15 / 02 / 2010, 20 : 04 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى برونزي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 06 / 06 / 2008 | العضوية: | 2490 | المشاركات: | 237 [+] | بمعدل : | 0.04 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 224 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الاغترار الأجوف الشيخ د . جميل بن حبيب اللويحق لا يمنع الإنسان من الانتفاع بغيره مثل كبره ، واعتقاد علوه ، وكمال نفسه ، حتى يصل به الأمر لرد الحق البين الظاهر كما قال تعالى ( إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه ) وأكبر مشكلات الكبر وعواقبه أنه يمنع صاحبه من قبول الحق ، ويدفع للأنفة من الاستظلال برواقه، وهي بعينها مشكلة الكفار الكبرى كما قال تعالى : ( أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون ) . وهي مشكلة العصاة الكبرى كما قال الشيطان في لحظه تعاليه الشهيرة : ( أأسجد لمن خلقت طيناً ). ولايزال الضلال والانحراف وهضم الحقوق يستمد طاقته من بئر الاغترار والكبر والاستعلاء على الحق ، حتى وإن تزيا هذا الزيغ بأفانين الأقوال وزائفات الأفكار . وهذه الصفة الذميمة يتعاظم خطرها حتى تمنع صاحبها متى استقرت في قلبه من الرحمة الكبرى وهي جنة الله تعالى ، قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر ) . وحين نطلق النظر بتأمل حال الناس اليوم في الدوائر كلها ، في الدائرة الكلية وهي حق الوجود والحياة الطبيعية ، وفي دائرة المعتقدات والأفكار ، وفي دائرة المصالح المشتركة ونقاط التواصل البشري ، وفي دائرة المجموعات العضوية وغيرها . نرى أن هذا الحال يموج بمظاهر من الصراع الظاهر والخفي منطلقة في الأعم الأغلب من كبر مستبطن أو ظاهر, لدى طرف من الأطراف أو لدى الأطراف كلها . وكنت ولازلت كالكثيرين تضيق أنفاسي ، ويجتاحني هم جاثم كالجبل على الصدر كلما ابتليت بمجالسة أحد هؤلاء المغترين ، أو حتى مصادفته ، وأما إذا كان من أصحاب الإنتاج الفكري الشفاهي ، أو الكتابي فأجدني كالمحموم المريض كلما سمعته أو قرأت له حتى يسري عني ذهابه أو صمته أو إلقاء كتابه أو مقاله .. وقد ألفنا وجود هذه الفئة على السطح في فترات عديدة ، وابتلينا بهم ونحن نراهم خلال ذلك يصرفون الناس عن الجادة ، ويستخفون بأنوار الأدلة الشرعية ، ويملؤون الساحة ضجيجاَ وصراخاً . فإذا كان هذا الإغترار صادراً ممن تزيا بلباس العلم الشرعي ، أو انتسب إلى الدعوة إلى الله فهي المصيبة الكبرى التي نكل أمرها إلى الله تعالى فما أقبحها من صورة حين تراه يزور عنقه وصفحة وجهه عن كل صوت يخالف رأيه ، أو يتعارض مع طريقته ومنهجه ، فله بين الناس صورة لطيفة وديعة ، وله جانب جاف ووعر مع المشاركين معه في الرسالة والميدان ، لا يرى فيه إلا نفسه فقط . وهذا الداء داء أحمق لا حقيقة له ولا معنى ، فمن أنت أيها المغتر مادةً وجسدا , ومن كنت علماً ودراية ، وكيف عرفت التدبير والتصرف ، وكيف ومتى اكتسبت الجاه والمال . ومع أن آثار الإغترار كثيرة وخطيرة إلا إن مما ظهر من آثاره انسحابه على الجانب الفكري والثقافي حيث بليت الساحة بطروحات تجللها روح التعالي , وتنز من جوانبها مادة الكبر والنرجسية, مع خوائها من نفع أو تطلب حق, أ و بحث عن حقيقة , وكما أن المكان المتواضع المنخفض أكثر الأرض احتواءً للماء فإن ما علا منها لا يبقى من الغيث عليه إلا علائم جافة . فما أجمل أن تمتلئ النفوس بعبق التواضع وروحه , والإنصاف والرحمة , حتى لا يبغي أحد على أحد وحتى نسلم من الفرقة والشحناء, وحتى تصغر نفوسنا وتجتمع على تطلب الحق حيث كان , , وتسمو بالإذعان له, وتعلو بحسن عرضه على الناس. كيف لا وأكثر ما يقع فيه الخلاف والجفوة وخصوصاً في الأوساط الدعوية أمور اجتهادية قابلة للإختلاف والنظر ويتسع لها ميدان الواقع الفسيح المتنوع وليست تستوجب أكثر من إبداء الرأي وحسن العرض وقبول التعدد وصادق الإعذار .
hghyjvhv hgH[,t
|
| |