بسم الله الرحمن الرحيم
و
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد النبي
سيد ولد آدم أجمعين ،
أما بعد ....،
لله در من قال
إذا اشتكى مسلمٌ في الصين أرّقني **** وإن بكى مسلمٌ في الهندِ أبكاني
ومصر ريحانتي والشامُ نرجستي **** وفي الجزيرة تاريخي وعنواني
وحيثما ذكر اسم الله في بلدٍ **** عددتُ أرجاءَهُ من لبّ أوطاني
أتذكر هذه الأبيات كلما رأيت المهزلة الحادثة الآن من أجل مبارة في الجلدة المنفوخة بين مصر والجزائر
صار الرابع عشر من نوفمبر 2009م موعداً للموقعة العظمى بين مصر
والجزائر .. للملحمة الكبرى التى ستنتقل بمصر والجزائر من التخلف إلى
التقدم .. من الفساد والاستبداد إلى الإصلاح والحرية !
بعض السفهاء في مصر والجزائر أشعلوا نيران الحرب التافهة
السخيفة .. الفضائيات المصرية والجزائرية تدق طبول الحرب .. أشعر
أننا سنذهب يوم الرابع عشر من نوفمبر إلى فلسطين المحتلة لتحريرها
من حثالة البشرية ، واسترداد المسجد الأقصى والدفاع عن أخواتنا اللواتى
تنتهك أعراضهن من قبل جيش العصابات الصهيونية المحتلة .. أشعر أن
يوم الرابع عشر من نوفمبر هو يوم تحرير أفغانستان والعراق والصومال ..
ألهذا الحد صار جل هم البسطاء في مصر والجزائر .. مباراة كرة !؟ ألهذا
السبب تتقاتلون وتسبون بعضكم بعضاً وتطعنون في أعراض بعض ؟؟
أشعر بالخجل الشديد من هذا السباب البذئ المتبادل بين أبناء الشعبين المصرى
والجزائرى .. أشعر أن يدا خفية تقف وراء تلك المسخرة غير المسبوقة ..
العديد من أبناء الشعب الجزائرى العريق أصدقاء لى .. يجمعنا هم مكافحة
التنصير والانتصار لـ أشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم .. جميعهم قمة
في الأدب والأخلاق والذوق .. لا يشغلهم هذا السخف الحاصل .. بعضهم
يدون باللغة الفرنسية ليفضح الحملة الصليبية على الإسلام .. وبعضهم
يفضح قساوسة الفاتيكان الذين انتشروا كانتشار النار في الهشيم ، داخل
قرى ومدى الجزائر .. يحاولون إنقاذ اللغة العربية من الاندثار .. فنسبة
كبيرة من الأجيال الجديدة في الجزائر تتحدث الفرنسية ولا تعلم أى شئ
عن اللغة الأم أو عن الإسلام ..
اتأمل في حال هؤلاء الأصدقاء الذين أتشرف بصداقتهم .. ثم اتأمل في
حال البسطاء غير الراشدين في الجزائر الذين يتحدثون عن مصر وكأنها الكيان
الصهيونى ..
أتأمل أيضاً في حال البسطاء غير العاقلين في مصر الذين تركوا جميع القضايا
المصيرية وراحوا يشنون حملات الكراهية ضد الجزائر الشقيقة ..
لماذا كل هذا الخلاف ؟؟ أمن أجل مباراة كرة ؟
يقول أمير الشعراء أحمد شوقى :
إلامَ الخلف بينكم إلامَ وهذى الضجة الكبرى علامَ
لماذا هذه الحرب الشعواء المصطنعة ؟؟
هلا وجه العقلاء في مصر والجزائر جهودهم من أجل نصرة الإسلام
وخدمة الوطن ؟؟ هلا خرجوا في مظاهرات ضد الكيان الصهيونى ليطالبوا
بوقف الاعتداءات ضد المسجد الأقصى ؟؟
ماذا لو قام كل العاقل في مصر والجزائر بإنشاء موقع أو مدونة لمحاربة التنصير
والتحرش الجنسى والفساد والاستبداد ؟؟
لماذا تتقاتلون من أجل مباراة كرة ويجمعكم الإسلام واللغة العربية ومقاومة الاستعمار ؟؟
ثم لنفرض أن مصر فازت بكأس العالم .. ما هى الفائدة التى عادت على
الشعب المصرى البائس ؟؟
ولنفرض أن الجزائر فازت بكأس العالم .. ما هى الفائدة التى عادت على
الشعب الجزائرى المقهور ؟؟
أناشد وسائل الإعلام المصرية والجزائرية بحق الإسلام الذى يجمعنا : كفوا
عن هذه المهاترات السخيفة الغبية .. كفاكم بثا للفرقة والتشرذم .. كفاكم
عنصرية .. كفاكم خروجا عن تعاليم الإسلام ..
يقول الحق سبحانه وتعالى :
" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء
مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ
الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "
منقول بتصرف يسير
Ygn hgurghx tr' lk aufd hg[.hzv ,lwv hglsgldk h]og,h ikh dvpl;l hggi