عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 03 / 2019, 49 : 07 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,454 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 236
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
الدين لغةً







مقدمات البحث:





﴿«٢» (دَيَنَ ) الدَّالُ ؛ وَالْيَاءُ ؛ وَالنُّونُ : أَصْلٌ وَاحِدٌ . وَهُوَ جِنْسٌ مِنَ:
﴿«أ » الِانْقِيَادِ ، وَ
﴿«ب»الذُّلِّ.﴿«١/أ»﴾.
فَـ الدِّينُ : الطَّاعَةُ ،

يُقَالُ دَانَ لَهُ يَدِينُ دِينًا ، إِذَا أَصْحَبَ وَانْقَادَ وَطَاعَ ﴿«١/أ» وَ
دَانَ نَفْسَهُ أَيْ أَذَلَّهَا وَاسْتَعْبَدَهَا ﴿«١/ب» وَ
قِيلَ : حَاسَبَهَا .
يُقَالُ : دِنْتُ الْقَوْمَ أَدِينُهُمْ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهِمْ ؛

قَوْمٌ دِينٌ ، أَيْ مُطِيعُونَ مُنْقَادُونَ .
قَالَ الشَّاعِرُ :
وَكَانَ النَّاسُ إِلَّا نَحْنُ دِينَا ﴿«١/أ»﴾.
وَالْمَدِينَةُ كَأَنَّهَا مَفْعَلَةٌ ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُقَامُ فِيهَا طَاعَةُ ذَوِي الْأَمْرِ . وَ

(دَانَهُ ) مَلَكَهُ ؛ وَقِيلَ مِنْهُ سُمِّي الْمِصْرُ(مَدِينَةً ) .﴿«١/د»وَ
الْمَدِينَةُ : الْأَمَةُ (الْمَمْلُوكَةُ)
وَ
الْعَبْدُ مَدِينٌ ، كَأَنَّهُمَا أَذَلَّهُمَا الْعَمَلُ ﴿« (١/أ) انظر (1/د»
وَ

قَالَ :
رَبَتْ وَرَبَا فِي حِجْرِهَا ابْنُ مَدِينَةٍ * يَظَلُّ عَلَى مِسْحَاتِهِ يَتَرَكَّلُ﴿«١/أ».
فَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ :
يَا دِينَ قَلْبُكَ مِنْ سَلْمَى وَقَدْ دِينَا ﴿«١/أ».
فَمَعْنَاهُ : يَا هَذَا دِينَ قَلْبُكَ ، أَيْ أُذِلَّ .
فَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعَادَةَ يُقَالُ لَهَا دِينٌ ، فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا فَلِأَنَّ النَّفْسَ إِذَا اعْتَادَتْ شَيْئًا مَرَّتْ مَعَهُ وَانْقَادَتْ لَهُ . وَيُنْشِدُونَ فِي هَذَا :
كَدِينِكَ مِنْ أُمِّ الْحُوَيْرِثِ قَبْلَهَا * وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بمَأْسَلِ
وَالرِّوَايَةُ " كَدَأْبِكَ " ، وَالْمَعْنَى قَرِيبٌ﴿«١/أ» .
وَدِنْتُ الرَّجُلَ : حَمَلْتُهُ عَلَى مَا يَكْرَهُ . ودَيَّنْتُ الرَّجُلَ تَدْيِينًا إِذَا وَكَلْتَهُ إِلَى دِينِهِ ﴿«١/ب».
دَانَ الرَّجُلُ إِذَا عَزَّ ، وَ

دَانَ إِذَا ذَلَّ ، وَ
دَانَ إِذَا أَطَاعَ ، وَ
دَانَ إِذَا عَصَى ، وَ
دَانَ إِذَا اعْتَادَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا ، وَ
دَانَ إِذَا أَصَابَهُ الدِّينُ ، وَهُوَ دَاءٌ ؛ وَ
دِنْتُ الرَّجُلَ : خَدَمْتُهُ وَأَحْسَنْتُ إِلَيْهِ .
إذاً الدِّينُ : هُو الذُّلُّ . وَ
دِنْتُهُ أَدِينُهُ دَيْنًا : سُسْتُهُ . وَ
دِنْتُهُ : مَلَكْتُهُ . وَدُيِّنْتُهُ أَيْ مُلِّكْتُهُ . وَدَيَّنْتُهُ الْقَوْمَ : وَلَّيْتُهُ سِيَاسَتَهُمْ ؛
قَالَ الْحُطَيْئَةُ:
لَقَدْ دُيِّنْتِ أَمْرَ بَنِيكِ ، حَتَّى * تَرَكْتِهِمْ أَدَقَّ مِنَ الطَّحِينِ يَعْنِي مُلِّكْتِ
وَيُرْوَى : سُوِّسْتِ ، يُخَاطِبُ أُمَّهُ ، وَ

نَاسٌ يَقُولُونَ : وَمِنْهُ سُمِّيَ الْمِصْرُ مَدِينَةً .
وَ
الدَّيَّانُ : السَّائِسُ﴿«١/ب». وهو الذي يرعى الشؤون!.
فـــ
الدَّيَّانُ : مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مَعْنَاهُ الْحَكَمُ الْقَاضِي﴿«١/أ»

وَ
سُئِلَ بَعْضُ السَّلَفِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَقَالَ :

" كَانَ دَيَّانَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا " ؛
أَيْ قَاضِيهَا وَحَاكِمَهَا ﴿«١/أ»
وَ
الدَّيَّانُ : الْقَهَّارُ ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الْإِصْبَعِ الْعُدْوَانِيِّ:
لَاهِ ابْنُ عَمِّكَ ، لَا أَفَضَلْتَ فِي حَسَبٍ فِينَا ، وَلَا أَنْتَ دَيَّانِي فَتَخْزُونِي !
أَيْ لَسْتَ بِقَاهِرٍ لِي فَتَسُوسُ أَمْرِي ﴿«١/أ»
وَعليه فَـــ
الدَّيَّانُ : هو اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ . وَهو الْقَهَّارُ ﴿«١/أ» وَ
قِيلَ : الْحَاكِمُ وَالْقَاضِي ، وَ

هُوَ فَعَّالٌ مِنْ دَانَ النَّاسَ أَيْ قَهَرَهُمْ عَلَى الطَّاعَةِ﴿«١/د)».
يُقَالُ : دِنْتُهُمْ فَدَانُوا أَيْ قَهَرْتُهُمْ فَأَطَاعُوا ؛

وَ
مِنْهُ شِعْرُ الْأَعْشَى الْحِرْمَازِيِّ يُخَاطِبُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

يَا سَيِّدَ النَّاسِ وَدَيَّانَ العَرَبْ ﴿«١/ب+د)
وجاء.:"عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَرِضَ أَبُوطَالِبٍ فَجَاءَتْ قُرَيْشٌ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَ رَأْسِ أَبِي طَالِبٍ مَجْلِسُ رَجُلٍ ، فَقَامَ أَبُو جَهْلٍ كَيْ يَمْنَعَهُ ذَاكَ وَشَكَوْهُ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَــ

قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي مَا تُرِيدُ مِنْ قَوْمِكَ ؟ ؛
قَالَ : " يَا عَمِّ ، إِنَّمَا أُرِيدُ مِنْهُمْ كَلِمَةً تَذِلُّ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ وَتُؤَدَّى إِلَيْهِمْ بِهَا جِزْيَةُ الْعَجَمِ " .
قَالَ : كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ ؟ ؛
قَالَ : " كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ " ؛
قَالَ : مَا هِيَ ؟ ؛
قَالَ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " .
قَالَ : فَقَالُوا :
" أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ؟ "...
قَالَ : وَنَزَلَ فِيهِمْ :" ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ "... حَتَّى بَلَغَ :" إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ"
[هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاه(اي البخاري ومسلم)] ُ﴿« 3».
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي طَالِبٍ [﴿«وهو الشاهد »] قَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

﴿« أُرِيدُ مِنْ قُرَيْشٍ كَلِمَةً تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ »﴾...
أَيْ تُطِيعُهُمْ وَتَخْضَعُ لَهُمْ﴿«١/د».
وَ
الدِّينُ : الْإِسْلَامُ ، وَقَدْ دِنْتُ بِهِ﴿«١/ب»، وَالدِّينُ لِلَّهِ مِنْ هَذَا إِنَّمَا هُوَ طَاعَتُهُ وَالتَّعَبُّدُ لَهُ وَدَانَهُ دَيْنًا أَيْ أَذَلَّهُ وَاسْتَعْبَدَهُ .﴿«١/ب+د».
فَأَمَّا قَوْلُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : ﴿«مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ »، فَــ

يُقَالُ : فِي طَاعَتِهِ ، وَ
يُقَالُ فِي حُكْمِهِ . وَ
مِنْهُ : ﴿«مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ »، أَيْ يَوْمِ الْحُكْمِ . وَقَالَ قَوْمٌ : الْحِسَابُ وَالْجَزَاءُ . وَأَيُّ ذَلِكَ كَانَ فَهُوَ أَمْرٌ يُنْقَادُ لَهُ . وَقَالَ : دِينَ الرَّجُلُ يُدَانُ ، إِذَا حُمِلَ عَلَيْهِ مَا يَكْرَهُ .﴿«١/أ»﴾.



والمحصلة من البحث لُغةً:"


أن العرب الأقحاح وضعوا لمعنى الدين ما يفهم منه أنه التذلل.. والانقياد.. والطاعة.. والسياسة وفق ما يراه السيد ؛ ويعلو عليه وفق ما أمر به "رب" الإنسان و"مالكه" و"خالقه" و"رازقه" ، وهو الله- تعالى في سماه وسما في علاه وتقدست اسماه-... ومن فهم لما اعتبر التكليف (سواء بالقيام بالفعل أو الامتناع عنه) مشقة... لذا وجب تقوية الإيمان ؛ فهو يقوى ويضعف ليرتقي المسلم بإيمانه ليصل إلى درجة المؤمن ثم يرتقي فيصل إلى درجة المحسن....

وللحديث بقية...










عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس