26 / 03 / 2009, 27 : 10 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى برونزي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 06 / 06 / 2008 | العضوية: | 2490 | المشاركات: | 237 [+] | بمعدل : | 0.04 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 227 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الصبر يادعاة إن الصبر له فنون يجهلها بعضنا وقد لا يتقن جلنا معاني التحمل وطول النفس والأناة ، قال عليه الصلاة والسلام ( ما أعطي أحد عطاء أوسع من الصبر ) ، فليس الرزق مع أهميته هو العطاء ، وليس المسكن والملبس هو العطاء ، وإنما العطاء هو الصبر الذي في صدور الصابرين يستعينون به بعد منة الله وفضله على بلوغ الأرب وتحقيق المصالح العليا لدين الله ، ولن تنال إمامة الناس إلا بسلمه الممدود الطويل ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين . وإن صور الصبر ليست محصورة على تحمل المضار والمكاره ، بل هو أشمل وأعم فتحمل السراء والسعة في الخير لا يقل أهمية عنه ، { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }الأنبياء35، فأبواب الصبر والجلد والمصابرة والأناة لا يتحلى بها إلا الواثقون بما عند الله من نول وعطاء { قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }الزمر10) وهذا الفضل من رب العالمين يؤتيه من يشاء من عباده ، ومن سعى إلى اللحاق بركبهم يؤتيه ربه ما آتاهم كما في الحديث القدسي ( من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ) . وإذا أردنا أن نلقي نظرة فاحصة في نتاج من صبروا وتحملوا السراء والضراء نجد مغانمهم الدنيوية والأخروية أوسع حظا وأعظم أثرا ولو بعد حين ، فالأنبياء الكرام صبروا على ما أوذوا وكذبوا حتى جاءهم نصر الله ، والمصلحين من أتباع الرسل زلزلوا في عدة مواقف بل وتقرحوا وأصابتهم البأساء والضراء أيضا، وما نقم الحاقدون الحانقون عليهم إلا أنهم رفعوا لواء الصبر والتحمل بتبليغ هذا الدين بأخلاق الأنبياء دون تهور أو استعجال فصبروا على ما أوذوا وبلغهم الله العز وهم في قبورهم وحاق بالذين مكروا السوء سوء العذاب ، ولا يزال الركب الميمون من ورثة الأنبياء والمرسلين من حاملي لواء الصبر على المحاب والمكاره يستحث الهمم ويوقظ الوجدان والإيمان إلى أن نقتفي أثرهم في قليل الأمر وجليله . إن وظيفة الأنبياء والمرسلين الكرام هي الدعوة إلى توحيد الله والعمل بما يحقق مراد الله من خلق بني آدم ولن تتحقق هذه المهمة الجليلة إلا بالصبر والمصابرة والمكابدة على الأمرين جميعا ( السراء والضراء ) فلا ينبغي أن نكون مندفعين أو متهاونين ، فالبعض من الدعاة يظن أن ركوب الأخطار واقتحام تعقيدات الأحداث والزج بالمصالح العليا هو قوة الحق التي يريدها الله ويستدل بما ليس هو دليل في بابه ليعضد ما يراه دون ترو وصبر وتمحيص فيقول ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ) ولم يدرك أن الإيمان هو التحقق من متابعة مراد الله ورسوله لتسيير الحياة وفق منظومة هذا البناء القويم الذي ارتضاه لنا ربنا وسنه لنا نبينا لا ما تمليه عليه اجتهادات طابعها الاندفاع غير المتزن وغير المنضبط . وليس الأمر أيضا بالرضوخ لرغبات الجماهير ـ كما يقال ـ أو منابذتهم . إن الدخول في الإسلام كله وعدم تجزئته هو المطلوب من المؤمنين قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) فأي معنى للدعوة وبذل الندى للناس دون الصبر على أذاهم وتحمل جهالاتهم وإمساك حجزهم عن النار ، أي معنى لمن ينتسب للداعين إلى الله وهو لم يتحلى بالأناة والصبر على أخطاء وأغلاط المدعوين فيرشدهم بالتي هي أحسن . ولو أردنا أن نسوق الأمثلة لطال بنا المقام ولكن ينبغي أن نعي أن المسلم بأخطائه هو منا ونحن منه فماذا قدمنا له وماذا بذلنا من الصبر تجاهه لننجده مما هو فيه ولا ندعه يتخطفه المضلون {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ }الشعراء152
hgwfv dh ]uhm
|
| |