29 / 01 / 2010, 03 : 01 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | الرتبة | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | 09 / 08 / 2009 | العضوية: | 26028 | العمر: | 69 | المشاركات: | 10,740 [+] | بمعدل : | 1.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 1262 | نقاط التقييم: | 24 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الفتاوى الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ليخرج الناس من الظلمات إلى النور وشرع لنا دينا مبينا على الحكمة والعدل في جميع الأمور وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمةً للعالمين وقدوةً للعاملين وحجة على العباد أجمعين فهو البشير النذير السراج المنير صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين. أما بعد أيها المسلمون اتقوا الله عز وجل وأعرفوا نعمته عليكم بهذا الدين الكامل فهو دين الحق والعدل دين ينظم لكم الحياة الدنيا والحياة الآخرة ينظم لكم معاملتكم لخالقكم ومعاملتكم لخلقه دين قيّم يراعي المصالح العامة والخاصة إذا تأمله البصير بأحكامه وأسراره تبين له أنه الدين الحق الذي لا يصلح العالم إلا به لأنه من لدن حكيم خبير رحيم بصير بالعباد أيها المسلمون إن العبادات التي كلفتم بها لو تأملتموها لوجدتموها صلاحا للقلب والروح والبدن والمجتمع والإفراد إنظروا إلى الأصل الأول الأعظم وهو توحيد الله عز وجل بأن يكون الإنسان عبدا لربه حقا متحررا من عبودية ما سواه يتأمر بامر الله وينتهي عن ما نهى عنه يحب ربه ويعظمه حق تعظيمه لا يجعل له شريكا في المحبة ولا شريكا في التعظيم يقدم طاعة مولاه على كل طاعة يصدق خبر الله تعالى ويقدمه على كل خبر يقول بكل قلبه وبملء فمه رب العباد إليه الرجع والعمل يعتقد أن الله سبحانه هو الخالق وحده وهو المالك وحده وهو المدبر لجميع الأمور هو الذي يرجع الأمر إليه كله فيتوجه إلى ربه لحاجاته إذا سأل سأل الله وإذا استعان إستعان بالله وإن إستعاذ استعاذ بالله وإن رجا لن يرجو إلا الله ولم يخشى إلا الله إن عمل فبالله وفي دين الله وبهذا يتحرر التحرر النافع التحرر من الهوى المهلك والتحرر من العبودية لغير ربه وخالقه أيها المسلمون أنظروا إلى الطرف الثاني أو الأصل الثاني وهو شهادة أن محمدا رسول الله شهادة أن محمدا رسوله أن يصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر به وأن يقدم هديه على كل هدي وشريعته على كل تشريع ونظام وأن يعتقد بكل قلبه أن كل ما خالف رسول الله فهو باطل إن من شهادة أن محمدا رسول الله أن يعتقد الشاهد بأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإمام المتبع الذي لا يجوز أن يعادل به أي إنسان من البشر من حيث المحبة والإنقياد له والإتباع لهديه إن الواجب على كل مؤمن أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من كل مخلوق حتى من نفسه )وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب:36) أيها المسلمون متى حقق العبد هذا الأصل إستنار قلبه بالإيمان وانشرح صدره للإسلام وصارت الطاعة نعيم قلبه والمعصية أبغض شيء إليه أنظروا بعد ذلك أيها المسلمون إلى الركن الثاني من أركان الإسلام وهي الصلاة المفروضة التي هي الصلة بينكم وبين ربكم إن كل محب يحب أن يتصل بمحبوبه وإن من أحب الله تعالى أحب أن يقف بين يديه إن الصلاة نعيم القلب وسرور النفس وقرة عين المؤمن كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم (جُعلت قرة عيني في الصلاة) إن المؤمن لن يجد حالا أكمل راحة وأتم نعيماً من الحال التي يكون فيها متصلا بربه يناجيه بكلامه ويتقرب إليه بالثناء عليه ويسأله حاجاته وضروراته ما أحلى قيام العبد لله تعالى خالصا خاشعا بقلبه وجوارحه متجها إليه بقلبه وبدنه جسمه في الأرض وقلبه بين يدي الله خاشعا مخلصا يترنم بكلام الله ويتملك له بالتعظيم والإنحاء وتحفير الوجه بالأرض مسبحا مكبرا معظما مظهرا فقره إلى ربه وذلك بين يديه سائلاً منه ما يريد من حاجات الدنيا والآخرة يؤمل منه القبول وإذا قبلت الصلاة كانت رفعة في الدرجات وتكفيرا للسيئات ونورا في القلب وفي الوجه وفي القبر وفي الحشر ثم إنظروا أيها المسلمون ما يتقدم هذه الصلوات من الطهارة بالماء أو بما ينوب عن الماء عند تعذّر إستعماله هذه الطهارة التي يتطهر بها الجسم ظاهرا ويتطهر بها القلب باطنا ولهذا لما ذكر الله عز وجل لما ذكر الوضوء والغسل والتيمم قال ) مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(المائدة: من الآية6) أيها المسلمون انظروا ما يتقدم هذه الصلوات من الآذان الذي هو إعلان بتكبير الله وتوحيده وشهادة لرسوله صلى الله عليه وسلم بالحق ودعاء إلى الصلاة والفلاح ثم ما يجب لهذه الصلوات من الإجتماع عليها وأداء المسلمين لها جماعة في مكان واحد توحيداً لكلمته وجمعاً لفرقتهم وغرساً للمودة بينهم وتساعداً وتسانداً في الحق والإجتماع عليه ثم أنظروا أيها المسلمون إلى الركن الثالث من أركان الإسلام وهي الزكاة المفروضة في أموال الأغنياء ليست غريبة على كل شخص غني أو فقير وليست غريبة يرى فيها الإنسان ظلما وخشية من عبادة الله ولكنها فريضة فريضة من فرائض الإٍسلام ويؤديها الإنسان إمتثالًا لأمر الله وشكراً لله على نعمته ومواساةً لأهل الزكاة في إخراجها لقد فرضت على الوجه المطابق للحكمة والعدل ويرعي الحق في نصابه غير ضارةٍ بالأغنياء ولا حارمةٍ للفقراء إن تلك الزكاة إنها تبرهن على صدق إيمان مؤديها وتقديمه لما يحبه مولاه من البذل على ما يحبه هو من البخل و الشح وتقديمه لما يحبه مولاه من البذل على ما يحبه هو من الشح فإن النفوس مجبولة على حب المال ولكن أداء الزكاة محق وبرهنة على صدق الإيمان والسعي في مرضاة الله هذه أيها المسلمون أمثلة من دين الإسلام الذي أرتضاه الله لكم دينا والذي منّ الله عليكم به حيث كنتم والحمد لله معتنقين له أسألوا الله أيها المسلمون الثبات عليه إنكم أدركتم شيئا مما تشتمل عليه هذه العبادات بل وغيرها من عبادات الإسلام من المصالح الفرضية والإجتماعية في الدنيا والآخرة وإذا نظرتم أيها المسلمون إلى تشريعات الإسلام وتنظيماته للحياة مع الناس والتعامل بينهم وجدتم من حكم التنظيم ورعاية مصالح الجميع ما يبهر العقول ويدل على كمال الإسلام وتمامه وأن من جعجع بغير صوت الإسلام وأدّعى أنه حرية فإنه كاذب جاهل ليس في ما يدعيه إلا الفوضى أو التحرر المتطرف لطبقة معينة على حساب الآخرين وكبت حرياتهم )أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50) أيها المسلمون إن من البلية العظمى والمصيبة الكبرى والضلال والعمى أن يذهد قوم في دينهم دين الإسلام الأقوم وينبذوهم ورائهم ظهريا ويستبدلوا به محاجة الأفكار وزبالة الأذهان يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير وإن أدهى من ذلك وأمر أن يعتقد أولئك الضلال بسبب إعراضهم عن كتاب الله وسنة رسوله وتدبر هدي السلف الصالح أن يعتقد هولاء بسبب ذلك أن التمسك بدين الإسلام تأخر ورجعية إنهم يصفون الإٍسلام بالتأخر والرجعية وإنهم هم الكاذبون هم المتأخرون الرجعيون إن هؤلاء يعتقدون إن إتباع أعداء الاسلام من المشركين والملحدين والمنافقين إتباع هؤلاء في أرائهم وأفكارهم وسلوكهم هو التقدم والحرية جعلوا ما عليه أولئك الأعداء الضالون هو الكمال والتقدم وحقيقة الأمر أن كل ما خالف الإسلام فهو النقص والتأخر فتأمل الحال أولئك المخالفين للإسلام تجدهم في حيرة وقلق وفوضى فكرية وإجتماعية وتأمل حال من تمسكوا بدين الله عز وجل تجدهم على يقين من أمرهم وطمأنينة في تصرفهم حياة طيبة وإنشراح في الصدور وطهارة في الأخلاق وصدق الله العظيم إذا يقول ) وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)(المائدة: من الآية50) ويقول سبحانه )مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:97) أيها الناس أتقوا الله تعالى إن الإنسان إذا قرأ التاريخ ورأى ما عليه سلف هذه الأمة من العزة والطهور والإستقامة والطمأنينة لرأى أمراً عجيباً غريباً لا يصدق به لو لا أن ذلك قد ثبت لماذا؟ لأن هذه الأمة تمسكت بدين الله قولا وفعلا وعقيدة ظاهرا وباطنا فصار لها الكلمة العليا وصار لها الطهور والعزة والكرامة ولما تفرقت الأمة وتشتت وأختلفت صارت أمما ممزقة من هنا ومن هناك وعادت العزة زلة وعادت الكرامة مهانة وعاد النصر خذلانا وصار بأسهم بينهم يقتل بعضهم بعضا لا يدري القاتل فيما قتل ولا يدري المقتول فيما قتل؟ إننا نسمع في هذه الأونة الأخيرة نسمع الفتن من شرق وغرب وشمال وجنوب نسمع فتنا يخوض الناس بدماء بعضهم يخوضون بها ويقتتلون إقتتالا ضارياً قد يكون أشد من قتال الكفار من اليهود والنصارى وما ذلك إلا بسبب الإعراض عن دين الله )مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد:22) ولكن هذا الكتاب الذي كتب الله عز وجل قبل أن يبرأ الخليقة إنما كان له أسباب بيّنها الله تعالى في قوله )ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41) وبيّنها في قوله )وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30) وبيّن عز وجل كمال قدرته في قوله )قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْض)(الأنعام: من الآية65) عذاباً من فوق إما أن يكون بصواعق مدمرة أو يكون ببرد كبير مدمر أو يكون بحجارة من سجيل أن يكون بغير ذلك مما يريد الله عز وجل أو من تحت أرجلكم بالفيضانات والزلازل وغير ذلك أو يلبسكم شيعا يجعلكم متفرقين أمما ويذيق بعضكم بأس بعض هذا يقتل هذا وهذا يقتل هذا ولكن هذه العقوبات التي هدد الله بها وبيّن قدرته عليها إنما تكون حين يكون الإنحراف والطيغان والظلم وإستمعوا إلى قول الله عز وجل ) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (لأعراف:96) )أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ) (لأعراف:97) )أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ) (لأعراف:98) )أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (لأعراف:99) أيها المسلمون إذا طبقنا هذه على حالنا في هذه البلاد السعودية وجدنا أننا ننام ولله الحمد في طمأنينة ووجدنا أننا نخرج ضحى ممن لا عدو ومن الجاد ووجدنا أننا في عيش رغيد يأتينا رزقنا رغدا من كل مكان ولكن ذلك لا يدوم إذا حصل ونسأل الله أن لا يحصل لا يدوم إذا حصل التمرد عن طاعة الله عز وجل لأن الله سبحانه وتعالى ليس بينه وبين عباده محاباة وإن أكرم الخلق عند الله أتقاهم كما قال الله تعالى )يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )(الحجرات: من الآية13) إننا إذا خرجنا عن دين الله وما يجب علينا أن نتمسك به في ديننا فإنه حري أن يصيبنا ما أصاب غيرنا وبهذا يضرب الله الأمثال لهذه الأمة في الأمم التي أهلكها وبيّن أنه سبحانه وتعالى يضرب لنا الأمثال لنتقي )أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) (محمد:10). الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ.
hgjls; f]dk hgYsghl >
|
| |