27 / 03 / 2019, 49 : 07 PM | المشاركة رقم: 8 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ذهبي | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 06 / 12 / 2017 | العضوية: | 54443 | المشاركات: | 1,454 [+] | بمعدل : | 0.53 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 236 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح الدين لغةً مقدمات البحث: ﴿«„٢‟»﴾ (دَيَنَ ) الدَّالُ ؛ وَالْيَاءُ ؛ وَالنُّونُ : أَصْلٌ وَاحِدٌ . وَهُوَ جِنْسٌ مِنَ: ﴿«„ أ ‟»﴾ الِانْقِيَادِ ، وَ ﴿«„ ب‟»﴾الذُّلِّ.﴿«„١/أ‟»﴾. فَـ الدِّينُ : الطَّاعَةُ ، يُقَالُ دَانَ لَهُ يَدِينُ دِينًا ، إِذَا أَصْحَبَ وَانْقَادَ وَطَاعَ ﴿«„١/أ‟»﴾ وَ دَانَ نَفْسَهُ أَيْ أَذَلَّهَا وَاسْتَعْبَدَهَا ﴿«„١/ب‟»﴾ وَ قِيلَ : حَاسَبَهَا . يُقَالُ : دِنْتُ الْقَوْمَ أَدِينُهُمْ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهِمْ ؛ قَوْمٌ دِينٌ ، أَيْ مُطِيعُونَ مُنْقَادُونَ . قَالَ الشَّاعِرُ : وَكَانَ النَّاسُ إِلَّا نَحْنُ دِينَا ﴿«„١/أ‟»﴾. وَالْمَدِينَةُ كَأَنَّهَا مَفْعَلَةٌ ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُقَامُ فِيهَا طَاعَةُ ذَوِي الْأَمْرِ . وَ (دَانَهُ ) مَلَكَهُ ؛ وَقِيلَ مِنْهُ سُمِّي الْمِصْرُ(مَدِينَةً ) .﴿«„١/د‟»﴾وَ الْمَدِينَةُ : الْأَمَةُ (الْمَمْلُوكَةُ) وَ الْعَبْدُ مَدِينٌ ، كَأَنَّهُمَا أَذَلَّهُمَا الْعَمَلُ ﴿«„ (١/أ) انظر (1/د‟»﴾ وَ قَالَ : رَبَتْ وَرَبَا فِي حِجْرِهَا ابْنُ مَدِينَةٍ * يَظَلُّ عَلَى مِسْحَاتِهِ يَتَرَكَّلُ﴿«„١/أ‟»﴾. فَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ : يَا دِينَ قَلْبُكَ مِنْ سَلْمَى وَقَدْ دِينَا ﴿«„١/أ‟»﴾. فَمَعْنَاهُ : يَا هَذَا دِينَ قَلْبُكَ ، أَيْ أُذِلَّ . فَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعَادَةَ يُقَالُ لَهَا دِينٌ ، فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا فَلِأَنَّ النَّفْسَ إِذَا اعْتَادَتْ شَيْئًا مَرَّتْ مَعَهُ وَانْقَادَتْ لَهُ . وَيُنْشِدُونَ فِي هَذَا : كَدِينِكَ مِنْ أُمِّ الْحُوَيْرِثِ قَبْلَهَا * وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بمَأْسَلِ وَالرِّوَايَةُ " كَدَأْبِكَ " ، وَالْمَعْنَى قَرِيبٌ﴿«„١/أ‟»﴾ . وَدِنْتُ الرَّجُلَ : حَمَلْتُهُ عَلَى مَا يَكْرَهُ . ودَيَّنْتُ الرَّجُلَ تَدْيِينًا إِذَا وَكَلْتَهُ إِلَى دِينِهِ ﴿«„١/ب‟»﴾. دَانَ الرَّجُلُ إِذَا عَزَّ ، وَ دَانَ إِذَا ذَلَّ ، وَ دَانَ إِذَا أَطَاعَ ، وَ دَانَ إِذَا عَصَى ، وَ دَانَ إِذَا اعْتَادَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا ، وَ دَانَ إِذَا أَصَابَهُ الدِّينُ ، وَهُوَ دَاءٌ ؛ وَ دِنْتُ الرَّجُلَ : خَدَمْتُهُ وَأَحْسَنْتُ إِلَيْهِ . إذاً الدِّينُ : هُو الذُّلُّ . وَ دِنْتُهُ أَدِينُهُ دَيْنًا : سُسْتُهُ . وَ دِنْتُهُ : مَلَكْتُهُ . وَدُيِّنْتُهُ أَيْ مُلِّكْتُهُ . وَدَيَّنْتُهُ الْقَوْمَ : وَلَّيْتُهُ سِيَاسَتَهُمْ ؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ: لَقَدْ دُيِّنْتِ أَمْرَ بَنِيكِ ، حَتَّى * تَرَكْتِهِمْ أَدَقَّ مِنَ الطَّحِينِ يَعْنِي مُلِّكْتِ وَيُرْوَى : سُوِّسْتِ ، يُخَاطِبُ أُمَّهُ ، وَ نَاسٌ يَقُولُونَ : وَمِنْهُ سُمِّيَ الْمِصْرُ مَدِينَةً . وَ الدَّيَّانُ : السَّائِسُ﴿«„١/ب‟»﴾. وهو الذي يرعى الشؤون!. فـــ الدَّيَّانُ : مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مَعْنَاهُ الْحَكَمُ الْقَاضِي﴿«„١/أ‟»﴾ وَ سُئِلَ بَعْضُ السَّلَفِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَقَالَ : " كَانَ دَيَّانَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا " ؛ أَيْ قَاضِيهَا وَحَاكِمَهَا ﴿«„١/أ‟»﴾ وَ الدَّيَّانُ : الْقَهَّارُ ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الْإِصْبَعِ الْعُدْوَانِيِّ: لَاهِ ابْنُ عَمِّكَ ، لَا أَفَضَلْتَ فِي حَسَبٍ فِينَا ، وَلَا أَنْتَ دَيَّانِي فَتَخْزُونِي ! أَيْ لَسْتَ بِقَاهِرٍ لِي فَتَسُوسُ أَمْرِي ﴿«„١/أ‟»﴾ وَعليه فَـــ الدَّيَّانُ : هو اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ . وَهو الْقَهَّارُ ﴿«„١/أ‟»﴾ وَ قِيلَ : الْحَاكِمُ وَالْقَاضِي ، وَ هُوَ فَعَّالٌ مِنْ دَانَ النَّاسَ أَيْ قَهَرَهُمْ عَلَى الطَّاعَةِ﴿«„١/د)‟»﴾. يُقَالُ : دِنْتُهُمْ فَدَانُوا أَيْ قَهَرْتُهُمْ فَأَطَاعُوا ؛ وَ مِنْهُ شِعْرُ الْأَعْشَى الْحِرْمَازِيِّ يُخَاطِبُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا سَيِّدَ النَّاسِ وَدَيَّانَ العَرَبْ ﴿«„١/ب+د) وجاء.:"عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : مَرِضَ أَبُوطَالِبٍ فَجَاءَتْ قُرَيْشٌ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَ رَأْسِ أَبِي طَالِبٍ مَجْلِسُ رَجُلٍ ، فَقَامَ أَبُو جَهْلٍ كَيْ يَمْنَعَهُ ذَاكَ وَشَكَوْهُ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَــ قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي مَا تُرِيدُ مِنْ قَوْمِكَ ؟ ؛ قَالَ : " يَا عَمِّ ، إِنَّمَا أُرِيدُ مِنْهُمْ كَلِمَةً تَذِلُّ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ وَتُؤَدَّى إِلَيْهِمْ بِهَا جِزْيَةُ الْعَجَمِ " . قَالَ : كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ ؟ ؛ قَالَ : " كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ " ؛ قَالَ : مَا هِيَ ؟ ؛ قَالَ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " . قَالَ : فَقَالُوا : " أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ؟ "... قَالَ : وَنَزَلَ فِيهِمْ :" ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ "... حَتَّى بَلَغَ :" إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ" [هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاه(اي البخاري ومسلم)] ُ﴿«„ 3/ج‟»﴾. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي طَالِبٍ [﴿«„ وهو الشاهد ‟»﴾] قَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ﴿«„ أُرِيدُ مِنْ قُرَيْشٍ كَلِمَةً تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ ‟»﴾... أَيْ تُطِيعُهُمْ وَتَخْضَعُ لَهُمْ﴿«„١/د‟»﴾. وَ الدِّينُ : الْإِسْلَامُ ، وَقَدْ دِنْتُ بِهِ﴿«„١/ب‟»﴾، وَالدِّينُ لِلَّهِ مِنْ هَذَا إِنَّمَا هُوَ طَاعَتُهُ وَالتَّعَبُّدُ لَهُ وَدَانَهُ دَيْنًا أَيْ أَذَلَّهُ وَاسْتَعْبَدَهُ .﴿«„١/ب+د‟»﴾. فَأَمَّا قَوْلُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : ﴿«„ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ ‟»﴾، فَــ يُقَالُ : فِي طَاعَتِهِ ، وَ يُقَالُ فِي حُكْمِهِ . وَ مِنْهُ : ﴿«„ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ‟»﴾، أَيْ يَوْمِ الْحُكْمِ . وَقَالَ قَوْمٌ : الْحِسَابُ وَالْجَزَاءُ . وَأَيُّ ذَلِكَ كَانَ فَهُوَ أَمْرٌ يُنْقَادُ لَهُ . وَقَالَ : دِينَ الرَّجُلُ يُدَانُ ، إِذَا حُمِلَ عَلَيْهِ مَا يَكْرَهُ .﴿«„١/أ‟»﴾. والمحصلة من البحث لُغةً:" أن العرب الأقحاح وضعوا لمعنى الدين ما يفهم منه أنه التذلل.. والانقياد.. والطاعة.. والسياسة وفق ما يراه السيد ؛ ويعلو عليه وفق ما أمر به "رب" الإنسان و"مالكه" و"خالقه" و"رازقه" ، وهو الله- تعالى في سماه وسما في علاه وتقدست اسماه-... ومن فهم لما اعتبر التكليف (سواء بالقيام بالفعل أو الامتناع عنه) مشقة... لذا وجب تقوية الإيمان ؛ فهو يقوى ويضعف ليرتقي المسلم بإيمانه ليصل إلى درجة المؤمن ثم يرتقي فيصل إلى درجة المحسن.... وللحديث بقية...
|
| |