الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | صقر الاسلام | مشاركات | 3 | المشاهدات | 954 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
20 / 04 / 2009, 16 : 09 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح أعضاء ملتقانا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه خطبة الجمعه الموافق 21 ربيع الثاني لعام 1430هـ لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد ... عناصر الموضوع 1.هيمنة الله وعظمته 2.تحكم الله في النسل والخلق 3.التلاعب بالخلقة وتغيير الجينات الوراثية 4.طواعين العصر وعجز البشر 5.تحكم الله في الحواس 6.إكسير الحياة المزعوم 7.الرد على قولهم المادة لا تفنى ولا تستحدث 8.العيش على كوكب غير الأرض 9.الاستعانة بالكتاب والسنة في الاكتشافات 10.من الذي يتحكم بالثروات وغيرها 11.تجبر وغطرسة البشر 12.التوبة والرجوع إلى الله هيمنة الله وعظمته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. لا إله إلا الله، يفعل ما يشاء، لا إله إلا الله الحي القيوم، لا إله إلا الله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، وهو -سبحانه وتعالى- الواحد القهار، المهيمن المطلع على خفايا الأمور وخبايا الصدور، الذي أحاط بكل شيءٍ علماً، المهيمن الشاهد على خلقه بأعمالهم، المصلح لأمورهم، المتصرف فيهم، كما يشاء -سبحانه وتعالى-، له القدرة والسيطرة، يحيط بالخفايا، لا إله إلا هو مَليكٌ عَلى عَرشِ السَماءِ مُهيمِنٌ لِعِزَّتِهِ تَعنو الوجوهُ وَتَسجُدُ {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ} (18) سورة الأنعام ، لا يمُانَع ولا يُدافَع، وهو العزيزُ فلن يُرامَ جنـابُه ** أنَّي يُرامَ جنابُ ذي السلطانِ وهو العزيزُ القاهرُ الغلَّابُ لم ** يغـلِبْه شيءٌ هـذه صـفتان وهو العزيز بقوة هي وصـفُهُ ** فالـعِزُّ حينئذٍ ثـلاثُ معان قدرته تامة لا تحدها حدود، ولا تقيدها قيود، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأفعاله تعالى لا أول لها، وكذلك لا آخر لها، ومعنى المهيمن المحيط بغيره، الذي لا يخرج عن قدرته مقدور، له الفضل على كل مخلوقٍ من كل وجهٍ في كل الأمور، وهو المستغني عن غيره، وإليه تصير الأمور، خلق الأشياء بقدرته، ودبرها بمشيئته، وقهرها بجبروته، وذللها بعزته، فذل لعظمته المتكبرون، واستكان لعزته المتعاظمون، وانقطع دون الرسوخ في علمه العالِمون، ذلت له الرقاب، وحارت في ملكوته فطن ذوي الألباب، وقامت بكلماته السماوات السبع، واستقرت الأرض المهاد، وثبتت الجبال الرواسي، وجرت الرياح اللواقح، وسار في جو السماء السحاب، وقامت على حدودها البحار، وهو الله الواحد القهار،{وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ} (29) سورة التكوير . جّل المهيمن عما لا يليق به وقال عن كل نفسٍ أنه معها في قبضة الحق هذا الكون اجمعه جل المهيمن إن أعطى وإن منعا جل المهيمن رباً لا شريك له وجل إن لم يهب شيئاً وإن وهبا ما شاء كان وما في الكون خافية تخفى على علمه بدئاً ومنقلبا {أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } (33) سورة الرعد، {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}،{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ} (الأنعام:60-61). قسم الأرزاق، فلا يستطيع أحد أن ينال شيئاً لم يكتبه له، { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}(الزخرف: من الآية32). فجعل هذا أبيضَ، وهذا أحمرَ، وهذا أصفرَ، وهذا أسودَ، وجعل لسان هذا عربياً، ولسان هذا أعجمياً، تحكم الله في النسل والخلق جعل هذه أنثى، وهذا ذكراً، وهو سبحانه يتحكم بخلقه في العقم والإنجاب، {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} (الشورى:49-50)، وهكذا فإنه -سبحانه وتعالى- نافذ أمره لا يرده أحد، وهو -عز وجل- يتحكم في الأجنة في بطون أمهاتها، {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران:6) ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ مُضْغَةٌ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقًا قَالَ الْمَلَكُ: أَيْ رَبِّ ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى ؟ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الْأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ)) البخاري ومسلم . التلاعب بالخلقة وتغيير الجينات الوراثية وحاول هؤلاء البشر بالهندسة الوراثية تغيير المورثات الجينية الموجودة بالخلايا الحية، فيما يزعمونه من مشروع تحسين السلالة البشرية، والعبث بصفات الإنسان، وقالوا : أنهم سيصلون إلى مكافحة الهرم والقضاء على هذه الآفة، بحيث تستمر الخلايا شابة، والناس لا يموتون، ولكن هيهات هيهات، قد قال -عليه الصلاة والسلام-( ما أنزل الله عز وجل داءً إلا أنزل له دواءً إلا الهرم ))، فإنه لا دواء له، وهذا التحدي الإلهي لعلماء البيولوجيا والأحياء أن يستطيعوا دفع الهرم وأن يبقى الناس شباباً لا يدركهم الموت، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ*وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ} (الرحمن:26- 27). هؤلاء الذين بطرت معيشتهم، فيريدون التلاعب بالخلقة، تارة بحب الاستطلاع العلمي، وتارة بقصد التسلية وتارة يأتيك ولد حسب الطلب، وتارة بزعمهم سيستطيعون أن يشكلوا المخلوق في بطن أمه كيف يشاؤون، عبثوا بالخلق في قضية الاستنساخ، فإلى ماذا وصلوا؟ مات المستنسَخ، ومات المنسوخ منه، ومات الذي قام بهذه العملية، فنُسخ وصار أثراً بعد عين. وهو -عز وجل- يتحداهم في قضية الذباب، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ} (الحج:73) . فهذا التحدي الذبابي لهذه الغطرسة البشرية لا يمكنها أن تصل إلى ما تحداهم به ولا أن تحققه فهل يستطيعون إبقاء الطفل طفلاً طيلة عمره، والشاب شاباً طيلة عمره، كلا والله، لأن الله قال : {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ}(الحج: من الآية5) . طواعين العصر وعجز البشر ويقفون حائرين أمام مرض الزهايمر، وهم يرون كبارهم وساستهم وعظماءهم يقعون فريسة لهذا المرض، لا يستطيعون له دفعا، ولا له منعا، ولا له علاجا، وهكذا يتحداهم سبحانه بالأمراض تلو الأمراض، الأمراض الجديدة على البشرية، فيحتارون وينفقون ما ينفقون، مع أن لكل داء دواء وموجود في الأرض، ولكن كثيراً منهم إليه لا يهتدون، وهكذا لا يستطيعون دفع الأمراض أو أن يخلقوا إنساناً جباراً لا يصيبه المرض، بل هذه الفيروسات على صغرها، تغسل أجساداً، وتحير الأطباء، وهذه المضادات لا تنفع في كثير من الأشياء، طواعين العصر، {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} (الفتح:7) . نشر بالأمس تحذير خبراء الصحة العامة، ومكافحة الآفات من أن الولايات المتحدة تواجه وباءً جديداً يتمثل في تفشي حشرة البقّ بأعداد هائلة، بصورة يتعذر معها القضاء عليها بعد اكتسابها مناعة ضد المبيدات الحشرية الشائعة الاستعمال، تنتشر هذه الحشرة بصورة وبائية، وهذا الوضع والشكوى دفع هيئة حماية البيئة الأمريكية إلى تنظيم أول مؤتمر حول البقّ لمدة يومين لبحث هذه الظاهرة، ويقول مدير قسم التسجيل بمكتب برامج المبيدات الحشرية : أن المشكلة تبدوا في تفاقم، وربما تكون أشد استفحالاً في المناطق المكتظة بالمدن، "وداني ميلر" الاختصاصية في إدارة الآفات الحضرية بولاية "فرجينيا" ترى أن الوضع أشبه ما يكون بفيروس الإيدز وتقول : نحن الآن محتارون نوعاً ما، من الطريقة المثلى للتعامل مع هذه الظاهرة، وهذا التكاثر المفاجئ الذي غزا تلك الولايات طولاً وعرضاً من المنتجعات الراقية إلى الأحياء الفقيرة، من "نيويورك" إلى "هوللو"، وهكذا في الجزء الشمالي والشرقي من البلاد، وبخاصةٍ تلك المدينة الضخمة المشتهرة بناطحاتها تجني شركات مكافحة الحشرات عشرة بالمائة من إيراداتها فقط في التعامل مع حشرة البقّ، يا لها من أعجوبة، عندما يتحدى هؤلاء القوم على قوتهم بهذه الحشرة الصغيرة . تحكم الله في الحواس هو سبحانه يتحكم في الحواس، حواس البشر، تقوى ثم تضعف، يحتارون في تركيب السماعات للأذن، وغسيل الكلى لهذا العضو الصغير، وأشياء تنفع وأخرى لا تنفع، {أمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ}(يونس: من الآية31) وفي الدعاء النبوي : ((ومَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا)) أي: اجعل أسماعنا وأبصارنا وقواتنا ملازمة لنا حتى الموت . فهو سبحانه يتحكم فيها، -عز وجل- وهو يبقي ما يشاء منها ويأخذ ما يشاء فيضعفها أو يعطلها، فيقولون لا تنفع العمليات في استرداد البصر لفلان . إكسير الحياة المزعوم يتحكم -سبحانه وتعالى- بآجال البشر، فيقبض هذا جنيناً في بطن أمه يسقط، وهذا عند الولادة يموت، وآخر يعيش أياماً أسابيعَ شهوراً سنينَ ثم يموت، وآخر يُقبض وهو شاب وآخر يدركه الهرم فيموت، {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (الروم:40) . وإذا المنيةُ أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع وهكذا يقفون محيطين بهذا المحتضر لا يستطيعون للموت دفعا، ولا يستطيعون لقضاء الله منعا، لأن الله -عز وجل- إذا أراد قبض أحد فإنه سيموت لا محالة. ((إِنَّكِ سَأَلْتِ اللَّهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ لَا يُعَجِّلُ شَيْئًا مِنْهَا قَبْلَ حِلِّهِ وَلَا يُؤَخِّرُ مِنْهَا شَيْئًا بَعْدَ حِلِّهِ)) رواه مسلم . ولذلك يعيش هذا في المساء ويموت في الصباح، ويأتي موت الفجأة لكي يعجزهم حتى في اتخاذ الإجراءات الوقائية، أو أي إجراءات طبية . وَما أَدري إِذا أَمسَيتُ حَيّاً لَعَلّي لا أَعيشُ إِلى الصَباحِ ولذلك لا ينفع أن يقال : جاء خبر وفاة ابنها في حادث سيارة في طريق السفر، قالت : أنا قلت له لا تسافر فما سمع كلامي لو جلس عندي ما مات، قال الله -عز وجل- : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزّىً لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا}(آل عمران: من الآية156) . ضربوا في الأرض: يعني سافروا. هذه اعتقادات الكفرة، فالله هو الذي يحيي ويميت، ولا يموت أحد إلا بمشيئته وقدره، لولا تغيروا شيئاً من الأمر، وإذا كان الله كتب على أحد الموت بمكان فلا بد أن يخرجه إليه بسبب من الأسباب حتى لو لم يكن قتال فيه، ثم يقبض روحه . دخل منجم يهودي على أحد الخلفاء، فأخبره أنه سيموت في هذه السنة، فاغتم الخليفة لذلك. فدخل عليه أحد العالِمين فسأله عما به، فأخبره بقول المنجم اليهودي. فقال: استدعه يا أمير المؤمنين وأسأل اليهودي كم بقي من عمرك؟ فجيء به فسئل بحضرة الخليفة كم بقي من عمرك، فذكر اليهودي مدة طويلة. فقال العالم : يا أمير المؤمنين اقتله حتى تعلم كذبه فيما أخبر به عن عمره. فأمر الخليفة باليهودي فقُتل، فزال عن الخليفة همه وتبين له كذب المنجم. سبحان الذي قهر عباده بالموت، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}(آل عمران: من الآية185). ليس هنالك إكسير الحياة مهما اجتهدوا في منع الروح من الخروج أو إعادتها بعد الخروج، وبعض أغنيائهم من المغفلين يدفعون الأموال كي توضع أجسادهم بعد الموت في ثلاجات تجمّدها في درجة معينة لزعمهم بأنه سيُكتشف شيء في المستقبل يعيد الروح إلى الجسد الميت، أمل عندهم، كفرة لا يؤمنون بالله ولا بكتابه ولا بقدره، وهو سبحانه إذا قضى على أحد بالموت وخرج من الدنيا فلا يرجع، {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} (لأعراف:34) وهو سبحانه المهيمن القدير على أجزائهم الداخلية وأعضائهم وأحشائهم، تسير كما يقدر، ينسد فجأة الشريان الفلاني، ينفتح فجأة الشريان الفلاني، تعمل العملية يموت في وسط العملية، تعمل العملية يموت بعد العملية، يقدر الأطباء شيئاً فيكون التقدير آخر، وهو الذي يقبض أرواح المرضى وأرواح الأطباء -سبحانه وتعالى- . وقع إنسان بين أهله فظنوه مات، فأخذوه للتغسيل، فلما سكب المغسل عليه الماء البارد ارتعش وانتعش، وأفاق، فمن هول الصدمة مات المغسل في مكانه، فأُخذ المغسل وغُسّل ليصلى عليه ورجع ذاك إلى أهله بعد تشييعه . قل للطبيب تخطفته يـد الردى: مــن يـا طبيب بطبه أرداكا قل للمريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب: من عافاكا قل للصحيح يموت لا من علة: من بالمنايا يــا صحيح دهاكا قـل للبصير وكان يحذر حفرةً فهوى بها: مـن ذا الذي أهواكا وإذا رأيت الحي يخرج من حنــا يــا ميتٍ فاسأله: مـــن أحياكـا قـــل للنبات يجف بعد تعهدٍ ورعايــةٍ: من بالجفاف رماكا وإذا رأيت النبت في الصحــراء يــربــو وحده فاسأله: من أرباكا وإذا رأيت البدر يسري نـاشراً أنــواره فاسأله: مـن أسراكا قل للمرير من الثمار: من الذي بالمُـر مـن دون الثمار غذاكا وإذا رأيت النخل مشقوق النوى فاسأله: مــن يا نخل شق نواكا وإذا ترى الجبل الأشم مناطحـاً قمم السحاب فسله: مـن أرساكا وإذا ترى صخراً تفجَّرَ بالميـــاه فسله: مـــن بالماء شق صفاكا وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال جـــرى فسله: مــن الذي أجراكا وإذا رأيت البحر بالماء الأجــاج طــغى فسله: مــن الذي أطغاكا وإذا رأيت الليل يغشى داجيـاً فاسأله: مـن يـا ليل حاك دجاكا وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحكاً فاسأله: من يا صبح صاغ ضحاكا ستجيب ما في الكون مـن آياته عجبٌ عجابٌ لــو ترى عيناكا يا منبت الأزهار عاطرة الشذى مـا خاب يوماً من دعا ورجاكا يا مجري النهار عاذبة الندى مـا خاب يوماً من دعا ورجاكا يا أيها الإنسان مهلاً ما الذي بالله جــل جـــلاله أغراكا اللهم إنا نسألك أن ترحمنا برحمتك، وأن تعفو عنا بعفوك، وأن تتولانا بفضلك، وأن تنعم علينا بنعمك، أحينا مسلمين، وتوفنا مؤمنين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . الخطبة الثانية الحمد لله، الواحد القهار، العلي المتكبر الجبار، يكور النهار على الليل ويكور الليل على النهار، أشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صفيه من خلقه، وأمينه على وحيه، الشافع المشفع يوم الدين، وحامل لواء الحمد، وإمام المتقين، وقائد الغرّ المحجلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين وخلفائه الميامين، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين. الرد على قولهم المادة لا تفنى ولا تستحدث عباد الله، قالوا المادة لا تفنى ولا تستحدث، والله هو الذي يخلقها من العدم، وهو الذي يفنيها، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} (الرحمن:26).{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (88) سورة القصص ، وهو العليم بخصائص المواد، وهو القادر على سلب المخلوقات الصفات، {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ} (الانبياء:68) .{قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ} (الانبياء:69) قال العلماء : لم تحرق منه غير الوثاق الذي كان مشدوداً به، فذهبت حرارتها وبقيت إضاءتها وخرج سليماً منها . من الذي أمر الحوت أن يخرج فيلتقم نبي الله يونس، ثم أمره أن يلفظه على الشاطئ. العيش على كوكب غير الأرض وهو سبحانه الذي خلق الكواكب ويعلم ما عليها من الحياة، يرسلون رسائل وإشارات وأصوات وتسجيلات بكل اللغات على المركبات الفضائية إلى الكواكب لعلهم يسمعون حساً، وقد يمنون أنفسهم باستقرار هناك وبشر ينتقلون، قال الله عن الأرض : {قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} (لأعراف:25) . وقال سبحانه : {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} (طـه:55) . الاستعانة بالكتاب والسنة في الاكتشافات الإسلام يا عباد الله لا يدعو إلى تعطيل الاكتشافات والاختراعات، ولا يدعو إلى منع النظر في ملكوت الأرض والسماوات، ولا يدعو إلى ترك اكتشاف الأدوية والمفيد من المخترعات، بل أمرهم بالنظر، لأن النظر في ملكوته يزيد الإيمان، وأنزل لهم لكل داءٍ دواء من رحمته بهم، وأخبرهم بمواطن للعلاجات، ((في الحبة السوداء شفاء من كل داء))، وفي العسل {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ } (69) سورة النحل ، والسناء والسنوت والعود الهندي والقسط البحري والحناء، وكذلك أخبرهم أن في تمر العجوة، ((سبع تمراتٍ يأكلهن مصبحاً لا يضره معهن سم ولا سحر))، في العجوة شفاء من السموم، فالوحي أخبرهم أين يجدون الأدوية، لكن البشرية الضالة إلا من رحم الله لا تعود إلى الكتاب والسنة لتنظر ماذا أخبرها ربها، وتريد بغطرستها وغرورها العلمي أن تكتشف كل شيء من تلقاء نفسها غير مستعينة بوحيٍ، ثم بعد ذلك يرجعون، يقولون: أن الأنظمة المالية محكمة وغير قابلة للتهاوي والاختراق، ثم تأتي الأزمة لتكشف عن عوارها، وأنها رديئة بالية وأن القرن الحادي والعشرين بزعمهم يعيش بأنظمة مالية في القرن العشرين، ثم يقولون بالأمس في مؤتمر جنيف : إن فكرة البنوك الإسلامية يمكن أن تمتد إلى ما هو أبعد مما يظن من الهيمنة على الأسواق المالية والمعاملات المالية في المستقبل . في مؤتمرات عالمية لماذا ؟ لأنهم رأوا أن العالم خسر من ثروته في عام 2008، أربعة ترليون، ولأن الأزمة الاقتصادية العالمية قد أفقدت 30% من أثرياء أمريكا ثرواتهم، ولأن أصول أصحاب الملايين في أمريكا تقلصت إلى 30%، وأن 17% من مليونيراتهم لحقت بمحافظهم أضرار تزيد على 40 % . وأن 55% من العائلات في تلك البلاد التي تعادل ثروتها مليون دولار أو أكثر أعربوا عن قلقهم من أنه لن تكون لديهم أصول كافية للحفاظ على أسلوب حياتهم . من الذي يتحكم بالثروات وغيرها من الذي يغني ومن الذي يفقر ؟ من الذي يسيطر على الأرزاق، من الذي يتحكم بالثروات، من الذي يقسم الأموال كيف يشاء، من الذي يأخذ، من الذي يعطي، من الذي يمنع، من الذي يهب،{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (32) سورة الزخرف ، {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} (الذريات:22). ولذلك المؤمن لا تصيبه انهيارات نفسية إذا حصلت انهيارات مالية. توكلتُ في رزقي على الله خالقي وأيقنت أن الله لا شكّ رازقي وما يكُ من رزقٍ فليس يفـوتني ولو كان في قاع البحار العوامق سيـــأتي به الله العظيمُ بفضله ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِ ففي أي شيء تذهبُ النفسُ حسرةً وقد قسم الرحمن رزق الخلائق من الذي يتحكم بالثروات في العالم ؟ ويأذن لهم بالاكتشاف أو عدم الاكتشاف، يقولون : أين السد الذي بُني على يأجوج ومأجوج، أين السد الذي ساوى به ذو القرنين رؤوس الجبلين، فصار جبلاً ثالثاً بينهما يسد الفراغ الذي كانوا ينحدرون منه . الدجال في جزيرة في البحر موثق، كما جاء ذلك في حديث تميم الداري في صحيح مسلم، عندهم أقمار صناعية، ما اكتشفوه، أين هو ؟ ما اكتشفوا كل شيء على الأرض حتى الآن، ولا ما في قيعان المحيطات إلى الآن، فهو سبحانه يتحكم في هذه المعادن، {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (59) سورة الأنعام، والله إن الحيرة لتدرك الذي يتأمل فيما عند القوم من وسائل الاستطلاع والأقمار الصناعية التي تمسح الأرض والأقمار الفضائية وأقمار الاتصالات وأقمار الرؤية وأقمار التجسس، نحن نقول أين يأجوج ومأجوج، موجودون على ظاهر الأرض، ذو القرنين بنى السد عليهم، {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً} (الكهف:97) . فهم محبوسون خلف السد، فأين هم يا أيها الشرق والغرب، أين هم؟ نحن نعلم أنهم فوق الأرض، والسد مبني بين الجبلين، وقد أحيط بهم فلا يستطيعون الخروج، من الذي يسيطر على مخزونات النفط، هم يقولون، هناك حركة للنفط في باطن الأرض، وقد يتسرب من مكان فيذهب إلى آخر، وينقبون في مكان فيجدون أشياء ثم يردمون البئر ثم يعودون إليها بعد ذلك فلا يجيدون ما كانوا وجدوه أولاً، من الذي يتحكم بالمياه العلوية والجوفية، {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}(الرعد: من الآية17). وجرت مياه الأمطار في أودية ربما جفت من مئات السنين، وقد يطلب العباد الماء فيعوزوهم، ويتأخر نزول الغيث، {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} (الشورى:28) . {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ}(لأعراف: من الآية57). حاولوا الاستمطار، هل يستطيعون أن ينزلوا مطراً بالكمية التي يريدون، في المكان الذي يريدون، وما هي نوعية الماء النازل، من الذي يُجري السحاب الذي فيه مطر، وجهودهم محدودة، ولا بد أن تكون السماء فيها كذا والسحاب فيه كذا والمقادير كذا حتى تضبط العملية، ثم يقولون نزلت أمطار حمضية ليست نافعة، وبعض المغرورين الجهلة إذا نزل الماء يكتب : لم يدري أهل البلد الفلاني أن الماء الذي نزل عليهم كان بسبب ثلاثين استشارياً يعملون في الاستمطار، سبحان الله، يسرقون أعمال من ؟ الله -عز وجل- هو الذي ينزل الغيث، فليأتوا بريح يُجروا به السحاب إن كانوا صادقين، وليسوقوه إلى البلد الذين يريدون لو كانوا صادقين، فلينزلوا من المعصرات ماء ثجاجاً لو كانوا صادقين كما يشتهون، الماء إذا راح في الأرض من الذي يحفظه في الداخل، من الذي أقام له الخزانات، هؤلاء الذين أقاموا له الخزانات، ثم إذا أراد الله أن يغور فلا يستطيعون استخراجه ، {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} (الملك:30) . {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً} (الكهف:41) ولو شاء الله لجعله أجاجاً مالحاً لا يُستفاد منه، لو استُخرج، {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ}(الواقعة:70) . من الذي خلق المحيطات، وجعل فيها الثروة السمكية التي تغطي العالم طعاماً، جعل فيها أقواتها سبحانه، وهيأ السكن للساكن، {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً}(الزمر: من الآية21). آية لكم يا أيها البشر على زوال الدنيا، وأن لها بهجة ولكنها في النهاية إلى زوال. الحجارة الصم يتفجر منها الأنهار، من الذي يفجرها ويخرج منها الماء، وهو الذي يوحي للبحر أن يهيج فيهيج وأن يسكن فيسكن،{فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ } (33) سورة الشورى، لا تتحرك. {إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ } (طـه:38-39) . وهو الذي يتحكم بالقارات -سبحانه وتعالى- حركةً وزحفاً وانحساراً، ويديل المسلمين على الكفار فيحتلون بلداتهم، ويقبض علماء الأرض، {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا }(الرعد: من الآية41). فيتغلب المسلمون على الكفرة ويأخذون من أراضيهم، والله يحكم لا معقب لحكمه، {أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ}(الانبياء: من الآية44) . من الذي يتحكم بالتصحر وزحف الرمال، ويجعل هذه قاحلة جرداء، وهذه الرمال تدفن الزروع، وفي كل عام يقولون : يفقد العالم 691 كيلو متر مربعاً من أراضيه الزراعية نتيجة لعملية التصحر مما يؤدي إلى خسائر تصل 40 بليون دولار سنوياً في المحاصيل السنوية . وينقل -عز وجل- الماء من مكان إلى مكان ((لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً)) رواه مسلم . فيتحكم سبحانه في تغيرات التربة والمياه والأشياء الزراعية، ويتحكم -عز وجل- في التغيرات المناخية، يشهدون أشياء عجباً في المناخ اليوم، وأحوال حر وبرد وغبار واعتدال وهكذا تتوقع الأرصاد شيئاً ثم يخرج شيء آخر، من الذي يتحكم بالغلاف الجوي والقبة الواقية للأرض، هل هم العباد ؟ من الذي يرسل العواصف المدمرة والزلازل، التي يمكن أن تخرب أشد البلاد تقنية، زلزال إيطاليا هذا الذي مضى، قالوا تنبأ به واحد وتكلم فلم يسمعوا له، المتحكم بالأعاصير التي تصل سرعتها إلى أكثر من 300 كيلو متراً في الساعة تقتلع الأشجار وأسقف البيوت وتسبب الفيضانات وتكتسح اليابسة ويدخل الماء إلى المنازل، وتتعالى نداءات الاستغاثة، {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}(المدثر: من الآية31). إعصار "كاترنيا" كلّف أمريكا أكثر من مائة مليار دولار، {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ*وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} (الرعد: :12- 13) . وفي الحديث الصحيح : أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسل رجلاً من أصحابه ليدعوا جباراً من جبابرة الكفر وصنديد من الصناديد، فلما دعاه إلى الإيمان بالله، قال الكافر : أيش ربك ؟ من حديد هو ؟ من نحاس هو ؟ من ذهب هو ؟ من فضة هو ؟ فلما رجع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : أن الله أنزل على صاحبك صاعقةً، ونزل قول الله : {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}(الرعد: من الآية13) . يتحكم في الرياح، سبحانه، لاقحاً، عقيماً،{وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} (13) سورة الرعد، نظام إلهي، فليردوا الشمس، لو كانوا صادقين لتخرج من المغرب، لا يستطيعون، قال إبراهيم:{فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ}(البقرة: من الآية258). تجبر وغطرسة البشر ليس العيب يا عباد الله الاكتشاف والاختراع، ليس العيب أن نحصّل الأدوية والمعادن والسبائك، والأشياء الجديدة النافعة، إنما العيب كل العيب والله أن يتغطرس البشر، أن يتجبر البشر، أن يظنوا أنهم يُحكِمون السيطرة، والله هو المسيطر فوقهم، وهو المهيمن عليهم، -سبحانه وتعالى- يريهم آيات في السماوات في الكواكب، يتحكمون في حركتها؟ من منهم يعلم المستقبل، {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً}(الجـن:26) . {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (26) سورة آل عمران. بعث الصدّيق في خلافته وفدا إلى اليمن فمروا بقصور مشيدة ومواش عظيمة وعرس لقوم وفتاة بيدها دف تغني: معاشر الحساد موتوا كمدا كذا نكون ما بقينا أبدا ثم سافر بعضهم زمن معاوية فمروا بالقرب من ذلك المكان فإذا القصور قد خربت ولا ماء ولا أنيس إلا دار خراب فيها عجوز عمياء، فسألوا عن أهل ذلك المكان وعن العرس فقالت: هلكوا كلهم، وكان العرس لأختي، وكنت أنا المغنية !! سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ سبحانه، يا أيها الناس أفيقوا، يا أيها الناس ارجعوا إلى الله فيا من ضيع الأوقات جهلا بحرمتها أفق واحذر بوارك فسوف تفارق اللذات قهرا ويخلي الموت قهرا منك دارك تدارك ما استطعت من الخطايا بتوبة مخلص واجعل مدارك على طلب السلامة من جحيم فخير ذوي الجرائم من تدارك التوبة والرجوع إلى الله التوبة إلى الله، العودة إلى الله، الاستسلام لله، الانقياد لحكمه، ترك المعصية وعدم التمرد على شرعه، هو الرقيب سبحانه، فيا أيها الإنسان تعصي من ؟ لا تنظر إلى صغر المعصية، وانظر إلى من عصيت، {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (67) سورة الزمر، يأمر الملك فينفخ في الصور، فتموتون ثم تبعثون، ليومٍ عند الله فيه تجتمعون، وتحاسبون . اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وكفر عن سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار، أدخلنا الجنة بغير حساب، نسألك الفردوس الأعلى، اللهم عاملنا بلطفك ورحمتك، اللهم عاملنا بفضلك، اللهم إنا نسألك أن ترحمنا برحمتك الواسعة، اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نفسته، اشف مرضانا، وارحم موتانا، واستر عيوبنا، واقض ديوننا، يا ربنا إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين . hgidlkm hgYgidm ugn hguhgl >>> ggado lpl] whgp hglk[] | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
20 / 04 / 2009, 38 : 09 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح اخي صقر جزاك ربي خيرا ... واعظم لك الاجرا ... ورفع الله قدرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
11 / 06 / 2010, 59 : 11 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
30 / 06 / 2010, 31 : 11 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018