الإسناد من الدين!!! مهم جدا ً

[ابو الوليد البتار]

الإسناد من الدين
محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز


الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى، لاسيما المصطفى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.
أما بعد:
روى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (1 / 15) عن عبد الله بن المبارك أنه كان يقول:الإسناد من الدين. ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
فلقد خص الله - سبحانه وتعالى - أمتنا الإسلامية بخصيصة فاضلة، ألا وهي الإسناد، والإسناد عند علماء الحديث هو حكاية طريق المتن (انظر نزهة النظر لابن حجر ص 53).
قال الإمام ابن الصلاح - رحمه الله - في علوم الحديث (ص 255): " أصل الإسناد أولاً خصيصة فاضلة من خصائص هذه الأمة ".
وهذه الخصيصة لم تكن لغيرنا من الأمم،

قال ابن حزم: نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الاتصال، خص الله به المسلمين دون سائر الملل، وأما مع الإرسال والإعضال فيوجد في كثير من اليهود، لكن لا يَقْربون فيه من موسى قربنا من محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين موسى أكثر من ثلاثين عصراً، وإنما يبلغون إلى شمعون ونحوه.
قال: وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق فقط، وأما النقل بالطريق المشتملة على كذاب أو مجهول العين فكثير في نقل اليهود والنصارى. قال: وأما أقوال الصحابة والتابعين، فلا يمكن اليهود أن يبلغوا إلى صاحب نبي أصلاً، ولا إلى تابع له، ولا يمكن النصارى أن يصلوا إلى أعلى من شمْعون وبُولص. اهـ] نقله السيوطي في تدريب الراوي (2 / 143)].
وقال أبو علي الجياني: خص الله هذه الأمة بثلاثة أشياء، لم يعطها من قبلها: الإسناد، والأنساب، والإعراب. ا. هـ نقله السيوطي في التدريب (2 / 144).
فالإسناد لا يعرف لأمة من الأمم إلا للأمة الإسلامية، وحتى عند النصارى فإن الذين كتبوا الأناجيل لم يروا المسيح بعيني رؤوسهم، وأما نحن فإذا اختل الإسناد طرفة عين سقط جملة، وقد كان علماء الحديث يشددون في الإسناد، ومرة سمع الإمام الزهري أحدَ الرواة اسمه ابن أبي فروة يحدث بحديث بدون إن يذكر الإسناد.
فقال له الإمام الزهري: قاتلك الله يا ابن أبي فروة، تحدثنا بأحاديث لا خطام لها ولا زمام.
وقال سفيان بن عيينة: حدّث الزهري يوماً بحديث، فقلت هاتِهِ بلا إسناد، فقال الزهري: أترقى السطح بلا سلم؟! (جامع التحصيل للعلائي ص 59) وقبل الفتنة التي وقعت في القرن الأول لم يكونوا يسألون عن الإسناد، ومن كان يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت تشرئب له الأعناق، ولكن بعد الفتنة اختلف الأمر، كما روى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (1 / 15)
عن ابن سيرين قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد. فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكم. فينظر إلى أهل السنة فيأخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم.
والقاعدة عند العلماء تقول: الإسناد عليه الاعتماد، فبالإسناد نعلم صحة نسبة القول إلى قائله، ونرد على الطاعنين الذين يحتجون بالأخبار التي أسانيدها من جنس المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة.
وكما قال الإمام سفيان الثوري: الإسناد سلاح المؤمن. نقله السمعاني في أدب الإملاء (ص: 8).
ولا ينقضي عجبي عندما يخرج علينا صحفي مشبوه في جريدة مشبوهة، ويطعن في صحيح الإمام البخاري، ويقول: ينبغي أن ننقي الإسلام من الخرافات التي في صحيح البخاري.
أهذا رجلٌ يدري أي شيء عن علم الرواية وعلم النقل؟!، أليس هذا تجهيل لعلماء الأمة الذين قرأوا ودرسوا وشرحوا صحيح البخاري؟!، وهل فات عليهم ما علمه هذا المشبوه؟!
جهلتَ فعاديت العلوم وأهلَها *** كذاك يعادي العلمَ من هو جاهله
أيظن هذا الصحفي المشبوه أن الإمام البخاري استيقظ في الصباح فوجد هذه الأحاديث منقوشة على الماء. فالله المستعان.
وحُق لنا أن نتمثل اليوم بأبيات القاضي عبد الوهاب المالكي - رحمه الله - حيث قال:
متى يصل العطاش إلـى ارتواء *** إذا استقت البحار من الركايا
ومن يثني الأصاغر عـن مراد *** إذا جلـس الأكابر في الزوايا
وإن ترفـع الوضعـاء يومـاً *** على الرفعـاء من إحدى الرزايا
إذا استوت الأسافـل والأعالي *** فقـد طـابت منادمـة المنايـا
ولا نقول إلا كما قال الحسن البصري - رحمه الله -: نشكو إلى الله هذا الغثاء.
ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، وأن يهدينا إلى سواء السبيل.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.

---

hgYskh] lk hg]dk!!! lil []h W

[ابو علي الكبيسي]

[FONT="Arial Black"][جهلتَ فعاديت العلوم وأهلَها *** كذاك يعادي العلمَ من هو جاهله
/FONT]بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

[ابو الوليد البتار]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . ابوعلي