الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | صقر الاسلام | مشاركات | 2 | المشاهدات | 881 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
17 / 02 / 2010, 39 : 07 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح إن مما اهتمت به الصوفية منذ قرون إقامة الموالد التي لم يعـرفـها السلـف الصالـحومن تبعهـم بإحسان. ورغـم ما يدعيه أربابها من محاسن لها؛ فقد كان لها من المساوئوترتَّب عليها من المفاسد ما دفع الاستعمار ووكلاءه وكل عدو متربِّص بنبع الإسلامالصافي؛ إلى أن يحرص على تشجيعهـا؛ بل يشــارك رموز الصوفية في حضورها؛ لذا منالمفيد هنا تفنيد أقوى شبهــاتهم التي يظنـونهــا أدلة علـى مشروعية الاحتفال بتلكالموالد؛ حتى لا يغترَّ بها من تطْـرُق سمعه. الشبهة الأولى: أخرج البخاريعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينةوجدهم يصومون يوماً - يعني: عاشوراء - فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجَّى اللهفيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكراً لله، فقال: «أنا أَوْلى بموسى منهم»،فصامه وأمر بصيامه[1]، فيُستفاد منه فعل الشكر لله على ما منَّ به في يوم معين منإسداء نعمة أو دفع نقمة، ويُعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة. والشكر لله يحصلبأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، ولا شك أن مولد النبي والولي منالنِّعَم العظيمة التي تستحق الشكر والاحتفال. والجواب عن هذه الشبهة منوجوه: الوجه الأول: أصل عمل المولد بدعة لم تُنقل عن أحد من السلف الصالح منالقرون الثلاثة، وهذا كافٍ في ذمِّ الاحتفال بالمولد؛ إذ لو كان خيراً لسبق إليهالصحابة والتابعون وأئمة العلم والهدى من بعدهم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: {إياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة}[2]. الوجه الثاني: أن تخريج عمل المولد على حديث صوم عاشوراء لا يمكن الجمع بينه وبين ما بيَّنَّاه منأنه بدعة لم تُنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة؛ فإن عدم عمل السلفالصالح بالنصِّ على الوجه الذي يفهمه منه مَنْ بعدَهم؛ يمنع عدَّ ذلك الفهم صحيحاً؛إذ لو كان صحيحاً فلِمَ يعزب عن فهم السلف الصالح ويفهمه مَنْ بعدَهم؟ كما يمنععدَّ ذلك النص دليلاً عليه؛ أنه لو كان دليلاً عليه لعمل به السلف الصالح؛فالاستنباط المذكور مخالف لما أجمع عليه السلف: من ناحية فهمه، ومن ناحية العمل به؛ومـا خـالف إجمـاعهـم فـهو خطأ؛ لأنهم لا يُجمِعون إلا على هدى. وقد بسط الشاطبي - رحمه الله - الكلام على تقرير هذه القاعدة في كتابه: الموافقات في أصولالأحكام[3]. الوجه الثالث: أن تخريج بدعة المولد على صيام يوم عاشوراء إنما هومن التكلُّف المردود؛ لأنَّ العبادات مبناها على الشرع والاتِّباع، لا على الرأيوالاستحسان والابتداع. فصيام يوم عاشوراء قد فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ورغَّب فيه، بخلاف الاحتفال بالمولد واتخاذه عيداً؛ فإنَّ النبي - صلى الله عليهوسلم - لم يفعله، ولم يرغّب فيه، ولو كان في ذلك شيء من الفضل لبيَّن ذلك لأمته؛لأنَّهُ ما من خير إلا قد دلَّهم عليه - صلى الله عليه وسلم - ورغَّبهم فيه، ومامن شر إلا قد نهاهم عنه وحذَّرهم منه، والبدع من الشر الذي نهاهم عنه وحذَّرهممنه. الوجه الرابع: إذا كـان المراد من إقامة المولد شكر الله - تعالى - علىنعمة ولادة النبي أو الولي؛ فإن المعقول والمنقول يحتِّمان أن يكون الشكر من نوع ماشكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ربَّه به؛ كالصوم، غير أن أرباب الموالد لايصومونه؛ لأنَّ الصيام فيه مقاومة لشهوات النفس بحرمانها من لذَّة الطعام والشراب،وهم يريدون ذلك الطعام والشراب؛ فتعارض الغرضان، فآثروا ما يحبون على ما يحب الله،وهذا بعينه أعظم الزَّلل عند أهل البصيرة. بل إن الموالد في كثير من الأحيانتكون ذريعة للفسق لا للشكر. يقول السيد رشيد رضا في المنار (2/74-76): (فالموالدأسواق الفسوق، فيها خيام للعواهر، وخانات للخمور، ومراقص يجتمع فيها الرجال لمشاهدةالراقصات المتهتكات الكاسيات العاريات، ومواضع أخرى لضروب من الفحش في القولوالفعل، يقصد بها إضحاك الناس). أفلا يكفي الأمةَ ما كفى نبيَّها ويسعها ماوسعه؟ وهل يقدر عاقل أن يقول: لا. إذن لِمَ الافتيات على الشارع، والتـقدم بالزيادةعليه، والله - سبحانه وتعالى - يقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَانَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [الحشر: 7]، ويقول - تعالى -: {يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوااللَّهَ إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الحجرات: 1]. الشبهةالثانية: الاستدلال بما أخرجه البخاري بسنده عن عبد الرحمن ابن عبد القاري أنهقال: «خـرجت مع عمر بـن الخطاب - رضي الله عنه - ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذاالناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أُبَيِّ بن كعب،ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نِعْمَ البدعة هذه! والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون. يريد آخر الليل، وكان الناس يقومونأوله»[4].فيستدل المخالف بقول عمر - رضي الله عنه -: «نِعْمَ البدعة هذه» على مايستحدثه المبتدعة. وللإجابة عن هذه الشبهة نقول: إن عمر بن الخطاب - رضي اللهعنه - قال هذه الكلمة حين جمع الناس على إمام واحد في صلاة التراويح، وصلاةالتراويح وفعلُها جماعةً ليس بدعة في الشريعة؛ بل هو سنة بقول رسول الله - صلى اللهعليه وسلم - وفعله لها في الجماعة، فقد صلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجماعة في أول شهر رمضـان ليلتين، بل ثلاثاً. فعــن أبـي ذرٍّ - رضـي اللهعـنه - قال: «صمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان، فلم يقم بنا حتىبقي سبعٌ من الشهر، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، ثم لم يقم بنا في السادسة، فقامبنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل، فقلت: يا رسول الله! لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه،قال: «إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة»، ثم لم يصلِّ بنا ولميقم، حتى بقي ثلاث من الشهر، فقام بنا في الثالثة، وجمع أهله ونساءه، حتى تخوَّفناأن يفوتنا الفلاح، قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور»[5]. وبهذا الحديث احتجَّأحمد وغيره على أن فعلها في الجماعة أفضل من فعلها في حال الانفراد. وفي قـولـههذا تـرغـيب لقـيام رمضــان خلـف الإمـام، وذلك أَوْكـد مـن أن يكـون سنة مطلقـة،وكـان النـاس يصلونها جماعاتٍ في المسجد على عهده - صلى الله عليه وسلم - وهويُقِرُّهم، وإقراره سنة منه - صلى الله عليه وسلم - . وفي قوله في رواية البخاريآنفاً: «ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط» ما يدل على أن من الصحابة - رضي اللهعنهـم - من كـانوا يصلون التراويح جماعة في عهد عمر - رضي الله عنه - قبل أن يجمعهمكلهم على إمام واحد. إذا عُلم ما تقدَّم؛ فمفهوم البدعة الشرعية لا ينطبق علىفعل عمر - رضي الله عنه - وإنما أراد - رضي الله عنه - بقوله المذكور البدعةاللغوية، فالبدعة في الشرع لا تستخدم إلا في موضع الذم بخلاف اللغة؛ فإن كل ماأُحدِث على غير مثال سابق بدعة؛ سواء أكان محموداً أم مذموماً. وعلى هذا حملالعلماء قول عمر رضي الله عنه؛ فقد قال الإمام ابن كثير - رحمه الله - عند تفسيرالآية (17) من سورة البقرة ما نصه: (والبدعة على قسمين: تارة تكون بدعة شرعية؛كقوله - صلى الله عليه وسلم - : «فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»، وتارة تكونبدعة لغوية؛ كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن جَمْعِه إياهمعلى صلاة التراويح واستمرارهم: (نعْمَتِ البدعةُ هذه)!. وقال ابن تيمية - رحمهالله تعالى -: (فإذا كان نص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد دلَّ على استحبابفعل أو إيجابه بعد موته، أو دلَّ عليه مطلقاً ولم يُعمَل به إلا بعد موته؛ ككتابالصدقة الذي أخرجه أبو بكر رضي الله عنه، فإذا عُمل ذلك العمل بعد موته؛ صحَّ أنيسمَّى بدعة في اللغة؛ لأنه عَمَلٌ مبتدأ، كما أن الدين نفسه الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - يسمَّى بدعة ويسمَّى محدثاً في اللغة، كما قالت رسل قريشللنجاشي عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - المهاجرين إلى الحبشة: (إن هؤلاءخرجوا من دين آبائهم، ولم يدخلوا في دين الملك، وجاؤوا بدين محدَث لايُعرَف). ثم ذلك العمل الذي يدل عليه الكتاب والسنة ليس بدعة في الشريعة، وإنسُمِّي بدعة في اللغة، فلفظ البدعة في اللغة أعم من لفظ البدعة في الشريعة، وقدعُلِم أن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : كل بدعة ضلالة» لم يُرِد به كل عملٍمبتدأ، فإن دين الإسلام بل كل دين جاءت به الرسل فهو عملٌ مبتدأ، وإنما أراد: ماابتدئ من الأعمال التي لم يشرعها هو - صلى الله عليه وسلم - . وإذا كان كذلكفالصحابة - رضي الله عنهم - قد كانوا يصلون قيام رمضان على عهد النبي - صلى اللهعليه وسلم - جماعةً وفرادى، وقد قال لهم في الليلة الثالثة أو الرابعة لمااجتمعوا: «إنه لم يمنعني أن أخرج إليكم إلا كراهة أن تفرض عليكم، فصلّوا في بيوتكم؛فإن أفضل صلاة المرء في بيته، إلا المكتوبة»[6]، فعلَّل - صلى الله عليه وسلم - عدم الخروج بخشية الافتراض، فعُلم بذلك أن المقتضي للخروج قائم، وأنه لولا خوفالافتراض لخرج إليهم. فلما كان في عهد عمر - رضي الله عنه - جمعهم على قارئواحد، وأسرج المسجد، فصارت هـذه الهـيئة - وهي اجتماعهم في المسجد على إمام واحد معالإسراج - عملاً لم يكونوا يعملونه من قبل، فسمِّي بدعة؛ لأنه في اللغة يسمَّىبذلك، ولم يكن بدعة شرعية؛ لأن السنة اقتضت أنه عمل صالح، لولا خوفُ الافتراضِ،وخوفُ الافتراض قد زال بموته - صلى الله عليه وسلم - فانتفى المعارض[7]) ا. هـ. الشبهة الثالثة: ومن الشُّبَه التي استند إليها القائلون بالاحتفالبالمولد النبوي قولهم: إن التذكير بالمولد مطلوب بأمر القرآن، قال - تعالى -: {وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ} [إبراهيم: 5]. الجواب عن هذه الشبهة: إنالاستدلال بهذه الآية على مشروعية الاحتفال بالمولد من قبيل حمل كلام الله - تعالى - على ما لم يحمله عليه السلف الصالح، والدعاء إلى العمل به على غير الوجه الذيمضوا عليه في العمل به، وهذا أمرٌ لا يليق؛ فإن كبار المفسِّرين قد فسَّرُوا هذهالآية الكريمة، ولم يكن في تفسيرهم أن المقصود بالتذكير بأيام الله في هذه الآيةالاحتفال بمولد النبي أو الولي، وإنما المقصود بالتذكير بأيام الله: الوعظ بنِعَمهونِقَمه؛ فعن أُبَيِّ بن كعب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليهوسلم - يقول: «إنه بينما موسى - عليه السلام - في قومه يذكِّرهم بأيام الله، وأيامالله نعماؤه وبلاؤه، إذ قال: ما أعلم في الأرض رجلاً خيراً وأعلم مني»، قال: «فأوحىالله إليه: إني أعلم بالخير منه أو عند من هو....» الحديث[8]. قال القرطبي فيتفسيره: (قوله - تعالى -: {وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ} أي: قل لهم قولاًيتذكرون به أيام الله تعالى. قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: بنِعَم الله عليهم،وقاله أُبَيُّ بن كعب ورواه مرفوعاً، أي: بما أنعم الله عليهم من النجاة من فرعونومن التيه إلى سائر النِّعَم، وقد تُسمَّى النِّعَم الأيام، ومنه: قول عمرو بنكلثوم: وأيام لنا غر طوال، وعن ابن عباس أيضاً ومقاتل: بوقائع الله في الأممالسالفة، يقال: فلان عالم بأيام العرب، أي: بوقائعها. قال ابن زيد: يعني: الأيامالتي انتقم فيها من الأمم الخالية، وكذلك روى ابن وهب عن مالك قال: بلاؤه. وقالالطبري: وعظهم بما سلف في الأيام الماضية لهم، أي: بما كان في أيام الله من النعمةوالمحنة، وقد كانوا عبيداً مستذَلين، واكتفى بذكر الأيام عنه؛ لأنها كانت معلومةعندهم) ا. هـ[9]. الشبهة الرابعة: قولهم: الترك لا يقتضيالتحريم. وينسبون مثل هذا الكلام إلى الأصوليين، بل يبالغ بعضهم ويغلو عندمايزعم أنه إجماع. ويُقال في ردِّ هذه الشبهة: نعم! الأصــوليــون لم يجعـلواالتـرك مـن أنــواع التحريم؛ فالتحـريم يكـون بالنص ونحـوه مما يـدل على التـحريم،لكن هنا فرق لا بد من التنبُّه له هو سبب هذا الإشكال: كلام الأصوليين إنما هوفي العادات لا في العبادات.. فالأصل في العادات الإباحة، والترك في باب العاداتلا يدل على التحريم؛ فمثلاً: النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأكل الضبَّ؛ فهلهذا يدل على تحريمه؟ الجواب: لا؛ لأن الترك لا يدل على التحريم، هذا في بابالعادات، وهكذا فالأصل في كل شيء من المنافع الدنيوية الإباحة، إلا إذا ورد مايمنع، وهذا من التوسيع والرحمة. وأما العبادات فالأصل فيها التحريم إلا إذا وردالإذن، وعلى ذلك فما تركه الشارع فهو محرم؛ إذ لو كان مشروعاً لفعل، فالترك دل علىعدم المشروعية، فكل ما نوقعه من عبادات: من صلاة وصيام وحج وزكاة كلها لم يكن لناالقيام بها لولا إذن الشارع، وهذا هو مقتضى التسليم وعدم التقدُّم بين يدي اللهورسوله. ولو كان لكل إنسان الحق أن يخترع عبادة كيفما شاء لم يكن من داعٍلإرسال الرسول لتبليغ رسالة الرب إلى الخلق، بل يُترَك لكل قوم وكل إنسان أن يخترعما شاء من العبادات، وهذا باطل. والدليل على أن الأصل في العبادات المنع قوله - صلى الله عليه وسلم - : «إياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة»، وعلى ذلكيَرِدُ السؤال: هل المولد من باب العبادات أو من باب العادات؟ لننظر فيما يكونفي الاحتفال بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يراه صالحوهم، إنه اجتماعلتلاوة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - مع إنشاد المدائح النبوية بأصوات ملحنة،ثم تقام الولائم لأجل ذلك، وهم يفعلون ذلك في كل عام مرة على الأقل في تاريخ محدد،وهذا بلا ريب عبادة محضة، والأدلة على ذلك: أولاً: من حيث إنهم يتخذون ذلك اليومعيداً، والعيد هو ما يُعتاد مجيئه في كل زمن؛ فالجمعة عيد؛ لأنه كل أسبوع، والفطروالأضحى عيدان؛ لأنهما يعودان كل عام، وعلى ذلك قِسِ المولد، فهو يُحتفَل به كلعام، وهذا تشريع واتخاذٌ ليومٍ لم يأذن به الشارع أن يكون عيداً، ونحن نعلم أنالمسلمين ليس لهم إلا عيدان يحتفلون بهما: الفطر والأضحى، ولا يجوز لهم أن يتخذواعيداً ثالثاً. والحاصل في المولد أنه صار - بتكراره السنوي - عيداً يُحتفل به، أي: صار عيداً ثالثاً في الإسلام، وهذه هي الضلالة. ثانياً: أن الموالد ذِكْر،والذِّكْر عبادة. ثالثاً: أن أهل الموالد يقصدون التقرُّب إلى الله - تعالى - بـمـا يفعلون، والتقرُّب عبادة. إذاً؛ الموالد عبادة وليست عادة، فتدخل في باب: (الأصل في العبادات المنع إلا بنصٍّ)، ولا تدخل في باب: (الأصل في العادات الإباحةإلا بنصٍّ). ومن ثَمَّ لا يجوز الاحتجاج بقاعدة: (الترك لا يقتضي التحريم) إذ إنهذه القاعدة يُعمَل بها في العادات لا في العبادات. إن دعوى أن (الترك لا يقتضيالتحريم) هكذا بإطلاق تصادِم النصَّ النبويَّ: «إياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثةبدعة» فيصبح هذا النص لا معنى له إذا عُمِل بتلك الدعوى على إطلاقها دون التفصيلالمذكور. ودائماً ما يخلط دُعاة الاحتفال بالمولد بين البدعة والمصلحة المرسلة. والضابط الذي تتميَّز به المصلحة المرسلة من البدع المحدثة هو ما قاله شيخالإسلام ابن تيمية في «اقتضاء الصراط المستقيم» (2/594): (والضابط في هذا - واللهأعلم - أن يقال: إن الناس لا يحدثون شيئاً إلا لأنهم يرونه مصلحةً؛ إذ لو اعتقدوهمفسدةً لم يحدثوه؛ فإنه لا يدعو إليه عقل ولا دين. فما رآه الناس مصلحةً؛ نُظِرَفي السبب الـمُحْوِج إليه: فإن كان السبب الـمُحْوِج إليه أمراً حدث بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - لكن من غير تفريط منه؛ فهنا قد يجوز إحداث ما تدعو الحاجةإليه، وكذلك إن كان المقتضي لفعله قائماً على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لكن تركه النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعارضٍ زال بموته. وأما ما لم يحدثسبب مُحْوِج إليه، أو كان السبب الـمُحْوِج إليه بعض ذنوب العباد فهنا لا يجوزالإحداث؛ فكل أمرٍ يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موجوداً، لو كان مصلحة ولم يُفْعَل؛ يُعْلم أنه ليس بمصلحةٍ. وأما ما حدثالمقتضي له بعد موته من غير معصية الخالق؛ فقد يكون مصلحةً...) ا. هـ. وخلاصةُالقول: إن حاصل المصالح المرسلة يرجع إلى حفظ أمرٍ ضروري، أو رفع حرجٍ لازم فيالدين، وليست البدع عند من يدَّعيها هكذا بيقين؛ لأن المبتدع إنما يفعل البدع بقصدزيادة التقرُّب إلى الله، وإن لم يكن هناك حاجة إلى إحداث ذلك الفعل. إن دعاةالاحتفال بالمولد يعرضون هذه القضية على أنها خصومة مع نبي الله وأولياء الله، ولاشك أن عرض القضية على هذا النحو هـو من أعظم التلبيس وأكبر الغش لجمهور الناس وعامةالمسلمين، فالقضية ليست على هذا النحو بتاتاً؛ فالذين لا يرون جواز الاحتفالبالمولد خوفاً من الابتداع في الدين هم أسعد الناس حظاً بمحبة النبي - صلى اللهعليه وسلم - وطاعته ومحبة أولياء الله الذين ما نالوا تلك الولاية إلا بمحبتهمواتِّباعهم له - صلى الله عليه وسلم - ، وهم أكثر الناس تمسُّكاً بسُنَّته،واقتفاءً لآثاره، وتتبُّعاً لحركاته وسكناته، واقتـداء به في كل أعماله - صلى اللهعليه وسلم - ، وهم كذلك أعلم الناس بسنته وهديه ودينه الذي أُرسل به، وأحفظ الناسلحديثه، وأعرف الناس بما صحَّ عنه وما افتراه الكذابـون عليه، ومن أجل ذلك همالذابُّون عن سنته، والمدافعون في كل عصر عن دينه وملَّته وشريعته. بل إن رفضهمللاحتفال بالمولد وجعله عيداً إنما ينبع من محبتهم وطاعتهم للنبي - صلى الله عليهوسلم - ، فهم لا يريدون مخالفة أمره، ولا الافتئات عليه، ولا الاستدراك على شريعته؛لأنهم يعلمون جازمين أن إضافة أي شيء إلى الدين إنما هو استدراك على الرسول - صلىالله عليه وسلم - ؛ لأن معنى ذلك: أنه لم يكمل الدين، ولم يُبَلِّغ النبيُّ - صلىالله عليه وسلم - كل ما أنزل الله إليه، أو أنه استحيا أن يُبْلِغ الناس بمكانتهومنزلته وما ينبغي له، وهذا أيضاً نقص فيه، حاشاه - صلى الله عليه وسلم - ذلك . [1] أخرجه البخاري في كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله - تعالى -: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى } [طه: 9]، {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} [النساء: 461]، رقم (3397) من المطبوع مع شرحه فتح الباري. [2] أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني. [3] يراجع: الموافقات (3/41-44)، والمسألة الثانية عشرة من كتاب «الأدلة الشرعية». [4] أخرجه البخاري في كتاب: التراويح، باب: فضل من قام رمضان، رقم (2010) من المطبوع مع شرحه فتح الباري. [5] أخرجه النسائي والترمذي وابن ماجه وغيرهم، وصححه الألباني. [6] يقصد ما أخــرجه البخــاري، في بــاب: ما يكــره من كثرة السؤال، عن زيد بن ثابت - رضـي الله عنه - «أن النـبي - صلى الله عليه وسلم - اتخـذ حجـرة في المسجد من حصير، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها ليالي، حتى اجتمع إليه ناس، ثم فقدوا صوته ليلة، فظنوا أنه قد نام، فجعل بعضهم يتنحنح ليخرج إليهم، فقال: «ما زال بكم الذي رأيت من صنيعكم، حتى خشيت أن يكتب عليكم، ولو كتب عليكم ما قمتم به، فصلوا أيها الناس! في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة». [7] اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/592-593). [8] أخرجه مسلم في صحيحه، باب: من فضائل الخضر عليه السلام. [9] تفسير القرطبي (9/342). hghpjthg fhgl,hg]>> afihj ,v],] >>> ohg] Ng ur]m | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
17 / 02 / 2010, 26 : 03 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06 / 03 / 2010, 06 : 07 AM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بارك الله فيك وغفر لك وجعلها فى مثقلات موازين حسناتك | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018