أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات القرانية > ملتقى علوم القراءات والتجويد

ملتقى علوم القراءات والتجويد يختص بتبيان احكام التجويد ... وشروحات لعلوم القراءات الصحيحة والمتواترة ... ودروس القرآن الكريم .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: 160 زِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ! (آخر رد :دكتور محمد فخر الدين الرمادي)       :: رسالة الى الاخ فارس الملتقى (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: خواتيم المائدة وفواتح الأنعام | ليلة خاشعة للشيخ ناصر القطامي - ليلة 8 رمضان 1440هـ كاملة مع الدعاء (آخر رد :شريف حمدان)       :: خواتيم النساء وفواتح المائدة | ليلة فريدة للشيخ ناصر القطامي - ليلة 7 رمضان 1440هـ كاملة (آخر رد :شريف حمدان)       :: ليلة بياتية خاشعة من سورة النساء للشيخ ناصر القطامي - ليلة 6 رمضان 1440هـ كاملة مع الدعاء (آخر رد :شريف حمدان)       :: ﴿ فلا تخافوهم وخافون ﴾ | ليلة باكية للشيخ ناصر القطامي - ليلة 5 رمضان 1440هـ كاملة مع الدعاء (آخر رد :شريف حمدان)       :: ﴿ يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ﴾| ليلة استرسالية للشيخ ناصر القطامي -ليلة 4 رمضان 1440هـ كاملة مع الدعاء (آخر رد :شريف حمدان)       :: ﴿ ألا إن نصر الله قريب ﴾ | ليلة التنوع والخشوع - ليلة 3 رمضان 1440هـ كاملة للشيخ ناصر القطامي (آخر رد :شريف حمدان)       :: ليلة باكية مليئة بالخشوع | ليلة 2 رمضان 1440هـ كاملة مع الدعاء للشيخ ناصر القطامي . (آخر رد :شريف حمدان)       :: الليلة الاولى كاملة من رمضان ١٤٤٠ للشيخ ناصر القطامي (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع أبو عادل مشاركات 5 المشاهدات 4642  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 06 / 06 / 2010, 00 : 12 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.92 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1262
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد







-عربية القرآن الكريم:

اختار الله سبحانه وتعالى بحكمته وعلمه اللغة العربية لغة وبيان لكتابه الخالد، لأن هذه اللغة فيها من مزايا التعبير والبيان ما لم تحظ به لغة غيرها، ولن يسع كتاب الله غيرها، ولو كان في الوجود لغة تفضل اللغة العربية في الكشف عن دقائق البيان وأسرار التعبير، ما جاوزها القرآن [ الكريم ] إلى غيرها.
ولكن نزوله بالغة العربية دليل قاطع على نفي هذا الاحتمال، فاللغة العربية أسمى اللغات على الإطلاق، والدليل أن عالم الغيب والشهادة ارتضاها أداة لوحيه المنزل على أكرم رسله محمد بن عبد الله .
وعربية اللغة والبيان القرآني جاء النص عليها في مواضع متعددة من القرآن [ الكريم ]، منها قوله تعالى: { الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ () إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }[ يوسف 1- 2].
وقوله : { حم () وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ () إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [(الزخرف 1- 3)].
وقوله: { وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ () نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ () عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ () بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } [( الشعراء: 192 - 195)].
وقوله: { كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }(فصلت: 3)
وقوله: { قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الزمر:28).
وقوله: { وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ }(الأحقاف: 12).
وقوله: { وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا } (طه:113).
وقوله: { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ } (النحل: 103).
وقوله: { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ } (الشورى: 7).
ونعرف أن لكل لغة سمات خاصة في بنائها التعبيري، الذي تتميز به عن غيرها من اللغات، شاء ذلك أهلها أم لم يشاءوا، فهم ينطلقون في البناء التعبيري خاضعين لمؤثرات البيئة بشتى ألوانها: من بيئة طبيعية إلى اجتماعية واقتصادية وسياسية وغير ذلك.
والمعروف أن اللغة العربية لها خصائصها الفريدة وسماتها المميزة عن غيرها من اللغات، والتعبير العربي يحمل في طياته من الدقة والبراعة بحيث يختلف المعنى إذا قدمت أو أخرت كلمة عن أخرى، كما أنها تختلف عن غيرها من اللغات في تكوين الجملة نفسها كتقديم الفعل على الفاعل، والموصوف على الصفة وغير ذلك مما يعرفه كل مُلِّمٍ باللغة العربية وغيرها من اللغات الأجنبية.
وترجمة القرآن [ الكريم ] إلى لغة أخرى تذهب بإعجازه، ويصبح شأنه شأن أي كتاب عادي مهما حوى من أحكام وفضائل وشرائع، فهو في النهاية يمكن مجاراته.
وقد تحدى الرسول [ ] العرب قاطبة – وهم أهل البلاغة والبيان- أن يأتوا بسورة من مثله،وليس من الضروري أن يأتوا بمعاني القرآن [ الكريم] نفسها وإنما في مثل القرآن[الكريم]، لأن التحدي لم يكن فيما يحويه القرآن [ الكريم] من أحكام وشرائع، ولكن لما يحويه من نظم بديع وتركيب بليغ، فإن أتوا بمثل نظمه من غير أن يكون صدقا، فقد أفلحوا وأظهروا حجتهم.
والترجمة التي تذهب بهذا النظم البديع، وتفسد ذلك التركيب البليغ الذي تتميز به لغة القرآن [ الكريم] ولنضرب لذلك مثلا:
قوله تعالى:{ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا} (الكهف:11).
نجد أن الترجمة الفارسية نقلته بلفظه فتقول: " يس ما بركوش آنهاتا جند سالي برده بيهوشي زديم" أي فضربنا على آذانهم ستار الغفلة عدة سنوات، وهذا غير مفهوم للمنقول إليه، إذ لا يفهم المقصود من الآية، فالتصوير الذي نراه في الآية يتمثل في الضرب على الآذان، لا تستطيع الترجمة الحرفية أن تؤديه أو تفي به إلا بعد أن تفسد الصورة، وتشوه ملامحها.
ومثل قوله تعالى: { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا } ( الفرقان: 73).
فالمعنى الحرفي لقوله لم يخروا عليها صما وعميانا: سقطوا سامعين مبصرين لما أمروا به ونهوا عنه. ولكننا نجد الترجمة الفارسية عولت على ترجمة المعنى كي تؤدي المعنى فتقول: " وآنان هستندكه هركاه متذكر آيات خداى خود شوند كروكورانه درآن آيات ننكرند تابر مقام معرفت وايمانشان بيفزايد "
نجد أن المترجم فسر المعنى وأضاف ألفاظا من عنده لكي يتضح المعنى، وهذه تعتبر ترجمة للمعنى وليس للفظ.
وهكذا لا يتكشف وجه الإعجاز الذي يقوم على الألفاظ ملاءمة بعضها بعضا.
-بين اللغتين العربية والفارسية:
أما بالنسبة للغتين العربية والفارسية فإن بينهما صلات قديمة جدا ترجع إلى وقت دخول الإسلام إيران بعد أن أقبل كثير من الفرس على اعتناق الإسلام أحرارا مختارين، في غير ما إجبار أو اضطرار، لأن المظالم التي اصطلوا بنارها قبل الإسلام حببت إليهم أن يقبلوا على اعتناقه فكفل لهم العرب حريتهم الدينية، وعاملوا أتباع الزردشتية معاملة أهل الكتاب[؟]، فقبلوا منهم أن يبقوا على دينهم ويدفعوا الجزية.
وقد تسابق كثير من أهل فارس إلى تعلم اللغة العربية لغة الدين الذين آمن به كثير منهم، ولغة الفاتحين الذين يتصلون بهم، وسرعان ما أجادها بعضهم، وكانوا قدوة لمن بعدهم، حتى صار كثير من مشهوري الشعراء والكتاب والعلماء باللغة والدين من أبناء فارس، وكان من أثر القرآن [ الكريم ] على اللغة الفارسية أن فقدت هذه اللغة شخصيتها القديمة، وظهرت الفارسية الجديدة، وقد تشكل نصف معجمها، كما تشكلت أساليبها وأوزانها من العربية حتى صارت لسان أخر غير اللغة السابقة على الإسلام وهي اللغة البهلوية، وكذلك الأمر في اللغة التركية، ولغة الأكراد وسائر لغات آسيا وأفريقيا، فقد فقدت كل لغة من هذه اللغات أكثر خصائصها الجاهلية، ودخلت في عربية القرآن [ الكريم]، بحيث لو أن أحدا أراد مثلا أن يكتب شيئا بالفارسية بحيث تكون كتابته خلوا من الألفاظ العربية لتعسر عليه الأمر.
ولسنا هنا بصدد الحديث عن الصلات القوية بين اللغتين العربية والفارسية، بل المقصود هو أن نبين أن هاتين اللغتين برغم تداخلهما القوي، وتأثير كل منهما في الأخرى، فإن اللغة العربية تتميز عن الفارسية وغيرها من اللغات في بنائها التعبيري.

.../..




hgjv[lm hgthvsdm gluhkd hgrvNk hg;vdl >










عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 06 / 06 / 2010, 02 : 12 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.92 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1262
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد
ومن أبرز ما تتميز به اللغة العربية في تعبيرها عن اللغة الفارسية:
أولا: إن الجملة في اللغة الفارسية تختلف في تركيبها عن الجملة في الجملة في اللغة العربية، فعلى الرغم من أن الجملة تنقسم إلى قسمين: اسمية وفعلية كما في العربية، فإن الجملة الاسمية في اللغة الفارسية تزيد في تكوينها عن العربية جزءا ثالثا وهو الرابطة التي تربط الجزئين الرئيسيين وهما المبتدأ والخبر، وتختلف هذه الرابطة باختلاف المبتدا أو المسند إليه، وكذلك الحال بالنسبة للجملة الفعلية فهي تختلف مع العربية في ترتيب أجزائها، ففي اللغة العربية تبتدئ الجملة الفعلية بالفعل، في حين تنتهي الجملة الفعلية في الفارسية بالفعل، وهذا الاختلاف يجعل في الترجمة تغييرا في المعنى، فلكل كلمة استخدامها في وضعها بالجملة إن كانت الكلمة مقدمة أو مؤخرة فلكل كلمة مقامها الذي يتطلب استعمالها.
وعلى هذا النمط العربي نجد البيان القرآني في بنائه التعبيري، يقدم الفعل إذا كان الحديث عن الفعل هو المهم أو المقصود بالحديث، وذلك نحو قوله تعالى: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ } (المؤمنون: 12)، إذ المقصود الحديث عن خلق الإنسان وما ينطوي عليه من إعجاز وليس المقصود الحديث عن الخالق.
وعلى هذا المسار التركيبي سار البناء في الآيات بعد ذلك فقال تعالى: { ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ () ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } (المؤمنون: 13- 14)
في حين نرى الترجمة الفارسية، وكما قلنا تنتهي بالفعل الذي هو المقصود من الحديث وهو الذي في الأصل في بداية الجملة، فنرى الترجمة تقول: " وهمانا آدمي را از كل خالص آفريديم (12) يس آنكاه اورا نطفه كردانيده ودرجاي استوار ( صلب رحم) قرار داديم (13) آنكاه نطفه را علقه وعلقه راه كوشت ياره وياز آن كوشت را استخوان وسيس براستخوانها كوشت يوشانيديم يس از آن خلقتي ديكر انشا نموديم آفرين بر قدرت كامل بهترين آفريننده(14).
نجد الأفعال آفريديم، قرار داديم، يوشانيديم قد وضعت في نهاية الجمل.
ثانيا: إن الصيغ التي تدل على الفاعل في اللغة الفارسية إما أن تبنى على فاعل معلوم أو فاعل مجهول، وهي المعروفة بصيغة المبني للمعلوم والمبني للمجهول، أما في اللغة العربية فلا تقتصر في الحديث عن الفاعل في هاتين الصيغتين، ولكنها تضيف صيغة ثالثة تلك هي صيغة الفاعل المطاوع، فقولنا ((انسكب الماء)) يختلف في دلالته عن قولنا (( سكب الطفل الماء)) وعن قولنا ((سكب الماء)) وذلك لأن التعبير الأول يقدم معنى لا تدل عليه دلالته الدقيقة صيغة من الصيغتين الأخيرتين، فقولنا (( سكب الطفل الماء)) يقال لمن يهمه أن يعرف من الذي سكب الماء، وقولنا ((سكب الماء)) يقال كذلك لمن يقصد التعرف على الفاعل، لكنا نخبر عن ذلك الطريق إما بجهلنا بمن وقع منه الفعل، أو بعدم إرادتنا ذكره، أما حين نقول ((انسكب الماء)) فإننا نوجه الحديث لمن يتوقع انسكاب الماء وينتظره، ولا يهمه أن يعرف ساكبه ولا عدم معرفته، ولا شك أن الفارق كبير بين هذا وذاك.
وهذا الفارق الكبير يعين اللغة على الدقة في استيفاء وجوه الدلالة، حتى يتمكن بها من ملاحظة مقتضى الحال.
حقيقة توجد في اللغة الفارسية بضعة أفعال تسمى الأفعال ذوات الوجهين أي الأفعال التي تكون لازمة أو متعدية حسب سياق الجملة، دون أن يتغير تركيبها، مثل فعل شكستن، وريختن، ويختن، وسوختن، وكشودن، افروختن،وهذه الأفعال قريبة في استخدامها من صيغة الفعل المطاوع في العربية، ولكنها قليلة من ناحية، ولا تؤدي الغرض من الفعل المطاوع من ناحية أخرى، وسنرى ذلك في بيان الترجمة الفارسية لمعاني القرآن الكريم في النموذج التالي.

وهذه هي إحدى مميزات اللغة العربية في بنائها عن غيرها من اللغات، إذ نحن تأملنا آيات القرآن الكريم من هذا المنطلق وجدناه قد جمع بين هذه الصيغ الثلاثة في بنائه التعبيري، ولأن الذي يعنينا – هنا – هو أن نقف على استيعاب البيان القرآني لكل ما يميز اللغة العربية عن غيرها من اللغات في البناء التركيبي، لا أرى ما يدعونا لأن نطيل بذكر نماذج قرآنية لصيغة المبني للمعلوم والمبني للمجهول، فهذا واضح لا يحتاج برهانا، إنما الذي يحتاج برهان هو الصيغة الثالثة ( صيغة الفعل المطاوع) وهذه الصيغة في القرآن [ الكريم] لا تقصد لذاتها، وإنما شأنها شأن كل الصيغ تأتي حين يتطلبها الموقف ملبية المطلوب، محققة المقصود، من ذلك قول الله سبحانه وتعالى: { وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ } ( البقرة: 74)
ونرى الترجمة الفارسية تقول: " جه آنكه ياره از سنكها ست كه نهرهاي آب از آن ميجوشد ويرخي ديكر سنكها بشكافد وهم آب از آن بيرون آيد" فتجد الترجمة قد أتت بالفعلين في المبني للمعلوم، و:ان الحجارة هي الفاعل، في حين أن الفعلين ( يتفجر ويتشقق ) مضارعان، ماضيهما تفجر وتشقق، وهما مطاوعان لفجر وشقق فالحجارة لا يتأتى منها الفعل، ولكنها خاضعة تستجيب للقوة العليا حين تفجرها وتشققها بتجميع أسباب التفجير والتشقيق عليها، فالآية الكريمة بذلك: تلفت نظر المتأمل إلى ما وراء تلك الظواهر الطبيعية من قدرة الله ومشيئته دون أن يتصادم الظاهر مع الواقع الحق.
ومن ذلك أيضا قوله سبحانه وتعالى: { ... فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ } ( البقرة: 266)، نجد أن الترجمة الفارسية تقول: " ... ودرباغ أو بادي آتش بار افتد همه را بسوزاند" فجعلت الفعل متعديا، أي المعنى يكون: فأصابها إعصار فيه نار فأحرقتها، وهذا لا يحقق المقصود بيانه من إتيان النار عليها، لأن الإحراق يفيد حرق الكل كما يفيد إحراق الجزء، فلما جاءت الآية على هذا أفادت أن الإحراق من النار وليس ذاتيا، وأن إحراق النار إياها شامل وليس إحراقا جزئيا.
ومنها أيضا قوله [ سبحانه وتعالى]: { ... فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا } ( البقرة: 60)، انفجر مطاوع فجر.
وترى الترجمة تقول: " يس دوازده جشمه آب از آن سنك بيرون آمد" فالفعل هنا مبني للمعلوم وكأن عيون الماء هي الفاعل، بالإضافة إلى ركاكة المعنى إذ أن ترجمة الفعل ( خرجت) بدلا من ( انفجرت).
والآيات المشتملة على صيغة المطاوعة كثيرة، ونجها مختلفة في الترجمة، فتارة يترجمها المترجم على أنها أفعال مبنية للمعلوم كما رأينا، أو يتصرف في ترجمة تفسيرية لها تكون قريبة من المعنى.

ثالثا: إن اللغة العربية تحرص على أن تستوفي أدوات الصفة وكافة شروطها، وذلك لأن الصفات لا بد فيها من المطابقة، بخلاف الأسماء، فليس ضروريا فيها أن تطابق مسمياتها، إذ الأسماء قد تكون توقيفية لا إرادة للمتكلم في وضعها وإطلاقها على مسمياتها، وقد نطلق اسما على مسمى لأدنى ملابسة، دون أن تكون هناك مطابقة بين الاسم ومسماه، وذلك لأن نسمي الشيء باسم أرضه، أو باسم صاحبه، أو باسم حادث عندما تعرفنا عليه، أو باسم كاشفه، إلى غير ذلك من الملابسات، وقد تكون الأسماء منقولة عن لغة أخرى بحروفها أو مع تعديل فيها.
أما الصفات فلا بد أن تطابق موصوفاتها، ومن ثم حرصت اللغات على أن تكون هناك مطابقة بين الصفة والموصوف، لكنها لم تتمكن من استيفاء جميع أدوات الصفة وشروطها كما تمكنت منها اللغة العربية.
فالصفة في اللغة العربية تابعة للموصوف مطابقة له في الإفراد والتثنية والجمع، وفي التذكير والتأنيث، وفي التعريف والتنكير، وفي مواقع الإعراب، وبتعبير أخر: الصفة العربية تطابق الموصوف في العدد وفي الجنس، وفي التحدد وفي الشيوع، وفي الشكل العارض للفظ، أما في اللغات الأخرى فقد تجد فيها بعض تلك المتابعات، لكنك لن تجدها جميعا بقواعدها المطردة إلا في اللغة العربية.
وفي الفارسية نجد عكس ذلك تماما فلا تطابق يذكر بين الصفة والموصوف لا في الإفراد والجمع، ولا في التذكير والتأنيث، ولا في التعريف والتنكير.
وهذا فرق جوهري بين اللغتين يظهر واضحا في ترجمة كل آيات القرآن الكريم ، بحيث يصبح من العبث إيراد نماذج لبيان ذلك الاختلاف.
ومن ثم يتقرر أن البناء التعبيري في البيان القرآني لا يخرج على البيان التعبيري للغة العربية في قليل ولا كثير، وإنما هو يسير وفق منهج العربية تماما في بنائها.
وبالتالي فإن روح اللغة العربية بمعانيها وأخيلتها هي التي تسري في البيان القرآني في أرقى مدارجها وإمكاناتها، بحيث تتحقق بالقرآن [ الكريم] المعجزة البيانية من خلال اللغة العربية التي اصطفاها الله سبحانه لينزل القرآن الكريم بها دون غيرها.

-إمكان ترجمة القرآن [ الكريم]:
كان القرآن الكريم وهو (كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) محلا لاختلاف الترجمات عليه في كثير من اللغات الأوروبية وأيضا اللغات الشرقية.
ولعلماء المسلمين رأي في ترجمة القرآن [ الكريم] إلى غير العربية، فالإجماع منعقد على عدم جواز ترجمة القرآن [ الكريم]، أما الجائز فهو ترجمة معاني القرآن [ الكريم] أو ترجمة تفسيره، وقبل ان نعرض ما دار بين المسلمين من خلاف حول ترجمة القرآن [ الكريم]، أود أن أشير إلى أقسام الترجمة، إذ تنقسم الترجمة إلى قسمين: ترجمة حرفية وترجمة تفسيرية.
فالترجمة الحرفية هي التي يراعى فيها محاكاة الأصل في نظمه وترتيبه، فهي تشبه وضع المرادف مكان مرادفه، وبعض الناس يسمي هذه الترجمة لفظية، وبعضهم يسميها مساوية ويطلق عليها الإيرانيون "ترجمة تحت اللفظي" أي "ترجمة حرفية".
والترجمة التفسيرية هي التي لا تراعى فيها تلك المحاكاة، أي محاكاة الأصل في نظمه وترتيبه، بل المهم فيها حسن تصوير المعاني والأغراض كاملة، ولهذا تسمى أيضا بالترجمة المعنوية، وسميت تفسيرية لأن حسن تصوير المعاني والأغراض فيها جعلها تشبه التفسير، وما هي بتفسير كما سيتبّين بعد ذلك.
فالذي يترجم ترجمة حرفية يقصد إلى كل كلمة في الأصل فيفهمها، ثم يستبدل بها كلمة تساويها في اللغة الأخرى مع وضعها وإحلالها محلها، وإن أدى ذلك إلى خفاء المعنى المراد من الأصل، بسبب اختلاف اللغتين في موقع استعمال الكلام في المعاني المرادة إلفا واستحسانا.
أما الذي يترجم ترجمة تفسيرية، فإنه يعمد إلى المعنى الذي يدل عليه تركيب الأصل فيفهمه ثم يصوغه في قالب يؤديه من اللغة الأخرى، موافقا لمراد الأصل، من غير أن يكلف نفسه عناء الوقوف عند كل لفظة أو استبدال غيرها بها.
والأمثلة على الترجمة بنوعيها من آيات القرآن [ الكريم] كثيرة فمثلا نجد أن قوله تعالى: { وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا } ( الإسراء: 29)
قد ترجمت إلى الفارسية [ هكذا]: " نه هركز دست خود محكم بسته دارونه بسيار باز وكشاده داركه هركدام كنى بنكوهش وحسرت خواهي نشست " أي لا تربط يدك بإحكام ولا تجعلها ممدودة غاية المد، فإن تفعل ذلك ستقعد ملوما محسورا، أما عند الترجمة التفسيرية للآية فإنك تعمد إلى التعمق في فهم الآية، بالنهي عن التقتير والتبذير، في أبشع صورة منفرة، ولا عليك من عدم رعاية الأصل في نظمه وترتيبه اللفظي.
أما عن موقف علماء المسلمين والأزهر من مسالة ترجمة القرآن [ الكريم] فتتلخص أنه في عام 1355 هـ/ 1936م ثار جدال عنيف حول ترجمة القرآن [ الكريم] بين الجواز والمنع، وذلك بعد أن عني كثير من المستشرقين والمبشرين بنقل القرآن [ الكريم] إلى كثير من اللغات الأجنبية بغرض التشنيع عليه والتشهير به، والدس له واتخاذه في مدارسهم وكنائسهم مادة للنقد والتجريح، ولما دب النور والعرفان والثقافة والعلم في أنحاء مختلفة من الكرة الأرضية، وأصبح الناس يحاولون أن يتدارسوا الأديان والرسالات بأسلوب من البحث النزيه، والمنطق السديد، وكان فيما يرجون أن تصل دراستهم إليه (( القرآن [ الكريم])) على اعتبار أنه كتاب خالد شغل البشرية قرونا عديدة، ظهر حينئذ في علماء المسلمين من نادى بضرورة تعريف هذا النفر به، عسى أن يكون ذلك باعثا لهم على الإيمان، حاملا لهم على الهداية، حافزا لعم على أن يكونوا من جنوده المحافظين عليه، الذائدين عنه.
وكان من أولئك المسلمين شيخ الجامع الأزهر في ذلك الوقت وهو الشيخ مصطفى المراغي – الذي تحمس لترجمته تحمسا منقطع النظير – ونشر بحثا عن ترجمة القرآن وأحكامها (( أنظر الشيخ مصطفى المراغي: " بحث في ترجمة القرآن وأحكامها" مطبعة الرغائب في ربيع الثاني سنة 1355هـ/ يونيو 1936م)).
وقدم لهذا البحث بكلام للإمام الشاطبي في كتاب " الموافقات" يفيد أن اللغة العربية من حيث هي ألفاظ دالة، لها معنيان: أولي وثانوي، فالأولي كقيام زيد الذي لا يمكن أن تختلف في التعبير عنه لغة من اللغات، والثانوي ما يزيد على ذلك من الاهتمام بالقيام وحده، أو بالقائم، أو إجابة السائل، أو الرد على المنْكِرِ
أو غير ذلك من الأسرار البلاغية التي تقتضيك التعريف أو التنكير، والتقديم أو التأخير، وما شاكل ذلك من الأساليب التي توجبها الحال، وتحتها [وتحتمها] المناسبة، فالمعاني الأولية لا تفسدها الترجمة، ولا أن يشوهها النقل، ولا أن تطول فيها مسافة الخلف بين اللفظ والمعنى، والمعاني الثانوية التي يتفاوت في دقة تصويرها، وروعة التعبير عنها وجمال أساليبها فحول البلغاء، أو أساطين الكلام كما تختلف في نقلها وصوغ الألفاظ المعبرة عنها اللغات، وعلى هذا فالمعاني الأولية في القرآن [ الكريم] يمكن ترجمتها إلى أية لغة من اللغات، وأما المعاني الثانوية فلا...
ونحن نعلم أن المعاني الأولية في أي كلام لا اعتبار لها، ولا ميزة فيها، فإن الاعتبار كله والميزة البارزة في الذي يسميه البلغاء بالمعاني الثانوية، وهي مجال الفحولة ومناط الإعجاز.
وبعد حديث الشيخ في بحثه عن إمكان ترجمة القرآن [ الكريم] تعرض لشُبه الناس في الترجمة وتولى الرد عليهم، كما تحدث عن جواز الصلاة بالترجمة وكذلك تحدث عن كتابة التراجم وقراءتها، والمراد من الترجمة وغير ذلك من الموضوعات التي لا داعي لذكرها هنا.
وكان من مؤيدي الشيخ المراغي الأستاذ محمد فريد وجدي الذي كان في ذلك الوقت مديرا لمجلة الأزهر، وقد جمع الأستاذ فريد وجدي آراءه في بحث أكبر من بحث الشيخ المراغي ونشره بعنوان " الأدلة العلمية على جواز ترجمة معاني القرآن [ الكريم] إلى اللغات الأجنبية" (( أنظر الاستاذ محمد فريد وجدي: " الأدلة العلمية على جواز ترجمة معاني القرآن [الكريم] إلى اللغات الأجنبية" ربيع الأول سنة 1355 هـ/ يونيو 1936م)): أخرجه في ملحق للعد الثامن من مجلة الأزهر وعني فيه بالرد على المعارضين وخاصة فضيلة الشيخ محمد سليمان وفضيلة الشيخ محمد مصطفى الشاطر، وقد كتب على غلافه: " ردود علمية على الذين يذهبون إلى عدم جواز ترجمة معاني القرآن [الكريم] إلى اللغات الأجنبية تصحيحا للترجمات الموجودة وتعميما للدعوة الإسلامية، ودحضا لجميع الشبهات التي يثيرها بعض الكتاب على هذا العمل الجليل ".
وقد انتهى الأمر بعد طول النقاش والحوار إلى أن قررت مشيخة الأزهر وضع تفسير عربي دقيق تمهيدا لترجمته ترجمة دقيقة بواسطة لجنة فنية مختارة، واجتمعت لجنة التفسير عدة مرات برئاسة مفتي مصر في ذلك الوقت، ووضعت دستورا تلتزمه في عملها العظيم، ثم بعثت بهذا الدستور إلى كبار العلماء والجماعات الإسلامية في الأقطار الأخرى تستطلع آراءهم في هذا الدستور رغبة منها في أن يخرج هذا التفسير العربي في صورة ما أجمع عليه الأئمة.
ورأت اللجنة بعد ذلك أن تضع قواعد خاصة بالطريقة التي تتبعها في تفسير معاني القرآن الكريم، وقد خرج فعلا إلى حيز الوجود هذا التفسير الذي سمي " المنتخب في تفسير القرآن الكريم" وقد طبعه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، وكتب في مقدمته ما يفيد أنه تفسير مختصر محرر كتب بالعربية تمهيدا لترجمته إلى اللغات الأجنبية.
وهذا العمل له فوائد كثيرة منها:
1) – وضع تفسير موجز باللغة العربية يسهل الرجوع إليه.
2) – وجود نص القرآن [ الكريم] باللغة العربية وتفسيره بالعربية أمام المسلمين الأجانب لتيسير معرفتهم بها، ثم تفسير بلغتهم معتمد من لجنة علمية، وقد كتب الإيرانيون تفسيرا للقرآن [ الكريم] طبع في هامش المصحف الشريف، وكذا فعل الأفغانيون والباكستانيون.
3) – تصحيح ما أسموه تراجم للقرآن [ الكريم] في اللغات الأوروبية، وبيان أوجه الخطأ فيها.

نماذج من الترجمة الفارسية:
ليس الغرض عنا عرض دراسة تفصيلية لترجمة معينة - فالمجال لا يسمح بذلك- ولكن الهدف من عرض هذه النماذج هو بيان القصور الواضح في المعاني المُتَرجَمَة، مما يوضح حاجتنا إلى ترجمة جديدة لمعاني القرآن الكريم تسد النقص وتصحح الأخطا.
وقد اعتمدت في عرضي لهذه النماذج على نسخة من الترجمة الفارسية للقرآن [الكريم] المطبوعة في طهران عام 1366 هـ بخط حسن بن عبد الكريم هريسي وترجمة الحاج شيخ مهدي الهرقمشة اى، والنص مكتوب في الصفحة اليمنى والترجمة مطبوعة في الصفحة المقَابِلَة، وهي بترتيب القرآن [ الكريم] المطبوع في مصر، وقبل كل سورة يذكر اسم السورة ويبين إن كانت مكية أو مدنية، وعدد آياتها، وللأسف توجد في النسخة أخطاء.
وإذا حاولنا تقييم هذه النسخة نقول بداية أنها ليست ترجمة حرفية، وإنما هي ترجمة للمعنى كما سيتضح من النماذج، كما أن التراجم الفارسية بصفة عامة لا توجد الأخطاء الجسيمة التي نصادفها في التراجم الأوروبية التي تعتبر القرآن [ الكريم] كتابا ألفه محمد بن عبد الله [ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة]، ويحرفون فيه ويعتبرون أن له مصادر يهودية ونصرانية، ويتخبطون في الحديث عن التكرار في القرآن [ الكريم] وعن ترتيب آياته، ويرجع ذلك غلى أن المترجم الإيراني شخص مسلم يؤمن بالله ربا وبمحمد نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة رسولا، وأن القرآن [ الكريم] هو كتاب الله أنزله على عباده ليهديهم سواء السبيل.
وأول ملاحظة على هذه الترجمة هو أن المترجم لم يستطع أن يدلي برأي في فواتح السور، ففي أول سورة البقرة ترجم { آلـم} " ازر موز قرآنست " أي من رموز القرآن [ الكريم]، وفي أول سورة آل عمران ترجم { آلـم} " از حرف مقطعة اسرار قرآنست وهركس بان اطلاع ندارد" أي أنها حروف من أسرار القرآن [ الكريم] ولا يعلم بها كل شخص، وفي أول سورة يونس ترجم { آلـر} " از اسرار وحى الهي است" أي من أسرار الوحي الإلهي، وفي أول سورة هود ترجم { آلـر} قائلا: " أسرار ينحروف نزد خدا ورسول است" أي أن أسرار هذه الحروف عند الله [ عز وجل] والرسول [ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة]، وفي أول سورة الرعد { آلمـر} لم يترجمها ولم يكتب تفسيرا لها.
وفي أول سورة مريم { كهيعص} قال: " اينحروف اسرار يست ميان خدا ورسول" أي أن هذه الحروف أسرار بين الله [ عز وجل] والرسول نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة.
أما عن ترجمة الآيات فسنعرض بعض النماذج لنبين ما تفعله الترجمة بالأصل من إضاعة للمعنى، واختلاف في الترتيب، وغير ذلك من الخلل، ففي سورة البقرة الآية 34 نصها [ يقول سبحانه وتعالى]: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } نجد الترجمة تقول: " وجون كفيتم فرشتكان راكه سجده كنيد برآدم همه سجده كرد ند مكر شيطان كه ابا وتكبر كرد واز فرقه كافران كرديد" أي عندما قلنا للملائكة أسجدوا على آدم سجدوا جميعا إلا الشيطان الذي أبى وتكبر وأصبح من فرقة الكافرين.
وفي سورة القلم الآية 9 نصها[ يقول سبحانه وتعالى]: { وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} ترجمها بقوله " كافران بسيارما يلند كه توبا آنها مداهنه ومرار اكنى تا آنها هم بنفاق باتو مدار كنند"
أي أنه أضاف إليها من المعنى الذي فهمه فقال إن الكافرين يميلون إلى أن تداهنهم وتنافقهم حتى يعاملوك أيضا بالنفاق والمكر، والآية ليس فيها مكر ولا مداهنة ولا خداع، ولكن المعنى المراد هو المرونة في الدعوة بمعنى التنازل عن بعض ما يطالبهم به ، والتقابل معهم في نصف الطريق كما يقال.
وفي سورة الماعون الآية رقم 5 ونصها [ يقول سبحانه وتعالى]: { الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } ترجمها " ...كه دل ازياد خدا غافل دارند" أي الذين يغفل قلبهم عن ذكر الله، فلم يذكر الصلاة في الآية وهي المقصودة، فالتهديد في الآية السابقة [ لها] " فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّين} موجه لمن يسهو عن الصلاة ويتكاسل عنها ولا يؤديها، أي تارك الصلاة.
وفي سورة البقرة الآية رقم 7 ونصها [ يقول سبحانه وتعالى]: { خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } ترجمها بقوله: " قهر خدا برد لها وكوشها ايشان مهر نهاده وبر ديده هاشان برده افكنده كه فهم حقايق ومعارف الهى را نميكنند وايشان رست عذابى سخت" وواضح أن الترجمة فيها زيادة على النص فيقول إن قهر الله قد ألقى على قلوبهم وآذانهم خاتما، وألقى حجابا على أبصارهم فهم لا يفهمون الحقائق والمعارف الإلهية، ولهم عذاب شديد.
وفي سورة البقرة الآية رقم 18 ونصها [ يقول سبحانه وتعالى]: { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ } ترجمها على النحو الآتي: " آنان كر وكنك وكورند واز ضلالت خود بر نميكر نند" ونلاحظ الفرق الدقيق بين اللغتين والتي وضحت في الترجمة، فقد تم إلغاء في ( فهم) بالواو وهذا لا يعطي المعنى المراد، لأن الفاء تفيد السببية والمعنى المستفاد من الآية إنهم لا يرجعون إلى الصواب لأنهم صم بكم عمي، أما الترجمة فتفيد أنهم صم بكم عمي وهم لا يرجعون إلى لصواب ولا شك أن ذلك يخالف النص.
وبعد فهذه بعض النماذج مما وقع لنا في الترجمة الفارسية، وهي كافية فيما أعتقد للقول بأنها تحتاج إلى فحص دقيق شامل، فقد رأينا أنه يغير في ترتيب كلمات الآية، ويترجم ما يفيد السببية بما يفقده معناها، ويترجم الجمع بالمفرد والماضي بالمضارع، ويغفل بعض أجزاء النص فلا يترجمه ولا يشير إليه، ويضيف أحيانا إلى النص كلمات تفسيرية من عنده لتوضيح المعنى.

المصدر ..محاضرة ألقاها
الدكتور أحمد السيد الحسيني
جامعة عين شمس - جمهورية مصر
بملتقى القرآن الكريم .









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 06 / 2010, 12 : 02 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
محمد نصر
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية محمد نصر


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 9
المشاركات: 65,862 [+]
بمعدل : 10.64 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 6801
نقاط التقييم: 164
محمد نصر has a spectacular aura aboutمحمد نصر has a spectacular aura about

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
محمد نصر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

بارك الله فيكم اخي ****** ابو عادل علي هذا الموضوع الطييب

جهد مشكور عليه









عرض البوم صور محمد نصر   رد مع اقتباس
قديم 07 / 06 / 2010, 42 : 10 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.92 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1262
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم محمد نصر على مرورك الكريم وأسأل الله أن يتقبل منا ومنك.












عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 06 / 2010, 30 : 08 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل كل
اعمالك سببا فى سعادتك فى الدنياوالآخرة
ان شاء الله ونسال الله ان يٌبارك فى عمرك
ويحٌسن عملك ويزيدك من فضله
ويجملك بالصحة والعافية
وجزاك الله خيرا كثيرا على جهدك الطيب









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 17 / 06 / 2010, 42 : 08 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
أبو عادل
اللقب:
عضو ملتقى ماسي
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبو عادل


البيانات
التسجيل: 09 / 08 / 2009
العضوية: 26028
العمر: 69
المشاركات: 10,740 [+]
بمعدل : 1.92 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 1262
نقاط التقييم: 24
أبو عادل is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبو عادل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد

أشكرك أخي الكريم شريف حمدان على مرورك الراقي والرائع وبارك جهودك وتقبل سعيك وأجزل مثوبتك.









عرض البوم صور أبو عادل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد ملتقى علوم القراءات والتجويد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018