14 / 12 / 2009, 26 : 10 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.91 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى العام فتنة "تبرير المنكرات" واقعتي الاختلاط وكارثة جدة أنموذجاً ! لقد أراد ربّنا – جلّ في علاه – أن يُجري على خلقه صنوفاً من الامتحانات ، ويُمرّ عليهم أنواعاً من الابتلاءات ؛ يتمحّص فيها الخلق ، ويتمايز بها العباد فيما بينهم ، لتنقشع ديمة الفتنة بعد ذلك عن المكانة التي يُنزلها الله – تعالى - لأفراد كلٍّ فردٍ من الفريقين .. كما أخبر – جلّ في عُلاه - : { فليعلمنّ اللهُ الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين } [العنكبوت: 3] .. كم هو مؤلمٌ يا سادة أن تتنافس هممُ ثلّةٍ – أحسب أنّها خيّرة – ممّن انتسب للعلم وأهله ، وشرُف بشمّ رائحته ؛ على تبرير واقع النّاس المخالف لأمر الله ، وحفز همم الرعاع من الخلق للقفز على شواهق القمم العلميّة ، وسوامق المراتب العالية العليّة ، من علماء الزمان ، وأئمّة العصر .. فوآأسفاه على تلكم الليالي والأيام التي تصرّمت حبائلها ، ومضى سرابُ طيفها ؛ ليخلع الزمان على ذلكم الوجه وجهاً آخر ليس بالأوّل ، قد أضحى جُلّ همّه حماية الأسماع عن أحكام الشريعة الغرّاء !! وهذا لا يستبعده الفضلاء حينما يُدركون أنّ الركون إلى الناس ، وإلف عوائدهم ، داعٍ شديد التأثير ، قويّ النفوذ ؛ ألم يقُل ربّنا – جلّ في علاه – في حقّ نبيّه الكريم – صلى الله عليه وسلّم - : { ولَوْلا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً } [الإسراء: 74] .؟! قال الطاهر ابن عاشور – رحمه الله - : " أي : لولا إفهامنا إيّاك وجه الحقّ ؛ لخُشي أن تقترب من ركونٍ ضعيفٍ قليل " [التحرير 14/139]. ولكنّ الواعظ هُنا – يا سادة – هو تمامُ الآيات ؛ حيث قال ربّنا – جلّ في علاه – بعد ذلك : { إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا } [الإسراء: 75] ، فتأمّل ذا الخطاب بعيني فؤادك .. قال أبو السعود – رحمه الله - في تفسيره : " لو قاربت أن تركنَ إليهم أدنى رَكْنة ؛ { إِذًا لأذقناك ضِعْفَ الحياة وَضِعْفَ } أي : عذابَ الدنيا وعذابَ الآخرة ضعفَ ما يُعذَّب به في الدارين بمثل هذا الفعلِ غيرُك لأن خطأَ الخطيرِ خطيرٌ " [ إرشاد العقل السليم: 4/217 ]. إلماحة : إنّنا يا سادة عندما نُنكر ما نراه شائعاً ذائعاً في مجتمعاتنا ؛ ندرك أنّنا لن نصل إلى مجتمعٍ ملائكيٍّ مهيبٍ .. فلسنا خيراً من ذلكم الجيل الفريد الذي أحاطت به هالات الصحبةِ النبويّة ، والزّمان الفاضل بلحوق شرف شهود التنزيل ، وإدراك شريعة الأحكام .. ولكنّه مؤسفٌ بحقّ أن ينحصر دور بعضٍ ممّن خذله الله ، ووكله إلى ضَيعةٍ من نفسه ودينه ؛ فيتنكّب سبيل أهل العلم الراسخين ، ويستحكم في قلبه تشريعُ واقع الناس المخالف ، ويتغلّب هواه لتبرير منكراتٍ عمّت وطمّت في البلاد !!
لا يقف الأمر عند هذا فحسب .. بل تجد ما يضحك منه الغرّ من خبطات يسوؤك أن تُنسب للعلم أو من قد شمّ رائحته .. كم يضحكني استدلال أحدهم على جواز الاختلاط بوجود الخادمات في البيوت ..!! وكم آلمني ما سمعتُه من أحدهم ؛ يتحدّث من منبر دعوة خيرٍ وصلاح ؛ ليخبر أنّ ما حصل في جدّة قد عاشه ****** – صلّى الله عليه وسلّم - في مجاعةٍ مرّت به هو وأصحابه رضوان الله عليهم !! وبهذا فقد رُزق الحجّة ، وأُلهم المحجّة في بيان : أنّ الابتلاءات ليست بالضرورة نتائجَ الذنوب ! فيالله العجب .. وميض : لا يطالبني قارئٌ كريم بالردّ على كهذه الترّهات التي سُقتُها أعلاه .. فتهافت الباطل في كثيرٍ من الأحيان يُغني عن الردّ عليه .. والحقّ - يا كرام - أبلج ، أما الباطل فلجلج .. وقفة : إلى أشقّاء الروح .. الشببة المحتسبين ، والإخوان الغيورين ؛ أهتف : بملء صدى الفؤاد .. اصبروا فإنّما هي ديمةُ شتاء سرعان ما تتقشّع عن سمائنا ، لينكشف للنّاس بعد ذلك ، من الصادق الناصح ، صاحب الرسالة ، ومَن متلبّس ثوبي الزور ، دعيّ الأمانة ، ومتصنّع الديانة ؟!! ولله درّ صاحب الظلال سيّد – سكب الله على قبره شآبيب الرحمات – حينما قال وما أروع ما قال : " وما بالله - حاشا لله - أن يُعَذِّب المؤمنين بالابتلاء، وأن يؤذيَهم بالفتنة؛ ولكنه الإعداد الحقيقي لتحمل الأمانة، فهي في حاجة إلى إعداد خاص، لا يَتِمُّ إلا بالمعاناة العمليّة للمشاقّ، وإلا بالاستعلاء الحقيقي على الشهوات، وإلا بالصبر الحقيقي على الآلام، وإلا بالثقة الحقيقية في نصر الله أو في ثوابه، على الرغم من طول الفتنة وشدة الابتلاء " [مختصراً من الظلال]. فإنّني أدعوكم – ونفسي المقصّرة – إلى الوقوف جنباً إلى جنب في صفّ علمائنا الراسخين ، وأئمتنا المعاصرين ، من أصحاب صدق النصيحة والبيان ، والصدع بالأمر والنهي ، والاحتساب على صنوف الباطل المعاصر .. ليتّحد صفّنا في مواجهة الأدعياء وأصحاب الأهواء .. وأذكّركم – يا أحبّة – بأنّ مما يعين الواحد منّا على هذه المشقة الشديدة ، والصبر العظيم ؛ هو عظم الأجر الذي يناله هذا القـابض علـى دينه ، المستعصي على مسايرة المنكرات وتبريرها ، وضغط الواقع وما ألفه الناس، ويكفي في ذلك قـولــــه صلى الله عليه وسلم: "فإن من ورائكم أيام الصبر. الصبر فيه مثل قبض على الجمر للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله وزادني غيره قال: يا رسول الله أجر خمسين منهم؟ قال: أجر خمسين منكم" [أخرجه أبو داود، والترمذي في تفسير القرآن، وأخرجه ابن ماجة في الفتن ]. وقبل الختام .. ثمّة بارقةٌ خاطفة منشؤها ردّ بعض الجميل لصاحب الجميل ، والاعتراف بالفضل لأهله : أشكر مشايخنا الكرام ، الذين وقّعوا على بيان "كارثة جدّة" والذي هو بحقّ من خير ما كُتب حول القضية ، ولملَمَ أطرافها ، وجمع ما تفرّق من جرّائها .. وجاءت قوّته من كون موقّعيه هم أهل الثغر البسّام ، وسكّان البلد ، فكان بيانهم قاطعاً للطريق عمّن سواهم من دعاةٍ أو أدعياء ؛ سواءً كان ذلك بحسن مقصدٍ ونيّة ، أو خبث سريرةٍ وطويّة .. فجزاهم ربّي خير ما جزى الناصحين الصادقين .. ثمّ أشكرُ صاحب الفضيلة الشيخ د. عبدالرحمن بن صالح الأطرم – سدّده الإله – على جوابه الكافي خلال "الجواب الكافي" من شاشة المجد الغرّاء [يوم الجمعة: 24/12/1430هـ] ، الذي أدلى به بخصوص مقالة أحمد الغامدي والتي نشرتها عكاظ للأخير يومي الأربعاء والخميس الماضيين .. فشكر الله للشيخ ذبّه عن شريعة الله ، وصيانته لجناب علماء الزمان ، وحفظه لمكانة فتاويهم من تنقّص النكِرات ، ولمز الأدعياء .. وآخر دعوايَ أن الحمدُ لله ربّ العالمين .. وكتبه : أبو عبد الرحمن ، محمّد بن عبد الله البقمي .
tjkm "jfvdv hglk;vhj" ,hrujd hghojgh' ,;hvem []m Hkl,`[hW !
|
| |