الإهداءات | |
ملتقى السيرة النبويه ملتقى خاص بسيرته ... سنته ... آل بيته ... أصحابه ... نصرته والدفاع عنه . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 1 | المشاهدات | 16895 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
14 / 11 / 2024, 07 : 02 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى السيرة النبويه „ صحيفة المعاهدة بين أهل المدينة “؛ 158 الموادعة دستور المدينة وثيقة المدينة : مَعْلَمٌ مِن معالم الحضارة الإسلامية ؛ و مفخرةٌ من مفاخر الإسلام! ــــــــــــــــــــــــــــــــ .. توجد مسائل شائكة على مر العصور في التاريخ ؛ أو معضلات عويصة في السياسة ورعاية الشؤون ؛ أو قطع العلاقات الدبلوماسية بين دولتين ؛ أو طرد سفير دولة ما أو أنه شخصية غير مرغوب بها في البلاد ؛ أو التهديد بالسلاح النووي ، أو حرب إبادة بين شعبين أو حرب أهلية في قطر ما أو أزمة أقتصادية طاحنة ، كما وتوجد قضايا معلقة في علاقة الإجتماع بين الرجل والمرأة وما يترتب على علاقة الذكر بالأنثى ؛ وأيضاً توجد مشاحنات في علاقات الأفراد أو ضائقة مالية .. بل وصل سوء الأمر إلى تعديل وتبديل وتحريف وإضافة وحذف في نص الكتاب المقدس : الوحي المُنزل في الكتب السابقة قبل نزول آخر الكتب السماوية : القرآن الكريم ؛ فـ بلغَ ربُ العالمين الناسَ أجمعين والعالمين كافة بـ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون}.. فـ لم يهدأ لقوم بال حتى حاولوا إضافة بل إضافات إلى آحدى الوحيين المنزل على خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين : الحديث النبوي الشريف ؛ فاجروا على لسانه ما لم يقله وحدثوا العامة بما يروق لهم ويعجبهم ؛ فانبرى علماء أجلاء لغربلة الحديث الصحيح مِن الموضوع والمدسوس المكذوب ، بيد أن هناك فرق أو طرق يحلو لها ؛ بل ومتسلقو منصات التواصل الإجتماعي وقلة مِن مَن يعلون المنابر مازالوا يتبجحون بذكر الحديث الضعيف والموضوع والمعلوم أن في الحديث الصحيح الغناء الكافي ، وتحت كثافة سحب الظلام ومُزن الجهل ؛ مع كلِ هذا تبزغ شمس النهار الساطعة تضيؤ الـأكوان فـ يسطع نور الحقيقة في الأركان ويختفي ظلام الجهل ليعلو نور اليقين . ومن المسائل الشائكة الحديث عن الآخر ؛ ومحاولة هدايته مِن بعد إذن بارئه وخالقه ورازقه ؛ ذلك : الآخر الذي يعتقد خلاف ما تؤمن أنتَ به وتعتقد في صحته ؛ وذلك الغير الذي يرى ما لا تراه أنتَ ؛ فيدعو إلى الباطل ويستمرء الضلال ، فيحدث صدام إما داخلي نفسي أو معنوي ؛ وهذا أضعف الإيمان ، أو لفظي بـ إدعاء أقوال بالباطل وترويجها وإعلانها ، وإما صدام عنيف بأشكال عدة منها التصفية الجسدية لحامل الدعوة ، ومن تلك المسائل : مسألة التعامل مع بني إسرائيل في التاريخ القديم كـ حادثة فرعون وما فعله معهم ومسألة خروجهم وإشكالية تحديد نقاط مسار الخروج ؛ وعدم وجود آثار أو آثر يدل على ما ورد في الكتاب المقدس ؛ وما تناقلته أجيال عن أجيال ؛ هذه المسألة وما يحيطها من غموض تثير قلقا ما من حين إلى آخر ، وقد بحثت وفتشت إسرائيل -زمن احتلالها سيناء المِصرية - ونقبت في كل مكان وتحت كل ذرة رمل بكل ما تملك من علماء وأدوات وآلات حديثة وتكنولوجيا في سيناء : كي تجد آثرا واحداً أو علامةً يتيمة فلم تجد ، مسألة خروج بني إسرائيل مع النبي موسى من مِصر ؛ أو ما يطلق عليه مسار بني إسرائيل وتحديد اسم فرعون الخروج : هذا في العصر القديم ، وفي العصر الحديث : تجد مسألة الهولوكوست وما صنعه أدولف هتلر ؛ ذو الأصول النمساوية بهم تثير تساؤلات عدة ؛ كما ما كتبه د. عبدالوهاب المسيري في موسوعته عن يهود أثارات حولها استجوابات من طرف د. أحمد إبراهيم خضر في بحث له ؛ وأخيرا وليس آخرا ما يحدث على أرض فلسطين ولبنان ؛ وحالة الاستضعاف المزمن والتي تعيشها أمتان : آحداهما : عربية ؛ والآخرى : إسلامية تثير الشفقة. ثم - ما نحن بصدده - كتابة السيرة المحمدية النبوية في الجزء المتعلق بـ يهود يثرب قد يثير زوبعة في فنجان ، وعلى كل الأحوال سأكمل من بعد إذنه تعالى وتوفيقه ، وإن كانت المسألة مرت عليها ما يقرب من 1446 عاما ؛ إذ أن هذا الحدث تم في أوائل السنة الأولى من الهجرة النبوية الشريفة لمدينة الرسول محمد بن عبدالله : المدينة النبوية! . وهذا الحدث التاريخي يُعَنْوَن تحت : - „ موادعة النبي “ لـ يهود ؛ هكذا :" سماها ابن إسحاق وكُتَّابُ السير القدماء : „ الموادعة “ ، أو - دستور المدينة .. هكذا سماها د. العُمري: „ دستور المدينة “ ؛ - واختار محمد مسعد ياقوت تسميتها بـ „ الدستور “ ، ويعلق ياقوت على ذلك بقوله :" فهو الاسم الحالي الرسمي للوثيقة التي تنظم شؤون الدولة . فــ „ المعاهدة “ تنظم شؤون العلاقات الخارجية بين دولة ما ودولة آخرى ، أما „ الدستور “ فيطلق على الوثيقة التي تنظيم الشأن العام الداخلي للدولة " . - وسماها الصلابي : „ الوثيقة “ أو „ الصحيفة “؛ - وسمها صفي الرحمن المباركفوري : „ ميثاق التحالف الإسلامي “؛ و - سماها الحميدي : „ صحيفة المعاهدة بين أهل المدينة “؛ - وسماها البوطي „ وثيقة بين المسلمين وغيرهم “ ؛ - ثم تتبقى مسألة هامة ؛ وهي تثير أيضا زوبعة في فنجان قهوة الصباح ؛ ألا وهي :" ما جاء في حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره :" أنه صلى الله عليه وسلم أراد إخراج المشركين(*) كافة ، ومنهم اليهود والنصارى من جزيرة العرب ".. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) يتأدب البعض -خجلاً أو استضعافاً أو جهلاً- فـ يستخدام ألفاظاً بدلا مِن المصطلحات الصحيحة والشرعية بالنسبة لـ قضية أركان الإيمان ؛ ومسائل العقيدة فيقول البعض :" „ غير مسلم “ [ تخفيفاً ] بدلا من لفظ: „ مشرك “ ؛ أو : „ كافر “ أو : „ ملحد “ أو : „ زنديق “ . والمسألةُ في حقيقتها هي وصف حال لمَن لا يؤمن أو مَن لا يعتقد في وحدانية الله تعالى ؛ فـ الكفرُ من حيث اللُغة هو الإخفاء ؛ فـ الليل والبحر والمزارع: الفلاح لغةً : كافر ؛ لأنه يخفي شيئاً ، فالمزارع يخفي الحَبَّ تحت التربة الزراعية كي ينبت بـ ماء المطر أو الري.. فـ المسألةُ ليست إهانة لأحد في آدميته أو تقليل مِن شأنه الإنساني بقدر ما هي وصف شرعي أو نعت اصطلاحي أو تعبير [ لفظ ] قانوني لمن يخالف عقيدة ما أو إيمان بعينه . والحساسية مِن استخدام كلمة : „ كافر “.. أو : „ مشرك “.. عند مسلم اليوم مصدرها حالة الاستضعاف التي تعيشها أمة بأكملها ولازمة الخوف والرهبة مِن المساءلة وفق حقوق الإنسان المتبناه في الغرب أو تدعو لها الأمم المتحدة!. والأصل عند فريق يسكن الكرة الأرضية يصل تعداده إلى ما يزيد على مليار و800 مليون إنسان البحث في مصدرٍ قطعي الثبوت ؛ وقطعي الدلالة : أي القرآن الكريم - وإن اعترض على نصوص آياته البعض- ؛ هذا المصدر القطعي الثبوت والقطعي الدلالة يوضح المسألة بـ سهولة ويكشف القضية بـ يسر ؛ إذ قال الله تعالى الخالق الرازق فـ نطق كتابه الذي أنزله على قلب خاتم رسله فعقله فبلغه آخر أنبياءه ؛ نطق هذا القرآن الكريم بالقول يصف حال فئة من الناس بـ إنهم : { اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ }. ثم يزيد الأمر وضوحاً بالقول لخلل تم في عقيدةٍ فقال : {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ .. قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ .. وَأُمَّهُ .. وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا .. وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}[المائدة:17].. وهذه آية آخرى تبين حالة يعترض عليها الوحي المنزل من عند الله تعالى : {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ .. وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ .. إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ .. وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار}[المائدة:72] فـ قضية صحيح العقيدة وسليم الإيمان اهتم بها الوحي اهتماماً بالغاً ومنذ بداية خلق آدم .. ثم من بعده ذريته ؛ فنطق القرآن يقول : {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ .. وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ .. وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}[المائدة:73].. وتأتي أوصاف لحالهم :﴿ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُون}[المائدة:103] .. وصف آخر:﴿ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُون}[الأنعام:1] . هذا حال عام .. أما خصوصية ما حدث مع آخر الأنبياء فـكان حال مَن رفض دعوة الرسول محمد في مكة أن قال الله تعالى في حقهم : {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين}[الأنفال:30] .. ويبين القرآن حاله عليه السلام- حين الهجرة الشريفة ؛ فيقول : ﴿ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾. والبيان الصريح ما جاء به القرآن الكريم حين خالفت فرقة ما أنزل الله الخالق حين الوصف فقال : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ .. ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون}[التوبة:30] {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُون}[التوبة:31] ويأتي البيان الساطع كشمس رابعة النهار إذ يقول : ﴿ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ .. قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ .. عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ .. وَإِلَيْهِ مَتَاب﴾ [الرعد:30] إذاً .. المسألة برمتها هي وصف حال! ؛ وقد تأخذ جانب سلبي ؛ فهذا قد يَرد في معرض الحديث مع الآخر ! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ تمهيد لمسألة : ﴿ „ الموادعة “ ﴾ 1. ) توقيت كتابتها : وفقَ سرد الأحداث بعد الهجرة المنيفة الشريفة لسيد الخلق وحبيب الحق محمد من مكة المكرمة إلى يثرب : مدينته المنورة ؛ ومِن بدايات عملية تنفيذية لـ تأسيس دولة الإسلام الأولى : الكيان التنفيذي الأول لإسلام خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين ؛ وبعد بناء المسجد النبوي الشريف المنيف ؛ كـ مقر رئيسي لنبي الإسلام ؛ وبناء حجرات لأمهات المؤمنين ، وبعد المؤاخاة بين السادة المهاجرين ومَن استقبلهم من السادة الأنصار ؛ اراد نبي الرحمة تنظيم شؤون العلاقات الداخلية البينية بين مَن يسكن مدينته ؛ كـ خطوة عملية تطبيقية في تقوية هذا البناء الجديد ؛ فـ فور هجرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة المنورة كتبَ : „ الموادعةَ “ دستورًا تاريخيًا ، هو دستور المدينة ، وقد أطنب فيه المؤرخون والمستشرقون على مدار التاريخ الإسلامي ، واعتبره الكثيرون مفخرة من مفاخر الحضارة الإسلامية الراقية ، ومَعلَمًا من معالم مجدها الإنساني الرفيع السامق الشامخ.. 2. ) طرق ورود وثيقة المدينة : يقول د. أكرم ضياء العُمري في كتابه [السيرة النبوية الصحيحة : محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد رويات السيرة النبوية] عن صحة وثيقة المدينة : ” وقد اعتمد الباحثون المعاصرون على الوثيقة في دراسة تنظيمات الرسول ﷺ في المدينة المنورة ؛ ولكن مِن الضروري جداً التأكد أولاً مِن مدى صحة الوثيقة قبل أن تُبنى عليها الدراسات [ سواء الفقهية أو السياسية أو التشريعية ] ، خاصةً أن أحد الباحثين يرى أن الوثيقة موضوعة . ونظراً لأهمية الوثيقة التشريعية إلى جانب أهميتها التأريخية ، فلابد من تحكيم مقاييس أهل الحديث فيها لـ بيان درجة قوتها أو ضعفها ، وما ينبغي أن يتساهل فيها كما يفعل مع الروايات والأخبار التأريخية الأخرى ، فـ إن أقدم مَن أورد نص الوثيقة كاملاً هو محمد بن إسحاق (ت: 151هـ) ؛ لكنه أوردها دون إسناد ، وقد صرح بنقلها عنه كل من : - ابن سيد الناس : محمد بن محمد بن محمد اليعمري ، فتح الدين أبو الفتح الإشبيلي ، المعروف بابن سيد الناس: (671 هـ، القاهرة-11 شعبان 734 هـ، القاهرة)، محدث، حافظ، مؤرخ وفقيه أندلسي الأصل: في كتابه : عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير ، و - ابن كثير ، في البداية والنهاية فوردت عندهما دون إسناد أيضا ، وكأنها قُبلت أو اعتمدت بنصها الذي جاء في سيرة النبي لـ ابن إسحاق ، وقد ذكر : - البيهقي إسناد ابن إسحاق للوثيقة التي تحدد العلاقات بين المهاجرين والأنصار دون البنود التي تتعلق باليهود ، لذلك لا يمكن الجزم بأنه أخذها من نفس هذه الطريق أيضا. وقد ذكر ابن سيد الناس أن ابن أبي خثيمة أورد الكتاب (الوثيقة) فأسنده بهذا الإسناد ( حدثنا أحمد بن خباب أبو الوليد حدثنا عيسى بن يوسف حدثنا بن عبدالله بن عمرو المزني عن أبيه عن جده . أن رسول الله ﷺ كتبَ كتاباً بين المهاجرين والأنصار فذكر بنحوه - أي بنحو الكتاب الذي أورده ابن إسحاق) . ولكن يبدو أن الوثيقة وردت في القسم المفقود(!) من تاريخ ابن أبي خثيمة إذ لا وجود لها فيما وصل إلينا منه. كذلك وردت الوثيقة في : - كتاب الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام بإسناد آخر هو ( حدثني يحيي بن عبدالله بن بكير وعبدالله بن صالح قالا : حدثنا الليث بن سعد قال : حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال: بلغني أن رسول الله ﷺ كتبَ بهذا الكتاب …) وسرده بما وردت الوثيقة في كتاب الأموال لابن زنجويه من طريق الزهري أيضا” . 3. ) مدى صحة وثيقة المدينة! وحول مدى صحة وثيقة المدينة ، فقد أفرد إبراهيم بن محمد العلي في كتابه [ صحيح السيرة النبوية] بابا لها فقال : ” الحُكْمُ بوضع الوثيقة مجازفة ، ولكن الوثيقة لا ترقى بمجموعها إلى مرتبة الأحاديث الصحيحة . فـ ابن إسحاق في سيرته رواها دون إسناد مما يجعل روايته ضعيفه ، بيد أن البيهقي أوردها من طريق ابن إسحاق أيضا بإسناد فيه سعد بن المنذر وهو مقبول فقط ، وابن أبي خيثمة أوردها من طريق كثير بن عبدالله المزني وهو يروي الموضوعات وأبو عبيد القاسم بن سلام رواها بإسناد منقطع يقف عند الزهري ، وهو من صغار التابعين فلا يحتج بمراسيله . ولكن نصوصاً من الوثيقة وردت في كتب الأحاديث بأسانيد متصلة وبعضها أوردها البخاري ومسلم ، فهذه النصوص هي من الحديث الصحيح وقد احتج بها الفقهاء ، وبنوا عليها أحكامهم . كما أن بعضها ورد في مسند الإمام أحمد ، وسنن أبي داود ، وابن ماجه والترمذي ، وهذه النصوص جاءت من طرق مستقلة عن الطرق التي وردت منها الوثيقة. ثم يضيف العلي : إذا كانت الوثيقة بمجموعها لا تصلح للاحتجاج بها في الأحكام الشرعية ، سوى ما ورد منها من كتب الحديث الصحيح ، فإنها تصلح أساسا للدراسة التأريخية التي لا تتطلب درجة الصحة التي تقتضيها الأحكام الشرعية” . 4. ) فـ ما هي هذه : الــ „ موادعة “ .. أو ما يسمى وفق مصطلحات العصر الحديث : „ دستور “ المدينة؟ إن هذه : الــ „ موادعة “ .. أو „ دستور “ المدينة هذا : يهدف بالأساس إلى : - تنظيم العلاقة [(الشؤون)] بين جميع طوائف وجماعات المدينة ، وعلى رأسها المهاجرين والأنصار والفصائل اليهودية وغيرهم ، فـ - يتصدى بمقتضاه المسلمون واليهود وجميع الفصائل لأي عدوان خارجي على المدينة.. وبإبرام هذه „ الموادعة “ : „ دستور “ المدينة ؛ وإقرار جميع الفصائل بما فيه- صارت المدينة - دولة وفاقية؛ - رئيسها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وصارت : - المرجعية العليا للشريعة الإسلامية ، وصارت : - جميع الحقوق الإنسانية مكفولة ، كـ حق حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر ، والمساواة والعدل. هذه بعض معالم الحضارة الإسلامية في دستور المدينة، تبين لك - كما رأيت عزيزي القارئ - كيف سبق النظامُ الإسلامي جميع الأنظمة في إعلاء قيَّم التسامح والتكافل والحرية ونصرة المظلوم .. وغيرها من القيم الحضارية التي يتغنى بها العالم في الوقت الراهن دون تفعيل جاد أو تطبيق فاعل. .مدخل للموضوع : في سؤالٍ وجه إلى : د. أكرم ضياء العُمري كانت صيغته : ما هو „ عهد الموادعة “ ؛ أو „ دستور المدينة “ الذي أقامه الرسول صلى الله عليه وسلم في بداية دخوله المدينة؟. وكانت الإجابة بتاريخ : 2002-12-05 م : يتعلق دستور المدينة بـ : - تنظيم العلاقات بين السكان من المسلمين واليهود والمشركين، و - يجعل السلطة العليا داخل المدينة للرسول عليه الصلاة السلام، و - يقر الحريات الدينية، و - يدع قضاء اليهود إليهم إلا إذا احتكموا للنبي صلى الله عليه وسلم، و - يؤكد على التزام الجميع بالدفاع عن المدينة، و - اشتراكهم في دفع الديات في حالة القتل الخطأ من الحلفاء خارج المدينة، و - يقر الوجود القبلي .. ويوجهه لمنفعة الدولة عن طرق التكافل بين رجال القبيلة في دفع الديات، وعن طريق المشاركة في الجيش للدفاع عن المدينة، وقد أعلن هذا الدستور أول الهجرة. ـــــــــــــــــــــــ الجزء الأول ويليه بإذنه تعالى الجزء الثاني. ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) الخميس : 6 جمادى الأولى 1446 هــ~ 07 نوفمبر 2024 م.. „ wpdtm hgluhi]m fdk Hig hgl]dkm “ | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
05 / 12 / 2024, 43 : 06 AM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018