17 / 07 / 2009, 20 : 09 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | موقوف | البيانات | التسجيل: | 24 / 12 / 2007 | العضوية: | 11 | العمر: | 42 | المشاركات: | 0 [+] | بمعدل : | 0 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 40 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح :bb17: الغبار بسبب الإصرار ناصر بن محمد الأحمد الخطبة الأولى: إن الحمد لله: أما بعد أيها المسلمون: منذ أربعة أشهر والمنطقة تعاني أشد المعاناة من الغبار، وخلال الأسبوعين الماضيين والوضع كما ترون والله المستعان، لم نر الشمس تقريباً، والحالات التي دخلت المستشفى أعداد كثيرة ممن يعانون من أمراض الربو وغيرها، وهناك من هو حبيس في بيته منذ أكثر من عشرين يوماً، لا يخرج للعمل ولا يستطيع أن يصل إلى المسجد، لأنه الغبار يؤثر عليه كثيراً. فرحماك ثم رحماك يا رب. ولا شك يا عباد الله بأن الذي يصيب الناس إنما هو بسبب ذنوبهم ومعاصيهم. فما من شر ولا بلاء ينـزل بالناس أفراداً كانوا أو جماعات أو دول، إلا وسببه الذنوب والمعاصي. فما الذي سبب إخراج الأبوين عليهما الصلاة والسلام من الجنة، دار اللذة والنعيم إلى هذه الدنيا دار الآلام والأحزان، المعصية. وما الذي سبب إخراج إبليس من ملكوت السماء، وصيره طريداً لعيناً مصدراً لكل بلاء في الإنسانية، المعصية. لماذا عمّ الغرق قوم نوح حتى علا الماء رؤوس الجبال، الذنوب والمعاصي.ولماذا سُلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم كأنهم أعجاز نخل خاوية، الذنوب والمعاصي.وما السبب في إرسال الصيحة على ثمود حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم، الذنوب والمعاصي. ولماذا قُلب قرى قوم لوط بهم فجعل عاليها سافلها وأتبعهم بحجارة من سجيل، الذنوب والمعاصي. وما الذي أغرق فرعون وقومه، وخسف بقارون الأرض. وما الذي هدّ عروشاً في ماضي هذه الأمة وحاضرها طالما حُميت، إنه الذنوب والمعاصي. (فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا، ومنهم من أخذته الصيحة، ومنهم من خسفنا به الأرض، ومنهم من أغرقنا، وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون). فاتقوا الله أيها المسلمون،اتقوا الله تعالى،واحذروا الذنوب والمخالفات،فإن ضررها على الأفراد والمجتمعات والدول لأشد وأنكى من ضرر السموم على الأجسام. ما ظهرت المعاصي في ديار إلا أهلكتها،ولا تمكنت من قلوب إلا أعمتها، ولا فشت في أمة إلا أذلتها. أيها المسلمون: إذا كان العلماء يقولون بأن المصائب التي تنـزل بالناس بسبب الذنوب والمعاصي، فكيف بزماننا هذا الذي أصبحت ترى صوراً من الكفر ظاهرة، وألواناً من الردة منتشرة، وأنواعاً من الزندقة واضحة، وصار الاستهزاء بالسنة والعلماء من الأمور العادية على صفحات الجرائد والمجلات. إن واقعنا مخيف، وإن هذا الغبار الذي خنقنا لهو قليل إذا ما تأملت واقع الناس اليوم. لقد فشا الربا،وكثر الزنا، وشربت الخمور والمسكرات، وأدمنت المخدرات، وكثر أكل الحرام، وتنوعت فيه الحيل، شهادات باطلة، وأيمان فاجرة، وخصومات ظالمة، ارتفعت أصوات المعازف والمزامير، ودخل الغناء أغلب البيوت ، وتربى الصغار والكبار على ما تبثه وسائل الإعلام، وتساهل الناس في شأن الدشوش، وفشت رذائل الأخلاق، ومستقبح العادات في البنين والبنات، وتسكعت النساء في الشوارع والأسواق، وكثرت المغازلات والمعاكسات، وتساهل البعض في شأن الصلوات حتى في الجمع، إلى غير ذلك من المنكرات والمخالفات التي لا عد لها ولا حصر. فإلى متى الغفلة عن سنن الله، ونعوذ بالله من الأمن من مكر الله، (ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). إن المجتمع حين يغفل عن سنن الله،فتغرق في شهواتها، وتضل طريقها،وتتنكب شريعة ربها،إنها لا تلوم بعد ذلك إلا نفسها،إنها سنة الله،حين تفشو المنكرات وتقوم الحياة على الذنوب والآثام، إن الانحلال الخلقي وفشو الدعارة، وسلوك مسالك اللهو والترف،طريق إلى عواقب السوء،إذ تترهل النفوس،وترتع في الفسق والمجون،وتستهتر بالقيم،وتهين الكرامات، فتنتشر الفواحش، وترخص القيم العالية فتتحلل الأمة،وتسترخي وتفقد قوتها وعناصر بقائها،فتهلك وتطوى صفحتها. نعم، إن الاستمرار في محاداة أمر الله وشرعه، والاستمرار على الذنوب والخطايا وعدم الإقلاع،ليهدم الأركان، ويقوض الأساس، ويزيل النعم،وينقص المال، ويرتفع الأسعار، وتحل الهزائم الحربية، وقبلها الهزائم المعنوية. ولقد أصابنا أيها الأحبة من ذلك الشيء الكثير، فاتقوا الله تعالى، اتقوا اللهأفراداً وجماعات، بيوتاً ومؤسسات، صغاراً وكباراً،حكاماً ومحكومين،فإن الحق أبلج،والدين واضح،وسنن الله لن تتغير ولن تتبدل. قال الله تعالى: (وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضّرعون، ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا، وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون، ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون، أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون، أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون، أفأمنوا مكر الله، فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون). أيها المسلمون: إن مما ينبغي الحذر منه، هو نسبة هذه الظواهر إلى الطبيعة! كما يقول بعضهم: إن هذه ظواهر طبيعية، لها أسباب معروفة، لا علاقة لها بأفعال الناس ومعاصيهم!! كما يجرى ذلك على ألسنة بعض الصحفيين والإعلاميين، حتى صار الناس لا يخافون عند حدوثها، ولا يعتبرون بها. ونحن لا ننكر أن يكون لها أسباب حسية، ولكن: من الذي أوجد هذه الأسباب الحسية؟. إن الأسباب الحسية لا تكون إلا بأمر الله عز وجل، والله بحكمته جعل لكل شيء سببا، إما سبباً شرعياً، وإما سبباً حسياً. هكذا جرت سنة الله عز وجل. أيها المسلمون: لقد جرت سنة الله عز وجل في عباده أن يعاملهم بحسب أعمالهم، فإذا اتقى الناس ربهم الذي خلقهم ورزقهم، أنزل عليهم البركات من السماء، وأخرج لهم الخيرات من الأرض، كما قال سبحانه: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) وقال تعالى: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً) وإذا تمرّد العباد على شرع الله، وفسقوا عن أمره، أتاهم العذاب والنكال من الكبير المتعال. فإذا كان العباد مطيعين لله عز وجل، معظمين لشرعه، أغدق عليهم النعم، وأزاح عنهم النقم، وإذا تبدل حال العباد من الطاعة إلى المعصية، ومن الشكر إلى الكفر، حلت بهم النقم، وزالت عنهم النعم. فكل ما يحصل للعباد من محن وكوارث ومصائب، (فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير) وإن ما نشاهده من هذه الآيات الكونية، لهي آية من آيات الله تجعل المؤمن متصلا بالله، ذاكراً له شاكراً لنعمه، مستجيراً به خائفاً من نقمته وسخطه. قال الله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ). فكم دعانا القرآن الكريم إلى الاعتبار بما حل بمن قبلنا وبمن حولنا لنتعظ ولنقف عند حدود الله فلا نتعداها (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) وذلك رغبة منه أن نصحح أحوالنا ونغيّر حالنا، ونقلع عنذنوبنا. وقد علمتم أيها الأحبة أن مدار القرب من الله تقواه، علم ذلك ووعاه كل من تدبر كتاب الله تعالى، وعرف معناه، وتجرد للحق ولم يتبع هواه. وكل من نظر في قصص الأولين رأى فيها ما كانوا عليه من قوة في الأبدان، وسعة في السلطان، وكان بأسهم شديداً، لكنهم لما عصوا ربهم، أخذهم بذنوبهم (وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ) فقطع الله دابرهم وأهلكهم عن آخرهم (فتلك بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا) (فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً). وهذه موعظة وعبرة لنا يا عباد الله، والله قادر أن يبعث الريح والغبار فيختنق الناس، ولذلك لا بد من الرجوع إلى الله والتوبة وأخذ العبرة والعظة، ولذلك القلب الحي يعيش مع هذه المشاهد بضوء القرآن والسنة. فاستغفروا الله عباد الله وتوبوا إليه، فذلك أمان من العذاب بإذن الله، أسأل الله عز وجل أن يجعلني وإياكم من الذين إذا وُعظوا اتعظوا، وإذا أذنبوا استغفروا، وإذا ابتلوا صبروا، إنه سميع مجيب. أيها المسلمون: لقد أراد الله أن يبين لنا أنه مالك الملك، العزيز القهار الجبار، لا تقف قوة أمام قوته، ولا توازي عظمة عظمته، وهل يقدر غير الله أن يأمر الأرض فينبعث غبارها؟! ولنا يا عباد الله مع هذا الغبار محطات تأمل ومنازل تفكر واعتبار منها: بيان عجز الإنسان وضعفه وإحاطة قوة الله وقدرته به من كل الجهات: من فوقه، ومن تحته، وفي أرضه وسمائه وهوائه، بيانُ عظيمِ بطش الله وقهرِه وجبروته وشدّته وقوة مِحاله وعظمته (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ) (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) فإن الله سبحانه عزيز ذو انتقام، إنه سبحانه قوي عزيز، إنه سبحانه فعال لما يريد، وهو على كل شيء قدير، إنه سبحانه شديد المِحال، إنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، إنه هو الرزّاق ذو القوة المتين. ولا شك يا عباد الله أنّ هذه عقوبات على ما يرتكبه العباد من الكفر والفساد والفسوق والعصيان، وفيها لمن حولهم عبر وعظاتٌ لا يدركها إلا أولو الألباب، وهي تظهر قدرة الله الباهرة، حيث يأذن لهذه الأرض أن تحرك غبارها فينتج عن ذلك هذا الرعب والاختناق. أيها المسلمون: إن الذنوب هي التي أهلكت هذه الأمم الماضية، وهي التي تهلك الأمم اللاحقة، قال الله تعالى: (ألم نهلك الأولين، ثم نتبعهم الآخرين، كذلك نفعل بالمجرمين،ويلٌ يومئذٍ للمكذبين). وهذا ما ذكره الله من عقوبات الأمم الماضية،وما نشاهده اليوم وما نسمعه من العقوبات بالأمم المعاصرة فيها أكبر زاجر، وأعظم واعظ لنا،فها هي الحروب الطاحنة تشتعل نيرانها في البلاد المجاورة، وهي حروب دمار، لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، لما يستعمل فيها من الأسلحة الفتاكة، والانفجارات المروعة، والقذائف المدمرة، التي لا يمنع منها حصون، ولا تقي منها دروع، كانت حروب الزمن الماضي بالسيف والبندقية يُقتل فيها أفراد،ويمكن التحصين منها،أما هذه الحروب المعاصرة،فهي حروب إبادة تُهلك فيها الجماعات بقذيفة واحدة، وتُدك الحصون، وتشعل النيران في البيوت والمساكن وتمزق الأجسام بلا حدود،ومن ينجُ منها يبقى بلا مأوى ولا طعام ولا شراب،كما تسمعون عن ملايين اللاجئين الذين شردوا من بلادهم، وفيهم النساء الأرامل،والأطفال اليتامى،وفيهم المرضى والجرحى،وكبار السن والمعوقين، وصاروا يعيشون في مخيمات على المساعدات الدولية التي لا تسد حاجتهم،ولا تروي غلتهم. ومن عقوبات المعاصي أيضاً والتي تحل بالأمم المعاصرة كثرة الزلازل والبراكين التي تدمر البلدان، وتهلك عشرات الألوف من بني الإنسان، وتترك الكثير بلا مأوى. ومن العقوبات التي تحل بالأمم المعاصرة،عقوبات الجدب وانحباس الأمطار حتى أجدبت الأرض وتعطلت الزراعة، وهلكت المواشي،وشاعت المجاعة،حتى هلك خلق كثير ومن بقي حياً ارتحل من بلده إلى بلد آخر،لطلب لقمة العيش،إما من الصدقات، وإما من الأوجه التي يحصلون عليها من العمالة لدى الدول الغنية. ومن العقوبات في الأمم المعاصرة انتشار الأمراض المستعصية التي يعجز الطب عن معالجتها،كمرض السرطان،والأيدز،والهربس وغيرها. وكثرة موت الفجأة، بالإصابات المفاجئة، وبحوادث المراكب الجوية والبرية والبحرية، في الطائرات والسيارات والقطارات والبواخر،التي يذهب فيها جماعات من الناس في لحظة واحدة. ومن عقوبات المعاصي في الأمم المعاصرة تسليط الظلمة والجبابرة على الشعوب. وتسليط الأحزاب المتعارضة بعضها على بعض. وتسليط الكفار على المسلمين. نسأل الله جل وتعالى أن يرحمنا برحمته، وأن يرفع عنا ما نحن فيه، كما نسأله جل وتعالى أن يوفقنا للتوبة، وأن يختم لنا على شهادة أن لا إله إلا الله. إنه ولي ذلك والقادر عليه. نفعني الله ...
hgyfhv fsff hgYwvhv !! ggado khwv hgHpl]
|
| |