الإهداءات | |
جريدة ملتقى اهل العلم الاخباريه تختص بالاخبار اليوميه بوجه عام لجميع الدول . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | صقر الاسلام | مشاركات | 2 | المشاهدات | 1940 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
30 / 05 / 2010, 50 : 07 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : جريدة ملتقى اهل العلم الاخباريه هذه الأيام تتسارع وتيرة خطى بناء الهيكل المزعوم عبر مشروع تهويد القدس الذي تكفلت به الحكومة الإسرائيلية على اختلاف رؤساءها تهويد حميم وجس للنبض من بعيد وبناء يستغرق سنوات تحت غطاء مفاوضات تجري هنا وهناك بين حكومة أبومازن العميلة والحكومة الإسرائيلية تهدف هذه المفاوضات للفت أنظار الناس عما يحدث في واقع أرض بيت المقدس عبر ندوة أقامتها مجلة البيان مع مجموعة من المختصين الفلسطينيين أحببت نقل مقتطفات أراها مهمة ومغيبة عن الأمة لنرى فداحة الكارثة وعظم المصاب لعلنا نتحرك ولو بحملة نتية أو عبر الفيس بوك فأين أصحاب الهمم ؟ هذه الندوة ضمت ثلَّةً من خيرة أبناء فلسطين الطاهرة، وهم: (الشيخ الدكتور عبدالغني التميمي رئيس رابطة علماء فلسطين في الخارج، والدكتور زيد عمر الباحث والمتخصص في الشأن الفلسطيني، والأستاذ سمير سعيد الباحث في الشأن الفلسطيني أيضاً) وإليكم بعض الحقائق المغيبة : أمير سعيد : هناك مخططات صهيونيةٌ تجاه فلسطين عموماً والقدس خصوصاً تعود إلى ما قبل عام 1948م، وهي تتوزع في جوانب متعددة، منها: تهويد الأرض، وتهويد الإنسان، وتهويد الهوية، وتهويد المقدسات. ويضاف إلى هذه القضايا الأربع أيضاً السعي إلى (أسرلة!) المجتمع الفلسطيني، وعبرنة الثقافة؛ فمع بداية احتلال اليهود لفلسطين عُنِي الصهاينة بتحويل كلِّ مَعْلَم تاريخي إسلامي إلى شيء يمتُّ لليهود بِصِلة؛ فعمدوا إلى المدن والقرى الفلسطينية المسلمة وكذلك المقدسات الإسلامية كالمساجد - مثلاً - وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وبدؤوا بمشروع التهويد؛ وذلك بتحويل الأسماء العربية الإسلامية إلى تسميات يهودية؛ فأسماء المدن والشوارع والطرق والأماكن والحدائق كلُّها بدأت تتحول إلى أسماء يهودية، وإذا أردنا استخدام لغة الأرقام فإننا نقول: إن ما تعرضت له القدس في الزمن الماضي من تهويد المصطلحات يصل تقريباً إلى 1200 مصطلح وكنا نستكثر هذا العدد؛ إلا أننا فوجئنا في شهر رمضان عام 1430هـ بحجـم المصطلحات التي جرى تهويدها في مدينة القدس في وسائل الإعلام؛ حيث وصلت إلى أربعـة آلاف مصطلح غُيِّرت لصالح اليهود. المجتمـع الصهيـوني - كما لا يخفى علـى الجميع - يتكـون مـن أكثـر من مئـة جنسية، وفيه ما يقرب من خمسة وخمسين لغة. وهـذا المجتمـع الخليـط لا بد له من رابطٍ ونقطة ارتكازٍ تدور حولها هذه المجموعات المتفرقة، المختلفة في كل شيء؛ لذلك وجدوا أن (القدس وإسرائيل والهيكل المزعوم) الذي يبحثون عنه ممكن أن يؤدي هذا الغرض؛ كما أن القدس بمسجدها المبارك تجمع المسلمين على اختلاف وجهات نظرهم، يريد اليهود أن يجعلوا محل المسجد الأقصى كنيساً يقوم بالدور نفسه داخل المجتمع الصهيوني. وإذا ما صـحَّت هذه التحليـلات فإن تهـويد القدس لا يرتبط بحكـومة ولا بزمـن ولا بتقلُّبـات، بل هـو قـرار حاسـم، ولـ (بن غوريـون) كلمـة مشهورة تدل على اسـتيعابه لما ذكرنا؛ حيث يقول: (لا معنـى لإسرائيل بدون القـدس، ولا معنى للقـدس بدون الهيكـل) إنهـا الفكـرة نفسها؛ فهو لا يتصور أن تكون هناك إسرائيل بدون القدس؛ لإنه لا يمكن أن يجمع كل هذا الخليط وكل هذا الشتات بدون القدس. حتى العلمانيون في المجتمع الصهيوني يختلفون عن علمانيي المجتمعات الأخرى؛ فهم يوظفون الهيكل والأقصى؛ لعلمهم بأن له دوراً كبيراً في تثبيت اليهود في هذا البلد؛ لأن هناك عدداً كبيراً منهم ما يزال يعتبر نفسه غريباً على هذه المنطقة؛ وإزالة هذه الغربة إنما تتحقق حينما يقال له: إنما نغبطك بتراث أجدادك الذي يتجاوز عمره أربعة آلاف سنة. هل تعرف مساحة المسجد الأقصى كم تبلغ ؟ الدكتور زيد عمر: إن من أبرز التحديات التي تواجه المسجد الأقصى جَهْلُ أهله به؛ فبعض المسملين ليس لديهم معلومات واضحة وصريحة ووافية عن شرف المسجد الأقصى ومكانته، وإذا كان الإنسان عدوَّ ما يجهل فإنه - على أقل تقدير - لا يتحمس للمسجد الأقصى، وقد لا يستحضر مظاهر الخطورة التي يتعرض لها؛ وذلك من خلال إيهام الصهاينةِ الناسَ بأن هذه الإجراءات تجري خارج إطار المسجد الأقصى؛ لأن كثيراً من المسلمين لا يعلمون أن مساحة المسجد الأقصى 144.000 م2؛ فحين يغيب عن باله ذلك ويرى المسجدَ قائماً بذاته، فإنه سيعتقد أن هذه الإجراءات بعيدة عنه، وأنه ما زال بخير... وهذه مسألة ينبغي أن نتنبه لها؛ فحين نقول: المسجد الأقصى؛ فإننا نعني مساحةً تقدَّر بـ: 144.000 م2؛ ولذلك فإن كثيراً من إجراءات التهويد التي بدأ بها اليهود مرَّ بها الناس مروراً عابراً، بل لم يُتنبَّه لها، بل أستطيع أن أقول: إنه بعد ثلاثة أيام من احتلال اليهود للمسجد الأقصى عام 1967م بدؤوا بتغيير معالمه؛ حيث هُدِم حي المغاربة بعد ثلاثة أيام، وبعض الناس لا يدركون مدى صلة هذا الحي بالمسجد الأقصى وأنه جزء منه. والمسألة التي لا بد من الانتباه لها أن كلَّ هذه الإجراءات التي تجري الآن؛ إنما تجري ضمن حدود المسجد الأقصى، والأخطر من ذلك أن كثيراً من إجراءات التهويد لا تُرَى؛ لأنها تجري تحت المسجد الأقصى؛ فهناك أكثر من ستين كنيساً يهودياً تحت المسجد الأقصى، وهناك أيضاً ثمانية أنفاق؛ ولهذا يقول خبراء العمران: لو أن طائرة خارقة لجدار الصوت مرت فوق الأقصى فسينهار! ويبدو لي أن هذه هي الخطوة القادمة لليهود، ولعل الأخوين العزيزين يوافقاني على ذلك؛ حيث سيجري تعريض الأقصى إلى شيء من الاهتزاز فيصيبه تصدُّع، ومن ثَمَّ يُغلَق المسجد الأقصى حرصاً على أرواح المصلين، ويُهْجَر إلى فترة، وبعد ذلك يحصل ما يحصل؛ فأنا أتمنى أن يركَّز على أن الإجراءات التي نالت المسجد الأقصى إنما هي في صميمه وليس كما يُتوَهَّم أنهم على مدى أربعين سنة لم يصلوا إلى المسجد الأقصى، بل الحقيقة أنهم وصلوا إليه وبدؤوا بتغيير معالمه بعد ثلاثة أيام من دخولهم إليه، ولعل أخانا الأستاذ سمير يعطي هذا الموضوع مزيداً من التوضيح من خلال إيراد بعض الأرقام والحقائق والتواريخ التي تؤكد هذه المسألة. سمير سعيد : عطفاً على ما تفضل به الدكتور من تنبيهات مهمة ثمة ما يتعلق بوصف المسجد الأقصى المبارك؛ فعندما يجري الحديث عن المسجد المبارك يقال: (ساحات المسجد الأقصى المبارك... واليهود يقتحمون ساحات المسجد الأقصى المبارك...) إن هذه التسمية المتداولة في وسائل الإعلام، علينا أن نستبدل بها كلمة (الأقصى)؛ لأن اليهود يدخلون إلى الأقصى. وساحاتُ الأقصى هي جزء من الأقصى والمساحة التي تفضل بها الدكتور (144.000 م2) تحوي مجموعة من معالم الدولة الإسلامية العريقة التي احتضنت المسجد، وقبل ذلك وُجد فيه عـدد من الأنبيـاء - عليهـم الصلاة والسلام - ومن ثَمَّ فنحن نتكلم عن سلسلة حضارية حقيقية داخل القدس ولا يوجد أي أثر تاريخي لليهود تحت القدس على الإطلاق. إننا عندما نذكر المسجد الأقصى فإننا حقيقةً نتحدث عن ستة مساجد: المسجد القبلي، والمسجد المرواني، والمسجد القديم (وهو تحت المسجد القبلي)، ومسجد النساء في الجهة الجنوبية ، ومصلى النساء. هذا إذا اعتبرنا قبة الصخرة مسجداً، وممكن نعتبره في القباب، فنقول: مسجد قبة الصخرة، ثم مسجد البراق، ثم المسجد الغربي هذه ستة مساجد وبإضافة قبة الصخرة تصبح سبعة. وداخل المسجد الأقصى المبارك 15 قبةً وكل قبة لها محراب وكان العلماء في الزمن الماضي يعلِّمون الناس تحت هذه القباب ثم إذا نودي للصلاة فكلٌّ يصلي في مكانه؛ لاتساع مساحة مسجد الأقصى المبارك، وفيه أيضاً أبواب عريقة و 36 مدرسةً في داخل مسجد الأقصى المبارك و 26 مصطبةً (والمصطبة عبارة عن بقعة مرتفعة عن الأرض مسطحة، كان يجلس عليها طلبة العلم، وهي ما زالت موجودة حتى الآن). أمر عجيب حدث اكتشف معه آثار إسلامية عجيبة : الأستاذ سمير سعيد: أثناء اتفاقيات أوسلو في عام 1993م تحدث الشيخ رائد صلاح وقال: اتصل بي أحد هؤلاء الأشخاص المشاركين في المفاوضات، فقال لي: يا شيخ رائد! انتبه فقد اتفقوا على أن تكون الأرض تحت المسجد القبلي والسماء أيضاً لليهود ويبقى المبنى مع الفلسطينيين هذا من عام 1993 - 1994 فرجع الشيخ رائد يبحث عمَّا تحت الأرض، وأثناء البحث جاء أحد الآثاريين الفلسطينيين وقال للشيخ: عمَّ تبحث؟ فأخبره الشيخ عمَّا علم من خبر الاتفاقية، فقال: أنا أدلك ولكن بشرط أن تكتم عني (هذه القصة سمعتها من الشيخ شخصياً). قال: فأتينا إلى بقعة في الجدار نفسه فدفعها الشاب؛ فإذا بها باب متطابق مع الحجارة لا يمكن أن يُكتَشَف من فِعْل يهود. قال الشيخ: نزلنا بسرداب فاكتشفنا مسجدين: المسجد المرواني تحت الأرض وفيه آلاف الأطنان من التراب؛ إذ لم يُفتَتَح على مدار خمسمائة سنة، واكتشفنا المسجد القديم تحت المسجد الأقصى المبارك. واستطاع الشيخ رائد - بفضل الله عز وجل - خلال عامي (1996م و 1997م) أن ينتهي من ترميم المسجدين؛ المسجد المرواني استصلح منه أربع آلاف متر مربع، ثم المسجد القديم استصلحه أيضاً وقامت بعض الدول بتزويده بالسجاد لكلا المسجدين. التلاعب بأرض الواقع وإخفاء مقابر فيها قبور للصحابة : وكان اليهود قد رصدوا مبالغ تقدَّر بـ 400 مليون دولار أمريكي لتهـويد القـدس، وأدخلـوا المنطقـة الشـرقية للقدس، تلك التي لم تكن في المعادلة الصهيونية ولا المنطقة الجنوبيـة كذلك؛ حتـى يقومـوا بعمليـة عزل المسـجد الأقصـى المبارك؛ فأدخلـوا في مخططهـم مقبـرة الرحمـة (وهـي إحـدى المقابر الإسلامية علـى سـور الأقصـى كامـلاً من الجهـة الشـرقية، تبـدأ من الجنــوب إلى الشـمال مسـطحها قرابة 18000م2 وقـد نصَّـت وثيقـة (القـدس أولاً) على أنها حديقـة توراتيـة. ولـم يتخـذوا الإجـراء السابق فـي مقبـرة (مأمـن اللـه) التـي كـانت مـوجـودة فـي الجهـة الغربيـة بمعنى: أنهم نبشوا القبور، فثـارت ضجـة إعلامية، فأبقوا المقبرة كما هي وأخذت الناقـلات تصبُّ التراب فوق القبور، وبدؤوا يزرعـون فيهـا فـوق القبــور فأنشؤوا الحديقـة فــوق القبـور، ولـم ينبشوا قبـور الصحـابة أو القبـور الموجودة فـي هـذه المنطقــة؛ أذن بدأت كــل سـياسـات اليهــود تختلـف فـي ما يتعلـق بموضوع المسجد الأقصى المبارك في هذا الجانب. كم عدد الكنس التي أحدثها اليهود حول المسجد الأقصى وما علاقتها بالأنفاق ؟ وفي ما يتعلق بموضوع الكُنُس فقد ذكرنا أن ثمة 100 كنيس، وكل كنيس يُفتَتَح على مستوى عالٍ؛ فمثلاً كنيس سلسلة الأجيال الموجود تحت الحائط الغربي في المسجد الأقصى المبارك افتُتِح على يد (موشي كتساف) رئيس الدولة في عام 2006م، وهناك مجموعة كُنُس أخرى موجودة منها كنيس الخراب الذي بدؤوا العمل به منذ عام 2001م بسياسة الجرعة جرعة إلى أن انتهى كنيس الخراب يوم الإثنين 15/3/ 2010م. وهنا أنبِّه إلى أن الأنفاق شيء والكُنُس شيء آخر؛ فهناك حفريات تحت المسجد الأقصى مع أنفاق، وهناك حفريات وكُنُس. ومن خلال هذه الكُنُس بدؤوا يأتوا بالسياح من العالم إلى داخل فلسطين ويقومون بمسح الأدمغة، وبدأت الاقتحامات اليهودية (وهي جزء من التهويد أيضاً)؛ إذن أحاطوا بالمسجد الأقصى المبارك من ثلاث جهات: الغرب والجنوب والشرق، ورصدوا ميزانية تقدِّر بـ 400 مليون دولار، مع مشاركة على مختلف المستويات: الكنيست، رئيـس الحكـومة، رئيس الدولـة، ولم يبـقَ إلا التنفيـذ؛ وهم انتقلوا فعلاً من مرحلـة التخطيـط التي كانت في عام 2007م إلى مرحلة التنفيذ الآن. هذا مختصر ما يجري في منطقة القدس اليوم. مالمطلوب منا وماذا نعمل ؟ وما هي انعكاسات قرارات الحكومة الاسرائيلية ؟ الدكتور عبد الغني التميمي: أما بالنسبة للسؤال الأول الذي تفضلتم به: فالواقع أن المفاوضات أثبتت فشلها الذريع باعتراف أهلها وليس تجنياً عليهم، بل هم اعترفوا بأن هذه المفاوضات على مدى اثنتي عشرة سَنَة لم تؤدِّ إلى شيء ولم تستنقذ من فلسطين شيئاً، بل ما زالت الجرافات والحفارات وآلة المستعمر الصهيوني تهضم الأرض هضماً وتضم آلاف الدونمات والهكتارات إلى المستعمرات والمغتصبات وخاصةً في الأماكن الإستراتيجية، ويُبنَى عليها آلاف الوحدات السكنية لشذاذ الآفاق القادمين من أطراف الدنيا؛ فلم يلاحِظ الشعب الفلسطيني أن هذه المفاوضات أَجدَت شيئاً، و كلمة (شيئاً) أقولها هكذا نكرةً في سياق النقد: يعني مهما كان هذا الشيء تافهاً، فإنها ما قدَّمته للشعب الفلسطيني، بل على العكس من ذلك هذه المفاوضات كان ثمنها القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني، ومحاولة تطبيع الشعب الفلسطيني إلى حدٍّ كبير جداً، ومحاولة وإيصاله إلى مرحلة من اليأس يتوهم عندها أنه لا مجال ولا خِيار آخر أمامه؛ أي: نفاوض ثم نفاوض ثم نفاوض... وهكذا. وأؤكد أن هذا ليـس تجنيـاً، بل هو الواقع على الأرض، وهو ما يعترف به أصحاب المشروع التفاوضي. إن المغتصِب ينهب الأرض ويحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى ويخطط وينفذ كثيراً مما يخطط في سبيل ابتلاع أرض فلسطين والمفاوضاتُ جاريةٌ، والابتسامات تُوزَّع، والعناق... وما إلى ذلك؛ فأنا أعتقد جازماً أن هذه المفاوضات لن تؤدي إلى ما يصبو إليه الشعب الفلسطيني والأمة المسلمة من تحرير هذه المقدسات التي تهم كلَّ مسلم. إن هذا المشروع ساقطٌ من أصله، وفاشلٌ، وما أدى إلى شيء، ويجب أن يملك أصحابه الشجاعة للاعتراف بهذا الأمر وأن يديروا ظهورهم لهذا المشروع الذي ما أوصل الشـعب الفلسطيني إلا إلى طـريق مسدود؛ فمن بداية المشروع التفاوضي إلى اليوم لم يُزَل من الضفة الفلسطينية حاجز واحد من الحواجز العسكرية التي يقيمها العدو الصهيوني، بل هذه الحواجز تزداد حتى بلغت قرابة 600 حاجزٍ في هذه البقعة الصغيرة من الضفة الغربية؛ فإذا كانت هذه المفاوضات لا تزيل حاجزاً واحداً، ولا يُسمَح بالتحدث حتى عن مثل هذا فيها؛ فلا أدري فيم كانوا يتفاوضون طيلة تلك المدة؟ أما في ما يتعلق بدَوْر الأمة فدورها كبير، ونحن متفائلون بدور أمتنا الإسلامية، ونحمد الله - سـبحانه - أن هذه الأمة حيةٌ وأن أهل الخيـر فيها كُثُـر ونحـن - بعد اللـه عز وجل - نأمل في أمتنـا المسلمة الكثيـر، وواجـب الأمـة الذي يجب أن تركِّـز عليـه هو موضوع تثبيت إخواننا المقدسيين وتشجيعهم ودعمهم؛ لأنهم - كما قلنا سابقاً - يتعرضون إلى حربٍ باردةٍ طاحنةٍ؛ من أجل إخراجهم من أرضهم؛ فيُمنَوعون من ترميم بيوتهم المتصدعة، وتُفرَض عليهم الضرائب الباهظة، ويُمَنعون من استحداث أيِّ بناءٍ في بيت المقدس، وقائمة الممنوعات على المقدسيين قد لا يكون لها حصر؛ ومع ذلك نجدهم - بفضل الله - صابرين وصامدين في أرضهم، ومرابطين يتحملون الكثير من الأذى؛ من أجل الدفاع عن المسجد الأقصى، ومن أجل الاعتكاف في المسجد الأقصى ولا ننسى أيضاً دور إخواننا في الأراضي المحتلة عام 1948م وتسييرَهم للحافلات والباصات؛ ليبقى المسجد الأقصى عامراً على مدى 24 ساعة، والوفود تأتي إليه وتذهب... إن واجب الأمة جدُّ كبير؛ ونحن من هذا المنبر المبارك نناشد عموم الأمة: من علماء وحكام وشعوب أن لا يعتبروا هذه القضية قضية فلسطينية، وإنما هي قضية الأمة الإسلامية جميعاً؛ فإذا ما طُعِنَت في هذا المقتل، فإن هذا سيكون له أثر كبير على باقي الأمة الإسلامية؛ فاليوم هو يوم التنادي إلى الكرامة، والنجدة، التنادي إلى إبراز النخوة الإسلامية والحمية الإسلامية انتصاراً وغضباً لله؛ فنحن إنما ندافع عن هذه الأرض؛ لأنها مقدسة لا لأنها فلسطينية، ولأن الله - عز وجل - أراد أن نحميها وأن ندافع عنها؛ فالآن - كما سبق البيان - يتعرض المسجد الأقصى إلى التقسيم، وهم يتكلمون عن موضوع الهدم من أجل أن يمهدوا للتقسيم؛ فتتجه أبصار الأمة إلى الهدم ثم إذا جاء موضوع التقسيم كان وَقْعه أقلَّ وأخفَّ على مسامع الأمة ومشاعرها فيمر بسرعة وسهولة، وبدون مقاومة. وأكرر مناشدة الأمة - وأخص العلماء والخطباء - أن لا تمرَّ جمعة على الخطباء في كل العالم الإسلامي دون أن يعرِّج الخطيب على ما يجري للمسجد الأقصى، وأعتقد أن من الواجب عليه شرعاً أن يذكر إخوانه والمصلين بأن المسجد الأقصى في خطر، وأن المقدسات في بيت المقدس في خطر... فهذا ليس شأناً فلسطينياً إنه شأن الأمة؛ فالأقصى ثالث المساجد الثلاثة التي تُشَد إليها الرحال في الدنيا كلِّها. والقدس ثاني مدينة مقدسة على وجه الأرض عند المسلمين؛ فأقل الواجب أن يذكِّر الخطيب وينبِّه، وأن يلفت النظر إلى ما يجري في الأرض المقدسة؛ فهذا من جملة الواجب الذي لا يكلِّف كثيراً ولا ينبغي لنا أن تطحننا الآلة الإعلامية الصهيونية؛ فنقلِّل من أهمية هذا الأمر. الأستاذ سمير سعيد: أحب أن أذكر بمسألة هامة أنه عندما خطط اليهود لقيام دولتهم كان ضمن المخطط شيء اسمه: تنمية الوعي القومي الصهيوني عن المشروع. ونحن نسمِّي هذه الخطوة: تعريف شعوب العالم الإسلامية وغيرها بمكانة القدس وطبيعة التهديدات، وطبيعة التهويد الذي يجري فيها؛ وهذا واجب على الأمة طبعاً (العلماء وغيرهم)، وكذلك تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني، والجمعيات والمنظمات الخيرية في كل العالم الإسلامي للعمل لمشروع القدس وأن يكون من أَوْلى أولوياتها، وأيضاً تقديم المزيد من الدعم المادي (بالذات) وبمقدار ما يصل إلى القدس من دعمٍ ماديٍّ يكون هناك مشاريعٌ لتثبيت وجود الشعب الفلسطيني في الداخل؛ لأن اليهود يفرضون ضرائب باهظة جداً على الشعب الفلسطيني؛ حتى لا يستطيع أن يقوم بهذه الأعباء في هذا الجانب، ثم لا بد لنا أن نتحول من مرحلة القول إلى مرحلة الفعل، ولا بد أن نتحول من مرحلة التعاطف إلى مرحلة التعاضد، ولا بد لنا أن نتحول أيضاً من مرحلة المشاعر إلى مرحلة الشعائر نحو القدس والمسجد الأقصى المبارك، وكذلك أن نتحول فعلاً من مرحلة الدعم المؤقت إلى الحالة الرسالية في قضية القدس. هذه رسالة كل مسلم وليست رسالة الشعب الفلسطيني وحدَه في الداخل، وكذلك ينبغي أن نواجه المشروع بمشروع، وأن نواجه الخطة بخطة، وأن نواجه البرنامج ببرنامج؛ فاليهود يعملون بخطط وبرامج ومشاريع؛ فلا يُعقَل أن يكون ردُّ فعلنا مجرد كلام، أيضاً نريد عملاً دائماً وإن قَلَّ، وأن تدخلَ قضية القدس إلى كل بيت وأسرة وفرد في المجتمع، وأن تكون قضية القدس جزءاً من الخطة الذاتية لكل مسلم؛ لا بد أن تنعكس قضية القدس وفلسطين على السلوك الشخصي للمسلم؛ بمعنى أن تستغرق قضية القدس كلَّ مسلم. الأستاذ سمير سعيد: يمكننا أن نجمل هذه الانعكاسات في ثلاث نقاط: الأولى: ازدياد حجم النقمة لدى الرأي العام العالمي ضد السياسات الصهيونية الداخلية. الثانية: هي وضع السلطة الفلسطينية وبعض الدول الأخرى التي تراهن على المفاوضات في موقعٍ محرج، والدليل ما تناقلته وسائل الإعلام مؤخراً من أن وزيرة خارجية أمريكا هيلاري كلنتون كلَّمت نتنياهو 43 دقيقة وهي توبِّخه على التصرف الذي حصل منه في ما يتعلق بالإعلان عن بناء 1600 مستوطنة. الثالثة: إيجاد الظروف المواتية لبلورة اصطفاف فلسطيني على قاعدة: مواجهة الهجمة الاستيطانية اليهودية، والدفاع عن الأرض والمقدسات، والتوقف في هذه المرحلة عن التفاوض مع العدو. الرابعة: تعزيز موقف حلف المقاومة في داخل فلسطين وحتى الدول المجاورة تجاه الصَّلَف الصهيوني. أخيراً: هـل سـتقوم انتفاضـة بعد هذه القضايا أم لا؟ كل ما سبق يعزز قيام انتفاضة فلسطينية ثالثة، إضافة إلى موضوع الجدار، والحواجز، وكذلك موضوع الضغط الصهيوني داخل الضفة الغربية، والحالة الاقتصادية، وزيادة البطالة مع حضور قضية القدس الأساسية... كل هذا يدعم بعضه إلى أن تكون هناك انتفاضة فلسطينية ثالثة، إن شاء الله hgHrwn td o'v H;d] :lug,lhj ,Hulhg lydfm jlid]h gfkhx hgid;g | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
02 / 06 / 2010, 35 : 11 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : جريدة ملتقى اهل العلم الاخباريه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05 / 07 / 2010, 18 : 09 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : جريدة ملتقى اهل العلم الاخباريه جزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018