الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | صقر الاسلام | مشاركات | 3 | المشاهدات | 1352 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
14 / 01 / 2010, 11 : 11 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح {لَيْسَ البِرَّ أن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَالْيتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ} [البقرة: 177]. بين الغني الحميد والفقراء إلى الله إنَّ أول شيء يجب على الإنسان أن يعرفه جيدًا وتمام المعرفة (نفسه هو)، عليه أن يعرف من هو؟ ومِن أين أتى؟ وما أصله؟ وما حقيقته؟ وما وضعه بين المخلوقات؟ ولماذا جاء؟ وما نهايته؟ وبعد ذلك يتأهَّل لاستيعاب باقي المعلومات بنظرة واقعية، بعيدًا عن التعالي والكبرياء، بعيدًا عن الأنا والذَّات. عليه أن يعرفَ من هو، من خلال قوله - تعالى - للملائكة في بَدء الخليقة: {إنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]. إذًا أيها الإنسان، أنت خليفة الله في الأرض، وهذه الخلافة لها أسس وضوابط، ولها دعائم ومقومات. وعليه أن يفكر من أين أتى؛ لأنَّ هذا التفكير سيقوده إلى الإيمان بعالم الغيب، وعليه أن يعرف أصله وأساسه على ضوء قوله - تعالى -: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَأٍ مَّسْنُونٍ} [الحجر: 26]، والحمأ المسنون هو الطين المنتن. ثم عليه أن يعرف حقيقته على ضوء قوله - تعالى -: {فَلْينظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ * يخْرُجُ مِن بَينِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} [الطارق: 5 - 7]. مع الوضع في الاعتبار ما قاله الحسن البصري - رضي الله عنه - قال: "عجبت لابن آدم، يتكبر، وقد خرج من مجرى البول مَرَّتين". نعم، المرة الأولى من الأب على هيئة ماء مَهين، والمرة الثانية من الأم على هيئة جنين لا يدري ما حوله، ولا يَملك من أمره شيئًا على الإطلاق، (ليس له سِنٌّ تقطع، ولا يد تبطش). وعليه أن يعرف وضعه بين المخلوقات المختلفة في هذا الكون الفسيح، سواء كانت مخلوقات من نور (مثل الملائكة)، أم مخلوقات من نار (مثل الشياطين)، أم مخلوقات من التراب كالحيوان والنبات والجماد، وعليه أن يعرفَ لماذا جاء إلى الوجود، من خلال قوله - تعالى -: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إلاَّ لِيعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، مع الفهم الصحيح لكلمة "ليعبدون". وعليه أن يعرف مصيره المحتوم، ونهايته التي لا مفرَّ منها، مع الوضع في الاعتبار أن أسلوبَ حياته هو الذي سيرسم له شكل النهاية، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر. وبعد معرفتك للنِّهاية، عليك أيضًا أن تفكر في مسألة ما بعد النِّهاية، وهو غيب يؤهلك لحركة صحيحة في الحياة. وإذا أعانك الله وعرفتَ هذه المسائل معرفةً صائبة، ستجد أن خلافتك في الأرض ليست قائمة ما لَم تقُم بإرساء دعائمها، ولتقوم بهذه الخلافة، فأنت تحتاج إلى خمسة أسس: 1 - جسم صحيح؛ لتتحمل الأعباء والتكاليف. 2 - عقيدة صحيحة؛ لتتحرَّك على أرضية صلبة. 3 - علاقة سوية بالخالق؛ لتكونَ أهلاً للعون الإلهي. 4 - علاقة سوية بالخلق؛ حتى لا تصطدم مع الآخرين. 5 - علم ينسق ما سبق؛ لأنَّ الجاهل عدوُّ نفسه. ولا تنسَ أن الشيطان يَحِيكُ مكايدَه كلها؛ لينسف فيك هذه الأسس كلها؛ حتى لا تقوم لخلافتك قائمة، أو على الأقل يُحاول هدم بعضها، فيأتي الشيطان إلى الجسم، ويحاول أن يهدمه بالمخدِّرات والمُسْكِرات والفواحش، كما يسعى إلى هدم العقيدة بتزيين الشِّرك وعدم الرِّضا بالقَدَر، ويسعى إلى هدم العلاقة بالخالق ببثِّ الكسل والغفلة والانشغال بالدُّنيا الفانية، ويسعى إلى هدْم العلاقة بالخلق ببثِّ الفرقة والاختلاف والمشاكل، ويسعى إلى هدم العلم بنشر الجهل والخرافات والخزعبلات في كل الأوساط، والوَيْل لمن اتبع الشيطان في أغراضه الدنيئة. وكما قال العليم الخبير عن أهل الكفر: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّياطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيمَانُ وَلَكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 102]. لأن الشيطان بذلك يبذل قصارى جُهده؛ ليحقق غرضَه الذي أعلن عنه صراحة، حين قال: {وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 39]. وفي المقابل، علينا أنْ نبذل جهدنا؛ لنحقق الغرض الأول من وجودنا؛ حيث قال تعالى: {إنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]. فقد أعطاك الله الجسم الصحيح، وبيَّن لك كيفية الحفاظ على هذه النعمة؛ لأن العقل السليم في الجسم السليم، ومِنْ ثَمَّ حرم عليك إهدار هذه النِّعمة فيما يضر بها، وحرَّم عليك كلَّ ما يهدم هذا البنيان الإلهي من مأكولات ومشروبات، كما نظم وسيلةَ التكاثُر والتناسل بالأسلوب الذي يحفظ للجسم قدراته وملكاته، فأحلَّ الله الطيبات وحرَّم الخبائث، وأحل النكاح وحرَّم الزنا، وأحل الرزق الحلال وحرم الربا. ثم هداك الله إلى العقيدة الصَّحيحة السليمة، بأن لا تشركَ بالله شيئًا، ولا تتخذ من دون الله آلهة، ولا تؤمن إلا باقتناع، ثم شرع الله - سبحانه وتعالى - لك الأسلوبَ المناسب؛ لصلة قوية بينك وبينه - سبحانه - بأن أنزل إليك رسلاً يشرحون لك كيف تصل ما بينك وبين الله بأقصر الخطوط {الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6]. ثم نظم الله لك علاقتك بكلِّ ما حولك، سواء كانوا من الملائكة أم البشر من أمثالك، أم المخلوقات التي خلقها الله لك، أم أعدائك من الشياطين. ثم وهبك الله من لدنه علمًا تنسِّق به كل هذه المسائل، كل هذا؛ لتكونَ أهلاً للخلافة؛ لأنَّ من لا يصلح للخلاقة فهو كالأنعام، بل أضل من الأنعام؛ لأنَّ الأنعام تقوم بدورها كاملاً. فإن تأهلت للخلافة، وتصدرت لها بحقها، فأنعم وأكرم، وإن تخاذلت عنها، فأنت ظلوم جهول، تشبثت بالفانية، وأخلدت إلى الأرض، أقول لمن أراد أن يكون أقرب إلى المادة: نحن كما ترى من الناحية المادية في موقف يُرثى له - وهذا ما غرر بإبليس اللَّعين - وجعله يتعالى على آدم - عليه السَّلام؛ {قَالَ أنَا خَيرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [ص: 76]. فأبونا من طين، ونحن من ماء مَهين، وكلنا خرج من مجرى البول مرَّتين، ولا مجال لأي تكبُّر وتعالٍ، إذًا علينا أن نبتعدَ عن مواضع التحقير، ونبحث عن الشرَف، بعيدًا عن المادة والماديات، فنجدُ ضالَّتنا في الناحية المقابلة، وهي الروح والروحانيَّات، ولأن الروح من أمر الله ستقرُّ أعيننا جدًّا مع حروف وكلمات قوله - تعالى -: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء: 70]. فلم يكن التكريم إلاَّ لأن المادة اتَّحدت مع السر الإلهي، وانفعلت مع الروح، وجعلتها قائدًا ودليلاً لها في كل شيء، بل وسيدًا عليها، ويجب علينا أيضًا أنْ نبحث عن الفخر في نفس المجال المشرف، وما علينا أننا بدأنا في هذه الدنيا بصفة تطاردنا دائمًا، وهي الظلم والجهل؛ حيث تحملنا الأمانة التي أشفقت من حملها السَّموات والأرض والجبال. {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب: 73]. علينا أن نُنْعِمَ النظر في هذا الإنسان الحائر المحير؛ حيث أوجده الله - سبحانه - مخلوقًا وَسَطًا مخيرًا حاملاً للأمانة، بين مخلوقاتٍ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ومخلوقات عَصَوا ربَّهم فيما أمرهم منذ البداية. وأيضًا وَسَطًا في المادة التي خُلِقَ منها، فلا هو من نور - وإن كان النور جزءًا منه - ولا هو من نار - وإن كانت النار تجري منه مجرى الدم في العروق - ولكن من صلصال كالفخار. وأيضًا وسطًا في درجة قُربه من الله - تعالى - فلا هو بالأقرب، وإن كانت لديه الفرصة ليزداد قربًا، ولا هو بالأبعد، وإن كانت المكائد تلاحقه أينما ذهب؛ ليزداد بعدًا عن الله - تعالى. وما دام لله - سبحانه - مخلوقات نورانية مقربة إليه، ومخلوقات أخرى من النَّار ومطرودة من رحمته، ومَخلوقات من جنس ثالث (من الطين) مُؤهلة للقُرب من الله، ومعرَّضة للطرد من رحمة الله، فمن الطبيعي أن يتنافس عالم الملائكة وعالم الشياطين لاستمالة هذا العالم الثالث وهو عالم الإنسان، وكلٌّ يبذل قصارى ما عنده، و{لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} [الروم: 4]، وفي هذا المضمار، نجد أنَّ الملائكة {يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيؤْمِنُونَ بِهِ وَيسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [غافر: 7]، {وَالْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الأرْضِ} [الشورى: 5]، والشياطين لا يدَّخرون جهدًا في تضليل بني الإنسان؛ يقول سفيههم: {فَبِمَا أغْوَيتَنِي لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ} [الأعراف: 16]، وقال أيضًا: {رَبِّ بِمَا أغْوَيتَنِي لأُزَينَنَّ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَلأغْوِينَّهُمْ أجْمَعِينَ} [الحجر: 39]. قال لعنه الله: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء: 119]. فالكلُّ يتفنن في أساليبه، والكل يتنازع لكسب ما يُواليه من مدارك الإنسان، فالملائكة وجدت إلى قلب الإنسان سبيلاً، وذلك واضح في قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألا إن في الجسد مضغة، إذا صَلَحت صَلَح الجسدُ كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)). فالملائكة يَدعون للإنسان بالدَّعوات التي توسع له صدره، وتساعده على تلقي الفيوضات الربَّانية والرحمات الإلهية. وهل هناك ما هو أفضل من دعوات الملأ الأعلى، هؤلاء الملائكة الذين لا يعصُون الله أبدًا في أيِّ أمر. أما الشياطين فقد وجدت إلى النفس البشرية سبيلاً؛ لأنَّهم عرفوا شيئًا مهمًّا عن الإنسان، وهو: {إنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي} [يوسف: 53]. ولأنَّ كل الانفعالات تدور في صدر الإنسان كما يقول تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: 125]. فالملائكة تعزِف على وتر القلب؛ لأنَّ الفائز من أتى اللهَ بقلبٍ سليم، وهَلَكَ من ختم الله على قلبه، والشياطين تريد أن يكون الإنسانُ ضيقَ الصدر حرجًا، ويبذلون كل فنونهم ووساوسهم؛ لإطفاء نور القلب؛ {فَإنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46]. وحتى لا ندخل ونتوه في دوَّامة الاختيار بين غيب مؤجل، وواقع معجل، وحتى لا نتهافت على سهل بشهوة ونستلذ الشهوات، ثم نلوم أنفسنا على ذلك، وحتى لا نبتعد عن حزن بربوة، إلى أن تدركنا الطامة الكبرى، فنقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} [المؤمنون: 99 - 100]. وحتى لا تنفطر قلوبنا حزنًا يومَ لا ينفع الندم، بيَّن لنا ربُّنا - سبحانه وتعالى - أقصر الطرق للوصول إلى ما نصبو إليه، ويصبو إليه الفكر القويم. كل هذا مع أن الله - سبحانه وتعالى - لا تزيده طاعة الطائعين شيئًا، ولا تنقصه معصية العاصين أبدًا، فبصِّر نفسَك بأفضل الأساليب التي تزكيك وترشحك، وتجعلك عرضة لنفحات الله - سبحانه وتعالى - ثم تكون أهلاً لاستغفار من هم أفضل منك وأقرب إلى الله، ثم تكون شديد الحرص بعيدَ الخُطا عن أعدائك الذين هم أقوى منك. وبذلك يتسَنَّى لك إقامة علاقات سويَّة مناسبة مع مَن هم معك على السَّفينة، كما يقول الحديث القدسي: ((إذا أحب الله عبدًا، قال لجبريل: إني أحبُّ عبدي فلانًا، فأحبه فيحبه جبريل، ثم ينادي في الملائكة: إنَّ الله أحب عبده فلانًا فأحبوه، فتحبه الملائكة، ثم يوضع له القَبول في الأرض)). وهؤلاء الذين معك ستجد أنَّهم ليسوا سواء، منهم أصحابُ الفضل عليك، ومنهم من يرجو النفع منك، ومنهم من يدعوك إلى النَّجاة ومنهم من يدعوك إلى النار. وغايتنا لا تَخفى على أحد، وعلينا أن نستعدَّ للنِّهاية التي لا بُدَّ منها، موت محقق يسبقه أحيانًا شيخوخة مرذولة، وأحيانًا أمراض مؤلمة، وحتى إن لم يكن هذا ولا ذاك، فمفاجأة مذهلة مُرعبة أعاذنا الله منها، وصدق الله العظيم إذ يقول: {أَفَحَسِبْتُمْ أنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأنَّكُمْ إلَينَا لاَ تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115]. فما أحوجنا أن تكون صلتنا بالقوي القادر قوية ودائمة، نقية صادقة فالله - سبحانه وتعالى - شرفنا بعد أنْ خلقنا من طين، وكرَّمَنا ونحن من ماء مَهين، ومَهَّد لنا سبل الرشاد وهو نِعْمَ المُعين، وأعاننا على حمل الأمانة مع كوننا ظلومين جهولين، وفضلنا على كثير من خلقه، وبعد كل ذلك لا يَجد أكثرنا شاكرين، ونسأل الله أن لا يجعلنا ممن استهوته الشياطينُ، وأن لا يصدق إبليس فينا ظنه. وما دام ذلك كذلك، فأوَّل ما ننظر إليه وفيه بإذن الله وتوفيقه هو أنه - سبحانه وتعالى - عرفنا بنفسه؛ حتى لا نضل ونتوه، فقال تعالى لنبيه موسى - عليه السَّلام - ومن خلاله لنا جميعًا -: {إنَّنِي أنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إلاَّ أنَا فَاعْبُدْنِي وَأقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14]. ثم قال تعالى لسيد الخلق - ومن خلاله لكل الخلائق -: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يشْرِكُونَ} [الحشر: 23]. ولن أستطردَ في آيات التعريف بالله - سبحانه - حيث إنَّه لا أحدَ ينكر ذلك، ولكنني فقط، أردت أنْ أذكرَ أنه الملك القدوس؛ حتى لا نخشى أحدًا غيره، وأنه السلام المؤمن؛ حتى لا نخاف بطشه إذا آمنا به، وأنه - سبحانه - المهيمن العزيز، حتى لا يهون الأمر لمن استحب المعصية، وأنَّه الجبار المتكبر؛ حتى لا يلعب بنا الأمل الطويل. محيي الدين صالح ughrm hgYkshk fhgydf (fdk hgykd hgpld] ,hgtrvhx>) | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
14 / 01 / 2010, 28 : 01 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا أللـهـم اغـفـر لـهم ولـوالـديـهم مـاتـقـدم مـن ذنـبـهـم ومـا تـأخـر.. وقـِهـم عـذاب الـقـبـر وعـذاب الـنـار.. و أدخـلـهـم الـفـردوس الأعـلـى مـع النـبـيـين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـيـن .. وإجـعـل دعـاءهـم مـسـتـجـابا فـي الـدنـيـا والآخـرة .. ووالدينا ومن له حق علينا ألــلـهــم آمـــــــيــــــــن. . | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
25 / 01 / 2010, 16 : 02 AM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بارك الله فيكم اخي الكريم صقر اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07 / 03 / 2010, 29 : 11 AM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح وشكر الله لكم ذلك المجهود واجاد عليكم من رحماته ومن كرمه وجزاكم الله كل الخير والثواب وبارك لك فى كل ما تملك | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018