الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | صقر الاسلام | مشاركات | 2 | المشاهدات | 795 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
11 / 11 / 2008, 41 : 02 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بسم الله الرحمن الرحيم اعضاء ملتقانا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته محاضرة قيمة لفضيلة الشيخ سعد البريك بعنوان " لا إله إلا الله معناها ومقتضياتها " فلنعيش معها : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : إنها كلمةٌ فارقةٌ بين الكفر والإيمان ، إنها كلمة التقوى والعروة الوثقى ، هي التي جعلها إبراهيم عليه السلام الكلمة الباقية في عقبه لعلهم يرجعون ، هي الكلمة التي لا يكفي النطق بها حتى يصاحبه المعرفة التامة واليقين الكامل ، تُحتِّم على قائلها محبتَها ومحبةَ أهلها ، [ مجموعة رسائل محمد بن عبد الوهاب 1 / 363 بتصرف ] إنها كلمة لا إله إلا الله ، هي الكلمة التي أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلمها فقال له { فاعلم أنه لا إله إلا الله } لهذه الكلمة المكانة العظمى في دين الإسلام ، فهي أول ركن من أركانه وأعلى شعبة من شعب الإيمان ، قال عليه الصلاة والسلام :" الإيمان بضع وسبعون شعبة فأعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " . وهي أول واجب على المكلف وآخر ما يتحتم عليه أن ينطق به وقبولُ الأعمال متوقف على النطق بها والعمل بمقتضاها [ لا إله إلا الله ـ معناها ، أركانها ، فضائلها ، شروطها لمحمد إبراهيم الحمد بتصرف ]. هذه الكلمة تتضمن النفي والإثبات ، نفي الألوهية عن غير الله فقولنا ( لا إله ) معناه نفيُ جميع ما يُعبد من دون الله وقولنا ( إلا الله ) معناه إثبات العبودية الحقة لله وحده لا شريك له . وهذا الأسلوب يُعرف بأسلوب القصر وهو أسلوب عربي معروف وهو من أقوى الأساليب التي يؤتى بها لتمكين الكلام وتقريره في الذهن لدفع ما فيه من إنكار وشك [ الحَمَد بتصرف ]. والإله عند العرب ( فعّال ) بمعنى مفعول كـ كتاب بمعنى مكتوب وفراش بمعنى مفروش فإله أي مألوه ، والتأله في لغة العرب معناه التعبد أو العبادة فمألوه معناه معبود [ الحمد بتصرف ] . قال ابن رجب : " الإله " هو الذي يُطاع فلا يُعصى هيبة له وإجلالاً ومحبة وخوفاً ورجاء وتوكلاً عله وسؤالاً منه ودعاءً له ولا يصلح هذا كله إلا لله عز وجل فمن أشرك مخلوقاً في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإله كان ذلك قدحاً في إخلاصه في قوله " لا إله إلا الله " وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك . أ . هـ . والله : علم على ذات الله تعالى الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . وهذه الكلمة أعظم نعمة أنعم الله بها تعالى على عباده حيث هداهم إليها ولهذا ذكرها الله في سورة النحل التي هي سورة النعم فقدمها على كل نعمة فقال { ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون } ـ وهي العروة الوثقى التي لا انفصام لها قال تعالى { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها } قال سعيد بن جبير والضحاك : هي لا إله إلا الله . ـ وهي العهد الذي قال الله فيه { لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً } قال ابن عباس رضي الله عنهما : هي شهادة أن لا إله إلا الله والبراءة من الحول والقوة إلا بالله وألا يرجو إلا الله " ـ وهي القول الثابت قال تعالى { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } ـ وهي الكلمة الطيبة المضروبة مثلاً في قوله تعالى { ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها } ، فأصلها ثابت في قلب المؤمن وفرعها في العمل الصالح صاعد إلى الله عز وجل . النخلة لا بد لها من ثلاثة أمور عِرق راسخ وأصل قائم وفرع عال ، كذلك الإيمان لا بد له من ثلاثة أشياء تصديق بالقلب وقول باللسان وعمل بالأبدان ، والنخلة لا تنبت في كل أرض وكذلك كلمة التوحيد لا تستقر في كل قلب بل في قلب المؤمن فقط ، والنخلة عرقها ثابت في الأرض وفرعها مرتفع ، وكذلك كلمة التوحيد أصلها ثابت في قلب المؤمن فإذا تكلم بها عرجت فلا تحجب حتى تنتهي إلى الله عز وجل قال تعالى { إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه } وهل يوجد كلام أطيب من لا إله إلا الله ؟ وهل يوجد عمل أفضل من النطق بها ؟ . وكذلك النخلة يؤكل ثمرها ليل نهار صيف شتاء إما تمراً أو بسراً أو رطباً ، وعمل المؤمن يصعد أول النهار وآخره وبركة إيمانه لا تنقطع أبداً بل تصل إليه في كل وقت [ معالم التنزيل للبغوي 4 / 247 بتصرف ] . ولا إله إلا الله أفضل الحسنات ، قال أبو ذر رضي الله عنه : يا رسول الله علمني عملاً يقربني من الجنة ويباعدني من النار فقال صلى الله عليه وسلم " إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها " قال قلت يا رسول الله : أَمِن الحسنات لا إله إلا الله ؟ قال " هي أفضل الحسنات " [ صحيح ، رواه أحمد ] . وهي سبب دخول الجنة قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة " . وقال أيضاً :" من شهد أن لا إله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل " [ البخاري ومسلم ] ولهما من حديث عتبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله " . وبها يعصم دم الإنسان وماله وعرضه ، قال عليه الصلاة والسلام :" من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله حرم دمه وماله وحسابه على الله عز وجل " [ مسلم ] . وهي الكلمة الفاصلة بين الكفر والإيمان ، قال صلى الله عليه وسلم :" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم " وهي مفتاح الجنة ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتحت لك وإلا لم تفتح ، وأسنان هذا المفتاح هي شروط لا إله إلا الله وهي : 1 ـ العلم المنافي للجهل ، قال تعالى { فاعلم أنه لا إله إلا الله } أي لا معبود في السموات والأرض حقاً إلا الله ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة " [ مسلم ] . 2 ـ اليقين المنافي للشك : وذلك بأن يكون القلب مستيقناً بها غير شاكٍّ ولا متردِّد ، قال تعالى { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا } أي لم يشكوا ، وقال عليه الصلاة والسلام :" أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيُحجب عن الجنة " . [ مسلم ] 3 ـ القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه : قال تعالى { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً } وقال عن المشركين { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئِنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون } أي بستكبرون أن يقولوها كما قالها المؤمنون. 4 ـ الانقياد والاستسلام لما دلت عليه ، قال تعالى { وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له } أي ارجعوا إلى ربكم واستسلموا له . 5 ـ الصدق المنافي للكذب بأن يقولها العبد صادقاً من قلبه ، قال تعالى { ألم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن الكاذبين } ، وقال صلى الله عليه وسلم :" ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله صادقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار " [ متفق عليه ] . 6 ـ الإخلاص وهو تصفية العمل بصالح النية من جميع شوائب الشرك قال تعالى { وما أُمِروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء }، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه " [ البخاري ]. 7 ـ المحبة لهذه الكلمة الطيبة ولما اقتضته ودلت عليه ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها ، وكره ما ناقض ذلك قال تعالى { ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يجبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله } ، وقال صلى الله عليه وسلم :" ثلاث من كن فيه وجد يهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار" [ متفق عليه ] [ من كتاب الولاء والبراء للقحطاني بتصرف ] .هذه سبعة شروط لهذه الكلمة لم يرد فيها نص صريح وإنما استنبطها العلماء بالتتبع والاستقراء وقد نظمها الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله بقوله : العلم واليقين والقبول والانقياد فادر ما أقول والصدق والإخلاص والمحبة وفقـك اللـه لما أحبه ونظمها بعضهم بقوله : علم يقين وإخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها وأضاف بعضهم شرطاً ثامناً وهو الكفر بالطاغوت ونظمه بقوله : وزيد ثامنها الكُفرانُ منك بما سوى الإله من الأوثان قد أُلها وهذا الشرط وهو الكفر بالطاغوت مأخوذ من قوله تعالى { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها } ، ومن قوله صلى الله عليه وسلم :" من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله حَرُم ماله ودمه " [ مسلم ] لا إله إلا الله مفتاح الإسلام ، كما أن الوضوء مفتاح الصلاة ، ولها نواقض تنقضها وتبطل أثرها ، كما أن للوضوء نواقض تنقضه وتبطل أثره فمن أعظم ما ينقض هذه الكلمة المباركة : الشرك بالله قال تعالى { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وقال { ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار } وقال تعالى في الحديث القدسي : " أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه " والشرك من أعظم الظلم على الإطلاق ، فالظلم هو وضع الشيء في غير مكانه المناسب فمن صرف شيئاً من العبادة لغير الله يكون قد صرفها لغير مستحقها ، قال تعالى { إن الشرك لظلم عظيم } . ومن الشرك الذبح لغير الله كمن يذبح للجن أو للمقبور وغيرهم ، قال صلى الله عليه وسلم :" لعن الله من ذبح لغير الله " وقال :" دخل النار رجل في ذبابة ودخل الجنة رجل في ذبابة " قالوا وكيف ذلك يا رسول الله ؟ فقال :" مر رجلان على قوم عاكفون عند صنم لهم فحبسوهما وقالوا للأول قدم ، فقال ما عتدي شيء أقدمه ، قالوا قدم ولو ذبابة فقدم ذبابة فدخل النار ، وقالوا للآخر قدم قال ما كنت لأقدم شيئاً لأحد من دون الله فضربوا عنقه فدخل الجنة " أو كما قال صلى الله عليه وسلم . ومن نواقضها : إعتقاد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه وأن حكم غيره أحسن من حكمه ، كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه صلى الله عليه وسلم ، فالله أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، وسمى هذا الدين نعمة فقال { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } فمن لم يرض بالدين الذي رضيه الله فهو من أبعد الناس عن لا إله إلا الله ، ومن رفض النعمة المهداة من الله لهذه الأمة وهي الإسلام واستبدلها بقوانين جائرة هي في الحقيقة زبالات أذهان البشر يشرعون ما يشاؤون ويقنِّنون ما يريدون وفق ما يتماشى مع مصالحهم الشخصية ونزواتهم المادية لا يبالون بمصالح الرعية ولا يضعون في حسابهم الصالح العام من رضي بهذا فهو من أنأى الناس عن كلمة التوحيد ولو ادعى أنه من أهلها ومن المنتسبين إليها ، فالعبرة بحقيقة الحال لا بالمقال وصدق من قال : وكلٌ يدعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر له بذاك ومن نواقضها : بغض دين النبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى { ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم } فمن مظاهر البغض بغض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحجة أن هذا يتعارض مع الحرية الشخصية للإنسان وأين هذه الحرية المزعومة ؟ إن المتأمل للواقع يرى أنه لا تطبيق لهذا الكلام ، فأين الحرية الشخصية عندما تحدد الدول القدر المسموح به للإنجاب ؟ وأين الحرية الشخصية عندما يتم تقنين أوقات الحضور والانصراف من العمل ودوام النوادي والمطاعم والحدائق وقوانين السير ، نحن لا ننادي بتعطيل الأنظمة التي تراعي الصالح العام ما لم تخالف شرعنا ولكننا نلقي الضوء على أن هذه المقولة المزعومة والمسماة الحرية الشخصية إنما وُضعت فقط لتُستغل في محاربة الإسلام ومقاومة تطبيق الشريعة . إذا كان الناس يرضون بالأنظمة التي تضبط شؤون حياتهم وتسرها نحو الأفضل وفق ضوابط معينة أليس الأحرى بهم أن يتمسكوا ويلتفوا حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو الذي فيه صلاح الدنيا والآخرة سواء ، وهو صمام الأمان في المجتمع الذي إن نُزع أو اُفسد كان المجتمع على خطر عظيم ؟ قال صلى الله عليه وسلم :" مثل القائمين على حدود الله والواقعين فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فكان بعضهم في أعلاها وبعضهم في أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على الذين في أعلاها ، فقالوا لو خرقنا في نصيبنا خرقاً نأخذ ماءنا ولا نؤذي من فوقنا ، فلو تركوهم لهلكوا وهلكوا جميعاً ولو أخذوا على أيديهم لنجوا ونجوا جميعاً " . وكذلك من مظاهر بغض دين الله : بغض إقامة الحدود والقصاص ، النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والجروح قصاص ، بحجة أن تطبيق الحدود لا يتلاءم مع عصر المدنية والتطور والحضارة ، ولنا تعليق على الجمع بين الحضارة والمدنية : الحضارة غير المدنية ، الحضارة هي الرقي في الأخلاق والمفاهيم والتصورات وقبل هذا كله التمسك بالدين لأنه اساس كل فضيلة ، أما المدنية فهي الغرق في حياة المدينة والأمور الدنيوية والاهتمام بكل جديد ، ولا تضاد بينهما فقد يكون الإنسان متحضراً ومتمدناً وقد يكون متمدناً غير متحضر ، أما إعطاء اللفظين معنى واحداً فهو من الأغلاط الشائعة ، يقولون أوقفوا إقامة الحدود لأنها لا تصلح للقرن الحادي والعشرين عصر المدنية فليس من اللائق قطع رأس إنسان بضربة سيف أو قطع يده أو رجله أو أنفه ولو تأملنا ما يفعله أسياد هؤلاء الناعقين لوجدنا العجب العجاب ، عندهم الإعدام بالغاز ، فيضعون المحكوم عليه بالإعدام وفق ما تمليه شرائعهم الباطلة في غرفة زجاجية صغيرة جداً تكاد تسعه وحده وهو مكبل اليدين والرجلين على كرسي ثم يفتحون الغاز من الأنابيب الممدودة إلى داخل الغرفة ويقفون ينظرون إليه وهو يختنق شيئاً فشيئاً حتى يقضي نحبه ، هذا آخر ما توصلت إليه إنسانيتهم ، يقول صلى الله عليه وسلم :" إذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحدَّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " إن أسهل وأحسن وسيلة للقتل هي السيف من حيث السرعة وإراحة المقتول ومنهم من يقتل بطريقة غريبة عجيبة ، حيث يربطون يدي المحكوم عليه إلى الخلف حول عامود خشبي مطلي بالزيت ويكون في أعلى العامود ثم ينزلق رويداً رويداً وفي أدنى العامود وضعوا خشبة على شكل حربة رأسها دقيق وجذعها غليظ وتبدأً هذه الحربة بالدخول في دبره حتى تمزق أحشاءه . ومما ينقضها الاستهزاء بشيء من الإسلام سواء بالثواب أو العقاب أو باللباس أو باللحية أو غير ذلك من مظاهر الإسلام وشعائره ، مرَّ رهط من المسلمين على مجموعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ما رأينا مثل قرَّائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسنة ولا أجبن عند اللقاء ، فأنزل الله تعالى فيهم وفي أمثالهم من المستهزئين وحياً يتلى إلى يوم القيامة قال تعالى {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون ، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين } بعض الناس إذا رأى الملتزمين يقول هؤلاء المتخلفون الرجعيون ولم تربون هذه اللحى ؟ إنها تحمل القذى والأوساخ كن نظيفاً واحلق لحيتك ، إحلقها تزدد جمالاً ووسامة فالله جميل يحب الجمال ، وانظر إلى تنكس الفطر يستدلون بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم على تعطيل شريعته وإذا رأوا متحجبة قالوا لم هذا التزمت لم هذا التضييق على النفس إخلعي حجابك وتنفسي نسيم الحرية . ولو كان قائل هذا الكلام من اليهود أو من النصارى لكان الأمر هين فهؤلاء معروفون بعداوتهم للإسلام والمسلمين ويثيرون الشبهة تلو الشبهة لصد الناس عنه ، ولكن الذي يقطع القلب ويدمي الفؤاد أن صنفاً لا بأس به وشريحة لا يستهان بها من المسلمين هم الذين يقولون هذا الكلام يرمون الملتزمين والمتمسكين بدينهم بأنواع الألقاب والأسماء القبيحة : إرهابيون ، متطرفون ، متخلفون ، معقدون ، ولهؤلاء وأمثالهم نتلو قول الله تعالى { إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين } مسرورين تملأهم الغبطة والسعادة لأنهم ليسوا كهؤلاء العقدين { وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافظين فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون }. ومن نواقض هذه الكلمة : عدم تكفير المشركين والكفار الذين نص الله ورسوله على كفرهم أو تصحيح مذهبهم الباطل أو الشك في كفرهم. ومما ينقضها السحر : فمن فعله أو رضي به كفر ، قال تعالى { وما يعلمان من أحد ختى يقولا له إنما نحن فتنة فلا تكفر } وكذلك الاعتقاد أنه بالامكان الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى . أما مقتضيات لا إله إلا الله فالولاء والبراء ، فعلى كل من نطق بها أن يوالي أهلها ويحبهم ويعادي أعداءها ويبغضهم وهذه ملة إبراهيم والذين معه التي أمرنا الله بالاقتداء بها حيث قال سبحانه { قد كانت لكم أسوة حسنة في لإبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده } وهذا دين محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإن الله لا يهدي القوم الظالمين } وقال { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء } ، وقد جهل كثير من الناس هذا الأصل العظيم حتى إن بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة في إذاعة عربية يقول عن النصارى إنهم إخواننا ، ولو أدرك خطورة هذا الكلام لما تفوهت به شفتاه ، وكما أن الله حرم مولاة الكفار أعداء العقيدة والتوحيد فقد أوجب موالاة المؤمنين ومحبتهم قال تعالى { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ، ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون } وقال سبحانه { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم } وقال عز من قائل { إنما المؤمنون إخوة } فالمؤمنون من أول الخليقة إلى آخرها مهما تباعدت أوطانهم وامتدت أزمانهم إخوة متحابون يقتدي آخرهم بأولهم ويدعوا بعضهم لبعض ويستغفر بعضهم لبعض { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربا إنك رؤوف رحيم } . ولموالاة الكفار مظاهر ولموالاة المؤمنين مظاهر يحسن بنا أن نذكرها للتنبيه عليها ، فمن مظاهر موالاة الكفار: 1 ـ التشبه بهم في الملبس والكلام وغيرهما : لأن التشبه يدل على محبة المتشبه به ولهذا قال صلى الله عليه وسلم :" من تشبه بقوم فهو منهم " وفي رواية " حشر معهم " . فيحرم التشبه بالكفار فيما هو من خصائصهم من عاداتهم وعباداتهم وسمتهم وأخلاقهم ، كحلق اللحى وإطالة الشوارب والرطانة بلغتهم إلا ما اقتضته الحاجة وكذلك في لباسهم كوضع القبعات التي اختصوا بها على الرؤوس وغير ذلك من مظاهر اللباس . 2 ـ الإقامة في بلادهم وعدم الانتقال إلى بلاد المسلمين إلا للحاجة : فالهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام واجبة ، لأن إقامة المسلم هناك تدل على موالاته لهم ولهذا حرمها الله بقوله { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً ، إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ، فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً } فلم يعذر الله في الإقامة في بلاد الكفار إلا المستضعفين الذين لا يستطيعون الهجرة ، وكذلك من كان في إقامته مصلحة دينية كالدعوة إلى الله ونشر الإسلام في بلادهم . 3 ـ السفر إلى بلادهم للنزهة ومتعة النفس : هذا من الموالاة لأن السفر إليهم محرم إلا عند الضرورة كالعلاج والتجارة وتعلم التخصصات النافعة التي لا يمكن تعلمها إلا بالسفر إليهم فيجوز بقدر الحاجة فإذا انتهت وجب الرجوع إلى بلاد المسلمين . ويشترط لهذا السفر أن يكون مظهراً لدينه معتزاً بإسلامه مبتعداً عن مواطن الشر حذراً من دسائس الأعداء ومكائدهم ، ويجوز السفر إلى بلادهم أو يجب إذا كان للدعوة إلى الله ونشر الإسلام . 4 ـ إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والذب عنهم : وهذا من نواقض الإسلام وأسباب الردة ، أعاذنا الله وإياكم منها . 5 ـ الاستعانة بهم والثقة بهم وتوليتهم المناصب التي فيها اسرار المسلمين واتخاذهم بطانة ومستشارين : روى الإمام أحمد رحمه الله عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال : قلت لعمر رضي الله عنه : لي كاتب نصراني ، قال : مالك قاتلك الله ؟ أما سمعت قول الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض } ألا اتخذت حنيفاً ؟ قلت يا أمير المؤمنين لي كتابته وله دينه ، قال : لا أُكرِمهم إذ أهانهم الله ولا أُعِزهم إذ أذلهم الله ولا أُدنيهم وقد أقصاهم الله " . وروى الإمام مسلم وأحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى بدر فتبعه رجل من المشركين فلحقه عند الحرة فقال : إني أردت أن أتبعك وأصيب معك ، قال تؤمن بالله ورسوله قال لا قال ارجع فلن أستعين بمشرك " . إن تولية الكفار المناصب التي يستطيعون بواسطتها من الاطلاع على أحوال المسلمين وأسرارهم أمر محرم لأنهم يتمكنون بها من إلحاق الأذى والضرر بهم ، ومثل هذا ما انتشر بين الناس من استقدام الكفار إلى بلاد المسلمين ليكونوا عمالاً وسائقين ومستخدمين ومربين في البيوت واختلاطهم مع العوائل ومع سائر المسلمين . 6 ـ التأريخ بتاريخهم الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي : والذي هو عبارة عن ذكرى مولد المسيح عليه السلام والذي ابتدعوه من أنفسهم فليس من دين المسيح بشيء ، فاستعمال هذا التاريخ فيه مشاركة في إحياء شعارهم وعيدهم ، ولهذا لما أراد الصحابة في عهد عمر رضي الله عنهم أجمعين أن يضعوا تاريخاً للمسلمين عدلوا عن تواريخ الكفار وأرخوا بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم مما يدل على وجوب مخالفة الكفار في هذا وفي غيره مما هو من خصائصهم . 7 ـ مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو حضورها أو تهنئتهم بمناسبتها : قال تعالى { والذين لا يشهدون الزور } اتفق المفسرون على أن المقصود بهذه الآية هو أعياد المشركين . 8 ـ مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد : قال تعالى { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى } وليس معنى ذلك أن المسلمين لا يتخذون أسباب القوة من تعلم الصنعات ومقومات الاقتصاد المباح والأساليب العسكرية بل ذلك مطلوب قال تعالى { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم } ، فالواجب على المسلمين أن يكونوا سباقين إلى استغلال هذه المنفع والطاقات ولا يستجدون الكفار في الحصول عليها . 9 ـ التسمي بأسمائهم : يسمي بعض المسلمين أبناءهم وبناتهم بأسماء أجنبية ويتركون أسماء الآباء والأمهات والأجداد وقد قال صلى الله عليه وسلم :" أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ". وبسبب تغيير الأسماء وُجِد جيل من أبناء المسلمين أسماؤهم غريبة مما يسبب الانفصال بينه وبين الأجيال السابقة ويقطع التعارف والتآلف والتجانس بين الأسر التي كانت تُعرف بأسمائها الخاصة . 10 ـ الاستغفار لهم والترحم عليهم : قال تعالى { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قُربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } لأن هذا الاستغفار يتضمن حبهم وتصحيح ما هم عليه من عقائد فاسدة ، وقد نزلت هذه الآية في ابي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي عاش طيلة حياته مدافعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم وحامياً له من أذى قريش حتى سُمِّي العام الذي مات فيه عام الحزن ، ولكن أبا طالب مات على ملة الكفر وأبى أن يقول لا إله إلا الله بعدما عرضها عليه النبي صلى الله عليه وسلم مراراً ، فقال صلى الله عليه وسلم :" لأستغفرن لك ما لم أُنهَ عنك ". فنزلت هذه الآية . أما مظاهر وعلامات موالاة المؤمنين فأولها : الهجرة من بلاد الكفار إلى بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين : وهي بهذا المعنى واجبة وباقية إلى طلوع الشمس من مغربها قال صلى الله عليه وسلم :" لا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة ، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب ، فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه وكفى الناسَ العمل ". [ أحمد ] وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين فقال :" أنا بريء ممن يقين بين ظهراني المشركين " . 2 ـ مناصرة المسلمين ومعاونتهم بالنفس والمال واللسان فيما يحتاجون إليه في دينهم ودنياهم : قال تعالى { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض } وقال سبحانه { وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق } بل إن إعانة المسلم في أمره من الصدقات ، قال صلى الله عليه وسلم ": وتعين الرجل على دابته صدقة". 3 ـ التألم لألمهم والسرور لسرورهم : قال صلى الله عليه وسلم :" مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ". وقال أيضاً :"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبَّك بين أصابعه". 4 ـ النصح ومحبة الخير لهم وعدم غشهم وخديعتهم : قال صلى الله عليه وسلم :" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " . وقال :" المسلم أخو المسلم لا يحقره ولا يخذله ولا يسلمه ، بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " . وقال : " لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخواناً ". 5 ـ إحترامهم وتوقيرهم وعدم تنقصهم وعيبهم : قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ، يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم } 6 ـ ومن مظاهر موالاة المؤمنين الموحدين : أن يكون معهم في حال العسر واليسر والشدة والرخاء : بخلاف أهل النفاق الذين يكونون مع المؤمنين في حالة اليسر والرخاء ويتخلون عنهم حال الشدة ، قال تعالى { الذين يتربصون بكم الدوائر فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين } . 7 ـ زيارتهم ومحبة الالتقاء بهم والاجتماع معهم : وفي الحديث القدسي قال تعالى " وجبت محبتي للمتزاورين فيَّ " . 8 ـ احترام حقوقهم : فلا يبع على بيعهم ولا يسم على سومهم ولا يخطب على خطبتهم ولا يتعرض لما سبقوا إليه من المباحات ، قال صلى الله عليه وسلم :" ألا لا يبع الرجل على بيع أخيه ولا يخطب على خطبته " وفي رواية : " ولا يسم على سومه " . 9 ـ الرفق بضعفائهم : قال الله تعالى { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تَعدُ عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا } وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ". 10 ـ الدعاء لهم والاستغفار لهم : قال تعالى { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } وقال سبحانه مادحاً حال المؤمنين إذ يقولون { ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان } [ الولاء والبراء للفوزان بتصرف ] . هذه أيها الأحبة بعض مظاهر الولاء والبراء التي اقتضتها كلمة لا إله إلا الله . ومما تقتضيه هذه الكلمة العظيمة : وجوب تحكيم شرع الله تعالى ونبذ ما خالفه : فلقد وقع كثير من الناس في تحكيم غير شرع الله وتركوا التحاكم إلى الكتاب والسنة وتحاكموا إلى العرافين والكهان وسلوم عشائر البادية والقوانين التي يسنها ويفرضها على الناس رجال القانون وأشباههم بعضهم يفعل هذا بدافع الجهل والبعض الآخر محادَّةً ومعاندة لله ورسوله . إن تجريد العبودية لله وحده والكفر بالطاغوت والتحاكم إلى شرع الله من مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ، فالله تعالى هو رب الناس وإلههم وهو الذي خلقهم ويأمرهم وبنهاهم ويحييهم ويميتهم ويحاسبهم ويجازيهم وهو المستحق للعبادة دون كل ما سواه قال تعالى { ألا له الخلْق والأمر } فكما أنه الخالق وحده فهو الآمر وحده والواجب طاعة أمره . وقال سبحانه { وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين } قال ابن كثير ( أي الذي إذا حرم الشيء فهو الحرام وما حلله فهو الحلال وما شَرَعه اتُّبِع وما حكم به نُفِّذ ، لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون لا إله إلا هو ولا رب سواه أ . هـ .[ التفسير 2 / 349بتصرف ] . لقد بيَّن سبحانه أن الحكم بغير ما شرعه هو حكم الجاهلين وأن الإعراض عن حكمه سبب لحلول عقابه وبأسه الذي لا يرد عن القوم الظالمين ، قال سبحانه { وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كيراً من الناس لفاسقون ، أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون } لقد أكد الله التحاكم إلى شرعه في هذه الآية بثمانية مؤكدات : 1 ـ الأمر به في قوله { وأن احكم بينهم بما أنزل الله } . 2 ـ أن لا تكون أهواء الناس ورغباتهم مانعة من الحكم به وذلك في قوله { ولا تتبع أهواءهم } . 3 ـ التحذير من عدم تحكيم شرع الله في القليل والكثير والصغير والكبير بقوله تعالى { واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك } . 4 ـ أن التولي عن حكم الله وعدم قبول شيء منه ذنب عظيم موجب للعقاب الأليم قال تعالى { فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم } . 5 ـ التحذير من الاغترار بكثرة المعرضين عن حكم الله ، فإن الشكور من عباد الله قليل وذلك في قوله تعالى { وإن كثيراً من الناس لفاسقون }. 6 ـ وصف الحكم بغير ما أنزل الله بأنه حكم الجاهلية قال سبحانه { أفحكم الجاهلية يبغون } . 7 ـ تقرير المعنى العظيم بأن حكم الله هو أحسن الأحكام وأعدلها يقول تعالى { ومن أحسن من الله حكماً } . 8 ـ أن مقتضى اليقين هو العلم بأن حكم الله هو خير الأحكام وأكملها وأتمها وأعدلها ، وأن الواجب هو الانقياد له مع الرضا والتسليم قال تعالى { ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون } . أيها الأحبة : إذا كان من مقتضى رحمته وحكمته سبحانه وتعالى أن يكون التحاكم بين العباد بشرعه ووحيه لأنه سبحانه المنزه عما يصيب البشر من الضعف والهوى والعجز والجهل فهو سبحانه الحكيم العليم اللطيف الخبير يعلم أحوال عباده وما يصلحهم في حاضرهم ومستقبلهم ودنياهم وأخراهم ، ومن تمام رحمته أن تولى الفصل بين المنازعات والخصومات وشؤون الحياة ليتحقق لهم العدل والخير والسعادة بل والرضا والاطمئنان النفسي والراحة القلبية ، ذلك أن العبد إذا علم أن الحكم الصادر في قضية يخاصم فيها هو حكم الله الخبير العليم قَبِلَ ورَضِيَ حتى ولو كان الحكم خلاف ما يريد . إن الله تعالى إذ يوجب على العباد التحاكم إلى وحيه رحمةً بهم وإحساناً إليهم فإنه سبحانه بيَّن الطريق العام لذلك أتمَّ بيان بقوله { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نِعِمّا يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيراً } وقال { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} فالآيات وإن كان فيها توجيه للحاكم والمحكوم والراعي والرعية فإن فيها مع ذلك توجيه للقضاة والحكام بأن يحكموا بالعدل وأمر المؤمنين بأن يقبلوا ذلك الحكم الذي هو مقتضى ما شرعه الله وأنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يردوا الأمر إلى الله ورسوله عند التنازع والاختلاف . والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين . gh Ygi Ygh hggi lukhih ,lrjqdhjih | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
11 / 11 / 2008, 26 : 03 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بارك الله فيك اخي الكريم صقر الاسلام جزاك الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
11 / 11 / 2008, 28 : 07 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : صقر الاسلام المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح بوركتم اخي ****** صقر علي هذه المحاضره اكرمكم الله وجزاكم الله خيرا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018