عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 02 / 2009, 02 : 11 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
ابو الوليد البتار
اللقب:
موقوف


البيانات
التسجيل: 24 / 12 / 2007
العضوية: 11
العمر: 42
المشاركات: 0 [+]
بمعدل : 0 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 40
ابو الوليد البتار is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو الوليد البتار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ابو الوليد البتار المنتدى : الملتقى العام
افتراضي

الفصل السادس
مقارنة محبة الحسن بين الحقيقة والادعاء:
تبين مما تقدم أن عقيدة أهل السنة والجماعة في آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وسط بين الإفراط والتفريط، والغلوِّ والجفاء، وأنهم يحبُّونهم جميعاً، ويتولونهم، ولا يجفون أحداً منهم، ولا يغلون في أحد، كما أنهم يحبون الصحابة جميعاً ويتولونهم، فيجمعون بين محبة الصحابة والقرابة، وهذا بخلاف غيرهم من أهل الأهواء، الذين يغلون في بعض أهل البيت، ويجفون في الكثير منهم وفي الصحابة رضي الله عنهم.
إن أهل السنة والجماعة هم أسعد الناس بتنفيذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهل بيته التي جاءت في الحديث؛ لأنهم يحبونهم جميعاً ويتولونهم، وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف، وأما غيرهم فقد قال ابن تيمية: (وأبعد الناس عن هذه الوصية الرافضة، فإنهم يعادون العباس وذريته، بل يعادون جمهور أهل البيت ويعينون الكفار عليهم).
ونورد هنا بعض الأقوال من الطرفين لنقارن بين أهل الحقيقة والأدعياء:
وإليك بعض أقوالهم في سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما:
من أقوال أهل السنة:
- قال ابن عبد البر رحمه الله: وتواترت الآثار الصحاح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال في الحسن بن علي: { إن ابني هذا سيد، وعسى الله أن يبقيه حتى يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين }، رواه جماعة من الصحابة، وفي حديث أبي بكرة في ذلك: { وأنه ريحانتي من الدنيا }.
ولا أسْوَد ممن سمَّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيداً، وكان رحمة الله عليه حليماً ورعاً فاضلاً، دعاه ورعه وفضله إلى أن ترك الملك والدنيا رغبة فيما عند الله، وقال: [[ والله ما أحببت -منذ علمت ما ينفعي ويضرني- أن ألِيَ أمرَ أمة محمد صلى الله عليه وسلم على أن يهراق في ذلك محجمة دم ]]، وكان من المبادرين إلى نصر عثمان رحمه الله والذابين عنه.
وقال فيه الذهبي: (الإمام السيد، ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبطه، وسيد شباب أهل الجنة، أبو محمد القرشي الهاشمي المدني الشهيد) .
وقال أيضاً: (وقد كان هذا الإمام سيداً، وسيماً، جميلاً، عاقلاً، رزيناً، جواداً، ممدَّحاً، خيَّراً، ديِّناً، ورعاً، محتشِماً، كبير الشأن).
وقال فيه ابن كثير: (وقد كان الصديق يجله ويعظمه ويكرمه ويتفداه، وكذلك عمر بن الخطاب) إلى أن قال: (وكذلك كان عثمان بن عفان يكرم الحسن و الحسين ويحبهما، وقد كان الحسن بن علي يوم الدار - و عثمان بن عفان محصور- عنده ومعه السيف متقلِّداً به يجاحف عن عثمان، فخشي عثمان عليه، فأقسم عليه لترجعن إلى منزلهم؛ تطييباً لقلب علي وخوفاً عليه، رضي الله عنهم).
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالته في ذم من أنكر نسب آل البيت من جهة الحسن رضي الله عنه ووصفُهُم بأنهم أعداء لآل البيت عليهم السلام: (ومنها قولهم: إن الحسن بن علي لم يعقب وأن عقبه انقرض وأنه لم يبق من نسله الذكور أحد، وهذا القول شائع فيهم، وهم مجمعون عليه ولا يحتاج إلى إثباته كذا قيل، ومنهم من يدعي أن الجاج -هكذا- مثلهم كلهم وتوصلوا بذلك إلى أن يحصروا الإمامة في أولاد الحسين، ومنهم في اثني عشر وأن يبطلوا إمامة من قام بالدعوة من آل الحسن مع فضلهم وجلالتهم واتفاقهم بشروط الإمامة، ومبايعة الناس لهم وصحة نسبتهم ووفور علمهم بحيث أنهم كلهم بلغوا درجة الاجتهاد المطلق.. فقاتلهم الله أنى يؤفكون! انظر إلى هؤلاء الأعداء لآل البيت المؤذين رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاطمة بإنكار نسب من يثبت نسبه قطعًا أنه من ذرية الحسن رضي الله عنه. وثبوت نسب ذريته متواتر لا يخفى على ذي بصيرة، وقد عدَّ صلى الله عليه وسلم الطعن في الأنساب من أفعال الجاهلية، وقد ورد ما يدل على أن المهدي من ذرية الحسن رضي الله عنه كما رواه أبو داود وغيره).
هكذا يعتقد رحمه الله خطأ من أنكر عقب الحسن رضي الله عنه ونفي الإمامة في ولده، وأن القائل بهذا القول يبطل إمامة من قام بالدعوة من آل الحسن رضي الله عنهم مع فضلهم وجلالتهم وتحليهم بشروط الإمامة ومبايعة الناس لهم وصحة نسبهم ووفور علمهم.. وهذا الإنكار لنسب أبناء الحسن رضي الله عنه فيه إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة رضي الله عنهما.
أقوال مخالفيهم:
قال إحسان إلهي ظهير (رحمه الله): وأما الحسن رضي الله عنه فلم يهن أحد مثل ما أهين هو من قبل الروافض، فإنهم بعد وفاة أبيه جعلوه خليفته وإماماً لهم، ولكنهم لم يلبثوا إلا يسيراً حتى خذلوه مثل ما خذلوا أباه، وخانوه أكثر مما خانوا علياً رضي الله عنه.
يقول المؤرخ الشيعي اليعقوبي: (وأقام الحسن بعد أبيه شهرين وقيل: أربعة أشهر ووجه بعبيد الله بن عباس في اثني عشر ألفاً لقتال معاوية ... أرسل معاوية إلى عبيد الله بن عباس فجعل له ألف ألف درهم فسار إليه في ثمانية آلاف من أصحابه ..... ووجه معاوية إلى الحسن المغيرة بن شعبة وعبد الله بن شعبة وعبد الله بن عامر وعبد الله بن أم حكم، وأتوه وهو بالمدائن نازل في مضاربه ثم خرجوا من عنده وهم يقولون ويسمعون الناس: إن الله قد حقن بابن رسول الله الدماء وسكن به الفتنة وأجاب إلى الصلح. فاضطرب العسكر ولم يشك الناس في صدقهم. فوثبوا بالحسن فانتهبوا مضاربه وما فيها. فركب الحسن عليه السلام فرساً له، ومضى في مظلم ساباط، وقد كمن الجراح بن سنان الأسدي فجرحه بمعول في فخذه، وقبض على لحية الجراح ثم لواها فدق عنقه وحمل الحسن إلى المدائن وقد نزف نزفاً شديداً، واشتدت به العلة، فافترق عنه الناس، وقدم معاوية العراق فغلب على الأمر والحسن عليه السلام عليل شديد العلة، فلما رأى الحسن عليه السلام أن لا قوة به وأن أصحابه قد افترقوا عنه فلم يقوموا له، صالح معاوية.
وقد قال المسعودي الشيعي: (وأن الحسن عليه السلام لما خطب بعد اتفاقه مع معاوية قال: [[ يا أهل الكوفة! لو لم تذهل نفسي منكم إلا لثلاث خصال لذهلت، مقتلكم لأبي، وسلبكم ثقلي، وطعنكم في بطني، وإني قد بايعت معاوية فاسمعوا وأطيعوا، وقد كان أهل الكوفة انتهبوا سرادق الحسن ورحله، وطعنو بالخنجر في جوفه، فلما تيقن ما نزل به، انقاد إلى الصلح ]].
وأهانوه إلى أن قالوا: شدوا على فسطاطه وانتهبوا حتى أخذوا مصلاه من تحته، ثم شد عليه عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي، فنزع مطرفه عن عاتقه، فبقي جالساً متقلداً لسيف بغير رداء.
وطعنه رجل من بني أسد الجراح بن سنان في فخذه، فشقه حتى بلغ العظم ..... وحمل الحسن على سرير إلى المدائن... اشتغل بمعالجة جرحه. وكتب جماعة، من رؤساء القبائل إلى معاوية بالطاعة سرًا، واستحثوه على سرعة المسير نحوهم وضمنوا له تسليم الحسن، بخذلانهم له وفساد نيات المحكمة فيه، وما أظهروا له من سبه وتكفيره واستحلال دمه ونهب أمواله.
هذا وكانوا يهينونه بلسانهم كما كانوا يؤذونه بأيديهم، ولقد ذكر الكشي عن أبي جعفر أنه قال: [[ جاء رجل من أصحاب الحسن بن علي يقال له: سفيان بن أبي ليلى وهو على راحلة له، فدخل على الحسن بن علي وهو مختب في فناء داره، فقال له: السلام عليك يا مذل المؤمنين!قال: وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلى أمر الأمة فخلعته من عنقك وقلدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله ]].
ثم بيّن الحسن ما فعلت به شيعته وشيعة أبيه وما قدمت إليه من الإساءات والإهانات، وأظهر القول وجهر به فقال: [[ أرى والله معاوية خير لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وأخذوا مالي، والله! لأن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي وآمن به أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي وأهلي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً، والله لئن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير ويمن عليّ فيكون سنة على بني هاشم آخر الدهر ولمعاوية لا يزال يمن بنا وعقبه على الحي منا والميت ]].
وأهانوه أشد الإهانة حيث قطعوا الإمامة من عقبه وأولاده، بل أفتوا بكفر كل من يدعي الإمامة من ولده من بعده، وهذا كان جانباً من جفائهم، وأما غلوهم في الأئمة عموماً، فحدث ولا حرج.
وحتى يعلم القارئ الكريم حقيقة هذا الغلو في الأئمة الإثني عشر من أهل البيت وهم علي والحسن والحسين رضي الله عنهم، وتسعة من أولاد الحسين نذكر بعض الأبواب التي وردت في أصح كتابهم الأصول من الكافي للكليني:
منها ما يلي:
- باب: (أن الأئمة عليهم السلام يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل عليهم السلام).
- باب: (أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيارٍ منهم).
- باب: (أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم الشيء صلوات الله عليهم).
- باب: (أن الله عز وجل لم يُعلِّم نبيه علماً إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين عليه السلام، وأنه كان شريكه في العلم).
- باب: (أنه ليس شيء من الحق في يد الناس إلا ما خرج من عند الأئمة عليهم السلام، وأن كل شيء لم يخرج من عندهم فهو باطل).
وهذه الأبواب تشتمل على أحاديث من أحاديثهم، وهي منقولة من طبعة الكتاب، نشر مكتبة الصدوق بطهران، سنة (1381 هـ) .
هذا نماذج من غلو المتقدم الرافضة في الأئمة.
أما غلو المتأخرين فيهم، فيتضح من قول أحد كبرائهم المعاصرين الخميني في كتابه (الحكومة الإسلامية) (ص:52) من منشورات المكتبة الإسلامية الكبرى - طهران -: (وثبوث الولاية والحاكمية للإمام (ع) لا تعني تجرده عن منزلته التي هي له عند الله، ولا تجعله مثل من عداه من الحكام، فإن للإمام مقاماً محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرَّب ولا نبيٌ مرسل، وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأعظم (ص) والأئمة (ع) كانوا قبل هذا العالم أنواراً، فجعلهم الله بعرشه محدقين، وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلا الله، وقد قال جبرائيل كما ورد في روايات المعراج: لو دنوت أنملة لاحترقت، وقد ورد عنهم (ع) : [[ إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل!!! ]].
وكل من له أدنى بصيرة يجزم أن ما تقدم نقله عنهم، وما يشبهه؛ كذب وافتراء على الأئمة، وأنهم برآء من الغلاة فيهم وغلوِّهم. ولا يملك المرء وهو يرى أو يسمع مثل هذا الكلام إلا أن يقول: (( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ))[آل عمران:8].
الخاتمة
لا شك أن أهل السنة قد أصابوا في موقفهم من أهل البيت عليهم السلام؛ حيث أحبوهم واحترموهم ووقروهم وعرفوا منزلتهم التي جعلها الله لهم، فهم بشر اصطفاهم الله بقربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم من نبغ في العبادة والعلم والشجاعة والورع، وحاز قصبات السبق في الخير، ومنهم من هو دون ذلك.
وهذه المحبة -محبة أهل السنة لآل البيت- محبة حقيقة، فقد أحبوهم على طبيعتهم البشرية، وأنهم يصيبون ويخطئون، مثالهم في ذلك مثل سائر الصالحين، حاشا رسول الله؛ فهو المعصوم صلوات الله وسلامه عليه.
أما غير أهل السنة فأحبوا بعض آل البيت بسبب الحالات العظمية التي جعلوها لهم؛ لذا لا يمكن أن تقبل عقول كثير منهم محبتهم على صفتهم وطبيعتهم من غير غلو!
وقد قال لي كثير ممن حصل بيني وبينهم نقاش: كيف تريد مني أن أحبهم، وهم مثل سائر البشر؟! فلا معاجز لهم ولا عصمة!! فقط لأجل قربهم من الرسول الله صلى الله عليه وسلم.
نقول: نعم فإن ذرية الحسن والحسين وجعفر وعقيل والعباس كلهم يشتركون في قربهم من الرسول صلى الله عليه وسلم. فهم في منزلة واحدة؛ فلماذا تفرقون بينهم وتفضلون ذرية الحسين على وجه الخصوص؟!
وهنا يظهر الفرق بين محبة أهل السنة لآل البيت ومحبة غيرهم. حيث إن محبة غيرهم إنما هي لهذا الغلو الذي جعلوه للأئمة، وعامته من خصائص المولى سبحانه وتعالى وليست محبة لذات الأئمة، فتأمل ذلك! وانظر من الصادق في المحبة: الذي أحب الحقيقة أم الذي أحب لخيال!!
أخي الكريم! هذا المبحث المختصر هو لب رسالتنا هذه؛ فأمعن نظرك فيه، وليكن ذهنك حاضراً فإنك بمنزلة القاضي الذي يحكم على صحة الدعوى أو بطلانها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال دماء رجال وأموالهم، ولكن البينة على المدعي } نعم! لابد من الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة على صدق المحبة. فقول القائل: أنا من شيعة آل البيت وأحب آل البيت، ومن أتباع آل البيت..كل هذا لا يكفي بل يبقى أين الأدلة على صحة كلامه إن الانتساب إلى آل البيت شرف وسؤدد ورفعة ومنزلة وحتى إن المنتسب إليهم صار يجد لنفسه منافع ومكاسب كثيرة لا تخفى، لذا كل يدعي محبتهم وتوقيرهم فمثلاً:
- الزيدية أتباع زيد بن علي بن الحسين هم الذين قالوا بإمامته بعد أخيه الباقر يرون أن الحق معهم وهم الذين فازوا بشرف حب آل البيت واتباعهم.
- الإسماعيلية وهم الذين رأوا إمامة إسماعيل بن جعفر الصادق (الابن الأكبر لجعفر) وبقوا على ذلك بعد وفاته، ورفضوا القول بأن الإمامة انتقلت إلى أخيه موسى...هم على اختلاف فرقهم يرون أنهم هم الشيعة أتباع الأئمة دون غيرهم الإثنا عشرية الذين قصروا الإمامة على اثني عشر إماماً يرون أنهم أتباع آل البيت وينبزون غيرهم بأنهم نواصب فمن نصدق؟ وما هي براهين هؤلاء وأولئك؟؟
أما أهل السنة فعلى اختلاف مذاهبهم يرون أنهم أصابوا الحق في آل البيت من حيث تعميم معنى آل البيت، فإنهم لم يحصروه في أفراد معدودين، بل إن حمزة والعباس وجعفر الطيار عندهم من آل البيت وكذالك ذرية الحسن وقد سبق بيان ذالك، وهذا القول هو القول الوسط.
ومن براهين أهل السنة على ذالك: أن الكمال في رسول الله ومحبة أهل بيته لأجل ذاته وبركاته، وقد نال آل البيت المنزلة بسبب قرابتهم من رسول الله وكذالك أصحابه فإن صحبة رسول الله شرف لذاتها ولها منزلة خاصة، وهي تاج على رءوس الأصحاب واعلم رحمك الله أن دستور أهل السنة هو محبة آل البيت والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين والاقتداء بسيد آل البيت وسيد المرسلين عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين. فعليك أن تلحق بركب الرسول لتنجو في الآخرة، فإن سئلت يوم القيامة فإن الحجة بين يديك رسول الله فهو إمامك وقدوتك وشفيعك يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
اللهم إنا نسألك أن تجمعنا ب****** في جنات النعيم.
وإلى هنا انتهى هذا البحث المختصر في ترجمة أمير المؤمنين سيدنا الحسن بن علي، وأسأل الله التوفيق لما فيه رضاه، والفقه في دينه، والثبات على الحق إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.









عرض البوم صور ابو الوليد البتار   رد مع اقتباس