إصابةُ المجتمعاتِ في الخاصرة بإشاعة التمرُّدِ على المُحكَـمِ من طيِّـب العاداتِ وذلك بتشريعِ مناقشة الأمور االمتعلقة بالفراشِ ومقدِّماته وآدابهِ بغضِّ النَّـظر عن وجود البنات مع أبيهم أو الأبناء مع أمهم.
التعقيبُ على العُلماء ومُحاكمةُ بعضِ الكُـتَّـاب فتاواهم إلى غبائه وجهلِـهِ الفاضحِ بالشريعة كما حصل في موضوع الكاشيرات.
تصويرُ بعضِ أشباهِ الرجال لحريمه ووضع ذلكَ خلفيةَ جوالٍ أو جهاز محمول أو موقعه الشخصي أو بريده الخاص.
التصريحُ في البرامج الفضائية بما يُستحيى منهُ فطرةً كقول أحد أصحاب الفضيلة عن صاحبٍ لهُ إنَّـهُ بضعةٌ منهُ على حديث طلق بن علي
.
طعنُ بعضِ السَّـفَـلةِ في نوايا النَّـاسِ وتصويرهم كلَّ من يحول بينهم وبين شهواتهم المتمثلة في سيوع الفاحشَـةِ بأنَّـهُ سيءُ الظَّـنِّ ويتهم المجتمعاتِ و... و.... و..... الخ.
التدخينُ في الأمَاكِـنِ المُغلقَـةِ كالحافلاتِ والطائراتِ والمسَـاراتِ.
رفعُ الصوت من قِبَـلِ بعضِ المراهقينَ بالضحكِ والمزاح في الأسواقِ والمشافي والمطارات.
امتناعُ بعضِ المسؤولينَ من ردِّ التحيَّـة بمثلها أم بأحسنَ منها لاعتقادهِ الفاسدِ بأنَّ كلَّ مُـراجعٍ إنَّـما يسلمُ عليه تملُّـقاً واستنزالاً لرحمتهِ , مع أنَّـهُ في أعينِ بعضِ المُسَـلِّمينَ لا يساوي مشاطةً.!
تبرُّج بعضِ شقائقِ حمَّـالة الحطَبِ وتكسُّرهنَّ أمام النَّـاسِ برِّهم وفاجِرهم وإثارةُ الغرائز والعودة بوزرها وأوزار الذين أضلتهم.
تطلُّـع بعض الطفوليين بنظره إلى ما يكتبهُ المُجاورُ لهم , ومدُّهم آذانَـهم إلى حديث المجاور.
تجاوز المصطفِّينَ بالعشَـراتِ في صفٍّ واحدٍ انتظاراً لأدوارهم في الدوائر الحكومية وغيرها ليجيءَ أحدُ أولئك المَـوتَى ويتجَاوزَ الجميع بلا خجَـلٍ ولا حَياءٍ.
رفعُ بعضِ الوقحَـات أصواتهنَّ بالضَّـحكِ وتعرِّيهنَّ في الطائراتِ وتوزيعهنَّ البسماتِ الصفراءَ على من يرغبُ ومن لا يرغَـب.
سفرُ الرجل أو المرأة بثيابٍ باليةٍ ورائحةٍ كريهةٍ , ليس فهذا فحسب , بل ويزيدُ البعضُ على ذلك عدمَ التزام مكان معين تستقرُّ فيه رائحتهُ بل يتنقلُ يميناً وشمالاً ويصعدُ وينزل ولربما مازحَ بعض المسافرينَ وعاركَ بعضَ الصغار وكأنَّـهُ عند نفسه نسيم الصبا.
مزحُ بعضِ الرجال ومُداعبتهنَّ للزوجات في المجَامعِ العامَّـةِ , وتلقيمهما لبعضهما وغيرُ ذلك من المخازي التي تُنبئُ عن رقَّـةِ الدين وقلَّـةِ الحياء.
سؤالُ النَّـاسِ عن خصوصياتهم ومشاكلهم الخاصة بزعم المساعدة على الحل , مع أنَّ الله لم يوجِب عليكَ النصحَ لمن لم يستنصحك.!
حديثُ بعضِ النَّـاس عن نفسه بكثرةٍ كاثرةٍ يستغيثُ منها الصمُّ فضلاً عن الأصحَّـاءِ , وتصدُّرهم لمجالس النَّـاس بغير إذنهم وإدارتهم لمجريات الحوار بطريقة ممجوجةٍ مع أنَّ هذا الطفيليَّ قد لا يكونُ مدعواً ولا يعرفُ أيَّ أحدٍ من الحاضرين.
التدخُّـلُ للنَّـاس في دقائق أمور معاشهم وأحوالهم في بيوتهم.
(
وَدَاخِـلٌ في حَديثِ اثْنَـينِ مُندَفِـعاَ) وهذا الصنفُ من النَّـاس لا يوجدُ على وجهه مزعةُ حياءٍ لأنَّـهُ ينطلقُ كالشهابِ الثاقبِ لا يجدُ أيَّ حَـرَجِ في اقتحـامِ الأحاديث الخاصَّـةِ ومُداهمتها بل وربما شارَكَ وبارَكَ وانتقدَ واستدركَ على المتَناجيينِ , ولا عجبَ أن يجعلهُ الشاعرُ الساخرُ أحدَ ثمانيةٍ يقول فيهم:
يستوجب الصَّفْعَ في الدنيا ثمانيةٌ *** لالومَ في واحدٍ منهم إذا صُفِعا امتناعُ البعضِ عن التنازل تحقيقاً لمصلحةٍ عامَّـةٍ
تنفعُ غيرهُ ولا تضرُّهُ ومن أمثلةِ ذلك: ( تغييرهُ لمكانهِ في الطائرةِ منعاً لجلوس امرأةٍ بجانبِ رجلٍ أو تفريقِ مجتمعينِ كأمٍّ وبنيها - تنازلهُ في طريقه للطائرةِ عن كرسيِّـهِ للعجَـزةِ والمَـرضى والنِّـساء وهو في صحتهِ كالبغلِ المُعلَّـم - تقديمهُ للمرأة التي تتمزَّقُ حياءً من اصطفافها بجانب الرجال عند جهاز الصرف الآلي أو المخبز أو غيره , إيثاهُ بعضَ إخوتهِ بفضل سُجَّـادته العريضة بدلاً من أن تحرقهم الشمس والإمامُ يخطب وصاحبُ هذه السجادةِ يتكئُ ويجلسُ ويتقرفَـصُ نزلةً أخرى ... الخ)
منقول