23 / 03 / 2012, 57 : 07 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام الحمد لله الذي خلق فسوى وقدّر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاء أحوى والصلاة والسلام على إمام الهدى وبدر الدجى وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، أما بعد: فقد أصبح طلاب العلم في هذا الزمان في أمر مريج، وذهبوا مذاهب شتى، خلاصة هذه المذاهب هجر الكتاب، ومجافاة العلم الأصيل، والانكباب على مواقع الشبكة، وقد فتن الناس بادئ ذي بدء بالمواقع العلمية المفيدة كهذا ونحوه، ثم توسعوا شيئاً فشيئاً فدخلوا في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي متفننة في سرق الأوقات وتضييعها بشكل لا يكاد يصدق، وهي في نهاية الأمر تغريدات في حروف يسيرة لا تسمن ولا تغني من جوع، بعكس الملتقيات العلمية ففيها موضوعات محررة، وتأصيلات مدققة، وتوجيهات سديدة، وتعليمات رشيدة... وقد عظمت الفتنة (بالتويتر) بمشاركة كبار المشايخ وأفاضل طلاب العلم، فأضحوا -شعروا أم لم يشعروا- قدوة سيئة للصغار والمبتدئين من طلاب العلم، وكان لذلك أثره الكبير على الجدية في طلب العلم، والحرص على الأوقات، واغتنام اللحظات. يقول أحد كبار طلاب العلم: (بدأتُ بخمس تغريدات، وانتهيتُ بأربع وعشرين ساعة)، وفي هذا -على ما فيه مبالغة- دليل واضح على سرقة التويتر للوقت ببهرجته وزخارفه. وقد صرّح كثير من المشايخ وطلبة العلم أنهم ابتلوا بالدخول في هذا المضيق، ولم يستطيعوا الخروج منه، وفي هذا درس لمن لم يدخل أن يتقي الله، ويقبل على ما ينفعه، فإن العاقل لا يرضى بتضييع وقته في ملح العلم، فكيف بما هو دون ذلك بمراحل كثيرة. لقد هجر كثير من المشايخ الكتابة في الملتقيات العلمية -كما تلاحظون في في هذا الملتقى وغيره-، ليس لأنهم شغلوا بدروس قطعوا بها أيامهم ولياليهم، أو محاضرات في الشرق والغرب يرققون بها قلوب عباد الله، ويسوقونهم إلى رضوان الله وجنته، ولا تآليف وتحقيقات يفيدون بها طلاب العلم وعموم المسلمين، وإنما لأنهم ابتلوا بفتنة (140) حرفا، وآلاف المتابعين الذين يقومون بإعادة تغريدهم! قد تستغربون هذه الهجمة الشرسة والحرب الضروس، ولكن ثقوا أن كل طالب علم ممن ابتلي= يسرّ هذا في نفسه ويبديه أحيانا بطريقة أو بأخرى. مؤسف أن يكشف هذا (التويتر) عن أمراض عند بعض طلاب العلم، كثير منهم يشترط أن تتابعه حتى يتابعك، ولو اكتشف أنك انقطعت عن متابعته قام بحذف متابعتك مباشرة، وبعضهم يرد على المشاهير ليعيدوا تغريده فيحظى بجمهور أكبر، وبعضهم يلومك أحيانا -متظاهرا بالمزاح- بأنه يتابعك منذ زمن وأنت لا تتابعه!، ومنهم من يطلب من المشاهير أن يعيدوا تغريده حتى يستفاد مما عنده، ومنهم من يكثر من المزاح (الثقيل والخفيف وما بينهما)، ويتفوه بكلام محتو على قلة حياء، وصفاقة وجه،ومنهم من يذهب للسلام على والديه وأقاربه وعينه مع (التويتر) يغرد ويرتوت ويفضل!، ومنهم من يوجه ويرشد وهو مبتدئ لا يعرف أكثر مسائل الطهارة والصلاة، ومنهم من يلهج بالمواعظ وهو كالطبيب الذي يداوي الناس وهو عليل، ومنهم من كان يصبح على كتاب الله يفتتح يومه به، فإذا به يسلم التسليمة الثانية من صلاة الفجر ويهرع إلى جهازه ليغرد!، ومنهم من تراه في المسجد ينتظر الإشراق، ويقطع الوقت بالتغريد، ومنهم من يجلس ليلة كاملة، ويستثقل أن يصلي ركعة يوتر بها!!، وهكذا في سلسلة مؤلمة لا تنتهي، وإني لواثق أن كل مبتلى بهذا (التويتر) لديه قصص خاصة مؤلمة محزنة، ولكنه يتجاهلها بفعل النفس الأمارة (بالسوء) ويواصل ما هو فيه من التسلية واللعب!! إن ما أدعو إليه هو أن يراجع كل طالب نفسه، ويتأمل أهدافه التي يسعى لتحقيقها، وهل ما هو فيه من قضاء أكثر يومه في هذه (التفاهات) كفيل بأن يوصله لمطلوبه من العلم والعمل؟! هل من عودة إلى الكتاب والقراءة الجادة؟ هل من عودة إلى التأصيل العلمي وحفظ المتون وحضور الدروس؟ هل من سبيل إلى المجالس النقية في تدبر القرآن والسنة النبوية؟ أقبل على شأنك أخي طالب العلم، ولا تكن إمعة إن أحسن الناس أحسنتَ وإن أساءوا أسأتَ، واستغل وقتك فيما يعود عليك بالنفع المحقق (لا المظنون والمتوهم)، واعلم أن السنوات ستمر عليك سراعاً، ثم سيظهر لك أن ما كنتَ تجري وراءه من (منافع التويتر) ما هو إلا كالسراب الذي لا حقيقة له، ومن جرّب عرف، ومن صحا من سكره علم مقدار البلاء، وعذر من عذل... والحمد لله رب العالمين. كتبه أبو غانم المروي
(hgtds f,; ,j,djv) ,k/vm s,hx!
|
| |