10 / 02 / 2008, 22 : 11 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى | الرتبة | | البيانات | التسجيل: | 08 / 02 / 2008 | العضوية: | 159 | المشاركات: | 4 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 12 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : ملتقى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر (من كتاب جدد حياتك للإمام الغزالي -بتصرف يسير-) : علاج الأمور بتغطية العيوب وتزويق المظاهرلا جدوى منه ولا خير فيه، وكل ما يحرزه هذا العلاج الخادع من تزوير بين الناس أو تقدير خاطئ لن يغير شيئًا من حقيقته الكريهة. من قديم غالى العرب بجمال بجمال الحقيقة،على حين حقروا جمال الملامح إذا كانت النفس خبيثةً والخُلُق وضيعًا، فقال الشاعر: على وجه ميٍّ مَسحةٌ من ملاحةٍ***وتحت الثياب الخِزْيُ لو كان باديا ألم ترَ أن الماء يكدر طعمه***وإن كان لونُ الماء أبيضَ صافيا من أجل ذلك لم يعتدّ الإسلام بتكمّل الإنسان وتجملّه إلا إذا قام هذا التسامي على نفس طيبة، وصحيفة نقّية، وفؤاد زكي، وضمير أُضيءَ من ذاخله، فله سنًا يهدي صاحبه إلى الصراط المستقيم. الجمال عمل حقيقي في جوهر النفس، يصقل معدنها، ويُذهب كَدَرَه، ويرفع خصائصها، ويعصمها من مزالق الشر، وينقذها من خواطر السوء، ثم يبعثها في الحياة كما تنبعث النسمة اللطيفة في وقدة الصيف، أو الشعاع الدافئ في سَبْرَة الشتاء. وعندما تبلغ النفس هذا المستوى ترتد وساوس الشيطان عنها؛ لأنها لا تجد مستقرًا فيها، بل لاتجد مدخلًا إليها. وقد طلب الله من عباده أن ينقّوا سرائرهم من كل غش، وأن يحفظوا بواطنهم من كل كدر، وأن يتحصنوا من كيد الشيطان بمضاعفة اليقظة وإخلاص العمل، وصدق التوجه إليه -جلّ شأنه-. وأنزل سورة كاملة تدعو إلى الوقاية من الهواجس الوضيعة والخواطر المظلمة، وتحفظ على المرء إشراق روحه ونقاء جوهره. هي (سورة الناس). الإسلام في عالم النفس جمال ينفي القبح، ونظام يطارد الفوضى. والعظمة الحقيقية أن يستقر المرء في دخيلة نفسه على حال من السكينة واليقين ييأس معها الشيطان أن يقذف في روعه بنُكْر. إن الحُسن المحبوب أن يستوي الظاهر والباطن في نصاعة الصحيفة واستقامة السيرة. "وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون". ويجب أن نعلم بأن اكتمال الخصائص الإنسانية الفاضلة لا يتم طفرة، ولا ينشأ اتفاقًا، بل هو نتيجة سلسلة من الجهود المتلاحقة، والبرامج المدروسة، والإشراف الدقيق. إن الملكات العظيمة تكمُن في النفس كمون الجمال والعذوبة و الحلوى في البذور والبراعم. وكما تتضافر الحرارة والمياه وضروب العناية على استخراج أطايب الثمر من هذه الأصول المطوية الضامرة، تتضافر عناصر البيئة الصالحة والتربية الراشدة على تفتيق المواهب العليا في الإنسان، وإنضاج ما يولد فجًّا في أيام الطفولة وعهود الحداثة الأولى، حتى يبلغ مداه، ويصل إلى مستواه. وكثيرًا ماتُعطب الثمار ويقلّ المحصول لفساد الجو الذي أحاط بالزروع. وكثيرًا ما تفسد الأجيال، وتلتهم نضارتها الآفات لقصور المربين والمعلمين عن تهيأة الجو الذي تنبت فيه الناشئة نقية الفطرة مصونة النماء.
krhx hgsv ,hgughkdm
|
| |