الإهداءات | |
ملتقى علوم القراءات والتجويد يختص بتبيان احكام التجويد ... وشروحات لعلوم القراءات الصحيحة والمتواترة ... ودروس القرآن الكريم . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | شريف حمدان | مشاركات | 2 | المشاهدات | 1394 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
28 / 11 / 2010, 15 : 09 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد القول المتين في تجويد قصر اللين إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما ثم أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم ..وبعد .. فالحمد لله القوي المتين ، الذي خلق الإنسان من طين ، والصلاة والسلام علي النبي الأمين سيدنا محمد أشرف الخلق أجمعين الذي دعا الكفار بالعفو واللين ، وصبر وصابر حتي أتاه اليقين ، فكان دينه يعرف التوسط والاعتدال ، وكان نهجه بحرا يعرف الإشباع والإفضال ، فقرَّت بجمال هديه العين ، وطربت بسماع قرأنه الأذنين ، وبعد ... فما زال الأنام يبحثون في كنوز الذكر ليزيدوا بقلائده الفكر ، ومازالوا يجنون من ثمار روضة النضير الطيب الزرع والنشر ، حتي صاروا أعز الناس بشرفه ، وأكرم الخلق بأدبه ، وأغني الناس بحفظه ، فقد ورثوا الكتاب وهو خير ميراث ،وأعرق تراث ، فصاروا أعزة بلا كبر ، ومتواضعين بلا ذل ، وكان أداء تجويده من أنفس هذه الكنوز الذي لا بد أن يزيل الباحث عنها غبار الخلاف ، ويخرجه من ظلمات المراء إلي نور الترجيح وأضواء الحسم والتنقيح ،ولذا هذَّبت قلمي ، وقومتُ لساني ، لأتكلم في مسألة بحتة خالصة لا أشك أن الطريق إلي حسمها وبيان الفصل فيها شئ يحتاج منا الي التمهل والتأني ، حتي يمكننا أن ننصف القول والحجة ، ولا نحيد عن الصواب والمحبة وهي مسألة تعين قدر " قصر اللين" وما قيل في قصر "عين" مريم والشوري وسقوط المد فيهما . وأسأل الله أن أكون وفقت ولم يعثر جوادي ، وبالله توفيقي وعليه توكلي واعتمادي ..وصلي الله علي سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم . تعريف اللين : قال العلامة المرصفي في "هداية القاري " : (الصفة الثالثة: اللين وهو في اللغة السهولة وقيل في معناه ضد الخشونة. وفي الاصطلاح خروج الحرف من مخرجه من غير كلفة على اللسان وله حرفان: الواو والياء والساكنتان المفتوح ما قبلهما نحو: {الْخَوْفُ} {الْبَيْتِ} وسميا بذلك لخروجهما بلين وعدم كلفة على اللسان.)ا.هـ وقال العلامة أحمد البنا في الإتحاف : وأما حرفا اللين فهما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما ويصدق اللين على حرف المد فيقال حرف مد ولين بخلاف العكس فلا يوصف اللين بالمد على ما اصطلحوا عليه فبينهما مباينة حينئذ وإن تساويا من حيث قبول حرف اللين للمد ))ا.هـ العلاقة بين أحرف المد وحرفي اللين : العلاقة بينهما وثيقة وتربطهما علاقة المد بحيث يوجد في كل منهما صفة المد وإن قلَّ في اللين ـ كما سيأتي إن شاء الله ـ . فأحرف المد سبب مدها ـ بقدر زائد ـ إما همز أو سكون : أما السكون علي قسمين : أصلي وعارض ، وفي كلمة وفي كلمتين . أما السكون الأصلي في كلمة مثل " الضالين ـ أتحاجوني " ومثل (محياي) علي قراءة من أسكن الياء .وهذا النوع لا خلاف في مده مدا مشبعا (ست حركات) بين القراء . وما كان من كلمتين فحذفه لجميع القراء مثل (في السموات ـ قالوا اتخذ ) إلا ما كان من البزي في نحو : "كنتمو تمنون ـ ولا تَّعاونوا" ونحوهما وهي المعروفة بتاءات البزي لطروء الإسكان علي هذه التاءات . أما السكون العارض فهو علي قسمين : سكون من أجل الوقف أو سكون من أجل الإدغام . السكون من أجل الوقف : في نحو "العالمين ـ تعلمون ـ أفنان " والنونات في أواخر هذه الكلمات متحركات سُكنت لأجل الوقف وهو ما يسمي بالسكون العارض . فهذا النوع جاز للقراء فيه ثلاثة أوجه (القصر والتوسط والإشباع) السكون من أجل الإدغام . وهذا النوع في قراءة السوسي من الشاطبية وأبي عمرو ويعقوب (بخلفهما) من الطيبة وهو المسمي بالإدغام الكبير ، حيث يعرض السكون من أجل الإدغام في نحو " فيه هدي ـ أخاه هارون ـ فاعبدوه هذا " فإن قرأت بالإدغام سكنت الهاءات الأولي لأجل الإدغام في الهاءات الثانية فيلتقي ساكنان فلك حينئذ (القصر والتوسط والإشباع ) أما حرفي اللين فمثل أحرف المد تماما إلا أنه لا يوجد مثال للين مع سكون أصلي في كلمة أو في كلمتين ، وأمثلة اللين العارض نحو" (الصيف) و(البيت) و(الموت) و(الخوف) " وأمثلة اللين العارض للإدغام نحو: " كيف فعل ـ يا قوم مالي " ففيهما الحكم السابق في المد (القصر والتوسط والإشباع ) أما الهمز قال الشيخ المرصفي ـ رحمه الله ـ : فالهمز سبب لثلاثة أنواع منه وهي : المد المتصل والمنفصل والبدل. فإن تقدم الهمز على حرف المد فهو المد البدل نحو {ءامَنَّا بِاللَّهِ}. وإن تأخر عنه وكان معه في كلمة واحدة فهو المد المتصل نحو {مَا شَآءَ اللَّهُ} . وإن انفصل عنه بأن كان حرف المد آخر الكلمة والهمز أول الثانية فهو المد المنفصل نحو {آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ}.ا.هـ1/170 أما المتصل : فممدود بإجماع وإن تفاوت القراء في مقادير المد فلم يرد عن أحد أنه قصره قال ابن الجزري "... فوجب أن لا يعتقد أن قصر المتصل جائز عند أهل القراء وقد تتبعته فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة بل رأيت النص مده..ثم ذكر حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ وفيه أنه أمر قارئا بأن يمد " الفقراء" لأنه هكذا قرأه علي النبي صلي الله عليه وسلم " أما المنفصل : فقد تفاوتت فيه مذاهب القراء بين قصره ومده واختلفوا في مقدار المد فمنهم من أشبع ومنهم من كان دون ذلك. أما البدل : فقصره جميع القراء إلا ما كان من ورش فقد أجاز فيه الثلاثة أوجه (القصر والتوسط والإشباع) وقد استثني له بعض الكلمات فارجع إليه في كتب القراءات . أما اللين مع الهمز : فإن تقدم الهمز على حرف اللين نحو"ينئَون " فلا يمده أحد من القراء . وإن تأخر عنه وكان معه في كلمة واحدة نحو: {شيء ـ شيئا} فقد قصره سائر القراء إلا ما كان من ورش فله التوسط والإشباع ، وله من الطيبة قصر جميع اللين ما عدا (شيئ ) كيف تصرفت ،،وكذا لحمزة التوسط في شئ فقط سواء كان بالرفع أو النصب أو الجر من بعض طرق الطيبة ،. فائدة : قد ذكرد/ حميتو نقلا عن الشيخ الصفار فقال :... وقد حدد الشيخ الصفار كيفية النطق بذلك على وجهه فقال في كتابه "جواب الخل الأولاد": "وكيفية مد الياء من "شيء" وشبهه أن ترفع وسط اللسان إلى ما يقابله من الحنك كارتفاعه إذا لفظت بالياء من "بيت" و"غيث" ونحوهما، ويمكث ثمة بقدر ما يحصل التوسط، ويزيد المكث إن كنت مشبعا. "وكيفية مد الواو من السوء ونحوه أن تضم شفتيك كانضمامها إذا نطقت بالواو من "عتوا" و"شروا" ونحوهما ويمكث ذلك الضم بقدر ما يحصل التوسط، ويزاد في المكث إن زيد في المد على ما تقدم"(1). - نقله ابن المجراد في شرحه على الدرر اللوامع لوحة 52. وإن انفصل عنه بأن كان حرف اللين آخر الكلمة والهمز أول الثانية فهو اللين المنفصل نحو {خلوا إلي ـ ابني ءادم }.فلا مد فيه لأحد . ومما سبق يتضح لنا تأثر أحرف المد واللين بسببي السكون والهمز وإن اختلفوا في تفاوت المد . فيمد اللين في بعض الأحوال ويقصر في بعض ـ كما سبق ـ . وحديثنا في هذا البحث إنما يكون علي كيفية نطق اللين في حالة القصر . فقد اختلف القراء في مقدار القصر بالنسبة لحرف اللين في أحوال قبولها للزيادة مثل اللين العارض لسكون الوقف وكذا للإدغام وفي حالة الروم وكذا في "عين " من فاتحتي مريم والشورى . قال الشيخ محمود خليل الحصرى " ...هذا وقد بينا فيما سبق أن عبارة النشر يفيد ظاهرها أن المراد بالقصر فى حرفى اللين حذف المد منهما مطلقا بحيث يكون النطق بهما عند الوقف كالنطق بهما عند الوصل إجراء لها مجرى الحروف الصحيحة . وذهب بعضهم إلى أن المراد بالقصر فيهما حركتين كالقصر فى حروف المد إجراء لحرفى اللين الذين بعدهما سكون عارض مجرى حرفى المد اللذين بعدهما سكون عارض تسهيلا للنطق بحرفى اللين لأن حذف المد منهما بالكلية عند الوقف يؤدى إلى ثقل النطق بهما هذا الثقل إلا بمدهما بمقدار حركتين .ا.هـ 207 ثم ذكر في الصفحة التي تليها : ...........كما ينبغي أن تعلم أن حرف اللين عند الوقف بالروم لا يمد مطلقا لأن الروم كالوصل كما تقدم وهو لا يمد مطلقا حال الوصل فكذلك لا يمد حال الروم بخلاف حرف المد عند الوقف بالروم فإنه يمد بمقدار حركتين لأنه عند الوصل يمد هذا المقدار فكذلك عند الروم "ا.هـ208 وقال الشيخ عطية قابل نصر ـ رحمه الله ـ في كتابه غاية المريد (وإن كان السكون العارض قبله حرف لِين مثل: {خَوْفٍ} ، {بيْت} ، {شَيء} ، {سُوْء}، فإنه يأخذ الأوجه السابقة حيثما أتى إلا أنهم اختلفوا في وجه القَصْرِ فبعض العلماء يقول : بأن المراد بالقصر المد حركتين إجراء له مجرى المد العارض للسكون واعتبار حرف اللِّين كحرف المد عند الوقف على ما بعده تسهيلا للنطق، وهكذا قال صاحب العميد. وأكثر شرَّاح الشاطبية يقولون في معنى قول الإمام الشاطبي "وعنهم سقوط المد فيه" : أن المراد به القصر حركتين كالمد العارض للسكون. والبعض الآخر من العلماء يقول : بأن المراد بالقصر حذف المد مطلقًا بحيث يكون النطق بحرفي اللِّين عند الوقف كالنطق بهما حالة الوصل إجراء لهما مجرى الحروف الصحيحة. كما اختلفوا في وجه الرَّوم فأكثرهم يقول: بأن الروم يأتي مع القَصْر الذي هو عدم المد أصالة لأن حرف اللِّين في حالة الوصل لم يكن فيه مدٌّ مطلقًا عكس المد العارض للسكون الذي يكون في الوصل مدًّا طبيعيًّا كما سبق بيانه. وبعضهم يقول: بأن الروم يأتي مع القصر الذي هو بمعنى "مدٍّ ما" وقدَّروه بأنه دون المد الطبيعي وقد أورد ذلك العلامة الضبَّاع في كتابه "الإضاءة في أصول القراءة"، وذكر بأن ممن قال بهذا الرأي الدَّاني ومكي إذ قالا: "في حرفي اللين من المد بعض ما في حروف المد"، وكذلك الجعبري قال: "واللِّين لا يخلو من أيسر مد فيمد بقدر الطبع" وعلى هذا فالرَّوم فيه يكون على مثل ذلك ولا يضبط هذا إلا بالمشافهة.))ا.هـ وقد ناقش فضيلة الشيخ عبد الفتاح المرصفي ـ رحمه الله ـ المسألة بأوضح من ذلك في كتابه "هداية القاري" فقال المرصفي ـ رحمه الله ـ : ..... وقد تكلم في هذه المسألة غير واحد من علمائنا ونورد هنا ما قاله العلامة الضباع في كتاب الإضاءة قال : "إن في حروف المد واللين مدًّا أصليًّا وفي حروف اللين فقط مدًّا ما يضبط كل منهما المشافهة والإخلال بشيء منهما لحن وهذا معنى قول مكي: "في حروف اللين من المد بعض ما في حروف المد" وقد نص عليه سيبويه... إلى أن قال: والدليل على أن في حرفي اللين مدًّا ما من العقل والنقل - . أما العقل : فإن علة المد موجودة فيهما والإجماع على دوران المعلول من علته. وأيضاً فقد قوي شبههما بحروف المد لأن فيهما شيئاً من الخفاء ويجوز إدغام الحرف بعدهما بإجماع في نحو :{كَيْفَ فَعَلَ} {قَوْمِ مُوسَى} بلا عسر" ويجوز مع إدغامهما الثلاثة الجائزة في حروف المد بلا خلاف وأيضاً جوز أكثر القراء التوسط والطول فيهما وقفاً. وجوز ورش مدهما مع السبب. وأما النقل : فنص سيبويه وناهيك به على ذلك وكذلك الداني ومكي إذ قالا: في حرفي اللين من المد بعض ما في حروف المد. وكذلك الجعبري قال: واللين لا يخلو من أيسر مد فيمد بقدر الطبع. فإن قلت: أجمع القائلون به على أنه دون ألف. والمد لا يكون دون ألف. (قلت): الألف إنما هي نهاية الطبيعي وهذا لا ينافي أن ما دونها يسمى مدًّا لا سيما وقد تضافرت النصوص الدالة على ثبوت مدهما. فإن (قلت) : قال أبو شامة : فمن مد {عَلَيْهِم} و{إِلَيْهِمْ} و{لَدَيْهِمْ} ونحو ذلك وفقاً أو وصلاً أو مد نحو {وَالصَّيْفِ} و{البَيْتِ} و{الْخَوْفُ} و{الْمَوْتِ} في الوصل فهو مخطىء ، وهذا صريح في أن اللين لا مد فيه (قلتُ): ما أعظمه مساعداً لو كان في محل النزاع. لأن النزاع في الطبيعي وكلامه هنا في الفرعي بدليل قوله قبل: فقد بان لك أن حرف اللين لا مد فيه إلا إذا كان بعده همزة أو ساكن عند من رأى ذلك. وأيضاً فهو يتكلم على قول الشاطبي "وإن تسكن اليا بين فتح وهمزة" وليس كلام الشاطبي إلا في الفرعي بل أقول في كلام أبي شامة تصريح بأن اللين ممدود وأن مده قدر حرف المد وذلك أنه قال في الانتصار لمذهب الجماعة على ورش في قصر اللين : وهنا لما لم يكن فيهما مد كان القصر عبارة عن مد يسير يصيران به على لفظهما إذا كانت حركة ما قبلهما من جنسهما . فقوله "على لفظهما" دليل المساواة. وعلى هذا فهو برىء مما فهم السائل من كلامه وهذا مما لا ينكره عاقل والله أعلم أهـ بحروفه. هذا: وما ذكرناه من كلام العلامة الضباع هنا قد نص عليه الإمام النويري في شرحه على الطيبة بكلام أوسع مما هنا كما نص عليه شيخه الحافظ ابن الجزري في النشر. وبعد: فقد ظهر لك مما قدمنا من نصوص أئمتنا :أن الوقف بالروم على المد العارض للسكون الذي سكونه العارض بعد حرفي اللين لا يكون على القصر الذي هو حركتان كما قد يتبادر ، بل على القصر الذي هو بمعنى مدٍّ ما لأنه في حالة الوصل يكون كذلك كما قدمنا. ومن ثم تعلم أن ما قاله الدكتور محمد سالم محيسن في كتابه الرائد في تجويد القرآن ص (34) "واعلم أن المد العارض للسكون إذا كان حرف لين مثل "بيت وخوف" فإن الروم يكون على عدم المد مطلقاً لأن الروم مثل حالة الوصل وقد علمت أنه في حالة الوصل لا يمد أصلاً" أهـ. هو كلام لا يلتفت إليه ولا يعول عليه وكاتبه يعوزه الإطلاع وصحة الفهم وضبط المسائل العلمية.))ا.هـ 1/194 وقال فضيلته في موضع آخر : ((أما إذا سكنت الواو الأولى وانفتح ما قبلها وجب إدغامها في المتحركة بعدها نحو قوله تعالى: {ثُمَّ اتَّقَواْ وَآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ} {آوَواْ وَّنَصَرُواْ} وذلك لأن حرف اللين بمنزلة الصحيح.)1/145 وعلي هذا يحمل تشبيه الشيخ المرصفي حرفي اللين بالأحرف الصحيحة علي أنه يقصد "مدذًا ما ". ويحسن بنا لتقريب وجهات النظر العودة لنصوص القدامي ، فهناك من قال بقول الشيخ الضباع والمرصفي ومن تبعهما ، وهناك من قال بقول الدكتور محمد سالم محيسن ومن تبعه . ونعود إلي ما قاله الشيخ الحصري حيث ذكر " سبق أن عبارة النشر يفيد ظاهرها أن المراد بالقصر فى حرفي اللين حذف المد منهما مطلقا بحيث يكون النطق بهما عند الوقف كالنطق بهما عند الوصل إجراء لها مجرى الحروف الصحيحة .)ا.هـ وقال ابن الجزري في النشر : (وأما السكون فهو على أقسام المد أيضاً : لازم وعارض وكل منهما مشدد وغير مشدد. فاللازم غير المشدد حر واحد وهو (عين) من فاتحة مريم والشورى فاختلف أهل الأداء في إشباعها في توسطها وفي قصرها لكل من القراء فمنهم من أجراها مجرى حرف المد فأشبع مدها لالتقاء الساكنين (ثم ذكر أصحاب هذا الرأي ) ..... ومنهم من أجراها مجرى الحروف الصحيحة فلم يزد في تمكينها على ما فيها وهذا (ثم ذكر أصحاب هذا الرأي ...)ا.هـ وقوله "تمكينها علي ما فيها " فسره ووضحه رحمه الله في موضع آخر من نشره ( .. وقد اختلف في إلحاق حرفي اللين بهما وهما الياء والواو المفتوح ما قبلهما ، فوردت زيادة المد فيهما بسببي الهمز والسكون إذا كانا قويين. وإنما اعتبر شرط المد فيهما مع ضعفه بتغيير حركة ما قبله لأن فيهما شيئاً من الخفاء وشيئاً من المد وإن كانا أنقص في الرتبة مما في حروف المد. ولذلك جاز الإدغام في نحو (كيف فعل)....وقالوا في تصغير مدق وأصم. مديق وأصيم فجمعوا بين الساكنين وأجروهما مجرى حروف المد فلذلك حملا عليها وإن كانا دونها في الرتبة لقربهما منها وسوغ زيادة المد فيهما سببه الهمز وقوة اتصاله بهما في كلمة وقوة سببيه السكون....)ا.هـ وقول ابن الجزري " لأن فيهما شيئاً من الخفاء وشيئاً من المد" فقد أثبت مسألة وجود شئ من المد ، وهذا بخلاف ما فهمه فضيلة الشيخ محمود خليل الحصري ، وعليه فإن الوقوف علي حرفي اللين من مذهب ابن الجزري وكلامه الموهم بعدم وجود المد يعتبر من باب الاختصار أو التجوز . وليس علي حقيقته لما سبق . وقد تقدم قول أبي شامة وغيره من العلماء ممن قالوا بهذه المدة التي هي دون الطبيعي . وأما أقوال الأئمة الذين ينفون وجود المد رأسا أو مطلقا فإليك بعضها : استدل بعض شيوخنا بقول الشاطبي ـ رحمه الله ـ وعنهم سقوط المد ...)أنه قصد ذهاب المد مطلقا ، ومن ثَمَّ مساواتها بالحرف الصحيح. قال د /حميتو وهو يتحدث عن اللين في "عين " مريم والشوري قال الخراز وتبعه ابن المجراد: "المراد بالقصر هنا ترك المد رأسا، وليس هو مثل القصر في حروف المد قال: "والمختار من هذه الأوجه التوسط، وهو الذي أخذ به الحافظ" القصد النافع لأبي عبد الله الخراز لوحة 118. وكذا الإيضاح لابن المجراد لوحة 57 واللفظ له.)ا.هـ وذكر المرعشي في جهد المقل ترك المد رأسا فقال : ((اعلم أنه ليس في بحرفي اللين مدٌّ طبيعي كما سبق ، فمعني القصر فيهما في الاستعمال الأكثر : سلب المد بالكلية . ))ص99 ثم ذكر ص 101 "قلت: المدّ في عرفهم لا يطلق علي ما دون مقدار ألف وامتداد أصوات حروف الرخو ما عدا المد لا يبلغ قدر ألف .فاعرف)ا.هـ ووجدته ذكر في "بيان تجويد الفاتحة" "...وإنما قيدنا عدم المكث بقدر ألف لأن حروف الرخو لا تخلو عن مكث قليل عليها لأنها زمانية يجري فيه الصوت كما سبق نقلا عن شرح المواقف.... )من كتاب نصوص الأئمة الأعيان في تجويد فاتحة القرآن للشيخ عمر مالم أقول : هذه النصوص وغيرها لا دلالة فيها علي سقوط المد بالكلية ، لأنهم صرحوا في موضع آخر بأن في اللين شيئا من المد وهو سبب رئيسي في إدغام نحو(كيف فعل) وشبهها ولولا ذلك المد اليسير ما أجازوا إدغامها كما هو في قواعدهم . القول في "عين" مريم والشوري : و"عين " فيها الثلاثة أوجه من طريق الطيبة قال ابن الجزري :...ونحو عين فالثلاثة لهم ..كساكن الوقف وإن تحدثنا عن " عين" فلا يختلف الأمر في القول بين الوقف علي اللين وبين القول في " عين " إلا أن صاحب "فريدة الدهر" تعقب ذلك القدر اليسير بقوله : القصر في عين معناه عدم المد مطلقا وليس المراد حركتين كما في (قال ، يقول ، قيل ) لأن ذات حرف المد غير اللين لا تقوم إلا بالحركتين ، وليس اللين كذلك ، فذات اللين قائمة بدون مد ، وإن ذكر بعضهم : أنه أيسر مد فانتبه لهذا الحكم وحققته مع المقرئ ـ الشيخ الزيات ـ ...)3/1169 وهذا الكلام في معرض الحديث عن اللين في حال إيصالها لمقدار الطبيعي ـ مد حركتين ـ ، وإن لم يكن الأمر كذلك فنصوص الأئمة واضحة في وجود ذلك القدر اليسير قال أبو عمرو الداني في جامع البيان: "عند ذكر الوقف على مثل هذه الكلم: "فإن انفتح ما قبل الياء والواو نحو "الحسنيين" و"صالحين" و"أو دين" و"عليكم اليوم" و"من فرعون" و"من خوف" وما أشبهه، فإن عامة أهل الأداء والنحويين لا يرون إشباع المد وزيادة التمكين فيهما لزوال معظم المد منهما بتغير حركة الحرف الذي قبلها. قال: "والآخذون بالتحقيق وإشباع التمطيط من أهل الأداء من أصحاب ورش وغيره يزيدون في تمكينهما إذ كانا لا يخلوان من كل المد، وهو مذهب شيخنا أبي الحسن علي بن بشر". "والآخذون بالتوسط يمكنونهما يسيرا". جامع البيان 205 وقال وهو يتحدث عن (عين) الشوري : وبعضهم لا يبالغ في زيادة التمكين بقدر ما فيها من اللين لا غير )ا.هـ206 قال أبو شامة (...ذكر وجها ثالثا عن القراء وهو عدم المد في حرف اللين قبل الساكن للوقف فصار لهم فيه ثلاثة أوجه ووافقهم ورش عليها في الوقف على كل ما لا همز فيه نحو (رأي العين)-(وإحدى الحسنيين) و(فلا فوت) و(الموت) ، فيكون له أيضا ثلاثة أوجه . وأما ما كان ساكنة همزة نحو : "شيء وسوء" فله فيه الوجهان المقدمان وقفا ووصلا لأن مد ورش هو لأجل الهمز لا لأجل سكون الوقف وهذه الأوجه الثلاثة في الوقف هنا هي الأوجه التي سبقت في حروف المد واللين عند سكون الوقف ولم ينص ثم على وجه سقوط المد ، وفي نصه عليه هنا تنبيه على ذلك ، واحترز أيضا بقوله هنا وعند سكون الوقف عن الوقف بالروم فلا مد فيه كما سبق في حروف المد واللين إلا في روم الهمزة فالمد باق لورش وحده لأجل الهمز فقد بان لك أن حرف اللين وهو الياء والواو المفتوح ما قبلهما لا مد فيه إلا إذا كان بعده همز أو ساكن عند من رأى ذلك فإن خلا من واحد منهما لم يجز مده فمن مد "عليهم وإليهم ولديهم "ونحو ذلك وقفا أو وصلا أو مد نحو (الصيف) و(البيت) و(الموت) و(الخوف) ، في الوصل فهو مخطئ ......... والله أعلم)ا.هـ وقال أبو شامة (( قال صاحب التيسير والنص عنه بالإسكان ، قلت وكذا ذكر ابن مجاهد عن نافع قال أبو علي وكثير من النحويين ينكرون الجمع بين الساكنين إذا كان الثاني منهما مدغما ولم يكن الأول حرف لين نحو-دابة-وثمود-الشرب-وقيل لهم-ويقولون إن المد يصير عوضا من الحركة ثم قال وإذا جاز نحو أصيم ومديق ودويبة مع نقصان المد الذي فيه لم يمتنع أن يجمع بين الساكنين في نحو تعدوا-لأن ما بين حرف اللين وغيره يسير ، قلت : ذلك القدر اليسير هو الفارق لأنه هو القائم مقام الحركة وما ليس فيه ذلك اليسير فلا حركة فيه ولا ما يقوم مقامها فلا ينبغي أن يتكلف جوازه وصحته مع عسره على اللسان أو استحالته وقد سبق في- نعما هي-تحقيق ذلك أيضا وإنكار أبي علي وغيره من أئمة العربية جواز إسكان العين وعجبت منه كيف سهل أمره هنا ، قال ابن النحاس لا يجوز إسكان العين والذي يقرأ بهذا إنما يروم الخطأ ، قال الحوفي وهذا شيء لا يجوز ولعل القارئ بذلك أراد الإخفاء فتوهم عليه الإسكان والله أعلم))ا.هـ خاتمة (نسأل الله حسنها) ومما سبق يتضح لنا أن القراء عندهم اللين لا يخلو من " مدٍّ ما" وقفا والمتعارف لدي القراء أن الحروف تزيد صفاتها وقفا دون الوصل ولذا فرقوا في القلقلة بين مقدارها وقفا ووصلا مع وجود السكون في الحالين ، إلا أن الوقف تزداد فيه الصفة وهذا يقال في جميع الصفات . وإدغام أبي عمرو خير دليل علي وجود ذلك المد ، لأن عروض الإسكان في الوقف مثل عروض الإسكان في الإدغام قال ابن الجزري : (قلت) الصحيح جواز كل من الثلاثة لجميع القراء لعموم قاعدة الاعتداد بالعارض وعدمه عن الجميع إلا عند من أثبت تفاوت المراتب في اللازم فإنه يجوز فيه لكل ذي مرتبة في اللازم تلك المرتبة وما دونها للقاعدة المذكورة. ولا يجوز ما فوقها بحال كما سيأتي إيضاحه آخر الباب والله أعلم. وبعضهم فرق بين عروض سكون الوقف وبين عروض سكون الإدغام الكبير لأبي عمرو فأجرى الثلاثة له في الوقف وخص الإدغام بالمد وألحقه باللازم كما فعل أبو شامة في باب المد والصواب أن سكون إدغام أبي عمرو عارض كالسكون في الوقف. والدليل على ذلك إجراء أحكام الوقف عليه من الإسكان والروم والإشمام كما تقدم. قال الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن عمر الجعبري ولأبي عمرو في الإدغام إذا كان قبله حرف مد ثلاثة أوجه القصر والتوسط والمد كالوقف ثم مثله وقال: نص عليها أبو العلاء. قال المفهوم من عبارة الناظم يعني الشاطبي في المد (قلت) أما ما وقفت عليه من كلام أبي العلاء فتقدم آخر باب الإدغام الكبير وأما الشاطبي فنصه على كون الإدغام عارضاً وقد يفهم منه المد وغيره على أن الشاطبي لم يذكر في كل ساكن الوقف قصراً بل ذكر الوجهين وهما الطول والتوسط كما نص السخاوي في شرحه وهو أخبر بكلام شيخه ومراده وهو الصواب في شرح كلامه لقوله بعد ذلك وفي عين الوجهان فإنه يريد الوجهين المتقدمين من الطول والتوسط بدليل قوله والطول فضلاً....))ا.هـ ويترجح من ذلك كله أن الوقف بشئ من المد في اللين الراجح في الأمر وإلا يصل المد إلي مقدار المد الطبيعي . والله أعلم هذا ما من الله به علينا وأسأل الله السلامة من كل ذلك وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل آمين وكما قال القائل: إن قلت هذا غير جيد أقل ** ما شهرة مقصـودة لي يا رجــل أو قلت هذا حشوه كثـير ** قـــلتُ: نـــعـــم لــكنـــه يســـير إذا أضفــــته إلي ســواه ** فــلا غــبـار فـي الـــذي تـــراه إن قَبِلَ الله يلام من قدح ** أو ردَّه الــله يــلام مـن مــــدح فلا أبالي بحصـول القدح ** ولا أبــالــي بحــصول المــــدح بل المضر ما به العقـاب ** والـــنافع الذكـــر بــه الـــثواب ولن يفوز الجاهل الحسود** بالقـــصد والحســود لا يــسود كتبه العبد الذليل المفتقر ** لرحمـــة المولي العظيم المقتدر أبو عمر عبد الحكيم عبد الرازق والحمد لله رب العالميـــــــن hgr,g hgljdk td j[,d] rwv hggdk | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28 / 11 / 2010, 22 : 11 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06 / 12 / 2010, 00 : 08 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : شريف حمدان المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018