الناس كلهم ؟ فقال : اللهم نعم وهذا ظاهر في الكتاب والسنة ولهذا فلزم النصارى واليهود الذين يقولون نحن نصدق برسالة محمد لكن إلى العرب نلزمهم بأن يقوله بعمومها لأنهم إذا لم يصدقوا بعمومها فقد كذبوا محمد صلى الله عليه وسلم لأن الله قال (( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا ))

ومن فوائد هذا الحديث : جواز تأكيد الكلام بمثل هذه الجملة : ( اللهم نعم ) .اللهم فكأنها تشبه القسم من حيث توكيد الخبر أو الحكم .
ومن فوائد هذا الحديث وجوب الصلوات الخمس في كل يوم وليلة لقول الرجل : آلله أمرك أن تصلي الصلوات الخمس في اليوم واليلة ؟ قال : اللهم نعم .
ومن فوائد الحديث أيضا : وجوب صوم شهر رمضان للعلة نفسها .
ومن فوائده أيضا : وجوب الزكاة للعلة نفسها .
ومن فوائده أيضا : أن الزكاة لا تجب إلا على الأغنياء لقوله في الحديث - الرجل - من أغنيائنا .
فمن هو الغني ؟ الغني في كل موضع بحسبه يعني قد يكون غنيا في باب الزكاة من ليس غنيا في باب الحج وقد يكون غنيا في باب الحج من ليس غنيا في باب النفقات وهلم جرا .
كل باب له غنى خاص فالغنى في باب الزكاة هو الذي يملك نصابا زكويا .
والفقير : أيضا في كل موضع بحسبه والفقير الذي تدفع إليه الزكاة هو الذي لا يجد كفايته وكفاية عائلته والفقير في باب وجوب الزكاة هو الذي لا يجد نصابا زكويا . إذاً الفقير في استحقاق الزكاة غير الفقير في إيجاب الزكاة .

ومن فوائد هذا الحديث : جواز الاقتصار على صنف واحد من أهل الزكاة وتؤخذ من قوله من أغنيائنا فنقسمها على فقرائنا ؟
ومن فوائد هذا الحديث : أنه لابد من التعميم لكن بقدر المستطاع على الفقراء فلا تجزئ إلى فقير واحد وتؤخذ من قوله : فنقسمها على فقرائنا ؟
وقال بعض أهل العلم : إنه يجب استيعاب الفقراء الذين في البلد فيعطى كل واحد بقدر المستطاع .
وقال بعض العلماء : لا يجب إلا على ثلاثة فقط , لأن أقل الجمع ثلاثة فإذا وزع على ثلاثة صدق عليه أنه أعطى الفقراء أو قسم على الفقراء .
وقيل : بل يجزئ واحد لقول النبي صلى الله عليه وسلم : لقبيصة : ( أقم عندنا حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها ) وهذا هو المشهور عند أصحاب الإمام أحمد رحمه الله أنها تجزئ إلى فقير واحد لكن لا شك أنه كلما اتسع انتفاع الفقراء بالزكاة فهو أولى .
ومن فوائد هذا الحديث : أن هذا الرجل حين سمع الإسلام وشرائع الإسلام انقاد انقيادا تاما لقوله : آمنت بما جئت به .
ومن فوائد الحديث جواز استثبات الإنسان في الأمور ولو كانت الأمور الهامة وأن التسرع للحكم على الشيء خلاف الحكمة فالإنسان ينبغي له أن يتأنى حتى يتبين الأمر
ومن فوائد الحديث أيضا أن هذا الرجل يظهر أنه سيد في قومه لقوله ( وأنا رسول من ورائي من قومي )
ومن فوائد الحديث أيضا : جواز ذكر الإنسان نفسه باسمه فيقول أنا فلان بن فلان لقوله "وأنا ضمام بن ثعلبة "
وبعض الناس قد يستنكف من ذكر اسمه يخشى من الغرور والعجب فنقول إذا كان المقصود مجرد التعريف فلا بأس أما إذا كان تريد أن تفتخر وتقول أنا فلان بن فلان على وجه الافتخار فإن هذا لا ينبغي بل قد يكون حراما أما على سبيل التعريف فلا بأس .

---

t,hz] lk p]de qlhl fk eugfm (hfk uedldk vpli hggi )

[طويلب علم مبتدئ]

جزاك الله خيرا اختي في الله وشكر الله لك

[كريم القوصي]

جزاكي الله خيرا وبارك الله فيكي اختنا الفاضلة

[أم نيره]

بارك الله فيكى اختى حنان