06 / 04 / 2008, 21 : 02 AM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى برونزي | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 07 / 02 / 2008 | العضوية: | 155 | المشاركات: | 321 [+] | بمعدل : | 0.05 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 242 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى السيرة النبويه صلاح القلب بترك العبد ما لا يعنيه إنَّ المتطلِّب بصدقٍ صلاحَ قلبه وسلامةَ صدره ليسلُك لتحصيل ذلك مسالكَه، ويستصلح قلبَه بما يطهِّره، ويجنِّبه ما يكدِّره. ولقد حوَى الكِتاب كما حفِلَتِ السنّةُ بكلِّ خير وهدىمما يعود على النفوس والقلوبِ بالزكاء والصفاء، ومن ذلكم ما رواه أبو هريرةَ-رضي الله عنه-أنَّ النبيَّ-صلى الله عليه وسلم-: (مِن حُسن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه) رواه الترمذيّ وابن ماجه ومالك في الموطأ وأحمد في المسنَد. إنّه أصل عظيمٌ من أصول الأدَب، فيه أنَّ من ترك مَا لاَ يَعني وفعَل ما يعنيه فقد حسُن إسلامُه، وقد جاءَت الأحاديث بأنَّ مَن حَسن إسلامه ضُوعِفت حسناته وكفِّرت سيِّئاته كما في صحيح مسلم وغيره. وفي المسندِ عن أنس-رضي الله عنه-أنَّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يستقيم إيمانُ عبدٍ حتى يستقيم قلبُه، ولا يستقيم قلبُه حتى يستقيم لسانُه)، وفي الصحيحَين أنَّ النبيَّ-صلى الله عليه وسلم-قال: (مَن كان يؤمِن بالله واليومِ الآخر فليقُل خيرًا أو ليصمُت)، وعند قول الله-عزَّ وجلّ-: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18] قال بعض السلف: "أما يستحِي أحدُكم لو نشِرَت صحيفتُه التي أملى صَدرَ نهاره وليس فيها شيءٌ مِن أمر آخرته". إنّ الترفّعَ عن الخوضِ فيما لا يعني لمن تمامِ العقل، كما أنّه يورِث نورَ القلب والبصيرة، ويثمر راحةَ البال وهدأَةَ النفس وصفاءَ الضمير، مع توفيقِ الله تعالى للعبد. إنها طهارة الروح وسلامَة الصدر. وفي سِيَر الذهبيِّ عن زيد بن أسلَمَ قال: دُخِل على أبي دجانةَ-رحمه الله-في مرضه ووجهُه يتهلَّل ويقول: "مَا مِن عملٍ أوثق عندي من شَيئين: لا أتكلَّم فيما لا يعنيني، وقد كان قلبي سليمًا). وفي صحيح مسلم أن النبيَّ-صلى الله عليه وسلم-قال: (إنَّ الله كره لكم قيلَ وقال). إنَّ الاشتغال بما لا يعني ينتِج قلّةَ التوفيق وفسادَ الرأي وخفاءَ الحقّ وفساد القلب وإضاعةَ الوقت وحِرمان العِلم وضيقَ الصدر وقسوةَ القلب وطول الهمّ والغمّ وكَسفَ البال ومحقَ البركة في الرزقِ والعمر، وإنَّ أعظمَ الربح في الدنيا أن تشغَلَ نفسك كلَّ وقت بما هو أولى بها وأنفعُ لها في معادها، ولقد كان السّلَف-رحمهم الله- يكرهون الخوضَ فيما لا يعني، ويمنعون أحدًا أن يغتاب أحدًا في مجالِسهم؛ حرصًا على سلامةِ صدورهم وصيانةً لأعمالهم، قال الحسن رحمه الله: "مِن علامة إعراض الله تعالى عن العبدِ أن يجعَل شغلَه فيما لا يعنيه؛ خذلانًا من اللهِ-عزّ وجلّ-"، وقال سهل التستريّ: "من تكلَّم فيما لا يعنِيه حُرِمَ الصدق"، وقال معروف: "كلامُ العبد فيما لا يعنيه خذلانٌ من الله عز وجلّ". ولما كان مدارُ هذا الأمر على اللّسان والكلام والتعبيرِ بالقلم والبيان؛ فقد توافَرت التوجيهات الرّبانيّة والنصائح النبوية بما لا يدع لأحد عذرًا، ذلك أنَّ الكلام ترجمان يعبِّر عن مستودَعات الضمائر ويخبر بمكنوناتِ السرائر، لا يمكن استرجاع بوادِرِه، ولا يقدَر على ردِّ شوارِدِه، فحَقٌّ على العاقل أن يحتَرِزَ من زلَلِه بالإمساك عنه أو الإقلال منه، والصّمتُ بسلامة هو الأصل، والسكوتُ في وقتِه صفَة الرّجال، كما أنَّ النطق فيما موضعِه من أشرف الخصال، وفي الحديث: (كفَى بالمرء كذِبًا أن يحدِّث بكلِّ ما سمع) رواه مسلم. قال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-: "مَن كثُر كلامُه كثُر سَقَطه، ومن كثُر سقطه كثرَت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه فالنّار أولى به"، وقال وهب بن منبّه: "أجمعتِ الحكماء على أنَّ رأسَ الحكمة الصمت"، ومن كان سكوته وكلامه لله-عزَّ وجل- مخالفًا هوى نفسِه فهو أجدَر بتوفيق الله له وتسديدِه في نطقِه وسكوته، ومن عَدَّ كلامَه من عمله قلَّ كلامُه فيما لا يعنيه ولا ينفعه. قال أنَس-رضي الله عنه-: (لا يتَّقِي اللهَ أحدٌ حقَّ تقاته حتى يخزنَ من لسانه). إنَّ حفظَ اللسان دليلُ كمال الإيمان وحُسن الإسلام، وفيه السلامة من العَطَب، وهو دليل على المروءَة وحسنِ الخلق وطهارة النفسِ، كما يثمرُ محبّةَ اللهِ ثمّ محبة الناس ومهابَتَهم له، فأيُّ مجتمع طاهِر رفيع سينتُج إذا التزم أفرادُه بهذه الوصايا؟! لذا فإنّه ليس كَثيرًا إذا ضُمِنت الجنّةَ لمن أمسك لِسانه، ففِي صحيح البخاريّ أنَّ النبيَّ-صلى الله عليه وسلم-قالَ: (مَن يَضمَن لي ما بين لحيَيه وما بين رِجليه أضمَن له الجنّة). نقلًا من موقع المنبر للشيخ: صالح بن محمد آل طالب -حفظه الله-
ugh[ kf,d ggrg,f : wghp hgrgf fjv; hguf] lh gh dukdi >
|
| |