15 / 06 / 2009, 21 : 09 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | موقوف | البيانات | التسجيل: | 24 / 12 / 2007 | العضوية: | 11 | العمر: | 41 | المشاركات: | 0 [+] | بمعدل : | 0 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 40 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: لا يخفى أننا في زمن فتحت فيه الدنيا على الناس، وكثرت تجاراتهم، وتعددتمكاسبهم، وكثرت صور البيوع التي حيرت الناس ولبست عليهم، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي على الناسزمان ما يبالي الرجل من أين أصاب المال من حلال أو حرام. ولكن من يسعى إلى اللحاقبركب النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه لا يتأثر بما يتأثر به الناس، ولا يتابعهم فيما يخالفون فيه هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لم يأكل التمرة؛ لأنه يخشى أن تكون من تمر الصدقة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة،وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة طعمة( ، وقال صلى الله عليه وسلم : ) لا تستبطئوا الرزق، فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغ آخر رزقه و له، فأجملوا في الطلب: أخذ الحلال، وترك الحرام( [ السلسلةالصحيحة:2607]، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، لأن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً)[المؤمنون:51]، وقال تعالى: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) [البقرة:172]، ثم ذكرالرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربهحرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك} [رواه مسلم]. قال ابن رجب رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: ( وفي هذا الحديث إشارة إلى أنه لايقبل العمل ولا يزكو إلا بأكل الحلال، وأن أكل الحرام يفسد العمل، ويمنع قبوله،فإنه قال بعد تقريره(إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً) إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: ( يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً) ، وقال: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) والمراد بهذا أن الرسلوأممهم مأمورون بالأكل من الطيبات التي هي الحلال، وبالعمل الصالح، فما دام الأكل حلالا فالعمل صالح مقبول، فإذا كان الأكل غير حلال فكيف يكون العمل مقبولا؟! وماذكره بعد ذلك من الدعاء وأنه كيف يتقبل مع الحرام فهو مثال لاستبعاد قبول الأعمالمع التغذية بالحرام) . وقد اختلف العلماء في حج من حج بمال حرام أو من صلى في ثوب حرام، هل يسقط عنه فرض الصلاة والحج بذلك؟ وفيه عن الإمام أحمد روايتان، وهذه الأحاديث المذكورة تدلعلى أنه لا يتقبل العمل مع مباشرة الحرام، لكن القبول قد يراد به الرضا بالعمل،ومدح فاعله، والثناء عليه بين الملائكة، والمباهاة به، وقد يراد به حصول الثوابوالأجر عليه، وقد يراد به سقوط الفرض به من الذمة كما ورد أنه لا تقبل صلاة الآبق ولا المرأة التي زوجها عليها ساخط، ولا من أتى كاهنا، ولا من شرب الخمر أربعينيوما، والمراد والله أعلم نفي القبول بالمعنى الأول أو الثاني وهو المراد واللهأعلم من قوله عز وجل: ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [ المائدة:27]، ولهذا كانت هذه الآية يشتد منها خوف السلف على نفوسهم، فخافوا أن لايكونوا من المتقين الذين يتقبل منهم، وسئل أحمد عن معنى (المتقين) فيها فقال: ( يتقي الأشياء فلا يقع فيما لا يحل له ). وقال أبو عبدالله النباجي الزاهد رحمهالله: ( خمس خصال بها تمام العمل: الإيمان بمعرفة الله عز وجل، ومعرفة الحق، واخلاصالعمل لله، والعمل على السنة، وأكل الحلال، فإن فقدت واحدة لم يرتفع العمل، وذلكأنك إذا عرفت الله عز وجل ولم تعرف الحق لم تنتفع، وإن عرفت الحق ولم تعرف الله لمتنتفع، وان عرفت الله وعرفت الحق ولم تخلص العمل لم تنتفع، وان عرفت الله وعرفتالحق وأخلصت العمل ولم يكن على السنة لم تنتفع، وإن تمت الأربع ولم يكن الأكل من احلال لم تنتفع ). وقال وهيب بن الورد: ( لو قمت مقام هذه السارية لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخلبطنك حلال أم حرام ). ويقول ميمون بن مهران: ( لا يكون الرجل تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة منالشريك لشريكه وحتى يعلم من أين ملبسه، ومطعمه، ومشربه ). ويقول حذيفة المرعشي: ( جماع الخير في حرفين: حل الكسرة، وإخلاص العمل لله ). ويقول أبو حفص النيسابوري: ( أحسن ما يتوسل به العبد إلى مولاه الافتقار إليه،وملازمة السنة، وطلب القوت من حله ). وقال يوسف بن أسباط: ( إذا تعبد الشاب يقول إبليس: انظروا من أين مطعمه؟ فإن كانمطعمه مطعم سوء قال: دعوه لا تشتغلوا به، دعوه يجتهد وينصب، فقد كفاكم نفسه ). وقال سهل بن عبدالله: ( من نظر في مطعمه دخل عليه الزهد من غير دعوى ). وسأل رجل سفيان الثوري عن فضل الصف الأول فقال: ( انظر كسرتك التي تأكلها من أين تأكلها؟ وقم في الصف الأخير، وكأنه رحمه الله رأى من الرجل استهانة بهذا الأمر،فأحب أن ينبهه إليه؟ لأنه أهم مما سأل عنه ). وقال إبراهيم بن أدهم: (ما أدرك من أدرك إلا من كان يعقل ما يدخل جوفه). وقال يحيى بن معاذ: (الطاعة خزانة من خزائن الله إلا أن مفتاحها الدعاء، وأسنانهلقم الحلال). وقال ابن المبارك: (رد درهم من شبهة أحب إلي من أن أتصدق. بمائة ألفدرهم ومائة ألف ومائة ألف حتى بلغ ستمائة ألف) وكان يحيى بن معين ينشد: المال يذهب حله وحرامه *** يوما وتبقى في غد آثامه ليس التقي بمتق لإلهه *** حتى يطيب شرابه وطعامه ويطيب ما يحوي وتكسب كفه *** ويكون في حسن الحديث كلامه نطق النبي لنا به عن ربه *** فعلى النبي صلاته وسلامه لقد كانوا رحمة الله عليهم يؤكدون على هذا المعنى كثيرا حتى أن الفضيل رحمه اللهلما أراد أن يعرف أهل السنة قال: (أهل السنة من عرف ما يدخل بطنه من حلال). عن عائشة رضي الله عنها قالت: ) كان لأبي بكر غلاميخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر،فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان فيالجاهلية وما أحسن الكهانة، إلا أني خدعته فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه، فأدخلأبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه.( فاللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، واغننا بفضلك عمن سواك. وصلى الله وسلم وعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
H'f l'ul; !!
|
| |