03 / 02 / 2010, 41 : 04 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 69 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1262 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى علوم القراءات والتجويد الحمد لله الذي خلق من الماء بشراً فجعله بشراً وصهراً وأوجب صلة الأنساب وأعظم في ذلك أجرا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أعدها ليوم القيامة ذخراً وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أعظم الناس قدراً وأرفعهم ذكراً صلى الله عليه وعلى آله أصحابه الذين قاموا بالحق وكانوا به أحرى وعلى التابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا أما بعد أيها الناس اتقوا تعالى وصلوا ما أمر الله به أن يوصل من حقوقه وحقوق عباده صلوا أرحامكم والأرحام والأنساب هم الأقارب وليسوا كما يفهمه بعض الناس أقارب الزوج أو أقارب الزوجة فإن أقارب الزوج أو الزوجة يسمون الأصهار وأما الأرحام والأنساب فهم الأقارب من جهة الأب أو من جهة الأم أيها المسلمون إن الأرحام والأنساب هم أقارب الإنسان نفسه من جهة أمه وأبيه وكل من كان بينه وبينه صلة من هذه الناحية فإنهم هم الأرحام فصلوا أرحامكم بالزيارات والهدايا والنفقات صلوهم بالعطف والحنان ولين الجانب وبشاشة الوجه والإكرام والاحترام وكل ما يتعارف الناس من صلة إن صلة الرحم ذكرى حسنة وأجر كبير إنها سبب لدخول الجنة وصلة الله بالعبد في الدنيا والآخرة واقروا إن شئتم قول ربكم عز وجل (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّار * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) وفي الصحيحين عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجلاً قال يا رسول الله أخبرني بما يدخلني الجنة ويباعدني من النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد وفق أو قال لقد هدي كيف قلت فأعادها الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل ذا رحمك فلما أدبر قال النبي صلى الله عليه وسلم إن تمسك بما أمرته به دخل الجنة أيها المسلمون إن صلة الرحم سبب لطول العمر وكثرة الرزق لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من سره أن يبسط له في رزقه و أن ينسأ له في أثره فليصل رحمه ) إن الواحد منا يجوب الأرض شرقاً وغرباً ليزداد ماله ويجوب الأرض شرقاً وغرباً إذا مرض ليبرأ فيطول عمره ويخسر في ذلك أموال كثيرة ولكنه لا يفعل هذا السبب الهين البسيط وهو صلة الرحم الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا ينطق عن الهوى إن صلة الرحم سبب لسعة الرزق وطول العمر وقال صلى الله عليه وسلم إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال الله عز وجل نعم يعني أعيذك أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذلك لك وقال صلى الله عليه وسلم الرحم متعلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله ولقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلة الرحم أعظم الرحم أعظم أجراً من عتق الرقاب وفي الصحيحين عن ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله أشعرت أني أعتقت ولديتي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعلت ذلك قالت نعم قال أما أنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لك لأجرك أيها الناس إن بعضاً من المسلمين لا يصل أقاربه إلا إذا وصلوه وهذا في الحقيقة ليس بصلة فإنه مكافأة إذ أن المروءة والفطرة السليمة تقتضي مكافأة من أحسن إليك قريباً كان أم بعيداً يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها فصلوا أرحامكم وإن قطعوكم وستكون العاقبة لكم عليهم فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل أي الرماد الحار ولا يزال معك من الله ظهير عليهم أي معين عليهم ما دمت على ذلك واحذروا أيها المؤمنون احذروا من قطيعة الرحم فإنها سبب للعنة الله وعقابه اسمعوا كلام الله عز وجل (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) ويقول جل ذكره ( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) (الرعد:25) وقد تكفل الله سبحانه للرحم تكفل للرحم أن يقطع من قطعها حتى رضيت بذلك وأعنته فهي متعلقة بالعرش تقول من قطعني قطعه الله وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع رحم وأعظم القطيعة قطيعة الوالدين ثم من كان أقرب فأقرب من القرابة ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا انبئكم بأكبر الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر كررها صلى الله عليه وسلم لعظم أمرها والاعتناء بها وليتنبه المخاطب بها قلنا بلى يا رسول الله قال الاشراك بالله وعقوق الوالدين فسبحان الله ما أعظم عقوق الوالدين ما أشد أثمه إنه يلي الإشراك بالله تعالى إن عقوق الوالدين قطع برهما والإحسان إليهما وأعظم من ذلك أن يتبع قطع البر والإحسان بالإساءة والعدوان سواء بطريق مباشر أم غير مباشر ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من الكبائر شتم الرجل والديه قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه قال نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه فاستبعد الصحابة رضي الله عنهم أن يشتم الرجل والديه مباشرة و لعمر الله إنه لبعيد لأنه ينافي المروءة وينافي الذوق السليم فكيف يشتم الإنسان أمه التي ولدته وأباه الذي قام عليه حتى نما وكبر ولكن قلة الدين وقلة المروءة والسفه قد يوجد ذلك وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات لعن الله من لعن والديه لعن من ذبح لغير الله لعن الله من لعن والديه لعن الله من أوى محدثاً لعن الله من غير منار الأرض منار الأرض رواه مسلم فيا عباد الله يا من أمنوا بالله ورسوله انظروا في حالكم انظروا في أقاربكم هل قمتم بما يجب لهم عليكم من صلة هل ألنتم لهم الجانب هل أطلقتم الوجوه لهم هل شرحتم الصدور عند لقائهم هل قمتم بما يجب لهم من محبة وتكريم واحترام هل زرتموهم في صحتهم توددا هل عدتموهم في مرضهم احتفاء وسؤالا هل بذلتم ما يجب لهم ما يجب بذله لهم من نفقة وسداد حاجة فلننظر إن من الناس من لا ينظر إلى والديه الذين انجباه وربياه إلا نظر احتقار وسخرية وازدراء ولا سيما عند كبرهما وعند احتياجهما للاحترام والإجلال والتعظيم يؤزه الشيطان حتى يسخر منهما ويتضجر وربه يقول (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً)(الاسراء: من الآية23) )وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الاسراء:24) إن من السفهاء من يكرم امرأته ويهين أمه ويقرب صديقه ويبعد أباه إذا جلس عند والديه فكأنه على جمر يستثقل الجلوس ويستطيل الزمن اللحظة عنده بين أبويه كالساعة أو أكثر لا يخاطبهما إلا ببطء وتثاقل ولا يفضي إليهما بسر ولا أمر مهم قد حرم نفسه لذة البر وعاقبته الحميدة وإن من الناس من لا ينظر إلى أقاربه نظرة قريب لقريبه ولا يعامل أقاربه معاملة تليق بهم يخاصمهم في أقل الأمور ويعاديهم في اتفه الأشياء ولا يقوم بواجب الصلة لا في الكلام ولا في الفعال ولا في بذل المال تجده مسريا و اقاربه محاويج فلا يقوم بصلتهم بل قد يكونون ممن تجب عليه نفقتهم ولا ينفق عليهم وقد قال أهل العلم كل من يرث شخصاً من أقاربه فإنه تجب عليه نفقته إذا كان القريب محتاجاً عاجزاًَ عن التكسب وكان الوارث قادراً على الانفاق لأن الله يقول ( وعلى الوارث مثل ذلك ) أي مثل ما على الوارث من الانفاق فمن بخل بما يجب عليه من هذا الانفاق فهو آثم محاسب عليه يوم القيامة وهو قاطع لرحمه سواء طلبه المستحق منه أم استحيى وسكت عباد الله اتقوا الله تعالى وصلوا ارحامكم واحذروا من قطيعتهم واستحضروا دائماً ما اعد الله للواصلين من الثواب وللقاطعين من العقاب لعلكم تفلحون الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ.
hgufvm lk rww hgrvNk hg;vdl >
|
| |