27 / 04 / 2025, 36 : 05 PM | المشاركة رقم: 12 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ذهبي | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 06 / 12 / 2017 | العضوية: | 54443 | المشاركات: | 1,454 [+] | بمعدل : | 0.53 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 236 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح الحرية تحدثتُ عن الحاجات العضوية عند الآدمي ؛ وتكلمتُ عن غرائز الإنسان ثم فطرة الله في خَلقه وصبغته ؛ وأكمل في هذا التمهيد لموضوع الزواج مسألة الحرية المطلقة دون قيد أو شرط والتي تسبب شقاءَ الإنسان ، فمنذ لحظة الخلق الأولى : ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم﴾ ؛ ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ﴾ ثُمَّ ﴿ صَوَّرْنَاكُمْ ﴾ منذ تلك اللحظة تم أمران : [( 1 . ) الأول منهما : عملية تعليم آدم الأسماء كلها ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ﴾ ؛ كي يتحصل [( الإنسان الأول )] على معلومات عن الأشياء لـ يتمكن من التعامل معها ، و : [ ( 2 . )] الأمر الثاني : التكليف ؛ ويندرج تحت التكاليف الطلب والتنبيه والتعليم والتعليل والزجر فـ ينقسم التكليف عموماً إلى : [( أ . )] الأوامر بالقيام بـ : 1. ) الفعل : مثل قوله تعالى : 1 . 1. ) : { وَقُلْنَا يَا آدَمُ ﴿ اسْكُنْ ﴾ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } 1 . 2. ) : ﴿ وَكُلاَ ﴾ { مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا } 1 . 3. ) : { فَلَمَّا﴿ ذَاقَا ﴾ الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا } أو : 2 . ) التصرف: 2 . 1. ) : { وَيَا آدَمُ ﴿اسْكُنْ ﴾ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ : 2 . 2 . ) : ﴿ فَكُلاَ ﴾ { مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا }. 2 . 3 . ) : ﴿ وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ أو : 3 . ) القول : { قَالَ يَا آدَمُ ﴿ أَنبِئْهُم ﴾ بِأَسْمَآئِهِمْ } . والقسم الثاني من التكليف : [( ب . )] النواهي بترك 1. ) فعل ؛ أو 2 . ) قول ؛ أو 3 . ) تصرف : ﴿ وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ ﴾. ومن التنبيه والتعليم والتعليل والزجر قوله : { فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا : ﴿ عَدُوٌّ ﴾ { لَّكَ وَلِزَوْجِكَ } : ﴿ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ ﴿ فَتَشْقَى ﴾ }. وجاورهما [( أي عملية التعليم والتلقين ، و التكليف الأوامر والنواهي : )] : الفتنة والاختبار والامتحان والبلاء. مثل قوله : ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِين ﴾ .. ثم وضع العلاج الناجع : ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم ﴾ ومثل قوله : ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ﴾.. ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ ثم تلت عملية تعليم آدم .. ما آكده الخالق المُبدع المُنشأ على أمر التعليم في آخر رسالاته للبشر أجمعين ، فـ انزل أول آية من الذكر الحكيم على قلب آخر الأنبياء ومتمم المصطفين المرسلين مبعوث رب العالمين للعالمين وحياً بواسطة أمين السماء جبرائيل بقوله سبحانه وتعالى شانه : ﴿ اقْرَأْ ﴾ أي قراءة الكتاب المسطور والمحفوظ في الصدور ؛ هذا أولآً ، وثانياً : قراءة الكتاب الذي في الكون منشور : علم الإنسان كـ الطب بفروعه ؛ وعلم الحيوان : البيطري ؛ وعلم النبات ؛ والزراعة ؛ والهندسة ؛ والفضاء ؛ فقال : ﴿ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق ﴾ فالبحث في كل ما خلقه الله تعالى فطلب العلم واجب سواء أكان الشرعي وكل إنسان حسب حالته ؛ أو المدني لكل إنسان حسب قدراته ؛ ثم أعاد الأمر بقوله جلَّ وعلا : ﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم ﴾ ثم جاء تبيان بقوله تعالى ذكره : ﴿ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم ﴾ ﴿ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم ﴾ ؛ ﴿ رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ ، فالإنسان محتاج إلى معلومات أولية عن الشئ ؛ كي يحسن التعامل معه وبالتجربة تحصل عملية خبرات تراكمية للمعلومات والتي هي جديدة عن الأولية فينشأ علم جديد أو ألة جديدة ، فبيَّن خالق الإنسان ومبدع الأشياء ومنشأ الحياة ومسير الكون ؛ خلقهم جميعاً على غير مثال سابق يحتذى به خلقها جميعاً من عدم أنه قال تعالى : ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ﴾ ولغياب تلك المعلومات الأولية عن الملآئكة ووجودها عند آدم : ﴿ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم ﴾ فجرى ما لم يكن في علم الملائكة ؛ إذ نطق القرآن : ﴿ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ ﴾ ﴿ فَــ .. أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ ﴾ .. ثم جرى تكريم آدم بقوله تعالى : ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ ﴾ ﴿ فَسَجَدُواْ ﴾ سجود تكريم وليس سجود عبادة ﴿ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى ﴾ ﴿ وَاسْتَكْبَرَ ﴾ ﴿ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِين ﴾ .. ثم جاء بعد التعليم والتكريم التكليف : أوامر ونواه : ﴿ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ ﴿ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا ﴾ إشباع الحاجة العضوية للإنسان ؛ ثم جاء النهي : ﴿ وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ ﴾ وبيَّن سبحانه جزاء القيام بالفعل ﴿ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِين ﴾ .. هذا بالنسبة للإنسان الأول ؛ الذي جعله خالقه ومبدعه ومنشأه : خليفة في الأرض ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ ﴾ ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ ﴾ ﴿ خَلِيفَةً ﴾ وصارت ذريته من بعده خلفاء في الأرض ؛ فأتى بمثال فقال : ﴿ يَا دَاوُودُ ﴾ ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ ﴾ ﴿ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ﴾ ﴿ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى ﴾ ﴿ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ . أما الإنسان الحالي أو بتعبير دقيق ذرية آدم فوضح القرآن المجيد عملية التعليم ؛ فنطق القرآن يقول : ﴿ وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ وبعد الخلق من عدم والايجاد ﴿ مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ﴾ ﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ﴾ جاء الجعل ﴿ وَجَعَلَ لَكُمُ ﴾ أدوات التعليم فذكر : ﴿ الْسَّمْعَ ﴾ بالإفراد ﴿ وَالأَبْصَارَ ﴾ بالجمع ﴿ وَالأَفْئِدَةَ ﴾ بالجمع ﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ﴾ .
|
| |