08 / 04 / 2010, 18 : 11 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 69 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1262 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد الحمد لله الذي خلق خَلْقه فأحصاهم عددا، وقدر أرزاقهم فلم يَنْسَ أحداً “موسع الخلائق فضلاً وإفضالاً، ومُبْدع السَّوابِق واللواحق على غير مثال عدلاً واعتدالاً، رزق من شاء باكتساب وجهْدٍ، ورفق بآخرين فتكفل برزقهم دون كدٍ، إلى منتهى أجلهم ومن المهد، علماً منه بحال الجميع، ورغماً لشيطانهم الشنيع، حيث حجبه عمّا يتوصل به منهم إلى التضليل والتبديع” ([1]) ، وصلاة ربنا وسلامه على نبي الرحمة والخير، سيدنا محمد “سيد الناس، وأزهد العالَم بدون إِلْباس، من كان لا يَدَّخر شيئاً لغدٍ، ولا يُقَتِّر ([2]) على السائل، بل يسعفه بما لا يدخل تحت حصر ولا عدٍّ، وعلى أصحابه الذين كانوا أغنياء بالمال والنفس، وأولياء في كلا الحالين باليقين لا الحَدْس، صلاة وسلاماً تكفينا ما أهمنا من جميع الأمور، وتشفينا بالجواب المخلِّص من فِتْنة القبور” ([3]). وبعد: فهذا بحث بعنوان (الرزق في القرآن الكريم) حاولتُ من خلاله أن أبرز معالم الهدي القرآني في موضوع الرزق، وهو الموضوع الذي يمس حياة كل إنسان، ويأخذ اهتماماً واسعاً منه، وهو موضوع له خَطَرُهُ وأثره في حياة الناس جميعاً، ولذلك كان بيان القرآن الكريم له بياناً شافياً تناول حقائقه ودقائقه، وأبعاده وأسبابه توسعة وتضييقا، فلم يترك فيه شاردة ولا واردة إلاَّ بينها أتم بيان وأكمله. والرزق هو الجدار الضعيف عند غير المؤمنين، والذي يدق عليه شياطين الجن والإنس بأدوات التضليل والتشكيك والتخويف للنَّاس، فيخوفونهم الفقر والعَوَز، ويوهمونهم أن التصحر سيأتي على الأخضر من الأرض، وأن الفقر سيتفاقم أمره وينتشر انتشاراً واسعاً، وأن ندرة السلعة أو توفرها، وحركة النقد العالمي هي التي تؤثر في معاش النَّاس زيادة ونقصاً. والقرآن الكريم قد كشف هذا الزيف والضلال للمؤمنين منذ أربعة عشر قرناً، حتى يكونوا على بينة من مخططات هؤلاء الشياطين، قال تعالى: وقطع القرآن الكريم الطريق على هؤلاء الشياطين ببيانٍ واضح ونصٍ قاطعٍ في آيات تسع من السور القرآنية بأنَّ بَسْطَ الرزق وتضييقَه بيد الله تعالى وحده؛ كما جاءت السنة النبوية في موضوع الرزق مُبَيِّنَةً – على جهة التفصيل- أمرَ الرزق، ومصدرَه، وأنواعَه، وأسبابَه بسطاً وتضييقاً، وموقفَ المسلم فيه تناولاً وسعياً، وأخذاً بالأسباب. والسنة النبوية مِنَ القرآن بمنـزلة الرأس مِنَ الجسد، وهي تمثل فَهْم الرسول e للقرآن. وحياته – عليه الصلاة والسلام – هي التطبيق الموافق لمراد الله تعالى من هدي القرآن الكريم. والهدف من بيان الهدي القرآني والسنة النبوية في موضوع الرزق، هو ألا يكون في حسِّ المؤمنين أدنى غبش في أنَّ الله تعالى هو مقدر الأرزاق وخالق الأسباب لها، وعلى ذلك فإن المؤمنين في كل زمان ومكان هم أسعد الناس بحقائق القرآن القاطعة الخالدة في موضوع الرزق، وبما جاء فيه من السنة النبوية المطهرة، فقلوبهم بذلك مطمئنة، وصدورهم منشرحة، ونفوسهم مطمئنة إلى أمر الله تعالى في موضوع الرزق فهم بناء على ذلك تجد حركتهم في الحياة عاقلة واعية هادفة، يسيرون في حياتهم نحو تلمس أسباب رزقهم سيراً راشداً، يعكس مدى إيمانهم بالله تعالى، وتعلقهم به، فهم لا يخشون الفقر، ولكنهم يخشون من بيده ملكوت السماوات والأرض، وخزائن الأرزاق فيهما، ولا يعتزون بشيءٍ من حطام هذه الدنيا الفاني، ولكنهم يعتزون بمن له العزة والملكوت: بالله تعالى جل جلاله وتعاظمت كبرياؤه، وهم لا يغفلون عن سننه الثابتة في كونه، فلا ينامون عن تطوير أسباب الرزق نحو الأحسن، واستثمارها نحو الأفضل، مع يقينهم بأنَّ الأمر في موضوع الرزق مرده إلى الله تعالى. وغير المؤمنين تعساء أشقياء بما في أيديهم، وبما غاب عنها، ويزدادون كل يوم تعاسة وشقاء، بما تصغى إليه قلوبهم من التخويف بالفقر والعَوَز، بما تنطلق به ألسنة شياطين الجن والإنس كذباً وبهتاناً. ويجيء هذا البحث كمحاولة للوقوف على حقائق القرآن الخالدة، في موضوع الرزق؛ ليهتدي الحيارى والتعساء إلى أنوارها، فيزول بذلك شقاؤهم وتتلاشى تعاستهم، وتذهب حيرتهم، ويلتحقوا بالجموع المؤمنة السائرة على درب الإيمان بالله تعالى واليقين بأمره – في موضوع الرزق – والاطمئنان إلى موعوده، وليزداد المؤمنون يقيناً، وبالله التوفيق. ومادة هذا البحث كانت في أصلها محاضراتٍ ألقيت على طلاب الدراسات العليا بالسنة المنهجية للماجستير بقسم الكتاب والسنة، بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى في مادة (التفسير الموضوعي) الذي أقوم بتدريسه؛ وهو بحث يعتريه كثير من القصور، فللقارئ غُنْمه، وعلى كاتبه غُرْمه. وفي الختام أسأل الله تعالى أن ينفع به ويجعله خالصاً لوجهه الكريم. والحمد لله رب العالمين. وكتبه الفقير إلى الله سليمان الصادق البيرة العزيزية - مكة المكرمة في 25/5/1426هـ _____ ([1]) ما بين المعكوفتين من مقدمة السخاوي لكتابه "رجحان الكفة "، ص: (87، 89). ([2] ) قتَّر يقتِّر على عياله: ضيَّق عليهم في النفقة . المعجم الوسيط ( 2/ 714 ). ([3]) رجحان الكفة ،ص: (87،89) ([4]) سورة البقرة: (268). ([5]) سورة الأنعام: (112).
hgv.r td hgrvNk hg;vdl >
|
| |