أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: في ذكرى مولده : ١٥ نوفمبر ١٨٨٩م * (آخر رد :دكتور محمد فخر الدين الرمادي)       :: لأول مرة نلتقى مع فضيلة الشيخ / حمدى محمود الزامل ، وماتيسر له من سورة مريم + النمل والانشقاق - تلاوة نادرة مسجلة بقرية ديسط طلخا (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: 158 الموادعة .. دستور المدينة! (آخر رد :دكتور محمد فخر الدين الرمادي)       :: الشيخ محمود محمد الخشت - قرآن فجر الثلاثاء ٢٠٢٤/١١/٥ (آخر رد :أبو جنى)       :: روضة الأنوار في سيرة النبي المختار كتاب الكتروني رائع (آخر رد :عادل محمد)       :: الشيخ حلمى الجمل - قرآن فجر الأربعاء ٢٠٢٤/١٠/٣٠ (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: صلاة الفجر للشيخ محمد برهجي 26 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ بدر التركي 26 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: صلاة العشاء للشيخ أحمد الحذيفي 25 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالباري الثبيتي 25 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع طويلب علم مبتدئ مشاركات 1 المشاهدات 679  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 02 / 11 / 2013, 20 : 02 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
طويلب علم مبتدئ
اللقب:
عضو ملتقى ماسي


البيانات
التسجيل: 21 / 01 / 2008
العضوية: 19
المشاركات: 30,241 [+]
بمعدل : 4.92 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 295
طويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the roughطويلب علم مبتدئ is a jewel in the rough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
طويلب علم مبتدئ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح








أذكركم الله في أهل بيتي
لا يخفى ما يتوهمه البعض من عداوة بين الصحابة وآل البيت رضي الله عن الجميع، وأن الصحابة قد ظلموا أهل البيت، وأن أهل البيت لا يحبون الصحابة بسبب ذلك، لكن ثبت في الكتب المعتبرة لدى الشيعة ولدى السنة ما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ما كان بين الصحابة وأهل بيت النبوة هو علاقة عنوانها الود والمحبة والولاء والرحمة، تحقيقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أذكركم الله في أهل بيتي»، ولقوله تعالى: ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح:29].
محبة الصحابة لأهل البيت:
فكان الصحابة رضي الله عنهم يبادلون أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم نفس الحب، وينزلونهم المكانة اللائقة بهم، وحفظوا فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قالها يوم غدير خم: «أذكركم الله في أهل بيتي» [رواه مسلم].
قال الصدّيق رضي الله عنه: "والذي نفسي بيده! لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحبُ إليّ أن أصل من قرابتي" [رواه البخاري ومسلم]، وروى البخاريُّ في صحيحه أيضاً عن ابن عمر، عن أبي بكر رضي الله عنه قال: "ارقُبُوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته". عن عُقبة بن الحارث رضي الله عنه قال: صلَّى أبو بكر رضي الله عنه العصرَ، ثم خرج يَمشي، فرأى الحسنَ يلعبُ مع الصِّبيان، فحمله على عاتقه، وقال: بأبي شبيهٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم لا بعلي وعليٌّ يضحك" [رواه البخاري].
قال الحافظ في شرحه: "قوله: (بأبي): فيه حذفٌ تقديره أفديه بأبي".
وفي كتاب اقتضاء الصراط المستقيم (1/446) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: أنَّ عمر بنَ الخطاب رضي الله عنه لَمَّا وضع ديوان العَطاءِ كتب الناسَ على قَدْرِ أنسابِهم، فبدأ بأقربِهم فأقربهم نسباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا انقضت العربُ ذكر العَجَم، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين، وسائر الخلفاء من بَنِي أُميَّة ووَلَدِ العباس إلى أن تغيَّر الأمرُ بعد ذلك
وقال أيضاً (1/453): إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين وضع الديوان، قالوا له: يبدأ أميرُ المؤمنين بنفسِه، فقال: لا! ولكن ضَعُوا عمر حيث وضعه الله، فبدأ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ مَن يليهِم، حتى جاءت نوْبَتُه في بَنِي عديٍّ، وهم متأخِّرون عن أكثر بطون قريش.
ومن صور إكرام عمر وتقديره لأهل البيت ما ذكره ابن أبي الحديد عن يحيى بن سعيد أنه قال: "أمر عمرُ الحسينَ بن علي أن يأتيه في بعض الحاجة فلقي الحسين عليه السلام عبد الله بن عمر فسأله من أين جاء؟ قال: استأذنت على أبي فلم يأذن لي فرجع الحسين، ولقيه عمر من الغد، فقال: ما منعك أن تأتيني؟ قال: قد أتيتك، ولكن أخبرني ابنك عبد الله أنه لم يؤذن له عليك فرجعت، فقال عمر: وأنت عندي مثله؟ وهل أنبت الشعر على الرأس غيركم" [شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3/110].
وكان عمر رضي الله عنه يقول: "عيادة بني هاشم سنة، وزيارتهم نافلة" [وهذا النص ذكره الطوسي في كتاب الأمالي (2/345)].
ونقل الطوسي والصدوق أن عمر لم يكن يستمع إلى أحد يطعن في علي بن أبي طالب ولم يكن يتحمله، ومرة "وقع رجل في علىّ عليه السلام بمحضر من عمر، فقال: تعرف صاحب هذا القبر؟ - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - لا تذكر علياً إلا بخير، فإنك إن آذيته آذيت هذا في قبره ". [الأمالي للطوسي 2/46، ومثله ورد في مناقب لابن شهر آشوب 2/154].
وكان عثمان يهدي للحسن والحسين رضي الله عنهما الغنائم والهدايا كما كان يبعث إليهم الجواري والخدم.
نقل المامقاني عن الرضا - الإمام الثامن - أنه قال: "إن عبد الله بن عامر بن كريز لما افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجرد ابن شهريار ملك الأعاجم، فبعث بهما إلى عثمان بن عفان فوهب إحداهما للحسن والأخرى للحسين فماتتا عندهما نفساوين" [تنقيح المقال في علم الرجال للمقامقاني 3/ 80].
وكان يكرمهما ويحبهما: ذكر الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية: أنّ الحسن بن علي دخل على معاوية بن أبي سفيان في مجلسه، فقال له معاوية: مرحباً وأهلاً بابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمر له بثلاثمائة ألف.
وأورد أيضاً أنّ الحسن والحسين رضي الله عنهما وفدا على معاوية رضي الله عنه فأجازهما بمائتي ألف، وقال لهما: "ما أجاز بهما أحدٌ قبلي"، فقال الحسين: "ولم تعط أحداً أفضل منا".
أهل السنة يتقربون إلى الله بحب أهل البيت والترضي عنهم والثناء عليهم. فهم يحبون علي بن أبي طالب ويحبون الحسنين وفاطمة، وعلي بن الحسين الملقب بزين العابدين، ومحمد بن علي الملقب بالباقر وجعفر الصادق وزيد بن علي.
روى البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: «لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله»، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها. قال: فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال: «أين علي ابن أبي طالب»؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال: فأرسلوا إليه فأتى به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية. فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: «انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله؛ فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم».
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في علي بن أبي طالب: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» [رواه الترمذي من حديث زيد بن أرقم].
وجاء عن ستة من الصحابة: «من كنت وليّه فعليّ وليّه».
وليس في هذا الحديث أن عليًا أحق بالخلافة؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يوصِ بالخلافة، وإنما أشار إشارات في أبي بكر الصديق، وهو حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «ادعي لي أباك وأخاك حتّى أكتب كتابًا؛ فإنّي أخاف أن يتمنّى متمنّ ويقول قائل: أنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إلاّ أبا بكر».
ويقول الإمام الشافعي والطحاوي رحمهما الله: إن الحديث لا يدل على أن عليًا أحق بالخلافة، وإنما هو ولاء الإسلام كقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ [المائدة:55]، وكقوله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ [التوبة:71]، فإن قال قائل: فلم خصّ علي؟ فالجواب: أن خصوصية علي دليل على منْزلته الرفيعة، ففرق بين علو المنْزلة، وبين الاستحقاق للخلافة.
ثانياً: فاطمة رضي الله عنها روى البخاري رحمه الله تعالى في "باب مناقب فاطمة رضي الله عنها"، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاطمة سيدة نساء أهل الجنة».
وفي مسند الإمام أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "أقبلت فاطمة تمشي كأنّ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: «مرحبًا بابنتي»، ثمّ أجلسها عن يمينه، أو عن شماله، ثمّ إنّه أسرّ إليها حديثًا فبكت، فقلت لها: استخصّك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثه ثمّ تبكين؟! ثمّ إنّه أسرّ إليها حديثًا فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن، فسألتها عمّا قال، فقالت: ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. حتّى إذا قبض النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم سألتها فقالت: إنّه أسرّ إليّ فقال: «إنّ جبريل عليه السّلام كان يعارضني بالقرآن في كلّ عام مرّةً، وإنّه عارضني به العام مرّتين، ولا أراه إلاّ قد حضر أجلي، وإنّك أوّل أهل بيتي لحوقًا بي، ونعم السّلف أنا لك»، فبكيتُ لذلك، ثمّ قال: «ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأمّة، أو نساء المؤمنين؟» قالت: فضحكتُ لذلك".
وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «فاطمة بضعة منّي يغضبني ما يغضبها، ويريبني ما أرابها» [رواه البخاري من حديث مسور بن مخرمة].
ثالثاً: الحسن والحسين رضي الله عنهما: روى الترمذي بإسناده إلى البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر حسناً وحسيناً فقال: «اللهم إني أحبهما فأحبهما» [وصححه الألباني].
وروى أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».
وفي صحيح البخاري: أن رجلاً سأل ابن عمر عن دم البعوض إذا قتله الشخص وهو محرم فأصابه الدم فقال: ممّن أنت، فقال: من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسمعت النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «هما ريحانتاي من الدّنيا».
وفي صحيح البخاري أيضاً من حديث البراء رضي الله عنه قال: رأيت النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم والحسن بن عليّ على عاتقه يقول: «اللّهمّ إنّي أحبّه فأحبّه».
هذا غيض من فيض مما ورد في مناقبهم رضي الله عنهم، فقد أفرد الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه أبواباً لذكر فضـائل ومناقب آل البيت، منها على سبيل المثال: "باب منـاقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبا الحسـن رضي الله عنه". "باب منـاقب جعفر بن أبي طالب الهاشمي رضي الله عنه". "باب منـاقب قرابة رســول الله صلى الله عليه وسلم". باب منقبة فاطمة عليها السـلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم.
كما أفرد الإمام مسم رحمه الله في كتـبه الصحيح أبواباً منها: "فضائل الحسـن والحُسين رضي الله عنهما". "فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ". "فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام". "من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه". "فضائل عبد الله بن جعفر رضي الله عنه".
وأفرد الإمام الترمذي رحمه الله أبواباً في جامعِهِ في ذِكرِ فضائل آل البيت عليهم السلام، منها: "بـاب منـاقب علي بن أبي طـالب رضي الله عنه، ولهُ كُنيَتان أبو تراب وأبو الحسن". "باب قول الأنصار: كُنـا نعرف المُنافقين ببغضهم علي بن أبي طالب". "بـاب مناقب أبي الفضـل عُمُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو العباس بن عبد المُطلب رضي الله عنه". "باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه". "باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما".
رابعاً: علي بن الحسين (زين العابدين) رحمه الله تعالى: قال عنه يحي بن سعيد: "هو أفضل هاشمي رأيته في المدينة" [الحلية3/138].
وقال الزهري: "لم أر هاشمياً أفضل من علي بن الحسين" [الحلية 3/141، وتهذيب التهذيب 7/305).
وقال محمد بن سعد: "كان ثقة مأموناً كثير الحديث عالياً رفيعاً ورعاً" [الطبقات الكبرى 5/222].
خامساً: محمد بن علي (الباقر) رحمه الله تعالى. قال عنه ابن سعد: "كان كثير العلم والحديث" [الطبقات الكبرى 5/324].
وقال الصفدي: "هو أحد من جمع العلم والفقه والديانة" [الوافي بالوفيات4/102].
وقد اتفق الحفاظ على الاحتجاج به كما نص على ذلك الذهبي [سير أعلام النبلاء 4/413].
سادساً: جعفر بن محمد (الصادق) رحمه الله تعالى: قال عنه أبو حنيفة: "ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد" [تذكرة الحفاظ 1/166].
وقال الذهبي رحمه الله: "... وكان من جلَّة علماء المدينة، وحدَّث عنه جماعة من الأئمة، منهم أبو حنيفة ومالك وغيرهما".
وقال أيضاً [في السير (6/255)]: "وكان يغضب من الرافضة، ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر ظاهراً وباطناً، هذا لا ريب فيه".
سابعاً: موسى بن جعفر (الكاظم) رحمه الله تعالى: قال فيه أبو حاتم الرازي: "ثقة صدوق إمام من أئمة المسلمين" [الجرح والتعديل 4/139].
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية: "وموسى بن جعفر مشهود له بالعبادة والنسك" [منهاج السنة 4/57].
وقال الذهبي: "كان موسى من أجواد الحكماء ومن العباد الأتقياء" [ميزان الاعتدال 4/202].
ثامناً: علي بن موسى (الرضا) رحمه الله تعالى: قال عنه الذهبي: "كان من العلم والدين والسؤدد بمكان" [السير للذهبي (9/387)].
تاسعاً: محمد بن علي (الجواد) رحمه الله تعالى: قال ابن تيمية: "كان يعد من أعيان بني هاشم، وهو معروف بالسخاء والسؤدد" [منهاج السنة 4/68].
طائفة من أقوال العلماء في بيان عقيدة أهل السنة في أهل البيت:
قال الإمام الحسن بن علي البربهاري في (شرح السنة): "واعرف لبني هاشم فضلهم، لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتعرَّف فضل قريش والعرب، وجميع الأفخاذ، فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام، ومولى القوم منهم، وتعرف لسائر الناس حقهم في الإسلام، واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم، وآل الرسول فلا تنساهم، واعرف فضلهم وكراماتهم".
وقال عمر بن عبد العزيز [كما في طبقات ابن سعد (5/333)]، أنه قال لفاطمة بنت علي بن أبي طالب: "يا ابنة علي! والله ما على ظهر الأرض أهلُ بيت أحبُّ إليَّ منكم، ولأَنتم أحبُّ إليَّ مِن أهل بيتِي".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولا ريب أنّ لآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم حقاً على الأمة لا يشركهم فيه غيرهم، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش، كما أنّ قريشاً يستحقون المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل".
قال ابن حجر [في فتح الباري (3/11)] في حديث في إسنادِه علي بن حسين، عن حسين بن علي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، قال: وهذا من أصحِّ الأسانيد، ومن أشرف التراجم الواردةِ فيمَن روى عن أبيه، عن جدِّه.
أمَّا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فقد سمى أولاده بأسماء أهل البيت فمن أولاده: علي وحسن وحسين وفاطمة، وهذا يدلُّ على مَحبَّته لأهل بيت النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وتقديره لهم، وقد تكرَّرت هذه الأسماء في أحفادِه.
وقال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي [في كتابه التنبيهات اللطيفة]: "فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجبة من وجوه، منها: إسلامهم وفضلهم وسوابقهم، ولما خصهم الله به من قرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم واتصالهم بنسبه، ولحثه صلى الله عليه وسلم على حبهم".
قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله [في شرح العقيدة الواسطية]: "ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحبونهم للإيمان، وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يكرهونهم أبداً".
فأهل السنة يعتقدون بأن حب آل البيت والصحابة فرض، لا يستقيم إسلام أحد إلا بحبهم، ورفض من يرفضهم من الناصبة والرافضة.
وقال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - في وسطية أهل السنة في آل البيت والصحابة بين الرافضة والنواصب: "موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة وأهل البيت، موقف الاعتدال والوسط بين الإفراط والتفريط والغلو والجفاء، يتولون جميع المؤمنين لا سيما السابقين الأولين من المهاجرين والأنصــار، والذين اتبعوهم بإحســان. ويتولون أهل البيت، ويعرفون قدر الصحابة وفضلهم ومنزلتهم، ويرعون حقوق أهل البيت التي شرعها الله لهم. ويتبرءون من طريقة الروافض الذين يسبّون الصحابة ويطعنون فيهم، ويغلون في حق علي بن أبي طالب وأهل البيت، ومن طريقة النواصب الذين ينصبون العداوة لأهل البيت ويكفرونهم ويطعنون فيهم".
وأما كتب الشيعة فقد نقلت روايات كثيرة تبين العلاقة الحميمة التي كانت بين الصحابة وآل البيت.
فأئمة أهل البيت مدحوا الصحابة جملة، كما في كتاب نهج البلاغة (143) وهو من الكتب المعتبرة عند الشيعة، وكتاب الإرشاد للمفيد (126) أن الإمام الأول عند الشيعة علي رضي الله عنه مدح الصحابة قائلاً: "لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فما أرى أحداً يشبههم منكم! لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم! كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم! إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفاً من العقاب، ورجاء للثواب".
ومدح المهاجرين في جوابه لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بقوله: "فاز أهل السبق بسبقهم، وذهب المهاجرون الأولون بفضلهم" [نهج البلاغة (383)]، كما مدح الأنصار من أصحاب محمد عليه السلام بقوله: "هم والله ربوا الإسلام كما يربي الفلو..." [كتاب نهج البلاغة (557)].
وروى المجلسي الذي يسمى "خاتمة المجتهدين" و"إمام الأئمة في المتأخرين"، رواية وصفها أنها "موثوقة" في كتابه "حياة القلوب" عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لأصحابه: "أوصيكم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تسبوهم، فإنهم أصحاب نبيكم، وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا في الدين شيئاً، ولم يوقروا صاحب بدعة، نعم! أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم في هؤلاء" [حياة القلوب للمجلسي (2/621)].
وكان علي بن الحسين (زين العابدين) يدعو للصحابة بقوله: "فاذكرهم منك بمغفرة ورضوان اللهم وأصحاب محمد خاصة، الذين أحسنوا الصحابة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكاتفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الحق عليك، وكانوا من ذلك لك وإليك، واشكرهم على هجرتهم فيك ديارهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثرة في اعتزاز دينك إلى أقله، اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ﴾ [الحشر:10]، خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحروا جهتهم، لو مضوا إلى شاكلتهم لم يثنهم ريب في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفوِ آثارهم والائتمام بهداية منارهم مكانفين ومؤازرين لهم، يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يتفقون عليهم، ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم" [صحيفة زين العابدين 13].
وقال الإمام الحادي عشر الحسن العسكري [في تفسيره (65)]: إن كليم الله موسى سأل ربه هل في أصحاب الأنبياء أكرم عندك من صحابتي؟ قال الله: يا موسى! أما عملت أن فضل صحابة محمد صلى الله عليه وسلم على جميع صحابة المرسلين كفضل محمد صلى الله عليه وسلم على جميع المرسلين والنبيين".
وقال أيضاً "إن رجلاً ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين أو واحداً منهم يعذبه الله عذاباً لو قسم على مثل عدد خلق الله لأهلكهم أجمعين" [تفسير الحسن العسكري 196].
وأورد العياشي [في تفسيره (1/109)] رواية عن الإمام محمد الباقر تنفي ما يدعيه الشيعة من وقوع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في النفاق، وتثبت لهم الإيمان ومحبة الله عز وجل، وهذه الرواية أوردها العياشي والبحراني عن سلام قال: كنت عند أبي جعفر، فدخل عليه حمران بن أعين، فسأله عن أشياء، فلما هم حمران بالقيام قال لأبي جعفر عليه السلام: أخبرك أطال الله بقاك وأمتعنا بك، إنا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا، وتسلوا أنفسنا عن الدنيا، وتهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال، ثم نخرج من عندك، فإذا صرنا مع الناس والتجار أحببنا الدنيا؟ قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: إنما هي القلوب مرة يصعب عليها الأمر ومرة يسهل، ثم قال أبو جعفر: أما إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله نخاف علينا النفاق، قال: فقال لهم: ولم تخافون ذلك؟ قالوا: إنا إذا كنا عندك فذكرتنا روعنا، ووجلنا، نسينا الدنيا وزهدنا فيها حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك، ودخلنا هذه البيوت، وشممنا الأولاد، ورأينا العيال والأهل والمال، يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك، وحتى كأنا لم نكن على شيء، أفتخاف علينا أن يكون هذا النفاق؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا، هذا من خطوات الشيطان...".
وفي كتاب الخصال للقمي (ص640) أن الإمام جعفر الصادق كان يقول: "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر ألفا، ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجئ ولا حروري ولا معتزلي، ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير".
بل إن علياً رضي الله عنه شهد أن الشيخين هما أفضل الأمة بعد نبيها [كما في كتاب الشافي (2/428)] قال: "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر".
وورد في كتاب "عيون أخبار الرضا" لابن بابويه القمي (1/313) أن علياً رضي الله عنه روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر".
وذكر الكليني في كتاب "الروضة من الكافي": "أن جعفر بن محمد - الإمام السادس المعصوم لدى الشيعة - لم يكن يتولاهما فحسب، بل كان يأمر أتباعه بولايتهما أيضاً. دخلت عليه امرأة فسألته عنهما (أي أبى بكر وعمر) فقال لها: توليهما، قالت: فأقول لربي إذا لقيته: إنك أمرتني بولايتهما؟ قال: نعم" [الروضة من الكافي (8/101)].
وجاء في كتاب كشف الغمة (2/174): "أن رجلاً من أصحاب الباقر تعجب عندما وصف أبا بكر بالصديق!! فقال الرجل: أتصفه بذلك؟ فقال الباقر: نعم، الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولا في الآخرة".
الصديق وأهل البيت رضي الله عنهم:
تثبت الروايات المعتبرة من كتب الشيعة أنه لم يكن ثمة خلاف بين الصديق وبين أهل البيت في مسألة خلافة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أهل البيت بايعوه كما بايعه غيرهم.
فكان علي رضي الله عنه أحد المستشارين المقربين إليه، ويشير عليه بما يراه الأنفع والأصلح، يصلي خلفه، ويعمل بأوامره، ويقضي بقضاياه، ويستدل بأحكامه ويستند، ثم ويسمي أبناءه بأسمائه حباً له وتيمناً باسمه وتودداً إليه.
وفوق ذلك كله يصاهر أهل البيت به وبأولاده، ويتزوجون منهم ويزوجون بهم، ويتبادلون ما بينهم التحف والصلات، ويجري بينهم من المعاملات ما يجري بين الأقرباء المتحابين والأحباء المتقاربين، وكل ذلك مما روته كتب الشيعة.
فقد استدل علي بن أبي طالب رضي الله عنه على صحة خلافته وانعقادها بصحة خلافة الخلفاء الثلاثة قبله، كما في جوابه لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: "إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى" [نهج البلاغة (366، 367)].
وقال: "إنكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي، وإنما الخيار للناس قل أن يبايعوا، فإذا بايعوا فلا خيار" [ناسخ التواريخ (3/2)].
وكتب إلى معاوية رضي الله عنه: "وذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعواناً أيّدهم به، فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام كما زعمت، وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق وخليفة الخليفة الفاروق، ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم، وإن المصائب بهما لجرح في الإسلام شديد يرحمهما الله، وجزاهم الله بأحسن ما عملا" [نهج البلاغة، شرح ابن ميثم البحراني (488)].
وفي كتاب نهج البلاغة أيضاً ما يؤكد أن علياً كان يرى أحقية أبي بكر رضي الله عنه في الخلافة. فأورد شارحه ابن أبي الحديد رواية عن علي والزبير رضي الله عنهما أنهما قالا بعد مبايعتهما أبي بكر رضي الله عنه: "وإنا لنرى أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار، وإنا لنعرف له سنه، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة بالناس وهو حي" [شرح نهج البلاغة لأبي أبي الحديد (1/132)].
وكان من حب أهل البيت للصديق أنهم سموا أبنائهم باسمه.
فأولهم علي بن أبي طالب، حيث سمى أحد أبناءه بأبي بكر كما يذكر المفيد في كتاب الإرشاد (ص186) تحت عنوان: "ذكر أولاد أمير المؤمنين وعددهم وأسماءهم ومختصر من أخبارهم": محمد الأصغر المكنى بأبي بكر وعبيد الله، الشهيدان مع أخيهما الحسين ".
وهل هذا إلا دليل حب ومؤاخاة وإعظام وتقدير من عليّ للصديق رضي الله عنهما؟!
وسمى الحسن بن علي أحد أبنائه بهذا الاسم [كما ذكر ذلك اليعقوبي في تاريخه (2/228)] فقال: "وكان للحسن من الولد ثمانية ذكور وهم الحسن بن الحسن وأمه خولة... وأبو بكر وعبد الرحمن لأمهات أولاد شتى وطلحة وعبيد الله".
ويذكر الأصفهاني في كتاب مقاتل الطالبيين (87): "أن أبا بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب كان ممن قتل في كربلاء مع الحسين قتله عقبة الغنوي".
وجاء في كشف الغمة (2/74): "إن زين العابدين بن الحسن كان يكنى بأبي بكر أيضاً".
والحسين بن علي أيضاً سمى أحد أبنائه باسم الصديق كما يذكر المؤرخ الشيعي المشهور بالمسعودي [في التنبيه والإشراف(263)] عند ذكر المقتولين مع الحسين في كربلاء.
وأيضاً حسن بن الحسن بن علي، حفيد علي بن أبي طالب، سمى أحد أبنائه أبا بكر كما رواه الأصفهاني.
وسمى موسى بن جعفر الملقب بالكاظم أيضاً أحد أبنائه بأبي بكر.
وقال الأصفهاني: "إن ابنه علي بن موسى هو أيضاً كان يكنى بأبي بكر، ويروى عن عيسى بن مهران عن أبي الصلت الهروي أنه قال: سألني المأمون يوماً عن مسألة، فقلت: قال فيها أبو بكرنا، قال عيسى بن مهران: قلت لأبي الصلت: من أبو بكركم؟ فقال: علي بن موسى الرضا كان يكنى بها وأمه أم ولد" [انظر مقاتل الطالبيين (561، 562)].
والجدير بالذكر أن موسى الكاظم قد سمى أحد بناته أيضاً باسم بنت الصديق عائشة [كما ذكر ذلك المفيد في الإرشاد(303)، وكما ورد في كتاب الفصول المهمة (242)، وكشف الغمة (2/237)].
كما أن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سمى إحدى بناته، عائشة [كما في كشف الغمة (2/90)].
الفاروق وأهل البيت رضي الله عنهم:
وكان الفاروق رضي الله عنه محبوباً إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يذكر الفاروق وولايته: "ووليهم وال، فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه" [نهج البلاغة (557)].
وقال الميثم البحراني الشيعي، وكذلك الدنبلي في شرح هذا الكلام: "إن الوالي عمر بن الخطاب، وضربه بجرانه كناية بالوصف المستعار عن استقراره وتمكنه كتمكن العير البارك من الأرض" [شرح نهج البلاغة لابن الميثم (5/463)، والدرة النجفية (394)].
وقال ابن أبي الحديد: "وهذا الوالي هو عمر بن الخطاب، وهذا الكلام من خطبة خطبها في أيام خلافته ـــ قلت: أي ليس هناك حاجة لأن يقولها تقيةــ طويلة يذكر فيها قربه من النبي صلى الله عليه وسلم واختصاصه له، وإفضائه بأسراره إليه" [شرح نهج البلاغة (4/519)].
فهل هناك أوضح من هذا الاعتراف من علي رضي الله عنه بأن الدين قد استقر في عهد عمر رضي الله عنه؟!!
وروى المجلسي في بحار الأنوار عن محمد الباقر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب".
وكان علي مستشاراً لعمر رضي الله عنه: فقد استشاره في الخروج إلى غزو الروم فقال له: "إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك، فتلقهم فتنكب، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم. ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجلاً مجرباً، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهره الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى، كنت ردءاً للناس ومثابة للمسلمين" [نهج البلاغة (193)]، فلو كان علي يرى أنه أحق بالخلافة من عمر أو كان يراه كافراً، لما نصحه بقلب صادق مبدياً حرصه على سلامته!!
ولما استشار عمر علياً في الشخوص لقتال الفرس بنفسه منعه أيضاً كما في كتاب نهج البلاغة (203، 204).
وأكثر من ذلك أن عمر بن الخطاب كان ينيب علياً عنه في إمرة المسلمين، فعندما شخص إلى الشام استخلفه مكانه [كما في كتاب نهج البلاغة بشرح ابن أبي الحديد (2/370)].
لو كان علي يتطلع إلى الخلافة أو يرى أنه أحق بها من عمر، لاستغل ذلك وعزل عمر واسترد حقه، ولكنه رضي الله عنه لم يفعل مؤكداً أنه لا حق له بالخلافة.
ولأجل المحبة والعلاقة الحميمة بين علي وعمر رضي الله عنهما زوجه ابنته أم كلثوم، وقد أقر بهذا الزواج كافة أهل التاريخ والأنساب وجميع محدثي الشيعة وأصحاب الصحاح الأربعة الشيعية وأبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني في الكافي، واستدل بهذا الزواج فقهاء الشيعة على أنه يجوز نكاح الهاشمية من غير الهاشمي.
وكان علي رضي الله عنه يسير سيرة عمر رضي الله عنه، فلما قدم الكوفة قيل له: يا أمير المؤمنين! أتنزل القصر؟ قال: لا حاجة لي في نزوله؛ لأن عمر بن الخطاب كان يبغضه، ولكني نازل الرحبة" [الأخبار الطوال لأحمد بن داوود الدينوري (152)].
وكذلك لما كُلَّم في رد فدك أبى أن يعمل خلاف ما فعله عمر، قائلاً: "إني لأستحي من الله أن أردّ شيئاً منع منه أبو بكر، وأمضاه عمر" [كتاب الشافي في الإمامة (213)].
وثمة رواية تبين بكل وضوح موقف علي من خلافة عمر: ورد في كتاب الآثار، ونهج البلاغة أن الفاروق لما طعنه أبو لؤلؤة المجوسي الفارسي دخل عليه ابنا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم فقال ابن عباس: فسمعنا صوت أم كلثوم (بنت علي رضي الله عنه): واعمراه، وكان معها نسوة يبكين فارتج البيت بكاء، فقال عمر: ويل أم عمر إن الله لم يغفر له، قال ابن عباس: فقلت: والله! إني لأرجو أن لا تراها إلا مقدار ما قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ [مريم:71]، إن كنت ما علمنا لأمير المؤمنين وسيد المسلمين تقضي بالكتاب وتقسم بالسوية، فأعجبه قولي، فاستوى جالساً فقال: أتشهد لي بهذا يا ابن عباس؟ فكعكعتُ أي جبنت، فضرب عليّ عليه السلام بين كتفي وقال: اشهد، وفى رواية: لم تجزع يا أمير المؤمنين؟ فوالله لقد كان إسلامك عزاً، وإمارتك فخراً، ولقد ملأت الأرض عدلاً، فقال: أتشهد لي بذلك يا ابن عباس! قال: فكأنه كره الشهادة فتوقف، فقال له علي عليه السلام: قل: نعم، وأنا معك، فقال: نعم" [شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (3/146)، وكتاب الآثار (207)].
بل إن علياً رضي الله عنه كان يتمنى أن يلقى الله بمثل عمل عمر رضي الله عنه، فروى السيد مرتضى وأبو جعفر الطوسي وابن بابويه وابن أبي الحديد: "لما غسل عمر وكفن دخل علي عليه السلام فقال: ما على الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى - أي المكفون - بين أظهركم" [كتاب الشافي لعلم الهدى (171)، وتلخيص الشافي للطوسي (2/428)، ومعاني الأخبار للصدوق (117)].
وثبت في كتب الشيعة المعتمدة أن أهل البيت سموا أبناءهم باسم الفاروق عمر رضي الله عنه، وأول من فعل ذلك علي رضي الله عنه، فقد سمى ابنه من أم حبيب بنت ربيعة البكرية - التي منحها له أبو بكر رضي الله عنه -: عمر [كما ذكر ذلك اليعقوبي (2/213) والمفيد (176)].
وذكر المجلسي [في جلاء العيون (570)]: أن عمر بن علي كان من الذين قتلوا مع الحسين في كربلاء.
وتبع الحسن أباه في حب عمر فسمى أحد أبنائه عمر أيضاً [كما في كتاب عمدة الطالب (ص81) ومنتهى الآمال (1/240) والفصول المهمة (ص166).واستشهد مع الحسين بكربلاء، كما ذكر المجلسي في جلاء العيون (ص 582)].
والحسين رضي الله عنه أيضاً سمى أحد أبنائه باسم عمر، وكان ممن قتل معه في كربلاء أيضاً، والنص للمجلسي أيضاً [جلاء العيون (582)]، كما أن عليَّ بن الحسين (زين العابدين) قد سمى أحد أبنائه عمر [كما قال المفيد في الإرشاد (261) وكما ورد في كتاب كشف الغمة 2/105) ومنتهى الآمال(2/43)].
وكذلك موسى بن جعفر الملقب بالكاظم - الإمام السابع - سمى أحد أبنائه: عمر [كما ذكر الأربلي في كشف الغمة (216)].
أما ذو النورين فقد مدحه عليٌّ بقوله: "وما ابن أبي قحافة ولا ابن الخطاب بأولى بالعمل منك، وأنت أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشيجة رحم منهما، وقد نلت من صهره ما لم ينالا" [وهذا النص من كتاب نهج البلاغة (234)].
ومدحه جعفر الصادق بقوله [كما في الكافي]: "ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن علياً صلوات الله عليه وشيعته هم الفائزون، قال: وينادي مناد آخر النهار ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون" [الكافي في الفروع (8/209)].
وكان علي يرى صحة إمامة وخلافته لاجتماع المهاجرين والأنصار عليه، وكان أحد الستة الذين عينهم الفاروق ليختار منهم خليفة المسلمين وأمير المؤمنين، ولما بايعه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بعد ما استشار أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار، ورأى بأنهم لا يريدون غير عثمان بن عفان رضي الله عنه بايعه أول من بايعه، ثم تبعه علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما في كتاب الأمالي للطوسي أنه قال: لما قتل (يعني الفاروق) جعلني سادس ستة، فدخلت حيث أدخلني، وكرهت أن أفرق جماعة المسلمين وأشق عصاهم فبايعوا عثمان فبايعته" [الأمالي للطوسي (18/121)].
وكان من المخلصين الأوفياء لعثمان ناصحاً مستشاراً، وقد بوب محدثو الشيعة ومؤرخوها أبواباً مستقلة ذكروا فيها أقضية علي في خلافة ذي النورين رضي الله عنهم أجمعين [كما في كتاب "الإرشاد" للمفيد حيث بوب: باب "قضايا علي في زمن إمارة عثمان"].
روى الكليني عن أبي جعفر محمد الباقر أنه قال: "إن الوليد بن عقبة حين شهد عليه بشرب الخمر قال عثمان لعلي عليه السلام: اقض بينه وبين هؤلاء الذين زعموا أنه شرب الخمر، فأمر علي عليه السلام فجلد بسوط له شعبتان أربعين جلدة" [الكافي (7/215)].
وذكر اليعقوبي: "أن الوليد لما قدم على عثمان، قال: من يضربه؟ فأحجم الناس لقرابته، وكان أخا عثمان لأمه، فقام عليّ فضربه" [تاريخ اليعقوبي (2/165)]، ولا يكون هذا الفعل والعمل إلا ممن يقرّ لعثمان بصحة خلافته وبصحة صحة الأقضية التي كان يقضيها.
ولما حوصر عثمان من قبل البغاة، أرسل عليّ ابنيه الحسن والحسين وقال لهما: اذهبا بسيفكما حتى تقوما على باب عثمان فلا تدعا أحداً يصل إليه [كما في "أنساب الأشراف" للبلاذري(5/68، 69)].
وقام رضي الله عنه أول الأمر بنفسه في الدفاع عن عثمان، كما ورد في كتاب جاء في نهج البلاغة أنه: "حضر هو بنفسه مراراً، وطرد الناس عنه، وأنفذ إليه ولديه وابن أخيه عبد الله بن جعفر" [شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 10/581].
ولما منع البغاة عنه الماء قال لهم: "أيها الناس! إن الذي تفعلون لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين، إن الفارس والروم لتأسر فتطعم فتسقي، فوالله لا تقطعوا الماء عن الرجل، وبعث إليه بثلاث قرب مملوءة ماء مع فتية من بني هاشم" [ناسخ التواريخ 2/531، وأنساب الأشراف، للبلاذري 5/ 69].
ونقل المسعودي في "مروج الذهب "وهو من كبار المؤرخين الشيعة وشيخهم وعمادهم، أنه لما قتل عثمان رضي الله عنه "بلغ ذلك علياً وطلحة والزبير وسعداً وغيرهم من المهاجرين والأنصار، فاسترجع القوم، ودخل علي الدار، وهو كالواله الحزين وقال لابنيه: كيف قتل أمير المؤمنين وأنتما على الباب؟ ولطم الحسن وضرب صدر الحسين، وشتم محمد بن طلحة، ولعن عبد الله بن الزبير" [مروج الذهب للمسعودي (2/344)].
وصلى عليه الحسن بن علي كما يذكر ابن أبي الحديد: "فخرج به ناس يسير من أهله ومعهم الحسن بن علي وابن الزبير وأبو جهم بن حذيفة بين المغرب والعشاء، فأتوا به حائطاً من حيطان المدينة يعرف بحش كوكب وهو خارج البقيع فصلوا عليه" [شرح النهج لابن أبي الحديد الشيعي (1/ 198)].
وكان من حب أهل البيت لعثمان رضي الله عنه أنهم زوجوا بناتهم من أبنائه وسموا أبناءهم باسمه، فقد ذكر المفيد [في الإرشاد (186)]: أن واحداً من أبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان اسمه عثمان، وقتل مع أخيه الحسين بكربلاء، [كما في مقاتل الطالبيين(83)، وعمدة الطالب (356) وتاريخ اليعقوبي (2/213)].

الكاتب: سعد عبد الله البريك

H`;v;l hggi td Hig fdjd










عرض البوم صور طويلب علم مبتدئ   رد مع اقتباس
قديم 02 / 11 / 2013, 14 : 02 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : طويلب علم مبتدئ المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018