الإهداءات | |
الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين . |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | دكتور محمد فخر الدين الرمادي | مشاركات | 7 | المشاهدات | 2688 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
02 / 11 / 2022, 26 : 11 AM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح مسائل الــــــــــــــــــــــــــــڪـــــــــــــــــــ ـــبـــــــــــــــــــــــــائــر SIZE] تنبيه ووعظ وإرشاد! سلسلة بحوث ﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحـــڪــماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء؛ وفقه أحاديث خاتم المرسلين ومتمم المبتعثين وآخر الأنبياء ﴾ الْمَجَالِسُ السَّنيَّةُ الندية البهية الوعظية والإرشادية لــ بحث مسائل الڪبائر في نظام الإسلام المستنبطة مِن الآيات الڪريمات القرآنية وما جاء في السنة الشريفة المحمدية النبوية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ اعداد : مُحَمَّدُفَخْرُالدينِ الرَّمَادِيُّ Dr. MUHAMMAD ELRAMADY حُرِّرَ في يوم الأربعاء : ٨ من شهر ربيع الثاني ١٤٤٤ من هجرة سيدنا محمد رسول الله وخاتم النبيين ~ الموافق ٢ من شهر نوفمبر عام ٢٠٢٢ من الميلاد العجيب للسيد المسيح ابن مريم العذراء البتول عليهما السلام. „ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة ‟ ** تَمْهِيدٌ : الإسلامُ - مسڪ ختام رسالة السماء لبني آدم - الموحي لخاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين .. النبي المصطفىٰ والرسول المجتبىٰ والقدوة المرتضىٰ والقائد المحتبىٰ .. صاحب الوجة الأنور والجبين الأزهر سيدنا وأسوتنا : محمد بن عبدالله [صلى الله عليه وآله وسلم] أمين السماء والأرض .. مبلغاً الوحي الذي جاءَ بــ واسطة أمين السماء المَلٰڪ جبريل عليه السلام ... هذه الرسالة الخاتمة .. الإسلام .. تعالج ڪافة مسائل الإنسان الحياتية وتخبر بوضوح عن المسائل المتعلقة لما بعد الموت فــ تجد بها حلولاً لجميع قضايا البشر ... فــ الإسلامُ { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } [آل عمران:19] نظام خاص مِن العيش يراعي الإنسان في ڪافة أحتياجاته .. سواء البدنية الجسدية .. أو الروحية النفسية .. أو العقلية الفڪرية الذهنية .. { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا } [المائدة:48] فتجد إجابة مقنعة لما عند الإنسان مِن تساؤلات .. ڪما وتجد حڪماً شرعياً مستنبطاً من الڪتاب الڪريم والسنة المحمدية لكل حادثة تخص الإنسان .. فــ الإسلام نمط خاص مِن العيش .. و ڪيفية معينة في طريقة الحياة .. فــ لا تجد منذ القدم وحتىٰ الأن دين يتحدث عن العقيدة الصحيحة والإيمان السليم .. { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي } [طه:14] ثم يبين فيقول : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير } [البقرة:285] ويظل محتفظا بصحة هذه العقائد وسلامة أركان الإيمان .. دون تعديل أو تبديل أو إضافة أو تحسين أو ترقيع من فلسفات آخرىٰ أو نسخ ديانات أرضية فاسدة .. فما زال دين الإسلام والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات محتفظاً بصحيح عقائده وسليم أرڪان إيمانه ڪما نزل علىٰ قلب خاتم المرسلين وإمام المتقين وآخر المرسلين .. و ڪذلك ڪافة أحڪامه الشرعية العملية.. ! و يجب أن نعترف بوجود ثغرات في سلوك المرء يصححها السادة العلماء! وبناءً علىٰ صحة العقيدة وسلامة الإيمان تبنىٰ العلاقة بين العبد وبين خالقه ورازقه .. فــ تأتي حزمةٌ مِن صحيح العبادات وسلامتها كما يريد ربنا ويحب ويرضىٰ .. فــ الخالق المبدع المصور رب البشر هو سبحانه وتعالى شأنه ينظم تلڪ العبادات ويحددها ثم يبينها بواسطة أمين السماء والأرض النبي المرسل والرسول المبتعث... و عليهما- صحة العقيدة وسلامة الإيمان.. والعبادات - تنبثق أحكام ڪــ الطهارة الفردية .. والنظافة الشخصية والأخلاق ما يستحسن منها وما يذم .. و علىٰ صحيح العقيدة وسليم أرڪان الإيمان تعالج المعاملات بــ ڪافة أنواعها والعقود بڪل أشڪالها وڪل ما هو متعلق بالإنسان من أقوال وأفعال وتصرفات في ڪافة أحواله وظروفة وملابساته .. بيد أن الإنسان المسلم وهو يعيش في هذا المناخ الصحي والبيئة الإسلامية النظيفة .. وخاصة بعد استحداث وسائل[(*)] حياتية حديثة وفق ما توصل إليه العلم ڪــ السينما والبنوڪ الربوية أو جهاز التليفون الأرضي ثم المحمول وجهاز التلفزيون ثم وسائل الإتصال الإجتماعي المتعددة .. و جدت بعض الثغرات في سلوڪ الإنسان .. و ما نشاهده في الطريق العام والشارع العمومي وما نطالعه في غرف المحاڪم وما نراه من قضايا فساد وعري يظهر وجود ثغرة كبيرة في سلوڪ الإنسان تجره لــ ارتڪاب معصية أو ڪبيرة .. و لعلها نتيجة حتمية مِن التأثر بثقافة الغالب والتأثير بعولمة الشعوب والأخذ بنمطية الحياة[(**)] الغريبة عند المسلمين .. و الملاحظ والمتابع والمراقب لما يحدث في المجتمع الإسلامي يرىٰ ما يدفع المرء لإرتڪاب معصية أو ڪبيرة حددها الشرع الحنيف .. خاصة مع وجود : حالة مِن الضعف الشديد الذي طرأ علىٰ أذهان المسلمين في فهم الإسلام وغياب شبه تام للإحتڪام الكامل لما شرعه الله عزَّ وجلَّ وسَنَّه رسوله الڪريم عليه السلام.. لــ هذا وأمور آخرى استخرتُ الله تعالى في سماه وتقدست اسماؤه أن أبحث مسألة الڪبائر... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ [(*)] ڪاتب هذه السطور لا يحرم تلك الوسائل الحياتية الحديثة .. لكن الإشڪال يأتي في ڪيفية استخدامها !. [(**)] الليلية قبل الفائتة اُحتفل (31 أڪتوبر 2022م) في أمهات عواصم البلدان العربية ومنها الإسلامية بما أطلق عليه الهالوين [ Halloween ] . .. الولايات المتحدة الأمريكية أولىٰ الدول احتفالا به .. فــ عيد الهالوين هو عيد يحتفل به جميع القديسين وهو مناسبة ثقافة يحتفل بها الجميع حول أنحاء العالم توقعا لعودة روح الموتىٰ خلال هذا اليوم وهو يسمىٰ باسم الهالوين لأنه يعني عشية القديسين والتي يتم فتح الايام الثلاثة للسنه الطقسية للمسيحية الغربية من خلال هذا العشية وهو يعتبر عيد هام عند جميع القديسين ويحتفل به المسيحيين في جميع أنحاء العالم وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإيران وكذلك ايرلندا فهم اكثر الدول تمسكا بهذا العيد. .. ثم أنجرت شعوب عربية وإسلامية برضا من حڪوماتها..! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) * (د .الْفَخْرُ؛ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ؛ ثم الْمِصْرِيُّ مُحَمَّدُ فَخْرُالدينِ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ) الأربعاء، 08 ربيع الثاني، 1444هــ ~ 02 نوفمبر، 2022 م fpe lshzg hgڪfhzv | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06 / 11 / 2022, 47 : 04 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح تَمْهِيدٌ : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يقرر الإسلام - الدين الخاتم؛ والرسالة السماوية المتممة لرسالة السماء للبشر - بشقيه القرآن العظيم -كتاب رب العالمين- والسنة المطهرة النبوية -أحاديث سيد المرسلين ومتمم المبتعثين وخاتم الأنبياء القولية والفعلية والتقريرية .. يقرر حقائق ويؤڪدها بين متون ڪافة سوره وآياته وما نطق به المعصوم عليه السلام .. وقد يأتي العلم بأدواته وقدراته ليؤڪد تلڪ الحقيقة القرآنية أو النبوية.. أو لم يستطع -بعد - الوصول إليها .. .. ومن تلڪ الحقائق : حقيقة ضعف الإنسان .. فنطق القرآن الڪريم والذكر الحڪيم والفرقان المبين يقول { .. وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } [ سورة النساء : ترتيبها : ( ٤ ) ؛ آية رقم : ( 28 ) ]. ..فــ يصاحب هذه الحقيقة القرآنية معالجات تشريعية وڪيفيات منهجية.. فالفكرة أو المسألة الواحدة في الإسلام يصاحبها طريقة أو كيفية في إيجادها .. إذ هو-الإسلام - معالجات لحياة إنسان .. بكل ما يملك هذا الإنسان من حاجات وغرائز وميول ورغبات .. فبعد أن تم الإقرار بضعف الإنسان.. بدأت سلسلة مِن المعالجات: ١ . ] المناخ العام السائد في المجتمع[(*)] الإسلامي البيئة الحاضنة لمَن يعيش فيه .. هذه البيئة و هذا المناخ هو التوحيد ؛ أي وجود الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد و لم يڪن له ڪفؤاً أحد.. فلا يصح أن تكون له صاحبة ولا يجوز أن يكون له ولد .. فيبنىٰ علىٰ قضية التوحيد قضية الحاڪمية ؛ أي أن الله تعالى ذڪره هو سبحانه الذي يقرر من خلال ڪتابه الڪريم وسنة رسوله العظيم الأحڪام العملية الفقهية التشريعية ؛ المتعلقة بالحياة اليومية لمن يتواجد داخل هذا المجتمع .. فيعيش الفرد المسلم في بيئة إسلامية ومناخ إيماني يسوده التوحيد ويعلوه الإيمان الجازم عن يقين بوجود آله واحد أحد.. وتتملڪه العقيدة مِن جميع جوانبه ؛ فيصير المسلم العادي بطبيعته نظيفاً طاهراً نقياً .. مِن حيث الداخل : أي القلب والعقل والنفس والروح .. ومن حيث الخارج البدن .. الجسد ڪله واللسان والعين والأذن والشم والثياب والمكان ؛ وبما أننا اتفقنا وسلمنا بعد الإقرار بضعف الإنسان فــ يأتي : { الْوَسْوَاسِ } الذي وُصف بأنه { الْخَنَّاس } أي سرعان ما تتلاشى هذه الوسوسة - والإسلام قد أوجد لها معالجات وڪيفيات.. أتحدث عنها في قابل الورقات - فلا يصير لها -الوسوسة- وجود أو تأثير في نفسيه أو عقلية أو ذهنية أو مجرد تخيلها .. و هذه حقيقة قرآنية : { الوسوسة } ويتم توضيح هذا الوسواس بأنه الذي { يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاس } ويبين القرآن العظيم مصدر هذا الوسواس فيقول : { مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاس } [الناس:6] .. فلم يقتصر الأمر على وسوسة الشيطان وذريته بل تأتي من أفراد الناس المحيطين بهذا الإنسان .. ولا تترڪ هذه المسألة هڪذا بل يأتي بعلاجها بقول القرآن الكريم في نفس السورة الڪريمة : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس } [الناس:1] وتبين مَن هو رب الناس بالقول أنه : { مَلِكِ النَّاس } [الناس:2] ويزيد البيان بقوله { إِلَهِ النَّاس } [الناس:3] فتجد أن سلاح المسلم والاستعاذة والعون يأتي مِن : { الرب } الخالق و { الملك } القادر و { الآله } الواحد الأحد فأوجد المعالجة بڪيفيات وإن حدث للإنسان وسوسة ما.. وهذا إبتلاء واختبار .. وهذه الوسوسة تزين للإنسان سوء قول أو فساد فعل .. فتحرك تلك الوسوسة غرائزه ورغباته وميوله وحاجاته ليشبعها بطريق خطأ أو شاذ .. والإسلام أوجد طرق صحيحة سليمة لإشباع تلك الغرائز والميول والحاجات .. فــ الإنسان إما ينساق خلف تلڪ الوسوسة الشيطانية أو الآدمية أو يتمكن في قلبه ويدرك بعقله بأن المعين هو الله تعالىٰ ويلتجأ إليه طالباً العون والمساعدة فيزيل - سبحانه وتعالىٰ شأنه - آثار تلڪ الوسوسة مِن القلب والنفس والذهن .. فــ يتوضؤ ويصلي رڪعتين للرب الملك الآله المعين الهادي رب الخلائق أجمعين والجنَّة والإنس أجمعين .. أما إذا إنساق خلف تلك الوسوسات فـ يفعل ما نهىٰ الله تعالىٰ عنه أو زجره رسوله بعدم فعله أو قوله .. فــ هنا يأتي بحث اقتراف المعصية أو الرذيلة .. بناءً على ضعف الإنسان : ٢ . ] :" يقول العلامة الطاهر بن عاشور -رحمه الله- :" وقَوْلُهُ: ﴿وخُلِقَ الإنْسانُ ضَعِيفًا﴾ تَذْيِيلٌ وتَوْجِيهٌ لِلتَّخْفِيفِ، وإظْهارٌ لِمَزِيَّةِ هَذا الدِّينِ وأنَّهُ ألْيَقُ الأدْيانِ بِالنّاسِ في كُلِّ زَمانٍ ومَكانٍ، ولِذَلِكَ فَما مَضىٰ مِنَ الأدْيانِ كانَ مُراعًى فِيهِ حالٌ دُونَ حالٍ، ومِن هَذا المَعْنىٰ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكم وعَلِمَ أنَّ فِيكم ضَعْفًا﴾ [الأنفال: ٦٦] . وقَدْ فَسَّرَ بَعْضُهُمُ الضَّعْفَ هُنا بِأنَّهُ الضَّعْفُ مِن جِهَةِ النِّساءِ. قالَ طاوُسٌ لَيْسَ يَكُونُ الإنْسانُ في شَيْءٍ أضْعَفَ مِنهُ في أمْرِ النِّساءِ. ..". وينبه الطاهر بقوله وبدقة :" ولَيْسَ مُرادُهُ حَصْرَ مَعْنىٰ الآيَةِ فِيهِ، ولَكِنَّهُ مِمّا رُوعِيَ في الآيَةِ لا مَحالَةَ، لِأنَّ مِنَ الأحْكامِ المُتَقَدِّمَةِ ما هو تَرْخِيصٌ في النِّكاحِ ". [ انتهىٰ من " التحرير والتنوير " (ج: 5/ص: 22)] وهذا الذي اختاره العلامة الطاهر بن عاشور -رحمه الله- مِن حمل " الضعف " في الآية علىٰ جميع أنواع الضعف البشري هو الأقوىٰ والأنسب في التفسير ، وإلا فقد ذڪر ابن الجوزي -رحمه الله- ثلاثة أقوال في الآية فقال في المراد بـ ( ضعْف الإنسان ) ثلاثة أقوال : ١ . ] أحدها : أنه الضعف في أصل الخلقة ، قال الحسن :" هو أنه خُلق من ماءٍ مهين " . و ٢ . ] الثاني : أنه قلة الصبر عن النساء ، قاله طاوس ، ومقاتل .و ٣ . ] الثالث : أنه ضعف العزم عن قهر الهوىٰ ، وهذا قول الزجّاج ، وابن ڪيسان [" انتهىٰ مِن " زاد المسير " (ج: 1/ ص: 395)] . ولڪن القاعدة المهمة في تفسير القرآن الڪريم أنه ڪلما ڪان من الممڪن حمل معاني القرآن علىٰ العموم والشمول كان أقرب إلىٰ الصواب ؛ وأن الأقوال إذا لم تڪن متناقضة ، وأمڪن حمل الآية عليها جميعها كان أوفق في التفسير . يمڪن مراجعة ذلك في ڪتاب [" قواعد الترجيح عند المفسرين " (ص/41-44)]. يقول ابن عطية الأندلسي -رحمه الله- : " المقصد الظاهر بهذه الآية أنها في تخفيف الله تعالىٰ ترك نڪاح الإماء بإباحة ذلك ، وأن إخباره عن ضعف الإنسان إنما هو في باب النساء ، أي : لمَّا علمنا ضعفڪم عن الصبر عن النساء خففنا عنكم بإباحة الإماء ، وڪذلك قال مجاهد وابن زيد طاوس .. ثم بعد هذا المقصد تخرج الآية في مخرج التفضل ؛ لأنها تتناول ڪل ما خفف الله تعالىٰ عن عباده ، وجعله الدين يسرا ، ويقع الإخبار عن ضعف الإنسان عاماً ، حسبما هو في نفسه ضعيف يستميله هواه في الأغلب" . [ انتهى من " المحرر الوجيز " (2/40-41)] . ويقول ابن جزي الغرناطي -رحمه الله- : { وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً } قيل : معناه : لا يصبر علىٰ النساء ، وذلك مقتضىٰ سياق الڪلام ".. ثم ينبه بالقول:" واللفظ أعم من ذلك ". [ انتهىٰ من " التسهيل " (1/188)] . ويقول ابن القيم -رحمه الله- بعد أن ذڪر بعض أقوال السلف في تفسير الآية:" والصواب أَن ضعفه يعم هذا ڪله ، وضعفه أَعظم من هذا وأَڪثر : فَإنه : - ضعيف البنية ، - ضعيف القوة ، - ضعيف الإرادة ، - ضعيف العلم ، - ضعيف الصبر ، و - الآفات إليه مع هذا الضعف أَسرع من السيل في الحدور . [ انتهىٰ من " طريق الهجرتين " (1/228)] . ويقول العلامة السعدي -رحمه الله-: { يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ } .. وذلك لرحمته التامة وإحسانه الشامل ، وعلمه وحڪمته بضعف الإنسان من جميع الوجوه ، - ضعف البنية ، و - ضعف الإرادة ، و - ضعف العزيمة ، و - ضعف الإيمان ، و - ضعف الصبر ، فــ ناسب ذلك أن يخفف الله عنه ما يضعف عنه وما لا يطيقه إيمانه وصبره وقوته " . [ انتهىٰ من " تيسير الكريم الرحمن " (ص/175)] . و لذلك فالأنسب في تفسير أوجُه " الضعف البشري " في الآية الڪريمة حملها علىٰ إطلاقها ، لتشمل جميع جوانب الضعف : - النفسية ، و - البدنية ، و - العقلية ، و - العاطفية ، و - الترڪيبية ، فالإنسان ضعيف النفس بسبب نوازع الخير والشر المخلوقة فيه ، إلىٰ جانب الوساوس والأهواء التي تعرض له أيضا ، وهو ضعيف البدن أيضا بسبب ما يعرض له من الآفات والأمراض والأسقام ، وبالمقارنة مع ڪثير مِن المخلوقات عظيمة الخلق ، وهو ضعيف العقل بسبب قدراته المحدودة التي تخوله من النجاح والإبداع ولڪن في حدود المنظور في هذا الڪون وما يمكن القياس عليه ، ڪما أنه ضعيف في الجوانب العاطفية والشعورية ، فيتأثر أسرع تأثير بما يبڪيه أو يفرحه أو يُجبِنُه أو يُبخِله أو يشجعه أو يخوفه ." :" فلڪل هذه الأوجه من الضعف والفقر شرع الله -عز وجل- لنا ما يناسبنا ، وخفف عنا فلم يڪلفنا فوق طاقتنا ، فڪانت شريعتنا شريعة التخفيف والتيسير ، كما قال سبحانه وتعالىٰ :{ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا }. [ الأنفال/66 ]. يقول ابن عباس -رضي الله عنهما- :" ثَمَانِ آيَاتٍ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ هِيَ خَيْرٌ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ ، - أَوَّلُهُنَّ : { يُرِيدُ اللهُ لِــ يُبَيِّنَ لَكُمْ وَ يَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ } [النساء/26].. ثَلَاثًا مُتَتَابِعَاتٍ ، وَ - الرَّابِعَةُ : { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا } [النساء/31]، وَ - الْخَامِسَةُ : { إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا } [النساء/40]، وَ - السَّادِسَةُ : { وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا } [النساء/110[، وَ - السَّابِعَةُ : { إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ } [النساء/48]، وَ - الثَّامِنَةُ : { وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ } [النساء/152] [رواه البيهقي في " شعب الإيمان " (9/346)] . والله تعالىٰ أعلم وأحكم . [المصدر: الإسلام سؤال وجواب]. ولڪي توضح الرؤية الصحيحة في مسألة الإنسان البالغ العاقل المڪلف والذي سوف يُسأل عما فعله أو قاله أو تصرف فيه - سواء ذڪر أو أنثىٰ : رجل أو امرأة - ينبه الذڪر الحڪيم بشقيه لمسألة المعصية سواء أُطلق عليها صغيرة أو ڪبيرة : ٢ . ] نطق القرآن الڪريم يقول : { إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا } [النساء/31]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ [(*)] الواقع الحالي أنه لا يوجد مجتمع إسلامي وفق هذا المصطلح ؛ كــ مجتمع المدينة المنورة في العهد النبوي أو الخلفاء الراشدين ... بل توجد تجمعات إسلامية .. إذ أن المجتمع يتكون مِن : - أفراد - غالبيتهم - يؤمنون بفڪرة أو أفڪار واحدة متناسقة .. و - يعتقدون في ڪتلة واحدة مِن القيَّم .. و - مجموعة متجانسة مِن المفاهيم ؛ و - يلتزمون بمبدأ واحد ؛ و - يطبق عليهم مجموعة مِن القوانين المسيرة لحياتهم والنُظم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية مستنبطة مِن هذا المبدأ ؛ فــ الإسلام مبدأ صالح للتطبيق بأڪمله وليس بجزئيات منه ڪـ : - العبادات فقط! و - بعض الشعائر علىٰ مدار السنة و - تذڪر مناسبة ما في العام الهجري .. أو - مواسم و - أعياد.. . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ * (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) * ـــــــــــــــــــــــــــــــــ (د .الْفَخْرُ؛ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ؛ ثم الْمِصْرِيُّ مُحَمَّدُ فَخْرُالدينِ الرَّمَادِيُّ) الأحد، 12 ربيع الثاني، 1444هــ ~ 06 نوفمبر 2022 م. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06 / 11 / 2022, 12 : 08 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10 / 11 / 2022, 13 : 05 PM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
10 / 11 / 2022, 23 : 05 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ منذ بداية خلق الإنسان أرادَ مُنَزِلُ الوحي: الخالقُ المبدعُ المصور أن يؤڪد علىٰ حقيقةٍ أولية ثابتة جذرها في قلب أنبياءه ورسله ليتم على اساسها المتين ورڪنها الرشيد تبليغ الرسالة الآلهية ببقية حقائقها وأحكامها واضحة ڪـ الشمس في رابعة النهار ونقية مِن الشوائب للناس أجمعين بواسطة أمين الوحي المَلٰك جبريل -عليه السلام- أو إلهاماً مِن فوق سبع سموات طباقاً -لا تُرىٰ لها أعمدةً ترفعها- أرادَ -سبحانه وجلَّ شأنه- أن يؤڪد للبشر علىٰ حقيقةٍ أولية أساسية .. .. ثم يأتي الفرقان المبين والقرآن الڪريم لــ يؤڪد علىٰ نفس الحقيقة الأولية الأساسية الأبدية الخالدة -إذ أن منبع الرسالة واحد وهو : الله سبحانه وتعالىٰ- والتي يسعىٰ البعض لــ إنڪارها .. وفي حالةِ إنڪار الأمر دليل علىٰ وجوده.. أو يسعىٰ البعض بعقل قاصر وذهن ضامر بإضافة ما ليس منها إليها.. .. فــ رسالة السماء مِن الخالق المبدع المصور الرازق المحيي المميت منذ عهد أبي البشر -آدم؛ عليه السلام- المخلوق مِن عدم : الإنسان الأول؛ ومَن أُرسلوا مِن بعده مِن الأنبياء المرسلين والرسل المبتعثين .. أي منذ بداية الخليقة علىٰ الأرض؛ وأيضاً وقت وجود أبينا وأمنا في الجنّة بعد التخليق والتصوير والإبداع والإيجاد مِن عدم .. فــ أرادت رسالة السماء لبني آدم أجمعين أن تؤڪد علىٰ الحقيقة الأولية الأساسية : « التوحيد » .. أي أنه في الأرض والسماء بل وفي الكون والحياة : آله واحد أحد فرد صمد : فاثبت ذلك في محڪم قرآنه المجيد وفرقانه المبين بقوله -تعالىٰ- : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد } [الإخلاص:1] وأنه { اللَّهُ الصَّمَد } [الإخلاص:2] ذلك الآله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد } [الإخلاص:3] ثم يأتي ببيان جديد؛ فـ القرآن المجيد لا يكرر عباراته.. فيقول: { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد } [الإخلاص:4].. والسورة مِن أوائل السور المكية، نَزلت في مناخ شركي وبيئة وثنية تعبد فيه الأصنام من دون الله الواحد الأحد يُؤخذ بالأزلام وتُفعل فيها الأنصاب[(*)] .. .. وقضية : « التوحيد » تلك تُبنىٰ عليها بقية أعمدة العقيدة الراسخة في قلب المسلم وتؤسس عليها بقية أرڪان الإيمان القوي المتين؛ وينبثق مِن تلك العقيدة الصحيحة وهذا الإيمان السليم شريعة الإسلام ومنهاج المسلم أو ما يسميه الفقهاء بــ الأحڪام الشرعية العملية المسيرة لــ ڪافة قضايا ومسائل حياة الإنسان ڪي يُسعد في الدنيا ويحصل ثوابه بخلوده في جنّة الرضوان، إذ أنها -قضية : « التوحيد » - آحدىٰ القضايا الشائڪة حين يشوبها شيئاً ما من تحْوِير فيحدثوا بأنفسهم تعديلاً في أساس العقيدة وتغييراً في أركان الإيمان وتحريفاً عن حقيقتها الأولية الأساسية وتشويهاً لما نَزل مِن السماء مِن صحة العقيدة وسلامة الإيمان.. فالمرء منهم يُحار .. فيتردد بين الإيمان وعكسه وتضطرب عقيدته في عقله وقلبه فــ يرتبك في فهم دينه فيضل سبيله ولم يهتد للصواب.. وإدخال فيها -حقيقة : « التوحيد » - ما ليس منها واڪب البشرية منذ نشأتها ورافقت بني آدم في ڪافة الأمم السابقة؛ والشعوب السالفة، فحين يتدخل العقل القاصر عن إدراك حقيقة الكون وخالقه وإدراك الحياة وموجدها فيتصور ما لا يتناسب مع الواجد -سبحانه- فيحدث في العقيدة ما يظنه صالحاً للتقرب إلـىٰ الله الواحد الأحد.. فــ يشرك معه ما لا يصح مِن بقية مخلوقاته أو موجوداته.. وما التقرب له بعبادة الأوثان والتمسح بالأصنام والصور والتماثيل والأنصاب إلا صورة من صور الشرك بالله -تعالىٰ عن ذلك علواً ڪبيراً-، فأخبر الله -عزَّ وجلَّ- عن حالهم بقول القرآن الڪريم : { .. وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ..} [الزُّمَر:3] وقد خص القرآن الڪريم والذڪر الحڪيم والفرقان المبين -قضية : « التوحيد »- بــ عدة آيات بينات لمعالجة هذه القضية معالجة نهائية وقاطعة .. فنطق الفرقان المبين يقول : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون } [البقرة:21].. ويعتمد الفرقان المبين؛ ڪلامُ رب العالمين تارة علىٰ اسلوب التمهيد المتسلسل في التبيان وسلسلة المقدمات المنطقية المبنية علىٰ أساس صحيح ؛ وتارة آخرىٰ يعتمد علىٰ اسلوب البرهان العقلي الساطع والدليل القاطع مِن الواقع المحسوس الملموس المدرك بالحواس عند الإنسان.. ثم يڪمل مبيناً عن ذلك الربِّ الَّذِي خَلَقَكُمْ والَّذِي خلق مَن قَبْلِكُمْ.. فهو: { الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُون } [البقرة:22].. فـ القرآن الڪريم والفرقان المبين يحذر مِن النِد لِلّهِ والمثيل له ، ويحذر مِن الشبيه والقرين والوزير والمعين والصاحبة والولد ، وينفي قطعاً الشريك لله الواحد الأحد سواء مِن خلقه أو المصنوع مِن حجارة أو المنحوت من خشب أن يعبد أو يتقرب أو يتمسح به إليه -عز وجل- زلفىٰ .. ثم يأتي البيان الشافي عن حالة إنحراف في عقيدة الإنسان وإيمانه إذ يوضح القرآن الڪريم بعد قوله -تعالىٰ- : { وَاعْبُدُواْ اللّهَ } فيضيف بعدها مباشرة القول : { وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا .. } [النساء:36].. والدقة القرآنية في التعبير بلفظة «شيئ» فتشمل كل شئ في الوجود من نار أو صنم أو وثن ! والإشكالية التي صاحبت الإنسان مسألة الإشراك بالله الواحد الأحد.. ..فــ يأتي القرآن بأقوال السادة الڪبار مِن النبيين : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم } [الأعراف:59] { قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِين } [الأعراف:60] { قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِين } [الأعراف:61] { أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون } [الأعراف:62] { أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون } [الأعراف:63] { فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِين } [الأعراف:64] ثم يأتي القرآن بــ نبي آخر : { وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُون } [الأعراف:65] { قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِين } [الأعراف:66] { قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِين } [الأعراف:67] { أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِين } [الأعراف:68] { أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون } [الأعراف:69] { قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِين } [الأعراف:70] { قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِين } [الأعراف:71] { فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِين } [الأعراف:72] و يتخير القرآن ثلة من المرسلين : { وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيم } [الأعراف:73] { وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِين } [الأعراف:74] { قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُون } [الأعراف:75] { قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُون } [الأعراف:76] { فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِين } [الأعراف:77] { فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِين } [الأعراف:78] { فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِين } [الأعراف:79] ومثال آخر : { وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِين } [الأعراف:80] و مَن يقرأ القرآن الڪريم يتبين له تنوع المعصية وإختلاف الرذيلة عند بني الإنسان؛ فتأتي رسالة السماء لمعالجة هذا الإعوجاج الذي اصاب الإنسان : { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُون } [الأعراف:81] { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُون } [الأعراف:82] { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِين } [الأعراف:83] { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِين } [الأعراف:84] و مثال جديد : { وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين } [الأعراف:85] { وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِين } [الأعراف:86] { وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِين } [الأعراف:87] { قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِين } [الأعراف:88] { قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين } [الأعراف:89] { وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُون } [الأعراف:90] { فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِين } [الأعراف:91] { الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِين } [الأعراف:92] { فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِين } [الأعراف:93] .. و يبين القرآن إشڪالية هؤلاء القوم :" {تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِين } [الأعراف:101] { وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِين } [الأعراف:102] و الإشڪالية التي صاحبت الإنسان مسألة الإشراك بالله الواحد الأحد فقد صاحبت بعض أهل الأديان السماوية.. ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ . وأهمية هذا المقال يعود لإرتفاع نسبة الإلحاد في بلاد العرب ومواطن المسلمين.. بناءً علىٰ نظرية حرية المعتقد والحرية الشخصية ! ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ * (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) * ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ . ( ١ .) : المقال السابق: تَمْهِيدٌ ":يقرر الإسلام حقائق" . ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ . [(*)] الأنصاب: شيء ينصب يذبح عليه المشركون ويتقربون لأصنامهم بالذبائح. والأزلام: أشياء يقسمون بها، أشياء يقال لها: السهام، من أنواع الخشب يكتبون عليها :"افعل" و:"لا تفعل"، والثالث يكتبون عليه غفل ما عليه شيء، لا يكتب عليه شيء، فإذا أرادوا أن يسافروا أو يفعلوا شيئاً عندهم فيه اشتباه أجالوها، أعطوها أحد يعني: يخرجوها واحداً واحداً، أو هو نفسه يخرجها واحداً واحداً من محلها، فإن خرج :"افعل" نفذ، وإن خرج :"لا تفعل" ترك، وإن خرج الغفل الذي ما فيه شيء أعاد إجراءها، خلطها ثم أعاد إخراجها، فإن خرج :"افعل" فعل، وإن خرج :"لا تفعل" ترك، وإن خرج الغفل أعادها وهكذا، هذه سنة لهم وطريقة جاهلية، ثم تأتي المعالجة الإسلامية إذ شرع الله -سبحانه وتعالى- لعباده بدل استعمال الأزلام.. "صلاة الاستخارة"، فالمشروع للمؤمن إذا هم بأمر يشكل عليه كالزواج أو السفر أو ما أشبه ذلك صلى ركعتين، يصلي ركعتين ثم يستخير الله -جل وعلا- ويدعو بدعاء الاستخارة المعروف الثابت عن النبي -ﷺ- . ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ . (د . الْفَخْرُ؛ الْإِسْكَنْدَرَانِيُّ؛ ثم الْمِصْرِيُّ : مُحَمَّدُفَخْرُالدينِ الرَّمَادِيُّ) الخميس، 16 ربيع الثاني، 1444هــ ~ 10 . نوفمبر ، 2022م | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
26 / 11 / 2022, 11 : 05 PM | المشاركة رقم: 6 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ينتاب الإنسان في فصل الشتاء أعراض حُمىٰ تمكث معه ثلاثة أيام إذا كان جهاز المناعة قوياً وتذهب أعراضها؛ فيكتسب الجسم مناعة تدوم لزمن ما، ومن هنا وجدت فكرة العلاج ثم تلتها فكرة اللقاح؛ اللذان -العلاج واللقاح- يساعدان بدن الإنسان أن يبقى معافياً، كما ويصاب المرء بأسقام وآلام وأوجاع عالجها من خلال الطب التقليدي: أحياناً بالكي وأحياناً بأعشاب موجودة في بيئته.. والملفت للإنتباه أن :" الشمبانزي والطيور والفيلة تعرف كيف تتداوىٰ بواسطة الأعشاب والطين واللحاء (طبقات خارجية من جذوع النباتات) " .. وهنا تكمن مسألة الغريزة عند الحيوان وتقابلها مسألة العقل والإدراك عند الإنسان والمرور بالتجربة وتكرارها مع توفر المعلومات الأولية والقدرة علىٰ استرجاعها، مع ربط المعلومات القديمة بالجديدة واستحداث أمر جديد .. ويتساءل الإنسان دائماً: لماذا!؟.. وبتقدم العلوم المتعلقة بجسم الإنسان -طب/صيدلة- قفز العلاج خطوات سريعة ليتم راحة الإنسان مما يعانيه إلىٰ حد ما .. ثم وجدت فكرة الطب الوقائي وهذا متعلق بذلك البدن .. و قد جاء في المنار؛ لــ محمد رشيد رضا أنه قال:" لِكُلِّ مَرَضٍ مِنَ الْأَمْرَاضِ الْبَدَنِيَّةِ دَوَاءٌ خَاصٌّ يُزِيلُهُ ، وَلَا يُزِيلُ غَيْرَهُ مِنَ الْأَمْرَاضِ ، وَأَمَّا تَقْوِيَةُ الْبَدَنِ كُلِّهِ بِــ - الْغِذَاءِ الْمُوَافِقِ وَ - الرِّيَاضَةِ وَ - اسْتِنْشَاقِ الْهَوَاءِ النَّقِيِّ ، وَ - الْبُرُوزِ لِلشَّمْسِ فَإِنَّهُ يُسَاعِدُ عَلَىٰ شِفَاءِ كُلِّ مَرَضٍ إِذَا لَمْ يَكْثُرِ التَّعَرُّضُ لِأَسْبَابِهِ ، .. .. ومن لحظة نزول الإنسان من رحم أمه وحتى نزول إلى حفرته .. فيوترى عليه التراب داخل قبره.. عمر هذا الإنسان يصح أن نقسمه إلى مرحلتين : 1.) ما قبل التكليف 2.) ما بعد التكليف.. والإنسان بصفته الأصلية ومنذ قديم الأزل -خاصة الحكماء والفلاسفة وأهل الرأي- حاولوا الإجابة علىٰ العديد من الأسئلة .. خاصة حالات ما قبل الولادة تطور الجنين برحم أمه وما يحدث خلال حياة الإنسان وما يعتريه من أمراض وموت؛ وما بعده.. وكانت هناك إجابات!.. ومنذ البداية -وجود الإنسان بإعتباره مخلوق- بيَّن الخالق من خلال رسله وما يحملون من وحي -شفهي أو مكتوب- الإجابة علىٰ العديد من الأسئلة!.. ثم تميز الوحي الأخير -رسالة محمد النبي الرسول- بشقيّها: القرآن الحكيم والسنة العطرة- بخاصية ذات دلالة واضحة وهي العلم ومخاطبة قوىٰ العقل الكامنة داخل الإنسان ومداركه.. فلم تعتمد على أوامر أو نواه جامدة لا مدلول لها؛ فكان أول نص وأول كلمة من أول آية في النزول على قلب الرسول والتي تقول :"اقرأ".. فلم تأمر بعبادة أو إيمان شكلي بل تم الحديث عن قراءة متأنية في المخلوقات والكون والحياة ؛ ولكي يقترب الفهم من الأذهان تم الخطاب عن خلق الإنسان .. وتوالىٰ وتتالىٰ البيان وبنص الآية التي تقول:"فيه شفاء".. وجعل الشفاء يتأرجح بين شفاء القلوب وشفاء الأبدان شفاء العقول وشفاء الأجساد؛ ثم طلب طلباً بقوله : { يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُون } [يوسف:109] وفي هذه الآية الكريمة ربط الحياة الدنيا بالحياة الآخرة.. ثم يخاطب القوى العاقلة عند الإنسان بقوله :{ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور } [الحج:46]. وتحدث القرآن الحكيم عن قلوب عاقلة ثم من البداية سلح جميع خلقه بقوله : {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} [النحل:78] فأعطى لخلقه جميعاً أدوات النظر والتبصر والتعلم والتعليم .. والنص القرآني والحديث الشريف : وحي الخالق بواسطة أمين السماء الملك جبريل إلىٰ أمين الأرض والسماء محمد -عليهما السلام- يشيرا بوضوح لمسائل عدة تشمل معالجات حياة الإنسان كما تشمل ما بعد الموت. وما يهمني في هذا البحث أن : 1.) إسلام النبي الرسول محمدٍ أقر بحقيقة فطرة الإنسان: « „ كلُّ مولودٍ يولَدُ علىٰ الفطرةِ ” » ؛ ويبين النص القرآني هذه الفطرة بقوله في سورة الروم : { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون } [آية : (30)] ثم يبين هذا الدين بقوله : { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } [آل عمران:19] وهو دين كل وكافة الأنبياء والمرسلين.. ثم يزيد المسألة وضوحاً بقوله : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين } [آل عمران:85] . وهنا ربط مرة ثانية بين دين المرء في حياته الدنيا وبين الآخرة! وإسلام النبي الرسول محمد أقر بحقيقة 2.) تعدد الأديان وأختلافها وتنوعها ؛ فــ : « „ أبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه ” » ؛ { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ } [النساء:171] ..{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَاد } [غافر:26]. { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين } [الكافرون:6]. وينهي هذه القضية برمتها بقوله : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا } [المائدة:3] يتبقى هنا دور الفلاسفة ومن يرفض هذه القضية من أساسها ڪما : 3.) أقر بحقيقة تأثر الإنسان بالبيئة التي يتربىٰ فيها والمحيط الذي يعيش فيه والمناخ العام الذي يتواجد فيه! بناءً علىٰ قوله : « „ أبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه[(*)] ” » ؛ ، وآتىٰ بمثال من هذا التأثير بقوله : « „ أبواه ” » ؛ ولم يعدد بقية المؤثرات الفاعلة في شخصية ونفسية وعقلية الإنسان.. ولكنها تفهم وتدرك من الواقع الملموس المحسوس!! ثم أنه: 4.) يقر حقيقة الدين الذي سيقبل عند الخالق! أعود لمسألة الفطرة .. فهل أراد فطرة الخلق أم فطرة الإسلام؟.. الصواب أنها فطرة اللّه التي فطر الناس عليها، وهي فطرة الإسلام، وهي الفطرة التي فطرهم -جميعاً- عليها يوم قال: {أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى} [الأعراف:172] وهي السلامة من الاعتقادات الباطلة، والقبول للعقائد الصحيحة. ويفهم مما سبق : " خَلَق اللهُ -عزَّ وجلَّ- الإنسانَ في أحسَنِ تَقويمٍ، علىٰ الفِطْرةِ النَّقيَّةِ الخاليةِ مِن شَوائبِ الكُفرِ، ومِن دَنَسِ المعاصي، ومِن ذَمِيمِ العاداتِ. " ومعنىٰ الفطرة: هي الحالة التي يكون عليها الإنسان عند ولادته قبل دخول المؤثرات الخارجية عليه. أو هي الصورة التي يُخلق الإنسان عليها عند خروجه إلىٰ هذه الحياة. ومعنىٰ أن : « „ كل مولود يولد علىٰ الفطرة ” » ؛ أي أن الله -سبحانه- ركَّب فيه نوعاً من الجِبِلَّة يكون معها متهيِّأ لقبول الحق طبعاً وطوعاً واختياراً، لو تركته شياطين: أ.) الإنس و ب.) الجن. وبتعبير آخر : أنَّه وُلِدَ علىٰ فِطرةِ الإسلامِ ومِلَّتِه . فإن حقيقة الإسلام أن يستسلم للّه، لا لغيره، وهو معنىٰ لا إله إلا اللّه.. لـ قوله : « „ ما مِن مَولودٍ يُولَدُ إلَّا علىٰ هذه الـمِلَّةِ ” » ؛ أي علىٰ ملة الإسلام ، « „ حتىٰ يُبِينَ عنه لِسانُه، فأَبَواه يُهَوِّدانِه، أو يُنَصِّرانِه، أو يُشَرِّكانِه ” » ؛ وفي اللفظ الآخر : « „ علىٰ هذه الملة، ملة الإسلام ” » ؛ هكذا جاء في الحديث الصحيح، يقول -ﷺ-: « „ ما من مولود يولد إلا علىٰ الفطرة ” » ؛ وفي اللفظ الآخر عند البخاري وغيره : « „ على هذه الملة ” » ؛ وفي اللفظ الآخر : « „ على ملة الإسلام ” » ؛ هذا معناه واضح وهو أنه يولد مسلمًا علىٰ فطرة الله الذي فطر عليها الناس. قال ابن القيم: معناه: „ جعل فطرته مقتضية لقبول الإسلام لأنه الدين الحق الموافق للفطرة السلمية والعقول المستقيمة ” ؛ يعني أن الإنسان إذا تُرِك بدون مؤثر خارجي فالمفروض أنه يقر بوجود الله وأحقيته بالعبودية وحده. قال ابن كثير : „ فإنه -تعالىٰ- فطر خلقه علىٰ معرفته وتوحيده، وأنه لا إله غيره ” ؛ ذلك أن الفطر السليمة توجب أن يكون لهذا العالم العجيب العظيم ربٌّ خلقه وأوجده، مالك له ومدبر له ومتصرف فيه، وأن هذا الربَّ هو المستحقُّ وحده أن يُعبَد ويُوحَّد، وأن تصرف إليه جميعُ صنوفُ العبادةِ: { يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم }. ثم ينبغي أن يكون هو الذي يأمرُ فيطاع، وينهىٰ فلا يعصىٰ:{ ألا له الخلق والأمر }. .. ثمَّ أخبَرَ الزُّهْريُّ أنَّ أباهُرَيرةَ -رَضيَ اللهُ عنه- كان يُحدِّثُ أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: ما مِن مَولودٍ مِن بَني آدمَ إلَّا يُولَدُ علىٰ الفِطرةِ الإسلاميَّةِ، وأقرب المثال للفهم : فــ مثل الفطرة مع الحق، مثل ضوء العين مع الشمس، وكل ذي عين لو تُرك بغير حجاب لرأى الشمس، وأما الاعتقادات الباطلة العارضة فهي مثل حجاب يحول بين البصر ورؤية الشمس، وكذلك أيضًا كل ذي حس سليم يحب الحلو، إلا أن يعرض في الطبيعة فساد يحرفه حتىٰ يجعل الحلو في فمه مرًا. وقيل: الفِطرةُ هي النَّقاءُ الخالِصُ، والاستِعدادُ لقَبولِ الخَيرِ والشَّرِّ، فلو تُرِكَ المَولودُ علىٰ ما فُطِرَ عليه لاستمَرَّ علىٰ طُهْرِه، ولم يَخْتَرْ غَيرَ الإسلامِ؛ فهو يُولَدُ مُتهَيِّئًا للإسلامِ، ويَأتي بعْدَ ذلك دَورُ الأبَوَيْنِ والبِيئةِ التي يَنشأُ فيها؛ فالأبَوانِ قد يُعَلِّمانِه اليَهوديَّةَ ويَجْعَلانِه يَهوديًّا، أو يُعَلِّمانِه النَّصرانيَّةَ ويَجْعَلانِه نَصرانيًّا، أو يُعَلِّمانِه المَجوسيَّةَ ويَجْعَلانِه مَجوسيًّا يَعبُدُ النَّارَ مِن دونِ اللهِ، أو لكَونِه تَبَعًا لهما في الدِّينِ يكونُ حُكْمُه حُكمَهما في الدُّنيا، فإنْ سبَقتْ له السَّعادةُ أسلَمَ، وإلَّا مات كافرًا. والتعبير بلفظة : « ڪفر/ڪافر » ؛ هنا وصف لحال إنسان ؛ فالمزارع [الفلاح] في غيطه :"ڪافر".. لأنه يغطي البذور بالتراب كي تنبت.. فهو وصف حال؛ وعليه كل من يخفي أمراً ظاهرا واضحاً فهو : « ڪافر » ؛ وهو تعبير وصفي لحال.. قد يتغير بالمراجعة والتبصر والهداية! روىٰ مسلم عن عياض بن حمار -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-، يقول الله -تعالىٰ-: « „ إنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، ” » ؛ يعني مائلين عن الشرك: « „ وإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عن دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عليهم ما أَحْلَلْتُ لهمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بي ما لَمْ أُنْزِلْ به سُلْطَانًا ” » . وهو معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: « „ ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَىٰ الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ ” » ؛ وفي الرواية الأخرى : « „ أو يُشَرِّكانِه ” » .. وهذا الكلام فيه أمران مهمان: أولهما: أن دين الفطرة الذي يقبله الله -تعالىٰ- إنما هو دين الإسلام، الدين الحنيف دين إبراهيم وملته التي جاء بها ختام الأنبياء محمد -صلى الله عليه وسلم- { ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًاۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [النحل:123] وأن الله لا يقبل غيره من الأديان أو النحل والملل. الفائدة الثانية: أن الله -سبحانه- جعل الإسلام في جانب وبقية الملل والنحل والعقائد والأديان في جانب آخر، فقال: « „ فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه أو يشركانه ” » ؛.فجعلها كلها مقابل دين الفطرة دين الإسلام، وسوىٰ بينها جميعا في البطلان.. ولم يقبل منها شيئا. كما قال -عز وجل- في محكم آياته: { إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } [آل عمران:19]، وقال: { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [آل عمران:85].. وآتي بمثال يوضح المقصود بيد أن أفضل مثال ما ذكره المصطفىٰ المجتبىٰ المرتضىٰ المحتبىٰ في نص الحديث :" وقد ضرب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فقال: « „ كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ ” » ؛ بيَّن أن سلامة القلب من النقص كسلامة البدن، وأن العيب حادث طارئ. وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن اللّه: « „ إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين وحرم عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا ” » . إذ يُمَثِّلُ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- هذا المعنَىٰ بوِلادةِ البَهيمةِ سَليمةً مِن العُيوبِ، كاملةَ الأعضاءِ، لا نَقْصَ فيها، ثُمَّ يَحصُلُ فيها النَّقصُ مِنَ الجَدْعِ وغيرِه؛ لأجْلِ تَصرُّفِ الإنسانِ، كذلك الإنسانُ يُولَدُ سَليمًا علىٰ الفِطرَةِ، ثُمَّ يَحدُثُ فيه النَّقصُ؛ لأجْلِ تصرُّفِ والدَيْهِ، ويُعَقِّبُ أبوهُرَيْرةَ -رَضِيَ اللهُ عنه- [راوي هذا الحَديثِ]، بقولِ اللهِ -تعالَىٰ-: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30]، أي: خلَقَهم عليها، وهي: قَبولُ الحقِّ، وتمكُّنُهم مِن إدراكِه، أو: مِلَّةُ الإسلامِ؛ فإنَّهم لو خُلُّوا وما خُلِقُوا عليه أدَّاهم إليه؛ لأنَّ حُسنَ هذا الدِّينِ ثابتٌ في النُّفوسِ، وإنَّما يُعدَلُ عنه لآفةٍ مِن الآفات البشريَّةِ؛ كالتَّقليدِ المذمومِ.. والتربية أو العادات والتقاليد أو المناخ العام المنحرف عن جادة الصواب! دور التربية وأثرها فــ « „ أبَوَاهُ ” » هذه اللفظة من هذا الحديث المبارك: تبين دور التربية وتأثير التعليم - استحضر النبي الرسول مثالاً واحداً [ مرحلة ما قبل التكليف ..: اختيار الأم؛ مرحلة الحمل؛ فترة الرضاعة والطفولة؛ سن التمييز؛ زمن المراهقة..] - وأثرُهما [التربية والتعليم] .. علىٰ الإنسان، وكيف أنها -إن لم تكن علىٰ المنهج الحق وطريق الصدق، ومنهج النبوة - تنقل صاحبها إلىٰ الاعتقاد الباطل وتفسد فطرته، وتحولها عما هداها الله إليه إلىٰ قبول الباطل ومناهج الضلال.. وفي الحديث المذكور الذي رواه مسلم في الصحيح يقول الله: « „ إني خلقت عبادي حنفاء.. فاجتالتهم الشياطين.. وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا ” » ؛ فبين -سبحانه- أنه خلق عباده حنفاء موحدين.. ولكن طرأ الشرك عليهم بعد ذلك بسبب المضللين من آبائهم وأمهاتهم وغيرهم من المربين والمعلمين والمدرسين ووسائل الاتصال الإجتماعي، ولهذا قال: « „ فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ” » ؛ يعني: يدعونه إلىٰ ذلك ويربونه علىٰ الشرك فيخرج عن الفطرة بسبب تربية والديه، وقد يربيه غير والديه أيضًا ممن يتولىٰ تربيته من أعمامه وأقاربه وأخواله عند فقد والديه، وقد ينشأ في بيئة مشركة فيتربىٰ علىٰ ما يربونه عليه، وهذا معنىٰ قوله -ﷺ- عن الله-تعالىٰ- أنه قال: « „ إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا ” » ؛ فالشياطين تشمل شياطين: أ.) الإنس و ب.) الجن، وكذلك ما يفعله الإنس من تزيين الشياطين، حتىٰ يجروهم إلىٰ هذا الباطل بوساوسهم وتزيينهم. فشياطين الإنس تدعو إلىٰ الشرك وهكذا شياطين الجن، والأصل في المولود أنه ولد علىٰ الفطرة فلو استمر عليها وسلم من هؤلاء وعاش بين أهل الخير عاش علىٰ الفطرة والهدىٰ والتوحيد، لكن إذا ابتليٰ بمربين ضالين أخرجوه عن فطرته بتربيتهم وتزيينهم الباطل إلا من عصم الله ورحم بأن قيض له من يربيه التربية الإسلامية ويدعوه إليها. نسأل الله أن يهدينا إلىٰ طريق الحق والهدىٰ، وأن يقينا وذرياتنا طرق الغواية والضلال والردىٰ.. إنه خير مسؤول، وأعظم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، الهادي إلىٰ الصراط المستقيم. تتبقى مسألة : { وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار } [المائدة:72] { وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُون } [التوبة:31] { وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا } [الكهف:26] { أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [الكهف:110] { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } [النساء:48] { إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا}[النساء:116] ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ [(*)] روىٰ البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: « „ ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَىٰ الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ، كما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِن جَدْعَاءَ ” » ؛ ثُمَّ يقولُ أبوهُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه-: { فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } . [الروم:30]. ــــــــــــــــــــــــــــــــ ( ١ .) : تَمْهِيدٌ : " يقرر الإسلام حقائق". ( 2 . ) مُقَدِّمَة التوحيد بحوث مسألة : الكبائر!. * (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) * السبت، 03 جمادى الأولى، 1444هــ ~ 26 نوفمبر 2022 م | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
26 / 11 / 2022, 16 : 05 PM | المشاركة رقم: 7 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح مسائل الــــــــــــــــــــــــــــڪـــــــــــــــــــ ـــبــــــــــــــــــــــــــــــــــــائــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــر تنبيه ووعظ وإرشاد! سلسلة بحوث ﴿ سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحـــڪــماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء؛ وفقه أحاديث خاتم المرسلين ومتمم المبتعثين وآخر الأنبياء ﴾ الْمَجَالِسُ السَّنيَّةُ الندية البهية الوعظية والإرشادية لــ بحث مسائل الڪبائر في نظام الإسلام المستنبطة مِن الآيات الڪريمات القرآنية وما جاء في السنة الشريفة المحمدية النبوية اعداد : د. الْفَخْرُ: مُحَمَّدُفَخْرُالدينِ الرَّمَادِيُّ بِـ ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِـ مِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ- حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَىٰ - Dr. MUHAMMAD ELRAMADY | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
03 / 12 / 2022, 27 : 08 PM | المشاركة رقم: 8 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح .. قضيةٌ تثار تشڪيڪاً مَن حين إلىٰ آخر؛ ومسألة تطرح بحثاً بين مَن لا يملك العلم الصحيح فلا يتمڪن مِن الجواب السليم.. فيفرد أدلته ويوضح براهينه.. مسألة تطرح بين نشأٍ تربىٰ علىٰ مفاهيم الحرية المطلقة دون قيد أو شرط وتفلتَ مِن المقاييس الصحيحة وتجردَ مِن القيم العالية الرفيعة والإنجرار خلف الشبهات والسقوط في الشهوات والتقليد للآخر واِضطَبَع(*) بفلسفات الغير.. إلا مَن رحم ربي.. والمقصود هي قضية ڪيفية التعامل مع النبي الرسول محمد بن عبدالله وبعثته ورسالته وهديه باعتباره : - خاتم الأنبياء و - آخر المرسلين و - متمم المبتعثين -عليه الصلاة السلام- .. - صاحب الرسالة الربانية العصماء الموحي بها إليه من رب العرش العظيم وخالق الحياة والكون والإنسان تلك الرسالة التي تعالج مسائل وقضايا الإنسان بصفته الآدمية .. فهو رسول العالمين من رب الأرض والسماء للإجابة على كل اسئلة البشر.. وسبب الإشكال يعود -في تقديري- إلىٰ اختصار السنة النبوية المحمدية واقتصارها علىٰ: - الإطعام بثلاث أصابع.. والأكل مما يقابلك .. - الشرب باليد اليمنىٰ.. بثلاث جرعات.. والتركيز علىٰ: - اللباس: ***اب الذكور وخمار الأنثىٰ البالغة.. والشكل الخارجي و - المظهر العام : ڪـ إطلاق اللحية وحف الشارب.. - وآداب قضاء الحاجة .. - وأحكام الطهارة والحيض.. وتوجيه اللوم لبعضهم على أنهم فقهاء الحيض.. وإن كان السابق أحكام شرعية فقهية عملية يحتاجها المسلم في نهاره ومعاشه .. بيد الإشكال يكمن في الاقتصار : « „ فقط ” » علىٰ تلك الأحكام دون سواها ودون بقية الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بالحياة اليومية للإنسان -ذكر أو أنثى- .. مع أن إسلامَ خاتم الأنبياء ودين متمم المبتعثين نظامٌ خاص للعيش في الحياة الدنيا مبيناً لما بعد الموت مِن حساب وحياة في جنة الرضوان أو في الآخرىٰ -أعاذنا الله تعالىٰ برحمته منها- وإسلامُ النبيِّ الذي بشر به كلمةُ الله وروحٌ منه السيد الجليل عيسىٰ ابن مريم أحمدَ : طراز خاص يشمل كافة مناح الحياة وطريقة معينة لمن يؤمن به في كيفية التعامل مع نفسه ومع خالقه ومع الآخر بغض الطرف أكان الآخر إنسانا أو حيوانا أو جماداً.. ثم زاد الطين بلة طريقة عرض الإسلام علىٰ غير المسلمين فاكتفيَّ بسويعات في العام تحت عنوان الباب المفتوح وبعضهم أغلقه خشية توجيه اللوم أو غياب خطة مدروسة لكيفية حمل الدعوة لغير المسلمين خاصةً وأن في القارة الأوربية بمفردها ما يزيد عن خمسين مليون مسلم موحد؛ وفُتح العديد في السنوات العشر الماضية من المصليات.. بيد أن داءهم أنهم لا يقفون تحت راية ولا تجمعهم عباءة.. فهذا سلفــ(ــنــجــ)ــي وذٰاك إخوانــ(جــي) وآخر صوفي.. وهناك مَن هو تحت علم راية بلده.. وصار ضغثاً علىٰ إبالة(**) إذ زادت الفجوة بين الحديث العام بين الناس وبين لغة القرآن: اللغة العربية ؛ وآخرا وليس أخيرا الخطاب الإسلامي العام أعتمد علىٰ الوعظ والإرشاد وخطب الأخلاق وإجتماعات المناسبات ڪـ صوم رمضان وسنة صلاة التراويح والعشر الآخر من رمضان والعشر الأُول من ذي الحجة [أضف نوعية المسلسلات الرمضاية] وموسم الحج ومواسم العمرة على مدار العام والمولد في الربيع والهجرة في بداية العام والإسراء والمعراج في رجب، واحتفالات العيدين الفطر والأضحى وتمم السابق احتفالات العم سام في قلب أمهات العواصم الإسلامية والعربية.. والحقيقة أن بعض حروف لغة العرب الأقحاح ؛ لغة القرآن الكريم قد ماتت ودفنت ڪــ حرف : « ذ »؛ وحرف : « ق »؛ صار ڪاف وحرف : « ج »؛ صار لا ينطق فلا يخرج مِن مخرجه الصحيح.. والوحي المنيف نزل على قلب خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين : - قرآناً كريما وفرقانا مبينا و - حديثا قدسياً - أحاديث نبوية.. وأعلى درجات الحديث النبوي الشريف : الحديث المتواتر ... : وقد اعتنىٰ أهل العلم مِن السادة المحدثين بطرق الأحاديث النبوية الشريفة ورواتها ، وذلك لتمييز الحديث الصحيح مِن الضعيف ، والتفريق بين المقبول وبين المردود ، فتتبعوا هذه الطرق جميعاً ، وما له طريق واحد فقط، وما له أكثر مِن طريق ، وما هو متصل بالرواة ، وما فيه سقط ، وما في رواته ضعف ، وما هو فوق ذلك ، ووضعوا لكل نوعٍ اسماً اصطلاحياً ، فقسموا أخبار النبي المصطفىٰ -صلى الله عليه وسلم- باعتبار نقلها إلينا وقلة عدد رواتها أو كثرتهم إلىٰ قسمين : أ. ) أخبار متواترة و ب. ) أخبار آحاد. وفي هذا المقال أتعرضُ للحديث المتواتر ، وما يتصل به من أحكام : الحديث المتواتر أ. ) التواتر لُغةً : بمعنىٰ التتابع؛ وهو مجيء الواحد بعد الآخر ، تقول تواتر المطر أي تتابع نزوله ، قال -تعالىٰ- : { ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تتْرَا } [المؤمنون / 44] و ب. ) اصطلاحا : ما رواه جمع [عدد كثير.. يستحيل في العادة] لا يمكن تواطؤهم وتوافقهم [اتفاقهم] علىٰ الكذب عن مثلهم [إلىٰ منتهاه] ، ومستند خبرهم الحس . وقد ذكر العلماء أربعة شروط للحديث المتواتر : ١ . ) أن يرويه عدد كثير.. بحيث يستحيل عادةً أن يتفقوا علىٰ الكذب في هذا الحديث ، وقد اختلفت الأقوال في تقدير العدد الذي يحصل به التواتر ، ولكن الصحيح عدم تحديد عدد معين. . ٢ . ) أن يكون عدد رواته بحيث تحيل العادة تواطؤهم علىٰ الكذب . ٣ . ) أن تكون كثرة الرواة في جميع طبقات السند ، فيرويه عدد كثير عن عددٍ كثير حتىٰ ينتهي إلىٰ النبي -صلى الله عليه وسلم- . ٤ . ) أن يكون مستند [يعتمدوا في] خبرهم الحس [وهو ما يدرك بالحواس الخمس من مشاهدة أو سماع أو لمس] ، فيقولوا سمعنا .. أو رأينا .. ونحو ذلك ، واحترز المحدثون بذلك عما إذا كان إخبارهم عن ظن وتخمين ، أو كان مستندهم العقل ، فإن ذلك لا يفيد العلم بصحة ما أخبروا به ، ولا يصدق عليه حد التواتر. لأن ما لا يكون كذلك يحتمل أن يدخل فيه الغلط فلا يكون متواتراً . والحديث المتواتر يفيد العلم الضروري ، الذي يُضطر الإنسان إلىٰ تصديقه تصديقًا جازمًا لا تردد فيه ، ولذلك يجب العمل به من غير بحث عن رجاله . أنواع المتواتر وقد قسم العلماء الحديث المتواتر إلىٰ قسمين: ١ . ] متواتر لفظي: التواتر اللفظي . وهو ما تواتر فيه الحديث بلفظه ومعناه . مثاله : : « „ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ” »؛ [ رواه البخاري (107)، ومسلم (3)، وأبوداود (3651)، والترمذي (2661)، وابن ماجه (30 ، 37)، وأحمد (2/159)] . وهذا الحديث رواه أكثر من اثنين وسبعين [ ٧٢ ] صحابيا ، وعنهم جمع غفير لا يمكن حصرهم . ٢ . ] متواتر معنوي التواتر المعنوي . وهو ما تواتر معناه دون لفظه . أي ما تواتر فيه معنىٰ الحديث وإن اختلفت ألفاظه.. وذلك بأن ينقل جماعة يستحيل تواطؤهم علىٰ الكذب وقائع مختلفة في قضايا متعددة ، ولكنها تشترك في أمر معين ، فيتواتر ذلك القدر المشترك، مثاله : أحاديث رفع اليدين عند الدعاء ، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو مئة [ ١٠٠ ] حديث ، فيه رفع اليدين في الدعاء ، لكنها في قضايا مختلفة ، فكل قضية منها لم تتواتر ، والقدر المشترك فيها هو الرفع عند الدعاء ، فهو تواتر باعتبار المعنىٰ . كل منها فيه أنه -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه في الدعاء ، وقد جمعها السيوطي في جزء سماه : : « فض الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء »؛. ومن أمثلة المتواتر عموماً أحاديث: - الحوض ، و - الشفاعة ، و - الرؤية ، و - المسح علىٰ الخفين ، و - رفع اليدين في الصلاة .. وغيرها كثير . وأما حكمه : فالخبر المتواتر يجب تصديقه ضرورة ، لأنه مفيد للعلم القطعي الضروري ؛ وإن لم يدل عليه دليل آخر ، ولا حاجة إلىٰ البحث عن أحوال رواته ، وهذا أمر لا يستريب فيه عاقل . ومن أشهر المصنفات في الأحاديث المتواترة : ١ . ] " محمد بن جعفر الكتاني في كتابه : « نظم المتناثر من الحديث المتواتر »؛ وممن ذكر من هؤلاء العلماء: ٢ . ] الحافظ جلال الدين أبوالفضل عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي، وقد سمىٰ كتابه : « الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة »؛. وقد أورد فيه كل حديث بأسانيد من خرجه وطرقه ، ثم جرد مقاصده فلخصه في جزء لطيف سماه : « الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة »؛ وجاء في مصدر أنه أسماه : « قطف الأزهار »؛ اقتصر فيه علىٰ عزو كل طريق لمن أخرجها من الأئمة ، قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة ٣ . ] شمس الدين أبوعبدالله محمد بن محمد بن علي بن طولون الحنفي الدمشقي الصالحي، واسم كتابه : « اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة »؛ ٤ . ] الشيخ أبوالفيض محمد مرتضى الحسيني الزبيدي المصري، واسم كتابه : « لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة »؛ ومنه أخذ ٥ . ] الشيخ صديق بن حسن بن علي القنوجي البخاري الحسيني الأربعين التي جمعها مما بلغ حد التواتر وسماها : « الحرز المكنون من لفظ المعصوم المأمون »؛ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ * (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) * (د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْڪَنْدَرِيَّةِ) السبت، 10 جمادى الأولى، 1444هــ ~ 03 ديسمبر2022م : 03/12/2022 ، 11 :13 : 00 ص" ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ المصادر والمراجع والحواشي: (*) الضَّبع المُرَقَّط: حيوان كريه الرَّائحة وبشع المنظر، يتغذَّىٰ غالبًا علىٰ الجثث المتحلِّلة، يتمِّيز بأضراس طاحنة قويَّة. (*) ترقيم: 2202- ضِغْثٌ عَلَىٰ إِبَّالَةٍ الإبَّالة: الحُزْمَة من الحَطَب، والضِّغْث: قَبْضَة من حشيش مختلطة الرطب باليابس، ويروىٰ " إيبالة" وبعضهم يقول " إبَالَة" مخففاً، وأنشد: لِي كُلَّ يَوْمٍ مِنْ ذُؤَالَةْ ... ضِغْثٌ يَزِيدُ عَلَىٰ إبَالَهْ ومعنىٰ المثل: بَلِيَّةٌ علىٰ أخرىٰ. [مجمع الأمثال؛الميداني، أبوالفضل؛ (الباب الخامس عشر فيما أوله ضاد معجمة) ]. ( ١ .) : تَمْهِيدٌ : " يقرر الإسلام حقائق". ( 2 .) مُقَدِّمَة التوحيد ( 3 . ) العقيدة عند النشأ ( 4 .) « „ تواتر الخبر عن سيد البشر‟» ". | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018