المقدمة: إن الحمد لله نحمــده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليـه ونعوذ بالله من شرور أنفسنـــا ومن سيئات أعمالنــا مـن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله أرسله إلي كافة الناس بشيراً ونذيرا وداعي إلي الله بإذنه وسراجاً منيراً فشرح به الصدور وأنار به العقول وفتح به أعين عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا اللهم صلي عليه وعلي آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد . فإننا في هذه الحياة الدنيا قد خلقنا لغاية عظيمة من أجلها بعث الله الرسل وأنزل الكتب ومن اجلها خلق الله السموات والأرض وقامت الجنة والنار ألا وهي عبادة الله عز وجل قال الله تعالىوَمَا خلقت الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ )[ الذاريات:58] لذلك على كل مسلم أن يجعل هذا الهدف نصب عينيه فلا ينشغل عنه بمال أو ولد أو منصب أو غير ذلك. وقد بين الله سبحانه وتعالى لنا الطريق الموصلة إليه قال تعالى { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} الأنعام (153) فالله سبحانه وتعالى قد وضح لنا الطرق المؤدية إلى مرضاته وحذرنا من الطرق التي تؤدي إلى سخطه وعقابه، وفي هذا العصر الذي كثرت فيه الملهيات والمغريات قل من ينتبه إلى هذا الطريق فلذلك وقع كثير من الناس في هذه الطُرق المُهلكة وذلك بسبب جهلهم بسبل النجاة التي تُوصل إلي رِضوانه وسُبل الغواية التي تُوصل إلي غضبه وعذابه .
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل كل اعمالك سببا فى سعادتك فى الدنياوالآخرة ان شاء الله ونسال الله ان يٌبارك فى عمرك ويحٌسن عملك ويزيدك من فضله ويجملك بالصحة والعافية وجزاك الله خيرا كثيرا على جهدك الطيب اخي الكريم