26 / 03 / 2009, 25 : 01 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى مميز | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 25 / 05 / 2008 | العضوية: | 2004 | المشاركات: | 187 [+] | بمعدل : | 0.03 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 220 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ} الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: ما زال الحديث متصلاً حول المناقشات، والشبهات التي عارض بها قوم عاد نبيهم هوداً عليه السلام، وفي هذه الحلقة أتعرض لما ورد في سورة هود. وقبل عرض شبهات القوم أورد الوقوف مع الآيات التي بين فيها هود لقومه بعض ثمرات الاستجابة والإيمان قال تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ} [هود : 52]. لاحظ معي -أخي القارئ- القوم يعيشون في منطقة صحراوية، وقد عرفوا بقوة أبدانهم، فالمناسب ذكر ثمرات وقضايا تناسب ما هم بحاجة إليه { يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً، وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} إنها حكمة الله في مخاطبة الفطر والقلوب والعقول بما تحب ، وبما يناسبها ، وفي ذلك أيضاً ما أشار إليه الأستاذ سيد قطب رحمه الله حيث قال: "وننظر في هذا الوعد وهو يتعلق بإدرار المطر، ومضاعفة القوة، وهي أمور تجري فيها سنة الله وفق قوانين ثابتة في نظام هذا الوجود ، من صنع الله ومشيئته بطبيعة الحال ، فما علاقة الاستغفار بها وما علاقة التوبة فأما زيادة القوة فالأمر فيها قريب ميسور، بل واقع مشهود فإن نظافة القلب والعمل الصالح في الأرض يزيدان التائبين العاملين قوة، يزيدانهم صحة في الجسم بالاعتدال والاقتصار على الطيبات من الرزق ، وراحة الضمير وهدوء الأعصاب والاطمئنان إلى الله والثقة برحمته في كل آن؛ ويزيدانهم صحة في المجتمع بسيادة شريعة الله الصالحة التي تطلق الناس أحراراً كراماً لا يدينون لغير الله على قدم المساواة بينهم أمام قهار واحد تعنو له الجباه ، كما تطلقان طاقات الناس ليعملوا وينتجوا ويؤدوا تكاليف الخلافة في الأرض، غير مشغولين ولا مسخرين بمراسم التأليه فيها للأرباب الأرضية، وإطلاق البخور حولها ودق الطبول والنفخ فيها ليل نهار، لتملأ فراغ الإله الحق في فطرة البشر" [ في ظلال القرآن 4/1897- 6/3713]. وقد جاء في قصة نوح صلى الله عليه وسلم ما يشابه ما بشر به هود صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً}. وقد ربط بين الاستغفار وبين الأرزاق ونزول الأمطار وكثرة البركة في عدة مواضع من القرآن كقوله تعالى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [الأعراف : 96]. وقوله تعالى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ [المائدة : 65 : 66].وجاء في سورة هود: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} [هود : 3]. والأمم التي تقيم شرع الله وتتجه اتجاهاً حقيقياً بالعمل الصالح والاستغفار، وتحقق الأمن والعدل للناس، وتفيض فيها الخيرات. وقد يوجد في الأرض أمم لا تقيم شرع الله ومع ذلك يوسع عليها في الرزق، ويمكّن لها في الأرض، ولكن هذا إنما هو ابتلاء : { وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء : 35]، وهو أيضاً رخاء تأكله آفات الاختلال الاجتماعي، والانحدار الأخلاقي، وانعدام الأمن النفسي، وانتشار القلق، وحالات الانتحار [في ظلال القرآن سورة نوح 6/3713(بتصرف)] ، حيث تذكر بعض الإحصاءات أن أعلى نسب الانتحار في العالم لدى الدول الاسكندنــافية ( السويد – النرويج – فنلندا ) مع كونها في المقابل تعيش رفاهية عالية وتقدم من وسائل تسهيل الحياة أشياء كثيرة لكن حين تخلو القلوب من الهدف والغاية تشقى كما قال تعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل : 97]، وفي هذه الآية أعظم واعظ للمسلمين لعمل الصالحات، فالوعد فيها بالحياة الطيبة في الدنيا والجزاء بأحسن ما كانوا يعملون في الآخرة وهذا أعظم ما يسعى إليه البشر جميعهم. اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. بقلم / يوسف بن إبراهيم الزين مركز الدعوة والإرشاد - عنيزة
,QdQh rQ,XlA hsXjQyXtAvE,hX vQf~Q;ElX
|
| |