23 / 09 / 2010, 04 : 08 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 69 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1262 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى السيرة النبويه روى البخاري والنسائي وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين ألقي في النار ، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا : {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}آل عمران173. نقف مع هذا الحديث الوقفات الآتية : الوقفة الأولى: يدل الحديث على أمر جلل ومسألة عظيمة ، تساهل فيها أقوام فضلوا واستسلموا للشياطين ، وصاروا نهباً للحيرة والضلالات ، وحادوا عن الطريق المستقيم ، وتمسك به عباد الله الموفقين فأيدهم ونصرهم ورزقهم وآواهم وحفظهم وأنزل عليهم السكينة والطمأنينة والراحة النفسية ، هذه القضية المهمة التي نتذكرها في كل ركعة من ركعات صلاتنا هي الاستعانة بالله والتوكل عليه : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} والتي لا يجوز صرفها ولا صرف شيء منها لغير الله تعالى . التوكل على الله : هو الاعتماد على الله تعالى وقوة الثقة به ، وأنه حسب العبد وكافيه ، موقناً أن الأمور كلها بيد الله تعالى فلا معين إلا هو ، ولا مغيث إلا هو ، ولا مصرف للكون إلا هو ، خالق الخلق ومدبر شؤونهم ، والعالم بأحوالهم . فالمتوكل على الله هو الذي يعتمد عليه ويثق به ويلجأ إليه ويطمأن بموعوده . ولعظم هذه المسألة في عقيدة المسلم أمر أن يتذكرها ، وأن يستصحبها في جميع أحواله وشؤونه ، فجاءت توجيهات الإسلام العامة ، والخاصة بأشياء معنية بهذا الأمر الجلل ، يقول الله تعالى : {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}المائدة23، وقال تعالى عن موسى عليه السلام: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ }يونس84. وقال تعالى عن نوح عليه السلام : {يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ }يونس71، وقال عن هود عليه السلام : {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}هود56، وقال عن شعيب : {وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}هود88، وقال لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم : {فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ}النمل79 وقال له : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}الأنفال64، وقال عن عباده المؤمنين : {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}آل عمران173 . فالتوكل على الله عبادة جليلة ، يجب إخلاصها لله سبحانه ، بل من أعظم العبادات القلبية التي يجب التنبه لها ومعاهدتها . الوقفة الثانية: من رام المعالي هانت عليه السبل فهذه العبادة الجليلة لها أثار محمودة عظيمة فمن يريد تحصيلها فليخلص قلبه في طلب هذا التوكل . فالتوكل على الله تعالى يورث صاحبه قوة وشجاعة ، وثباتاً واطمأناناً . تهون أمامه كل قوة ، فهذا خليل الله إبراهيم عليه السلام عندما ألقي في النار لم يزد على أن قال : (حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) فقال الله تعالى للنار : {كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}الأنبياء69 . والتوكل على الله ينتج الرزق الواسع ، والخير العميم ، والفضل الكبير ، قال تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً ) ، فيبشر المتوكلون برزق الله تعالى وفضله وإحسانه ، والتوكل على الله سبيل لقطع الوساوس الشيطانية ، والهواجس المخيفة ، والارجاف في طلب المعاش خشية الفقر ، والتعلق بالأوهام والخزعبلات ، حال المصائب والأمراض ، والشيطان يحرص أن يدخل على الناس من هذه المداخل لكي يزعزع إيمانهم ، ويضعف يقينهم ، ويخلخل عقيدتهم . فالذي يعتمد على الله تعالى ويتوكل عليه يرى حقارة هذه الوساوس والخزعبلات . والتوكل على الله تعالى سبيل السعادة والراحة النفسية ، فأسعد الناس في هذه الحياة المتوكلون على الله تعالى حق توكله ، إذ إنهم يعلمون أن الحياة السعيدة ليست بكثرة المال والعرض ، أو الجاه أو النصب أو غيرها ما لم يعمر هذه الأشياء إيمان عميق ، قال الله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً ) . المصدر.
hgj,;g ( 1-2 )>
|
| |