13 / 10 / 2009, 14 : 04 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى برونزي | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 13 / 03 / 2009 | العضوية: | 22593 | العمر: | 56 | المشاركات: | 208 [+] | بمعدل : | 0.04 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 212 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام الممتحنة ... من امتحنها ؟! خالد الرفاعي كانت المعركة بين الإسلام و الجاهلية في أوجها و لم يكن قد مضى على صلح الحديبية إلا شهور قليلة ، و مازال المسلمون يشعرون بغصة في حلوقهم من شروط الهدنة – لم يكن يعلمون الحكمة الإلهية من وراء قبول رسول الله لشروط الهدنة التي كانت فتحا مبينا – و في هذه الأجواء المشحونة كانت هناك قلوب أكثر اشتعالا و هي قلوب النساء اللواتي أسلمن سرا و مازلن في أيدي الكفار كانت هذه القلوب تقطر دما و كانت عيون تلك النساء لا تجف أبدا من الدموع إذ كيف يعاشرن هؤلاء الكفار كيف يحلوا لهن المبيت تحت سقف واحد مع رجل تلعنه الأرض و السماء ؟ ،كانت كل واحدة من هذه النساء تمني نفسها بالنجاة من تلك الحياة البائسة حتى أن الموت كان أحب إليهن من مجرد النظر في تلك الوجوه البغيضة التي تخفي في صدورها حقدا على الإسلام و أهله أكثر مما تبديه ملامحهم المقيتة "قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر" حتى قررت إحداهن أن تهاجر في سبيل الله أن تخرج من أرض الكفر إلى أرض الإيمان و من الحياة التعيسة في كنف كافر إلى حياة تستمد نورها من السماء . فقامت هذه المرأة و أعدت القليل من الزاد و قررت أن تهاجر عبر الصحراء حتى و لو أدى قرارها الشجاع النبيل لهالكها جوعا و عطشا فهذه أمنية غالية أن تموت في سبيل الله و أن تستبدل الحياة الفانية بحياة أبدية لا صخب فيها و لا نصب ، كان الطريق طويل و الصحراء قاحلة و الزاد قليل و الماء يكاد ينفذ و كلما شعرت بالإعياء كلما شعرت بالعطش نظرت إلى السماء و ابتسمت و نفسها تهتف بصوت ملء الكون (( فيك يا الله )) و تنحدر دموعها شوقا للقاء الأحبة في المدينة النبوية و كلما اقتربت من المدينة كانت ضربات قلبها تتصاعد و لهفتها للقاء تكاد تمزق أوصالها أنه الحلم يتحقق و أيام الذل بين الكفار قد مضت . و عند أعتاب المدينة كادت أن يغشى عليه من فرط الفرحة و قد خضبت وجهها أغلى الدموع و لما التقت أهل المدينة كادوا يطيرون هم أيضا من الفرحة للقاء لهذه المرأة الصابرة المحتسبة التي قطعت هذه الرحلة الشاقة من أجل الله و رغم هذه الأجواء الندية و المشاعر الرقراقة كان هناك حالة من التوجس و الخوف كشفتها وجوه القوم و ظهرت جلية في أعينهم مما جعل المرأة تشعر بالتوتر و لم تستطع أن تتفهم ما يجري حولها لكن الأصوات الهامسة و نظرات الشفقة جعلتها تستوعب أن الأمر ليس كما تظن فالأمر لم يستقر بعد فما زال هناك خطر يتهدد بقائها في المدينة , و في الجانب الأخر في مكة كانت قلوب الكفار تتميز غيظا و حنقا من جرأة هذه المرأة التي تحدت أئمة الكفر و خرجت عليهم لتضع أنوفهم في التراب لذا قرروا أن يأتوا بها مرة أخرى إلى مكة لتصلى عذاب لا قبل للبشر به و حتى يعلم الجميع أنه لا سبيل للخروج من دائرة الكفر هذه أبدا و كانت لهم ذريعة هي صلح الحديبية و التي كانت أحد بنودها رد المسلمين الفارين بدينهم مرة أخرى للكفار لذا سارعوا بإرسال رسلهم لإعادة هذه المرأة المسكينة و عندما وصلت رسلهم إلى المدينة كادت قلوب الصحابة أن تتمزق و امتلأت عيونهم غضبا إذ كيف يتم تسليم هذه الطاهرة لهؤلاء الأنجاس ؟ كيف يتركون هذه الطاهرة نهبا لهؤلاء الكفار الطغاة ؟!, و لولا وجود رسول الله بين ظهورهم لمزقت سيوفهم هؤلاء الكفار قبل أن يفكروا في طرح طلبهم الخسيس هذا لكنهم لا يستطيعون مخالفة أمر رسول الله أبدا . كانت المدينة تغلي و أكثر هذه القلوب حزنا كان قلب رسول الله و هو الرحمة المهداة كان يشعر بالألم ليس اعتراضا على أمر الله ولكنها الجبلة التي فطرنا الله عليها لو كان الذي هاجر إليه رجل لرده على الفور لأنه يعلم أن للرجال ثبات و جلد في مواجهة الشدائد بل ربما ثبات رجل من المؤمنين على التعذيب بين أظهر المشركين يكون سببا في فتح لا يعلمه مداه إلى الله أما أن تكون امرأة فالأمر مختلف تماما لكانت هذه الخواطر تدور في ذهنه الشريف و تملأ صدره الكريم حزنا و ألما ... لكن الله سبحان و تعالى أغير على دينه من كل البشر لذا فأن الوحي لما يترك رسول الله لينتظر و يتألم بل جاء حاسما (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَلَهُنَّ )) جاءت هذه الآية فاصلة قاطعة لحالة الحزن و الضيق التي اعترت قلوب و عقول المؤمنين و كادت قلوب الموحدين أن تطير من الفرح و خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ليمتحن هذه المرأة المؤمنة و العيون و القلوب كلها تتطلع لهذا الامتحان الفريد ، و وقف رسول الله و وجهه قد علاه جلال و هيبة النبوة و على شفتيه قد ارتسمت ابتسامة ملئت قلب هذه المرأة المسكينة بالطمأنينة و السكون و أخذ يمتحن المرأة تروي لنا السيدة عائشة تلك اللحظات الفارقة في تاريخ الأمة حين تدخلت يد العناية الإلهية لتنقذ النساء اللواتي فررن بدينهن من الشرك و أهله إلى أهل الإيمان فتقول كانت المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن بقول الله : (( يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك )). .. إلى آخر الآية , قالت عائشة : فمن أقر بهذا من المؤمنات , فقد أقر بالمحبة , فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن : " انطلقن فقد بايعتكن " , ولا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط , غير أنه بايعهن بالكلام ; قالت عائشة : والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النساء قط , إلا بما أمره الله عز وجل " ، و رد الله الكافرين و المنافقين بغيظهم لم ينالوا خيرا . مرت مئات السنوات و في أحد المطاعم البسيطة في مدينة القاهرة جلست امرأة في أواخر الأربعينيات ترتدي ملابس بسيطة محتشمة و قد علا وجهها ابتسامة واثقة لو تفرست في ملامحها لرأيت نور الإيمان يسطع منه و سكينة المؤمن الواثق بربه قد ارتسمت على محياها ، كانت تنتظر موعد الآذان لتتناول طعام الإفطار فقد كانت صائمة في هذا اليوم و على مقربة منها جلس العديد من رجال الأمن و على وجوههم ارتسمت علامات القلق و التوتر فمنذ وكلت إليهم مهمة حراسة هذه المرأة لم يجد النوم طريقا لأعينهم ، بينما جلست وفاء قسطنطين هادئة واثقة و أخذت تسرح بخاطرها و تتذكر أيامها السابقة عندما كانت على النصرانية ، كيف أن فطرتها كانت تأنف من هذه الأساطير و تلك البذاءات التي حفل بها الإنجيل المحرف و قد سألت الله أن يهديها إلى الحق لسنوات طويلة دون جدوى حتى جاء اليوم الذي أذن الله فيه لهذا القلب الحائر أن يجد طريقه إلى الحق الساطع فقد جلست وفاء في أحد الأيام تشاهد التلفاز فوقع بصرها قدرا على برنامج يتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن فمس هذا البرنامج شغاف قلبها فقررت أن تخرج من ظلمات الجهل و و أن تنزع عن عيناها غشاوة الكفر فأخذت تقرأ و تبحث في دين الإسلام حتى خالطت بشاشة الإيمان قلب وفاء فأشهرت إسلامها لكن .... لم تكن تستطع أن تجهر بهذا فهي زوجة راعي الكنيسة و قد يحدث ما لا تحمد عقباه فأخفت إسلامها على مضض و كتمت إيمانها في قلبها . كانت تشعر بالمرارة كلما ذهبت إلى الكنيسة تستمع لهذه الكلمات البذيئة الخادعة التي تخرج من أفواه القساوسة و التي لا يمكن أبدا أن تكون كلمات الله بل هي أشبه بهذيان السكارى و عربدة الفجار ، كانت تصاب بحالات من الضيق النفسي و التقزز كلما اقترب منها زوجها كلما أراد أن يمسها كانت لا تطيق أن تنام معه في فراش واحد و كانت تسأل نفسها كيف لهذا الكافر عدو الله أن يمسني ، لذا قررت أن تسير على الأشواك حتى و لو دفعت حياتها ثمنا لهذا فقررت أن تذهب إلى القاهرة و أشهرت إسلامها في قسم الشرطة ظنا منها أنهم سيحمونها فثارت الكنيسة و خرجت الكلاب من جحورها تصرخ مطالبة بتسليم وفاء رغم أنه لا يوجد صلح و لا عهد يقضي بردها لهم ، قالت الكنيسة ردوها لنمتحنها فوافقت المسكينة بعد أن قال لها المحيطين ( خدعوها و مكروا بها ) لا تخافي إجراء صوري و لك بعدها الأمن و العهد و أداء العبادات دون خوف أو ترقب . يا وفاءأنت الآن ممتحنة و يجب أن تخضعي لامتحان القساوسة و هو أمر بسيط بعدها سوف تكوني حرة سوف تصلين و تصومين و ترتدين الحجاب و تذهبين لقضاء الحج و العمرة و يمكنك تعلم أحكام كتاب الله سوف تكونين مسلمة و تعيشي بين المسلمين لا تخافي مجرد إجراء صوري مجرد امتحان بسيط و بعدها ينتهي كل شيء ( أسأل الله أن يمكر بهم كما مكروا بهذه المسكية في الدنيا قبا الآخرة ) ، وافقت لكن بشرط أن يتركوها تصوم و تفطر كانت قد تعلمت أن للصائم دعوة لا ترد فأرادت أن تذهب لهذا الامتحان بعد أن تدعو ربها أن يثبتها و أن يردها سليمة لتعيش بين إخوانها المسلمين لأنهم تحبهمو المسكينة تظن أن في الأمة رجال قادرين على حمايتها بينما الحقيقة أنها لم و لن يكون لها سوى الله ، انطلق صوت الآذان يشق السماء فأفطرت و حمدت ربها و قامت تصلي لربها و تناجيه أن تنتهي هذه الأزمة على خير قامت مع الجنود المكلفين بحراستها و تم اقتيادها إلى مقر الامتحان و هناك عرفت وفاء أن الأمر كان خدعة لقد مضى زمن النبوة و الوجوه المضيئة الغيورة التي أحاطت بالممتحنة الأولى في زمن النبوة ليست نفس الوجوه التي تحيط بها الآن و الذي قام بامتحان المسلمات يومها كان خير من وطأ الأرض بقدمه رسول الله صلى الله عليه و سلم أم اليوم فالذي أحاط بها كانت وجوه سوداء كالحة تعلوها حمأة الجاهلية قلوبهم غلف لم يعرف الإيمان لتلك القلوب يوما طريق لذا فقد رسبت وفاء في امتحان القساوسة و معها رسبت الأمة بأسرها و عادت المكسينة مرة إلى أحضان الكنيسة قسرا و ظلما و لم تجد المسكينة يد العون تمتد إليها أو صوت حق يصرخ مطالبا بإنقاذها حتى الدموع لم تجد لعيون الرجال و النساء من أبناء أمتنا سبيل. و في أحد المساجد القريبة وقف القارئ يتلو قول الله تعالى (( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ )) .
hglljpkm >>> lk hljpkih ?!
|
| |