17 / 03 / 2010, 59 : 10 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 70 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.89 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1265 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الفتاوى ![](http://www.stocksvip.net/p/ps/(8).gif) ![](http://www.stocksvip.net/p/af/(83).gif) أيها الناس اتقوا الله تعالى وأدوا الأمانة التي حملتموها وتحملتم مسئوليتها أدوا الأمانة التي عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملتموها أنتم أدوا الأمانة فإنكم عنها مسئولون وعلى حسب القيام بها أو التفريط فيها مجزيون فإما مئتبطون بها مسرورون وإما نادمون في إضاعتها حزنون أدوا الأمانة فيما بينكم وبين الله وأدوها فيما بينكم وبين عباد الله أما أداؤها فيما بينكم وبين الله فأن تقوموا بطاعة الله مخلصين له الدين وتتعبدوا بما شرعه متبعين لرسوله صلى الله عليه وسلم غير زائدين عليه ولا ناقصين فلن يقبل الله عملاً حتى يكون خالصاً لوجهه موافقاً لشرعه (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة:5) (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)(الكهف: من الآية110) وأما أداء الأمانة فيما بينكم وبين العباد فأن تقوموا بما أوجب الله عليكم من حقوقهم بحسب ما يقتضيه العمل الذي التزم به الإنسان نحو غيره فولاة الأمور صغاراً كانوا أو كباراً رؤساء أو مديرين أمانتهم أن يقوموا بالعدل فيما ولوا عليه وأن يسيروا في ولايتهم حسب ما تقتضيه المصلحة في الدين والدنيا وأن لا يحابوا في ذلك قريباً ولا صديقاً ولا قوياً ولا غنياً ولا شريفا فلقد أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق البار بدون قسم أن لو أن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم سرقت لقطع يدها أقسم على ذلك علناً وهو يخطب الناس حينما شفع إليه في رفع الحد عن المرأة التي من بني مخزوم أقسم على ذلك تشريعاً للأمة وتبياناً للمنهج السليم الذي يجب أن يسير عليه ولاة الأمور وعلى ولاة الأمور أيضاً أن يولوا الأعمال من هو أحق بها وأجدر وأقوم وأنفع إن من خيانة الأمة وإن من خيانة العمل أن يولى على المسلمين أحد وفيهم من هو خير منه في ذلك العمل أما الموظفون فإن أمانتهم في وظائفهم أن يقوموا بها على الوجه المطلوب وأن لا يتأخروا في أعمالهم أو يتشاغلوا بغيرها إذا حرضوا مكان العمل وأن لا يتعدوا في أمر لا يعنيهم فإن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه إن بعض الموظفين يتأخرون عن واجبهم ويخدعون أنفسهم حينما يحدثونها بأن هذه الأنظمة ليست أموراً دينية يقولون هذه الأنظمة ليست أموراً دينية يجب علينا التمسك بها أو يقولون إن الأجرة أو الراتب الذي نأخذه هو من بيت المال وهذه خدعة يغترون بها أما قولهم إن هذه الأنظمة ليست أموراً دينية فإن النظام إذا كان من ولاة الأمور قد نظموه وهو لا يخالف الشريعة فإن الواجب على الرعية طاعتهم فيه إذا نظم ولاة الأمور نظاماً لا يخالف الشريعة فإن الواجب طاعتهم فيه وطاعتهم فيه من طاعة الله فالقائم بطاعتهم في هذه العبادة في هذا النظام مطيع لربه مأجور على ذلك قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(النساء: من الآية59) أما إذا كان ما نظموه مخالفاً للشريعة فإنه لا سمع ولا طاعة ولهذا لو تأملتم الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(النساء: من الآية59) لتبين لكم أن طاعة أولي الأمر مبنية على طاعة الله ورسوله لأن الله أمر بطاعته وأمر بطاعة رسوله معيداً الفعل ثم قال وأولوا الأمر معطوفاً والمعطوف تابع لا مستقل وأما الراتب الذي تأخذه من بيت المال وتقول إنه أي البيت المال حلال لكل أحد فإن هذا الراتب الذي تأخذه إنما تستحقه في مقابلة عمل فإن قمت بالعمل كان الراتب حلالاً لك وإلا فما الذي يحلله لك ويحرمه على الآخرين الذين ليسوا في وظيفة إنك إذا أخذت الراتب وأنت لا تقوم بالوظيفة فهو كمن أخذ الراتب وهو غير موظف كلاهما لا يستحق فاتق الله أيها المسلم وقم بما يلزمك نحو وظيفتك طاعة لله وإتقاناً للعمل وإبراءاً للذمة وتحليلاً لراتبك وإن من واجب الأمانة في الوظيفة وما أعظمه من واجب أن لا تقدم معاملة أحد على أحد أولى منه لا تقدم معاملة إنسان لكونه قريباً لك أو صديقاً لك أو أهدى إليك هدية أو دفع إليك رشوة أو ترجو أن يسهل لك مهمة أخرى من قبله أو لغير ذلك من الاعتبارات غير الشرعية لا تقدم أحد على أحد أولى منه فإن بعض الناس يتهاون في ذلك وهو من خيانة الوظيفة ومن ظلم الخلق إنك عند بعض الذين ولاهم الله على هذه على هؤلاء الناس إنك تجد منهم من يتقدم إليه شخصان كل واحد له معاملة فينهي معاملة أحدهما في أيام ولا ينهي معاملة الثاني إلا في شهور أو أعوام من غير اعتذار شرعي يخول ذلك التقديم قد يقول هذا الذي قدم هذا على هذا قد يقول إني قدمته لأنه شرس طليق اللسان فأحب أن أحتك منه وهذا غير مبرر للتقديم ولولا واجب العدالة أقول لولا واجب العدالة لقلت إن الشرس ينبغي أن يؤخر عقوبة له على شراسته لكن مع ذلك يجب أن يقدم الأول فالأول حسب ما تقتضيه الشريعة إن ولاة الأمور الذين شرفهم الله برعاية مصالح البلد ورزقهم ما استحقوا به أن يكونوا رعاة لمصالح بلدهم أمانتهم أن يقوموا بهذه الرعاية حق رعايتها لأن في ذلك من المصالح ودفع المفاسد ما هو معلوم لكل من تدبر الأمر وإن ولاة الأمور الخاصة كالرجل في أهله وولده أمانته أن يقوم بتربية أولاده وتوجيههم وإرشادهم ومراقبتهم مراقبة تامة لا سيما في الوقت الذي تكثر فيه الفتن وتشتد فيه المنكرات فإن الأمانة تحتم على أولياء الأمور المراقبة اكثر مما إذا خفت الفتن وقلت المنكرات وإني ضارب لكم مثلاً إذا كثرت السرقة وكثرت الخيانة فإن الناس يتحفظون في أموالهم أكثر يطلبون لها المكان الأحرز فكذلك يجب علينا في أولادنا بل ملاحظة أولادنا أوجب علينا من ملاحظة المال لما في إهمالهم من الخطر علينا وعلى أنفسهم وعلى الأجيال المقبلة كلها إن أولادنا وليس أموالنا هم الذين يصحبوننا في الجنة إذا اتبعونا في الإيمان )وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) (الطور:21) إن كل واحد من الناس لا يرضى أن يكون منعماً بالجنة وأولاده معذبون في نار جهنم إننا نجزم أن الشخص لو رأى النار في الدنيا تأكل ولده أو أنها قريبة منه لسعى بكل جهده في دفعه عن في دفعها عنه أفلا يعقل ويقيس كيف يرى ولده يسعى في المعاصي التي هي أسباب دخول النار ثم لا يبالي بذلك مع أن إهماله يوجب أن يعذب عليه لأنه عاص لله حيث قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )(التحريم: من الآية6) فاتقوا الله أيها المسلمون وأدوا أمانة الله التي حملتموها فقد قال الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:27-28) اللهم وفقنا جميعاً لأداء الأمانة اللهم ارحمنا جميعاً من الإضاعة والخيانة اللهم أغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا اللهم وفقنا لما تحب وترضى وتوفنا مع الأبرار اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين إنك أنت الغفور الرحيم وصلي اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ.
hgHlhkm ugn hg,/hzt >
|
| |