15 / 03 / 2025, 02 : 06 PM | المشاركة رقم: 3 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ذهبي | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 06 / 12 / 2017 | العضوية: | 54443 | المشاركات: | 1,428 [+] | بمعدل : | 0.53 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 232 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : ملتقى السيرة النبويه 165 زِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ رَكْعَتَانِ العهد المدني : مقدمة : لأهمية أحكام الصلاة وما يسبقها من إعداد وتمهيد وتهيئة وكيفية إقامتها وصحتها ثم ما يليها من أحكام تشريعية عملية صحَّ أن أبدء بـ : تمهيد: فقد يتساءل المرء : " هل كان النبي صلى الله عليه وسلم .. خاتم المرسلين ومتمم المبتعثين وآخر المصطفين .. وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين يصلون قبل فرض الصلوات الخمس؟ - أَصْلُ وُجُوبِ الصَّلاَةِ كَانَ فِي مَكَّةَ المكرمة فِي أَوَّل الإْسْلاَمِ ؛ لِـ وُجُودِ الآْيَاتِ الْمَكِّيَّةِ الَّتِي نَزَلَتْ فِي بِدَايَةِ الرِّسَالَةِ وأول البعثة المحمدية تَحُثُّ عَلَيْهَا . وَ - أَمَّا الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ بِالصُّورَةِ الْمَعْهُودَةِ -الأن- فَإِنَّهَا فُرِضَتْ لَيْلَةَ الإْسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ .. وقد : - أجمع العلماء على أن الصلوات الخمس إنما فرضت - على ما نعرفه الآن - ليلة الإسراء. عند المعراج . وَ - ذهب بعض أهل العلم إلى أن الصلاةَ كانت مفروضة أول الأمر : - ركعتين بـ الغداة .. و : - ركعتين بالعشي .. لذا فقد - دلت النصوص المتظاهرة على أن النبي المصطفى والرسول المجتبى والحــبــيــب المرتضى والخليل المحتبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين كانوا يصلون منذ أول الرسالة الخاتمة ؛ وبدء البعثة المحمدية ، قبل فرض الصلوات ؛ والتي حدثت : ليلة الإسراء . وقد : - روى مسلم (746) عن أمِّ المؤمنين عَائِشَةَ رضوان الله تعالى عليها قالت : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ قِيَامَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ [( أي: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾)] فَقَامَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حَوْلًا .. وَأَمْسَكَ اللَّهُ خَاتِمَتَهَا اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا فِي السَّمَاءِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ فِي آخِرِ هَذِهِ السُّورَةِ التَّخْفِيفَ فَصَارَ قِيَامُ اللَّيْلِ تَطَوُّعًا بَعْدَ فَرِيضَةٍ " . قلت (الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْڪَنْدَرِيَّةِ): الحديث طويل كما رواه الإمام أحمد في مسنده؛ وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ ؛ وذكره ابن كثير والقرطبي والبغوي في تفسيرهم. وفي : حديث هرقل أنه سأل عن النبي صلى الله عليه وسلم .. و.. عن مضمون رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ، فقال له [(أبي سفيان)] : ( مَاذَا يَأْمُرُكُمْ ؟ ) . فـ أجابه أبو سفيان ، وهو في شركه : ( قُلْتُ : يَقُولُ : اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ .. وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ ؛ وَيَأْمُرُنَا بِــ الصَّلَاةِ .. وَالزَّكَاةِ .. وَالصِّدْقِ .. وَالْعَفَافِ .. وَالصِّلَةِ ) . [رواه البخاري (7) ومسلم (1773) . قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: " وهو يدل على أن النبي كان أهم ما يأمر به أمته الصلاة ، كما يأمرهم بـ الصدق .. والعفاف .. واشتُهر ذلك حتى شاع بين الملل المخالفين له في دينه ، فـ إن أبا سفيان كان حين قال ذلك مشركاً ، وكان هرقل نصرانياً . ولم يزل منذ بُعث يأمر بالصدق والعفاف ، ولم يزل يصلي أيضا قبل أن تفرض الصلاة " انتهى ."فتح الباري" ، لابن رجب (2/101) . - وظاهر الحديث أن ذلك الأمر بالصلاة ، في أول الإسلام ، كان على الوجوب ، وإن اختلفت التفاصيل عما استقر عليه الأمر بعد الإسراء والمعراج ، وهو ـ أيضا ـ ظاهر الأمر بقيام الليل في سورة المزمل .. وهي مكية .. التي هي من أول ما نزل من القرآن . قَالَ مُقَاتِلٌ وَابْنُ كَيْسَانَ: كَانَ هَذَا بِــ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بِــ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ. .. وقد :" ذَهَبَ قَوْمٌ إلى أنَّهُ نُسِخَ قِيامُ اللَّيْلِ في حَقِّهِ صلى الله عليه وسلم بِــ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ ﴾ [الإسْراءِ: ٧٩] ، ونُسِخَ في حَقِّ المُؤْمِنِينَ بِــ الصَّلَواتِ الخَمْسِ. ". - قال الإمام الشافعي - رحمه الله - :" سَمِعْتُ مَن أَثِقُ بِخَبَرِهِ وَعِلْمِهِ .. يَذْكُرُ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فَرْضًا في الصَّلَاةِ .. ثُمَّ .. نَسَخَهُ بِفَرْضٍ غَيْرِهِ .. ثُمَّ .. نَسَخَ الثَّانِيَ بِالْفَرْضِ في الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ .. قال [ الشافعي ] : كَأَنَّهُ يَعْنِي قَوْلَ اللَّهِ عز وجل ﴿ يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمْ اللَّيْلَ إلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أو اُنْقُصْ منه قَلِيلًا ﴾ الْآيَةَ .. ثُمَّ نَسَخَهَا في السُّورَةِ معه بِقَوْلِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ﴿ إنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى من ثُلُثَيْ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ ﴾ إلَى قَوْلِهِ :﴿ فَاقْرَءُوا ما تَيَسَّرَ من الْقُرْآنِ ﴾ ، فَنَسَخَ قِيَامَ اللَّيْلِ أو نِصْفَهُ أو أَقَلَّ أو أَكْثَرَ بِمَا تَيَسَّرَ . وما أَشْبَهَ ما قال بِمَا قال " . انتهى ."الأم" (1/68) ، وينظر أيضا : "الموسوعة الفقهية" (27 / 52-53) ، "الذخيرة" للقرافي (2 / 8) . وقد قيل إن أول ذلك الفرض : - ركعتان بــ الغداة ، و : - ركعتان بــ العشي . قال قتادة - رحمه الله - : " كان : - بدءُ الصيام أمِروا بثلاثة أيام من كل شهر ، و: - ركعتين غدوة ، و : - ركعتين عشية " . "تفسير الطبري" (3 / 501) . وأنكر جماعة من أهل العلم قول قتادة ومن وافقه على ذلك ، وإن أثبتوا فرض مطلق الصلاة قبل الإسراء . ينظر : التمهيد لابن عبدالبر (8/35) . وقال ابن كثير في قوله تعالى : ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ [ق/39] : " وقد كان هذا قبل أن تفرض الصلوات الخمس ليلة الإسراء ، وهذه الآية مكية " انتهى ."تفسير ابن كثير" (3 / 538) ، وينظر : "البحر الرائق" ، لابن نجيم (1 / 257) . - قال الحافظ رحمه الله في الفتح: "ذَهَبَ جَمَاعَة إِلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْل الْإِسْرَاء صَلَاة مَفْرُوضَة إِلَّا مَا كَانَ وَقَعَ الْأَمْر بِهِ مِنْ صَلَاة اللَّيْل مِنْ غَيْر تَحْدِيد ، وَذَهَبَ الْحَرْبِيُّ إِلَى أَنَّ الصَّلَاة كَانَتْ مَفْرُوضَة رَكْعَتَيْنِ بِـ الْغَدَاةِ وَ رَكْعَتَيْنِ بِالْعَشِيِّ ، وَذَكَرَ الشَّافِعِيّ [(كما فصلت عاليه]) عَنْ بَعْض أَهْل الْعِلْم أَنَّ صَلَاة اللَّيْل كَانَتْ مَفْرُوضَة ثُمَّ نُسِخَتْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ﴾ فَصَارَ الْفَرْض قِيَام بَعْض اللَّيْل ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْس" انتهى. وقال [( ابن حجر العسقلاني )] أيضا: " كَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْل الْإِسْرَاء يُصَلِّي قَطْعًا ، وَكَذَلِكَ أَصْحَابه لَكِنْ اُخْتُلِفَ هَلْ اُفْتُرِضَ قَبْل الْخَمْس شَيْء مِنْ الصَّلَاة أَمْ لَا؟ .. فــ قيل: إِنَّ الْفَرْض أَوَّلًا كَانَ صَلَاة قَبْل طُلُوع الشَّمْس وَصَلَاة قَبْل غُرُوبهَا ، وَالْحُجَّة فِيهِ قَوْله تَعَالَى: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّك قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ﴾ وَنَحْوهَا مِنْ الْآيَات " انتهى بتصرف يسير. وعليه : - دل حديث هرقل السابق على أن الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم أجمعين- كانوا قد أُمروا بـ عبادات أخرى في أول البعثة المحمدية وبداية الرسالة الإسلامية ، سوى التوحيد والصلاة ؛ فــ فيه [(أي الحديث السابق)] أمرهم بــ الزكاة والصدق والعفاف والصلة . قال ابن كثير - رحمه الله- :" كان في ابتداء الإسلام يصومون من كل شهر ثلاثة أيام ، ثم نسخ ذلك بصوم شهر رمضان . وقد رُوي أن الصيام كان أولا كما كان عليه الأمم قبلنا ، من كل شهر ثلاثة أيام ، عن معاذ ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وعطاء ، وقتادة ، والضحاك بن مزاحم . وزاد : لم يزل هذا مشروعًا من زمان نوح إلى أن نَسَخ الله ذلك بصيام شهر رمضان " انتهى ."تفسير ابن كثير" (1 / 497) وقال أيضا : " لا يبعد أن يكون أصل الزكاة الصدقة كان مأمورا به في ابتداء البعثة ، كقوله تعالى : ﴿ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ﴾ [الأنعام/ 141] ، فأما الزكاة ذات النصب والمقادير فإنما بَيَّن أمرها بالمدينة ، كما أن أصل الصلاة كان واجبا قبل طلوع الشمس وقبل غروبها في ابتداء البعثة ، فلما كان ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ونصف ، فرض الله على رسوله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس ، وفصَّل شروطها وأركانها وما يتعلق بها بعد ذلك، شيئا فشيئا " انتهى ."تفسير ابن كثير" (7 / 164) .والله تعالى أعلم . " . أما مسألة هذا البحث .. فـ اقول : .-*/-*. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ - ذِكْرُ مَا كَانَ مِنَ الْأُمُورِ أَوَّلَ سَنَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ : بحوث العهد المدني المرحلة المدنية [ وَفِيهَا - يَعْنِي السَّنَةَ الْأُولَى مِنَ الْهِجْرَةِ - : زِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ : رَكْعَتَانِ بَعْدَ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ بِشَهْرٍ. ] . [الزيادة في صلاة الحضر] . قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطبري: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ - يَعْنِي السَّنَةَ الْأُولَى مِنَ الْهِجْرَةِ -زِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ فِيمَا قِيلَ ، رَكْعَتَانِ ، وَكَانَتْ صَلَاةُ الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ رَكْعَتَيْنِ ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَقْدَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ بِشَهْرٍ ، فِي رَبِيعٍ الْآخِرِ لِمُضِيِّ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مضت، مِنْهُ . وَقَالَ : وَزَعَمَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّهُ لَا خِلَافَ بَيْنَ أَهْلِ الْحِجَازِ فِيهِ.. وَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ، مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : " فُرِضَتِ الصَّلَاةُ أَوَّلَ مَا فُرِضَتْ رَكْعَتَيْنِ ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ ، وَزِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ " . وَرُوِيَ مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْهَا .وَقَدْ حَكَى الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، أَنَّ صَلَاةَ الْحَضَرِ أَوَّلَ مَا فُرِضَتْ ، فُرِضَتْ أَرْبَعًا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .. ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) . 14 رمضان 1446 هـ. 14 مارس 2025 م.
|
| |