الإهداءات | |
الملتقى العام المواضيع العامة التي لا يريد كاتبها أن يدرجها تحت تصنيف معين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | أبو عادل | مشاركات | 1 | المشاهدات | 1024 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
29 / 05 / 2010, 47 : 10 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى العام نقلت إلينا الأنباء وقائع المذبحة الدامية التي نفذها طلاب مدرسة إنجليزية ، ومدرستين أمريكيتين، حيث دخل أحد الطلاب الإنجليز على مدرسته بمسدس وأطلق على معلميه وزملائه النار فقتل العشرات وجرح المئات , ولم تمض أيام قليلة حتى حملت لنا الأنباء تلغيم أحد الطلاب الأمريكيين لمدرسته وتفجيرها ، فحملت النقالات وسيارات الإسعاف المئات من زملائه ومعلميه بين قتلى وجرحى ، ورأينا المعلمين والمعلمات والطلبة والطالبات مذعورين في كل مكان حتى أن بعضهم ألقى بنفسه من الشرفات ، وبالأمس فقط دخل أحد الطلاب الأمريكيين على زملائه في المدرسة وأطلق عليهم النار في الوقت الذي كان أعضاء الكونجرس الأمريكي في حالة انعقاد لدراسة هذه الظاهرة المتفشية بين طلاب المدارس الأمريكية . كما نقلت إليناء الأخبار ، أثناء طباعة هذا المقال ، إطلاق مدير مدرسة والمعلمين النار في إحدى المدارس الثانوية في جنوب أفريقيا على طلاب المدرسة فقتلوا أحد الطلاب وأصابوا ثلاثة آخرين بجراح خطيرة ، بعد أن قام طلاب المدرسة بقذف المدير والمعلمين بالحجارة بسبب خلاف حول تكاليف الانتقال لرحلة مدرسية . وما حدث في تلك المدارس هو نتيجة حتمية للتربية الغربية التي أطلقت العنان للنفس البشرية دون ضابط أو رابط فسادت النفوس الفاجرة ، والأمارة بالسوء وتراجعت النفوس المطمئنة واللوامة ، وهذا درس للمربين والآباء في ديارنا العربية والإسلامية ، فعلينا أن نتنبه قبل أن يأتي اليوم الذي يدمر فيه الطلاب مدارسهم ويضربون معلميهم ، وما فعله الطالب الذي صفع معلمته على وجهها في إحدى مدارسنا الإبتدائية ، وما قصة المسدسات البلاستيكية التي تباع في ديارنا وحملها طلابنا إلى مدارسهم ونفذت الدفعة الأولى بمجرد نزولها الأسواق عنا ببعيد . بعض أسباب تفشي المشكلة في الغرب وظهور علاماتها في ديارنا : في رأيي أن من أهم أسباب تلك المشكلة ما يلي : 1- القسوة التي اتبعها المربون في الماضي ، مما دفع بالتربويين والآباء إلى الطرق الأخرى المعاكسة للقسوة والمذابح ، فقد شهدت المدارس في العهود الماضية قسوة غير عادية من قبل المربين مع المتعلمين ، فكانت التربية الفوضوية هي النتيجة الحتمية لرفض التربية القاسية . 2- التدليل الزائد للأبناء , فمعظم الآباء نتيجة لما قاسوه من معلميهم وآبائهم في صغرهم دفعهم إلى تدليل أبنائهم إلى درجة التسيب والرفض التام لمبدأ ارتباط العقاب بالثواب . 3- انشغال الآباء بتدبير الرفاهية الزائدة لأبنائهم أدى إلى غياب دور الأب التربوي في الأسرة ، وطغت تربية الرفاق والصحاب ، فتفجرت ينابيع الشر في سلوك الأبناء . 4- التربية الإعلامية العدوانية ، فمعظم المسلسلات والمشاهد التي تعرض على أبنائنا في التلفزيون تؤكد على أهمية العنف في حياة الناس ، فالمصارعة الحرة وصلت إلى درجة التلذذ بضرب المصارع بالكرسي على رأسه حتى الموت ، وعمل أسيجة حول حلبات المصارعة حتى لا يهرب المصارع ، فعادت إلى الأذهان صورة الحلبات الرومانية , كما أن مصارعة الثيران واستعراضاتها ، والتلذذ بقتلها بالسهام حتى الموت جعلت الكل يتلذذ بمنظر الدم المراق والثور الخائر ، والفارس المنتصر ، كما أن مناظر القصف اليومي للضعفاء في ظل النظام العالمي الجديد لم تترك مساحة للعطف والتسامح في ظل نظام عالمي لا يعرف الرحمة . 5- غياب دور المعلم المربي والمدرسة الفاعلة ، فقد فَقَدَ المعلم دوره الريادي أمام وسائل الإعلام والتدفق المعرفي عبر الوسائل الحديثة ، وعدم اهتمام المعلم بتدريب نفسه والإطلاع ، مع التركيز على المناهج الدراسية العقيمة المهتمة بالضعفاء والمتوسطين ، أفقد المعلم دوره التربوي والإرشادي ، فلم يعد الطالب في العصر الحديث يقنع بذلك المعلم الكسول الخامل المستغرق في سرد محتوى الكتاب المدرسي بطريقة عقيمة . كما أن تفوق المؤسسات التجارية والاجتماعية على المؤسسة التربوية التعليمية في جذب الناس إليها أفقد المدرسة دورها الريادي وعناصر الجذب فيها ، فتحولت المدارس إلى سجون ، والصفوف إلى زنازين ، والمعلمون إلى سجانين ، وتحولت البيئة المدرسية إلى ساحة الكآبة ، وأصبح اليوم الدراسي كابوسًا يجثم على صدور معظم الطلاب . - وعن واقع برامج إعداد المعلم في ديارنا فقد توصل أحد الباحثين إلى ما يلي(1) : - تعجز برامج التكوين الحالية عن تزويد الطالب المعلم بمهارة التعليم الذاتي ، الأمر الذي يجعله غير قادر على متابعة التغيرات التي تطرأ على محتوى المنهاج نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي ( التقني ) في العصر الحديث . - لا يحظى الجانب العملي التطبيقي بالقدر الكافي من الاهتمام ، بل تغلب عليه الطابع الشكلي في الإشراف والتنظيم ، بينما تبالغ هذه البرامج في أهمية الدراسات النظرية ذات السمعة غير الوظيفية ؛ مما أدى إلى معاناة حقيقية لدى خريج تلك المؤسسات من شعور بالفجوة بين ما مر به من خبرات خلال إعداده وما يواجهه في حياته العملية ، ولاشك أن هذا ينعكس على المعلم أثناء أداء أدواره في عملية التعليم والتعلم. - التكامل بين الجوانب الثلاثة للبرامج ( التي تقدمها كليات التربية ) الجانب الأكاديمي ، والجانب الثقافي ، والجانب المهني موجودة كفكرة ، بينما هو غائب في الممارسة العملية ، فالتنسيق ضعيف للغاية بين أولئك القائمين على تعليم الجانب التخصصي والجانب الثقافي ، مما ينعكس بدوره على عملية الإعداد بحيث يبدو البرنامج كأنه مجموعة من المواد المنفصلة ، ويصبح الأمر بالنسبة للطالب مجرد دراسة كل مادة بصورة مستقلة لأداء امتحان فيها ، بل غالبًا ما يخفى على الطالب مبررات ودواعي دراسة الموضوعات التي تعلمها أو ممارسة الأنشطة التي قام بها . - ولقد توصلت دراسة قدمت إلى حلقة عن إعداد المعلم في العالم العربي نظمها مركز البحوث التربوية والنفسية في كلية التربية جامعة أم القرى والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( الإيسسكو) إلى ما يلي(2) : - إن الدارس لفلسفة إعداد المعلم العربي الحالية والسياسة التربوية والتعليمية النابعة منها يجد نفسه أمام مجموعة من الحقائق أهمها : - أن مجموعة المبادئ المكونة لإطار هذه السياسة إنما قامت في معظمها تقليدًا لما كان يوجد في أوروبا . - أن نظم وأساليب إعداد المعلم ( المسلم ) الحالية .. حاولت استيعاب الفكر التربوي الحديث ، إلا أنها أخذت منه بالقليل ، حيث ركزت أول الأمر على طرق التدريس الحديثة ولكن دون أن تهز الفكر التربوي التقليدي الذي كان الإطار الأساسي للنظام التعليمي . - أن مجموعة الضوابط المكونة لهذه السياسة كانت لا تزال تقوم على نظرة جزئية ، لا نظرة شاملة للعملية التربوية .. فلم توضح العلاقة بين إعداد معلم المرحلة الابتدائية ، وإعداد معلم المرحلة الثانوية ، وإعداد معلم التعليم الفني . ومن هنا كان التضارب أحيانًا والتداخل أحيانًا ، والتباعد بين النوعين في أكثر الأحيان . 6- سيطرة الفكر اليهودي على التربية العصرية ، فقد رأى اليهود أنهم قلة ، وأنهم لن يسيطروا على هذا العالم إلا إذا غاب عنه منهج التربية القيمية الأخلاقية ، وأن تماسك المجتمعات والأسر يحول دون سيطرتهم على تلك الدول , فعمدوا إلى السينما والمسرح ووسائل الإعلام فسيطروا عليها وبثوا منها سمومهم وأفكارهم الشيطانية ، حتى يتفكك العالم ، ويستطيع اليهودي الذي اتخذ من التوراة والتلمود حصنًا يتحصن به في ظل نظام عالمي عَلماني شهواني مادي فوضوي ، فغدت الدول الكبرى دمى في أيدي عصابات اليهود ، وقد غزا اليهود التربية المعاصرة بالأفكار الداعية إلى التسيب والتدليل وإشباع الشهوات وإتباع الهوى ، وملئوا كتب التربية بنظرياتهم الجنسية والمادية المستترة خلف الدراسات والبحوث العلمية الكاذبة . 7- غياب الدور القِِيَمِي الإلهي من حياة معظم الناس ، فلم يعد معظم الطلاب يتعودون الخشوع لله ، واللجوء إلى الله ، وتعلم الصبر والحلم والأناة ، واتهم المتدينون بالتطرف ، وغيبت التربية الروحية ، وسادت التربية الجنسية الداعية إلى تأجج الغرائز ، وغابت التربية الداعية إلى تهدئتها وإشباعها بالطرائق الشرعية ، فلم يعد يكتفي الزوج بزوجته ، ولا الرجل بالمرأة ، ولا المرأة بالرجل ، فظهرت أساليب الشذوذ في إشباع الرغبات الجنسية ، وبثت مشاهد الجنس الفاضح عبر شبكات الإنترنت والتلفزيون والتليفون والمجلات والجرائد ، وانتشرت المخدرات ، والمسدسات ، والسرقات ، والمدارس المختلطة ، ورفعت شعارات تحديد النسل ومؤتمرات السكان وإباحة الشذوذ والإجهاض وإنشاء نوادي للشواذ وسيطرتهم على مجالس التشريع العالمية ، وسادت الأفكار الداروينية والفرويدية والسارترية ، والعَلمانية : فالحياة أرحام تدفع وأرض تبلع ولا يهلكنا إلا الدهر وأن البقاء للأصلح بالطريقة الداروينية (أي للناب والمدفع ) , والانتصار للمدفع ، فسادت شريعة الغاب والناب . بعض الحلول لتلك المشكلة : من وجهة نظرنا ومن خلال عملنا في التربية والتعليم في مراحل التعليم المختلفة نقترح للوقاية من تلك المشكلة ما يلي : 1- تقنين عمليتيْ الثواب والعقاب : فقد بدأت تلك القصة بتلك الآراء والتوجهات المركزة على الثواب والغافلة للعقاب , ونحن عندما نذكر العقاب هنا لا نعني به العقاب البدني بالضرورة كالضرب والقسوة في المعاملة ، كما أننا لا نعني بالثواب إشباع رغبات الطفل وتلبية طلباته مهما كانت النتائج ، فيجب أن تخضع عمليتي الثواب والعقاب في الأسرة والمدرسة إلى نوع من الضبط والتقنين والبعد عن الإفراط والتفريط ، فلا تدليل يتعذر معه زجر الولد عن السلوك الخاطئ حتى لو كان من المعلم ، ولا عقاب يترك آثارًا سلبية في النفس والبدن . فيجب أن تخضع عملية الثواب للطالب إلى تقنين يتبع الأساليب التربوية الإسلامية , كما يجب إنشاء مجالس لضبط سلوك الطلاب في المدارس يشترك فيها المعلمون والآباء وبعض الطلاب ، والمؤهلون تربويًا لهذه العملية ؛ وذلك لاتباع الأسلوب العلمي في تعديل سلوك الخاطئين ، وهذا ما تتبعه وزارات التربية والتعليم في لوائح انضباطها ، ومجالس ضبطها لسلوك الطلاب ، وهذا ما سنفصله في حديث مستقل بإذن الله . 2- الإعداد الجيد للمعلم باتباع الأساليب التالية : - العناية بإعداد معلمي المستقبل لتربية إسلامية ولتوجيه تدريس مادة تخصصهم توجيها إسلاميًا والإلمام بإسهامات العلماء المسلمين في مجالها . - العناية باللغة العربية الفصحى ليس فقط من حيث كونها لغة مصادر الثقافة الإسلامية ولكن أيضًا من حيث كونها لغة تدريس جميع المواد في مختلف المراحل وهذا يمكنهم من فهم دينهم وارتباطه بحياتهم . - أن يتضمن برنامج إعداد المعلم دراسة للثقافة الإسلامية بهدف تمكين الدارسين من القيم الأساسية للدين الحنيف ، واستيعاب أهم حقائق التاريخ الإسلامي , وتعرف أهم المشكلات المعاصرة للعالم الإسلامي والقوى المؤثرة فيه وقيادة حياتهم المهنية وفق تعليم الدين الحنيف . - إعداد معلمي المستقبل لإجراء البحوث التربوية التي تسهم في إيجاد حلول لمشكلات كل من المتعلمين والمناهج الدراسية والإدارة المدرسية وغيرها . - العناية باكتساب المعلم كفايات العمل داخل حجرة الدراسة ، ومن ثم التركيز على اكتسابه المهارات اللازمة لذلك من خلال الأساليب مثل التعليم المصغر والتحليل اللفظي لأداء المعلم وغيرها . - إعداد المعلم لمهماته الأخرى مثل : إرشاد الطلاب وتوجيههم وحل مشكلاتهم وتعاونه مع إدارة المدرسة وأولياء الأمور ومختلف قيادات المجتمع وإسهامه في خدمة بيئة المدرسة مركز الإشعاع التربوي في البيئة . - دراسة أهم المشكلات المعاصرة للعالم الإسلامي والقوى المؤثرة فيه وقيادة حياتهم المهنية وفق تعليم الدين الحنيف . - العناية بالتطورات الحديثة في مجال التخصص وبالمهارات التدريسية الخاصة في المناهج الدراسية . - التركيز على المهارات التدريسية التي تساعد المعلم على أن يعني بتنمية طلابه تنمية شاملة ، وأن يفتح لهم آفاق التفكير الناقد وحل المشكلات والتعليم الذاتي والمستمر ، وأن يساعدهم على اكتساب المهارات اللازمة لذلك . - الاهتمام باكتساب المعلم للمهارات الخاصة باختيار التقنية التعليمية الحديثة ووسائلها المعاصرة وباستخدامها في تدريسه . - الاهتمام باكتساب المهارات التدريسية الخاصة بكل من تعليم الأعداد الكبيرة من الطلاب والعناية بالفروق الفردية , وباستخدام أساليب التدريس الحديثة مثل التدريس بالفريق والتدريس لتحقيق التمكن وتفريد التعليم وغيرها . - الاهتمام بتخطيط النشاط المدرسي وتنفيذه وتقويمه بما يحقق الأهداف التربوية ومنها أن يكون مجالاًَ للتالي : · ممارسة الشورى والمحافظة على الحق العام وحقوق الآخرين . · تنمية مواهب الطلاب وقدرتهم ورعاية ميولهم . · مساعدة الطلاب على اكتساب المهارات العملية والعمل الميداني . · تعويد الطلاب على العمل الجماعي وتحمل المسؤولية . · مساعدة الطلاب على اكتساب الثقة بالنفس واكتساب مهارات القيادة . · فتح مجالات التعاون بين أفراد المجتمع المدرسي ومستوياته . · إتاحة فرص للإبداع والابتكار والتعبير عن النفس بالأسلوب المناسب . · فتح قنوات الاتصال بين المجتمع المدرسي وبيئة المدرسة أفرادًا وجماعات ومؤسسات(3) . 3- تعرف الآباء والمعلمين لمراحل نمو الأبناء خاصة في مرحلة المراهقة : فكما نعلم أن للإنسان خصائص حيوية ونفسية واجتماعية تختلف من مرحلة إلى مرحلة ، وتبدأ هذه الخصائص باختيار الأم الصالحة ، والرحم الطاهر والبيئة الطيبة ، واختيار الاسم الحسن ، وتعرف خصائص الجنين لحمايته من المهلكات وكذلك تعرف خصائص نمو الطفل في الطفولة المبكرة والطفولة المتأخرة ، ومن هنا وجب على الآباء والأمهات والمعلمين أن يتعرفوا تلك الخصائص من مصادرها العلمية الصحيحة ، فجهل المربي بالخصائص الحيوية خاصة في مرحلة المراهقة يؤدي إلى كثير من المشكلات السلوكية عند الأبناء ، ويجب أن تكون في مكتبة الأسرة كتب علمية عن الغدد الصماء ، والهرمونات البشرية ، والوراثة الكمية وعلم نفس النمو ، وعلم النفس المرَضِي وفسيولوجيا الجهاز العصبي , وأن توجد في المكتبات العامة العديد من المراجع الميَّسرة في هذا الأمر . 4- إبعاد الأبناء عن مواطن الفتن وتسعير الشهوات : فقد يظن أن ترك الحبل على الغارب للأولاد والخروج بهم في الأماكن المختلطة والمدارس المشتركة ، يؤدي إلى تهذيبهم وتعليمهم ولقد أثبتت الحقائق العلمية عكس ذلك ، فجميع الحوادث الواقعة في أوروبا وأمريكا حدثت في جو مختلط فيه الشهوات مشبعة ، والجنس مباح ، ومن هنا سقطت تلك الدعاوى الداعية إلى أن الاختلاط يهذب النفوس ، ويهدئ الأبناء ، ماذا كانت نتيجة هذه السياسة التربوية المختلطة في الغرب ؟ كانت النتيجة انتشار الشذوذ ، والحمل غير الشرعي والأبناء غير الشرعيين ، وتفكك الأسر وحمل الطالب المسدس لزميله وتلغيم المدرسة لتفجيرها ( ترفع الآن في أمريكا وأوروبا آراء تربوية تؤكد على خطورة الاختلاط في مراحل التعليم المختلفة وتنادي بالفصل بين الجنسين فيها). 5- الحذر من مدارس التربية الغربية : فلقد انتشرت في ديار المسلمين مدارس التربية الغربية المنَّمْذَجة ، والمقدسة للحياة الأوروبية ، والنظرة الدونية إلى التربية الإسلامية ، فأصبح الاختلاط حلالاً , واللباس غير الشرعي مدنية وتقدمًا ، وهجر لغة القرآن والتربية الإسلامية منهاجًا , ومن هنا تنشأ في المجتمع أجسام غريبة عنه ، وقد يتاح لهؤلاء في ظل النظام العالمي الجديد ما لم يتح لمدارس التربية الإسلامية من وظائف ، ولكن هل تغني الدنيا عن الآخرة ؟! من خلال تجربتي مع أصدقائي الذين ألحقوا أبنائهم بمدارس التربية الغربية أجد أنني بإلحاق أبنائي بمدارس الدولة خسرت اللغة الإنجليزية جزئيًا وكسبت أبنائي خُلقيًا وتربويًا ، أما اللغة فيمكن تحصيلها بأساليب وطرائق عدة بعيدة عن تلك السياسة التربوية التي تنظر إلى تربيتنا الإسلامية من خلال تلك النافذة المستهجنة لكل ما هو إسلامي ، والمقدسة لكل ما هو غربي . 6- التعليم عبادة لا للشهادة : من الحقائق الإسلامية في تحصيل العلم , أن تحصيل العلم النافع عبادة ، ومن هنا فقد بنت الحضارة الإسلامية حضارة علمية خُلُقية تشهد بتقديرنا للحياة العلمية والأخلاق الإسلامية ، ولكن عندما تحول العلم للوظيفة والشهادة رأينا أساليب غير سوية للحصول على تلك الشهادة والوظائف. 7- إعداد المعلم للتغييرات المتوقعة في دوره ، فعلى سبيل المثال(4)(1) : - إن المعلم لم يعد المصدر الوحيد للمعلومات كما قلنا سابقًا ولكن تنافسه مصادر أخرى أكثر جاذبية للتعليم مثل التلفاز والفيديو والانترنت والتعليم بواسطة الحاسب الآلي . - إن مهمته بالنسبة للمتعلمين سوف تركز على إثارة دوافعهم نحو التعلم ، وتحديد حاجاتهم من الخبرات ، ومتابعة نموهم ، وتشخيص جوانب الضعف فيه ، ورسم خطط لعلاجها وتنفيذها . - إن اكتساب المتعلم للتعليم الذاتي وحل المشكلات وأساليب التفكير الابتكاري وسرعة الاطلاع والاستيعاب ، ومتابعة مصادر المعلومات وحسن الاستفادة منها والحرص على استثمار أوقات الفراغ ، والقدرة على التكيف للمواقف الجديدة والاستفادة بالتقنية ووسائلها في عملية التعليم ، سوف تكتسبه أهمية كبيرة في عملية التعليم والتعلم . - إن تنظيم بيئة التعلم ووفرة المعلومات عن المتعلم وخبرات التعلم وأساليبه وحداثتها ، والتعاون مع الزملاء وحسن الاستفادة من التغذية العائدة من البحث العلمي والتقويم المتواصل لنمو المتعلم سوف يتعاظم أثرها باستمرار في عملية التعليم والتعلم . - إن دور المعلم التربوي سوف يحتل حيزًا أكبر في مواجهة الغزو التربوي الذي تبثه وسائل الاتصال الحديثة ، وما يكتنف العصر من اهتزاز خلقي ، وأن عليه أن يتعاون مع بعض مؤسسات المجتمع مثل الأسرة والمسجد والنوادي الثقافية لأداء هذا الدور بنجاح . - العمل على رفع مستوى التعليم في كليات إعداد المعلم ، وأن تعطي طرق التدريس فيها أنموذجًا لمختلف المهارات التدريسية التي يمكن أن يستخدمها معلم المستقبل في تدريسه بعد التخرج . 8- التعاون الأخوي بين المدرسة والبيت : فالتعاون الأخوي بين المدرسة والبيت يجعل المتعلم يستشعر أن المعلم والد والوالد معلم ، وأن الكل يتعاون من أجل تعلمه وضبط سلوكه ، وفي هذا الجو قد يقبل الوالد بالعقاب المقنن من المعلم للمتعلم ، وقد يتعاون المعلم والمرشد التربوي مع الوالد في تصحيح مفاهيمه وتبصيره بمراحل نمو المتعلم ، وهذا يجنب المتعلم الفصام في السلوك والتوجيه بين البيت والمدرسة . 9- رقابة الدولة والمجتمع على وسائل الإعلام المحلية والمنقولة من العالمية : وهذه الرقابة تميز التربية الإعلامية الغربية عن التربية الإعلامية الإسلامية ، وتجعل المتعلم والشباب يتقبل التربية الإسلامية الخُلقية ، وهنا يأتي دور الإعداد الجيد للبرامج والتقديم الجيد لها والبعد عن تسعير الشهوات والخلافات ، ففي هذا الجو تهدأ النفوس ، وتطمئن ، ولا تتمزق . 10- التربية الخُلقية الحيوية الصحيحة : وفي هذه التربية يتعلم الولد التربية الحيوية الصحيحة ، ويتعرف خصائص نموه ، وتراكيب جسمه ، بطريقة علمية بعيدة عن الجهل ، وفي الفقه الإسلامي والتربية الإسلامية أبواب عدة ، تناقش هذه الأمور بحرية وبعلمية تفوق الوصف. أ.د. الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى. www.nazme.net............... (1) تربية المعلم للقرن الواحد والعشرين ، محمود شوق ومحمد سعيد. الرياض : مكتبة العبيكان (1995م) (ص28) . (2)تربية المعلم للقرن الحادي والعشرين (ص29) . (3)تربية المعلم للقرن الواحد والعشرين ، مرجع سابق (ص33 - 35) . (4)تربية المعلم للقرن العشرين - مرجع سابق (ص38) . l`hfp hgjvfdm hgyvfdm glov[hjih hgjugdldm> | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
29 / 05 / 2010, 44 : 01 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : أبو عادل المنتدى : الملتقى العام مشكور اخي ****** ابو عادل علي النقل الطييب جهد مشكور عليه اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018