17 / 10 / 2011, 40 : 02 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 04 / 02 / 2009 | العضوية: | 20615 | المشاركات: | 4,923 [+] | بمعدل : | 0.84 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 689 | نقاط التقييم: | 48 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد يقولون: إن هذا الاختلاف في القراءات يوقع في شكٍّ وريب من القرآن خصوصاً إذا لاحظنا في بعض الروايات معنى تخيير الشخص أن يأتي من عنده باللفظ وما يُرادفه، أو باللفظ وما لا يُضادّه في المعنى؛ كحديث أبي بكرة وفيه: "كلها شافٍ كاف ما لم تختم آية عذاب برحمة، أو آية رحمة بعذاب، نحو: (تعال وأَقْبِلْ وهَلُمَّ واذْهَبْ وأَسْرِع وعَجِّل) جاء بهذا اللفظ من رواية الإمام أحمد بإسناد جيد. وأكثر من ذلك ما جاء في فضائل أبي عبيد أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أقرأ رجلاً: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ . طَعَامُ الْأَثِيمِ} [الدخان:43-44]، فقال الرجل: (طعام اليتيم)، فردّها عليه، فلم يستقم بها لسانه، فقال: أتستطيع أن تقول: (طعام الفاجر)؟ قال: نعم، قال: فافعل. وللرد على هذه الشبهة نقول وبالله التوفيق: إن قصارى ما تدل عليه هذه الروايات أن الله تعالى وَسَّع على عباده خصوصاً في مبدأ عهدهم بالوحي أن يقرأوا القرآن بما تلين به ألسنتهم، وكان من جملة هذه التوسعة القراءة بمترادفات من اللفظ الواحد للمعنى الواحد مع ملاحظة أن الجميع نازلٌ من عند الله، نزل به الروح الأمين على قلب ****** محمد -صلى الله عليه وسلم- ، وقرأه هو على الناس على مُكث وسمعوه منه، ثم نسخ الله ما شاء أن ينسخ بعد ذلك وأبقى ما أبقى لحكمة سامية يعلمها هو سبحانه وتعالى. يدل على أن الجميع نازل من عند الله تعالى قوله -صلى الله عليه وسلم- لكلٍّ من المتنازعين المختلفين في القراءة من أصحابه: "هكذا أنزلت" وقول كل من المختلفين لصاحبه: "أقرأنيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، وأبلغ من كل هذا قوله تعالى لرسوله جواباً لمن سأله تبديل القرآن: {... قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس:15]. وليس بعد كلام الله ورسوله كلام. وكذلك أجمعت الأمة على أنه لا مدخل لبشر في نظم القرآن لا من ناحية أسلوبه ولا من ناحية ألفاظه، بل ولا من قانون أدائه، فمن يخرج عن هذا الإجماع ويتبع غير سبيل المؤمنين يُوَلِّه الله ما تَولّى ويُصْلِه جهنم وساءت مصيراً. وها نحن قد رأينا القرآن الكريم في الآية المذكورة آنفاً يمنع الرسول من محاولة التدبيل منعاً باتاً مشفوعاً بالوعيد الشديد ومصحوباً بالعقاب الأليم، فما يكون لابن مسعود ولا لأكبر من ابن مسعود أن يبدل لفظاً من ألفاظ القرآن بلفظٍ من تلقاء نفسه. وكذلك حديث أبي بكرة المذكور آنفاً لا يدل على جواز تبديل الشخص ما شاء من القرآن بما لا يضاده كما زعم الواهمون، إنها ذلك الحديث وأشباهه من باب الأمثال التي يضربها الرسول -صلى الله عليه وسلم- للحروف التي نزل عليها القرآن ليفيد أنها على اختلافها ما هي إلا ألفاظ متوافقةٌ مفاهيمها متساندةٌ معانيها لا تخاذل بينها ولا تضاد ولا تناقض، ليس فيها معنى يخالف معنى آخر على وجه ينفيه أو يناقضه كالرحمة التي خلاف العذاب وضده. وإليك أيها القارئ برهان آخر ذكره صاحب التبيان في مثل هذا المقام إذا يقول: "إن النبي -صلى الله عليه وسلم- علّم البراء بن عازب دعاء يقال عند النوم فيه: آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت"، فلما أراد البراء أن يعرض ذلك الدعاء على الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (آمنت بكتابك الذي أنزلت وبرسولك الذي أرسلت) نهاه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يضع لفظ (رسولك) موضع لفظ (نبيك) مع أن كليهما حق ولا يحيل معنى، فهو -صلى الله عليه وسلم- رسول ونبي معاً. ثم يقول المصنف – يرحمه الله: فكيف يسوغ للجُهّال المغفلين أن يقولوا: إنه عليه الصلاة والسلام كان يُجيز أن يوضع في القرآن الكريم مكان عزيز حكيم: غفورٌ رحيم أو سميعٌ عليم وهو يمنع من ذلك التبديل في دعاء ليس قرآناً والله تعالى يقول مخبراً عن نبيه -صلى الله عليه وسلم- : {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس:15]؟! المرجع: مناهل العرفان، للزرقاني (ج1).
hgv] ugn afim Hehvih hgHu]hx p,g hgrvhxhj hgrvNkdm
|
| |