28 / 03 / 2008, 33 : 12 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 05 / 12 / 2007 | العضوية: | 1 | المشاركات: | 1,967 [+] | بمعدل : | 0.31 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 406 | نقاط التقييم: | 30 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام السلام عليكم ورحمة الله. اخواني المسلمين أخواتي المسلمات اني والله أحبكم في الله ، وأرجوا لكم ما أرجوه لنفسي ، ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. رويدك ، لا تستعجل ـ أخي ـ في جزمك بأنك لا تحتاج إلى هذا المقال ، وأن معلوماته كما يُقال (قديمة) ، وتريَّث فلعلَّ فيه ما هو جديد عليك ، ولعلَّ من هذا أن تعلم أن هذه الجملة كلمة حق يُراد بها الباطل من الأكثرين ، بل قد تكون أنت ـ أخي الشاب ـ من هؤلاء الذين يفهمون منها أن شقاء العاصي لا يكون إلا في الآخرة ، بدليل حرف السين في كلمة (سيشقى) . وهذا الخلل في الفهم هو الذي أدى إلى تكوُّن المعادلة الشيطانيَّة الشبابيَّة المشهورة التي تقوم على الاستمتاع بالشباب حتى آخر قطرة ـ بالمعاصي طبعاً ـ لإدراك نعيم الدنيا وبهجتها ، ثم الإقبال على الله في آخر العمر لإدراك نعيم الآخرة أيضاً وجنَّتِها ، ولك أن تصوغها رياضيًّا بهذه الصورة ((فسوق × الشباب) + (توبة × المشيب) = سعادة الدارين) . والإبطال المعتاد لهذه المعادلة مبنيٌّ على تخويف العاصي من سوء الخاتمة على المعاصي قبل مجيء وقت التوبة لأن الموت يأتي بغتةً ، وأحياناً يُبنى على أنَّ التعوُّد على المعصية يجعل التخلُّص منها صعباً . ولا بدَّ أنك أخي الشاب قد تعرَّضت لمن نصحك بناءً على هذين المنطلقين ، وأثَّر فيك ولو لوقت وجيز . إلا أنَّ الذي أريد تقريره معك في هذا المقال وأرجو أن ترعيني سمعك هو وجه أقوى في الإبطال يقوم على قوله تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طه124) فهذه الآية من أقوى مبطلات هذه المعادلة لأنها تدلُّ دلالة قطعيَّة على أن ارتكابك ـ أخي ـ للمعاصي مهما صَغُرت بما أنه نوع من أنواع الإعراض عن ذكر الله فلا بدَّ أن يسبِّب لك ضَنَكاً وتعاسةً وضيقاً نفسيًّا في حياتك الدنيا ، وليس في الآخرة فحسب كما يظنُّ الكثيرون ، بدليل أن الله تعالى أفرد الكلام في الآية عن الآخرة بقوله (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) فدلَّ على أن الضنك يكون قبل يوم القيامة أي في القبر وفي الدنيا أيضا ، وبناءً على هذا فأقلُّ ما يلزمك ويلزمنا جميعا ـ أخي ****** ـ تجاه كل مخالفة تقع منك لشيء من أمر الله تعالى مهما استصغرتها أو حاولت أن تخفيها عن غيرك أو توجِد لها المبرِّرات الواهية والأقوال الضعيفة المرجوحة ؛ أن تؤمن بأنَّ هذه المعاصي سببٌ مباشرٌ للتعاسة والضنك في حياتك ، وهذا الإيمان واجب ٌعليك ـ حتى إن ضعُفت عن ترك المعصية ـ لأنه جزءٌ من الإيمان بصدق القُرْآن وهو لازم لك حتى أثناء وقوعك في المخالفة ، فإن استطعت استيعاب هذه الحقيقة فستتكوَّن عندك تركيبة غريبة لكنها شرعيَّة وهي أن تجمع في حال ضعفك أمام إغراءات الشيطان بين مواقعة المعصية بجوارحك وكراهيتها بقلبك لأنها سبب يقينيٌّ للضنك لا لعكسه ، ممَّا يؤدًّي إلى إضعاف الدوافع لها الذي يقود إلى تركها ولو بعد حين . وثمَّة تنبيهٌ آخر على الجملة التي عُنوِن بها المقال أنها على ما فيها من خطأ في قصد كثير من الناس إلا أن هناك من يضيف إليها إساءة أخرى وهي اعتقادهم أنه لا ضنك حتى في الآخرة إلا على من كان كافرا فقط فيخصِّصون العصيان فيها بالكفر فقط مما يفتح لهم الباب لكل أنواع المعاصي ـ عدا الكفر ـ فيُلغون بذلك كل نصوص الوعيد على المعاصي وهذه طامة كبرى ليس هذا موضع نقاشها ، وكل أملي ألاَّ تكون من هؤلاء الجُهلاء . ختاما آمل منك أن تحتفظ ـ أخي ****** ـ بهذه الحقائق الشرعية في قلبك وعقلك ، علَّها تصادف لحظة صفاء ومحاسبة فيمتزجان ليُكوِّنا لك قوةً على الانطلاق من آصار الضنك إلى رحابة الأمن والإيمان. اللهم علمنا ماجهلنا ، وردنا الى دينك ردا جميلا شبابا وشيابا كبار وصغار حتى نموت وأنت علينا راض آمين والحمد لله رب العالمين ، ويرحم الله عبدا قال آمين.
hguhwd sdarn td hgNovm K hk gl j]v;i vplm hggi u. ,[g
|
| |