أنت غير مسجل في ملتقى أهل العلم . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
Google
 

الإهداءات


العودة   ملتقى أهل العلم > الملتقيات الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح

الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح ملتقى للمواضيع الاسلامية العامة التي لا تنتمي الى أي قسم اسلامي آخر .. وقصص الصالحين من الاولين والاخرين .

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: في ذكرى مولده : ١٥ نوفمبر ١٨٨٩م * (آخر رد :دكتور محمد فخر الدين الرمادي)       :: لأول مرة نلتقى مع فضيلة الشيخ / حمدى محمود الزامل ، وماتيسر له من سورة مريم + النمل والانشقاق - تلاوة نادرة مسجلة بقرية ديسط طلخا (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: 158 الموادعة .. دستور المدينة! (آخر رد :دكتور محمد فخر الدين الرمادي)       :: الشيخ محمود محمد الخشت - قرآن فجر الثلاثاء ٢٠٢٤/١١/٥ (آخر رد :أبو جنى)       :: روضة الأنوار في سيرة النبي المختار كتاب الكتروني رائع (آخر رد :عادل محمد)       :: الشيخ حلمى الجمل - قرآن فجر الأربعاء ٢٠٢٤/١٠/٣٠ (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: صلاة الفجر للشيخ محمد برهجي 26 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة الفجر للشيخ بدر التركي 26 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد الحرام (آخر رد :مهاودي سليمان)       :: صلاة العشاء للشيخ أحمد الحذيفي 25 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)       :: صلاة المغرب للشيخ عبدالباري الثبيتي 25 ربيع الآخر 1446هـ بالمسجد النبوي (آخر رد :شريف حمدان)      

إضافة رد
كاتب الموضوع دكتور محمد فخر الدين الرمادي مشاركات 74 المشاهدات 39109  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 15 / 12 / 2021, 05 : 01 PM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,346 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 219
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
[٥.] القول الخامس:
وَ آلَ عِمْرَانَ، وَ الْمُرَادُ بِــ عِمْرَانَ هَذَا :
هُوَ وَالِدُ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ، أُمِّ عِيسَىٰ ابْنِ مَرْيَمَ - العذراء الزهراء البتول؛ صاحبة الإعجاز-،عَلَيْهِمُا السَّلَامُ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ رَحِمَهُ اللَّهُ :
هُوَ عِمْرَانُ بْنُ يَاشَمَ بْنِ أَمُونَ بْنِ مَيْشَا بْنِ حِزْقِيَا بْنِ أَحْزِيقَ بْنِ يَوْثَمَ بْنِ عَزَارِيَّا بْنِ أَمْصِيَا بْنِ يَاوشَ بْنِ أجريهو بْنِ يَازِمَ بْنِ يَهْفَاشَاطَ بْنِ إِنْشَا بْنِ أَبِيَّانَ بْنِ رُخَيْعَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ،
-عَلَيْهِمَا السَّلَامُ-.
فَــ
عِيسَىٰ،-عَلَيْهِ السَّلَامُ-، مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ...









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 15 / 12 / 2021, 31 : 01 PM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,346 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 219
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
- ثم وجدتُ من المفيد أن نتحدث قليلاً عن مسألة :
[ الفترة الزمنية ]

بَيْنَ الْعِمْرَانَيْنِ.. قصدتُ :
- عِمران أبو مريم -العذراء الزهراء البتول؛ أم عيسى النبي الرسول
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛
و
- عِمران أبو مريم.. الشقيقة الكبرى لكل من موسىٰ ؛ وهارون
-عَلَيْهِمَا السَّلَامُ .؛
وَبينَ
الْمَرْيَمَيْنِ: أقصد :
- مريم أم عيسىٰ
-عليهما السلام- ؛
و
- مريم الأخت الكبرىٰ لــ : موسىٰ وهارون
-عليهم جميعا الصلاة والسلام- إذ أن بينهما أَعْصَارٌ كَثِيرَةٌ. ولو أنها سُطرت في بطون الكتب ما تعرضتُ لها.
[ 1. ] القول الأول : قِيلَ :

بَيْنَ الْعِمْرَانَيْنِ أَلْفُ سَنَةٍ ، وَثَمَانِمِائَةِ سَنَةٍ . [(11)].تقريباً
:" وقيل كان بين إبراهيم وموسىٰ ألف [ ١٠٠٠ ] سنة وبين موسىٰ وعيسى ألفا [ ١٠٠٠ ] سنة،

بيْدَ أنه ورد عن الطبري في تاريخه ما روي عن :
" فضيل بن عبدالوهاب عن جعفر بن سليمان عن عوف قال : " كان بين عيسىٰ و موسىٰ ستمائة [ ٦٠٠ ] سنة "[(12)]
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا ابن علية عن سعيد بن أبي صدقة عن محمد بن سيرين قال : " نبئت أن كعباً قال : " إن قوله { يا أخت هارون } ليس بـ ״ هارون ״ أخي موسىٰ، قال، فقالت له عائشة:"كذبت [ تأتي بمعنىٰ أخطأت ] !!" ، قال:" يا أم المؤمنين ؛ إن كان النبي قال فهو أعلم وأخبر وإلا فإني أجد بينهما ستمائة [ ٦٠٠ ] سنة" ، قال: فسكتت رضي الله عنها. [(12)].
- والرازي في تفسيره يقول:
" قَالُواوَبَيْنَ الْعِمْرَانَيْنِ أَلْفٌ وَثَمَانِمِائَةِ سَنَةٍ، وَاحْتَجَّ مَنْ قَالَ بِهَذَا الْقَوْلِ عَلَى صِحَّتِهِ بِأُمُورٍ .
١. »] : أَحَدُهَا :

أَنَّ الْمَذْكُورَ عَقِيبَ قَوْلِهِ : { وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ } هُوَ عِمْرَانُ بْنُ مَاثَانَ جَدُّ عِيسَىٰ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- مِنْ قِبَلِ الْأُمِّ، فَكَانَ صَرْفُ الْكَلَامِ إِلَيْهِ أَوْلَى .
وَ
٢ .»] : ثَانِيهَا :

أَنَّ الْمَقْصُودَ مِنَ الْكَلَامِ أَنَّ النَّصَارَىٰ كَانُوا يَحْتَجُّونَ عَلَىٰ إِلَهِيَّةِ عِيسَىٰ بِالْخَوَارِقِ الَّتِي ظَهَرَتْ عَلَىٰ يَدَيْهِ، فَاللَّهُ تَعَالَى- يَقُولُ : إِنَّمَا ظَهَرَتْ عَلَىٰ يَدِهِ إِكْرَامًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى- إِيَّاهُ بِهَا، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ تَعَالَى- اصْطَفَاهُ عَلَىٰ الْعَالَمِينَ وَخَصَّهُ بِالْكَرَامَاتِ الْعَظِيمَةِ، فَكَانَ حَمْلُ هَذَا الْكَلَامِ عَلَىٰ عِمْرَانَ بْنِ مَاثَانَ أَوْلَىٰ فِي هَذَا الْمَقَامِ مِنْ حَمْلِهِ عَلَىٰ عِمْرَانَ وَالِدِ مُوسَىٰ وَهَارُونَ.
وَ
٣. »] : ثَالِثُهَا:

أَنَّ هَذَا اللَّفْظَ شَدِيدُ الْمُطَابَقَةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَىٰ-: { وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ }[الْأَنْبِيَاءِ : 91 ]
وَ
اعْلَمْ أَنَّ هَذِهِ الْوُجُوهَ لَيْسَتْ دَلَائِلَ قَوِيَّةً، بَلْ هِيَ أُمُورٌ ظَنِّيَّةٌ، وَأَصْلُ الِاحْتِمَالِ قَائِمٌ .









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 15 / 12 / 2021, 56 : 01 PM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,346 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 219
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
- قال صاحب المنار؛ الشيخ محمد رشيد رضا :"
قَالَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ : محمد عبده :
" وَرَدَ ذِكْرُ عِمْرَانَ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ مَرَّتَيْنِ، فَــ
- بَعْضُهُمْ يَقُولُ : إِنَّهُمَا وَاحِدٌ وَهُو َأَبُو مَرْيَمَ، وَيُسْتَدَلُّ عَلَى ذَلِكَ بِوُرُودِهِمَا فِي سِيَاقٍ وَاحِدٍ، هذا هو القول الأول الذي تعرضتُ له من قبل .
يكمل الشيخ رضا تلميذ الإمام محمد عبده فيقول :
- وَأَكْثَرُهُمْ يَقُولُ : إِنَّ الْأَوَّلَ أَبُو مُوسَىٰ ( عَلَيْهِ السَّلَامُ ) وَالثَّانِي أَبُو مَرْيَمَ ( عَلَيْهَا الرِّضْوَانُ ) وَبَيْنَهُمَا نَحْوُ أَلْفٍ وَ ثَمَانِمِائَةِ سَنَةٍ تَقْرِيبًا، وَذِكْرُ تَفْصِيلِ ذَلِكَ عَلَىٰ مَا هُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ الْيَهُودِ.
وَ

قَالَ :
وَالْمَسِيحِيُّونَ لَا يَعْتَرِفُونَ بِأَنّ َأَبَا مَرْيَمَ يُدْعَى عِمْرَانَ وَلَا ضَيْرَ فِي ذَلِكَ؛ فَإِنَّهُ لَا يَلْزَمُ أَنْ تَكُونَ كُلُّ حَقِيقَةٍ مَعْرُوفَةً عِنْدَهُمْ، وَلَيْسَ لَهُمْ سَنَدٌ لِنَسَبِ الْمَسِيحِ يُحْتَجُّ بِهِ،
فَــ
هُوَ
كَـ
سِلْسِلَةِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْمُتَصَوِّفَةِ يَزْعُمُونَ أَنَّهَا مُتَّصِلَةٌ بِـ :
- عَلِيٍّ
أَوْ
بِـ
- الصِّدِّيقِ وَلَيْسَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ سَنَدٌ مُتَّصِلٌ يُحْتَجُّ بِمِثْلِهِ .
يكمل الشيخ محمد رشيد رضا :
وَأَقُولُ :
إِنَّ نَسَبَ الْمَسِيحِ فِي إِنْجِيلَيْ مَتَّى وَلُوقَا(١) مُخْتَلٌّ، وَلَوْ كُتِبَ عَنْ عِلْمٍ لَمَا وَقَعَ فِيهِ الْخِلَافُ..
ـــــــــــــــــــ

[ ١ .] سأتكلمُ بالتفصيل في هذه الجزئية من المسألة حين نأتي لـ ميلاد السيد المسيح -عليه السلام- وعلىٰ أمه -رضوان الله تعالى-.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الأربعاء‏، 11‏ جمادى الأولى‏، 1443هــ ~ 15‏ ديسمبر‏، 2021م
-*-*

د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ؛ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِن ثَغْرِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِــالدِّيَارِ المِصْرَية الْمَحْمِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى-









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 16 / 12 / 2021, 19 : 10 PM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,346 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 219
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
٤ . »] الجزء الرابع :
نسبُ عِمْرَانَ" بن ماثان ":



توقفتُ في الأجزاء الثلاثة السابقة عند القول والذي خلاصته :

«„ أَبُو مَرْيَمَ؛ جد عيسىٰ -عليه السلام-”»: هو:
«„ عِمْرَانُ بن ماثان”»؛ وليس بــ :«„ عمران أبي موسىٰ وهارون -عليه السلام- ومريم أختهما الكبرىٰ”»،لأن بين الــ عِمْرَانَين ألفا وثمانمائة [ ١٨٠٠ ] سنة تقريباً ".


وَكَانَ [ بنو ] آلُ مَاثَانَ رُءُوسَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَحْبَارَهُمْ. [(1)]
يؤكد المعنى ابن الأثير فيقول :" كَانَتْ بَنُو مَاثَانَ رُءُوسَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَحْبَارَهُمْ وَمُلُوكَهُمْ،.[(2)]

وايضاً قال الكلبي :«„ و ملوكهم “ » .[(3)] .
ويؤكد ابن كثير فيقول:"وملوكهم".
وقيل عمران بن :«„ أشهمز“ » ،
و
ذكر البغوي في تفسيره:" وَقِيلَ :عِمْرَانُ بْنُ أَشْهَمَ[(4)]
ذكر محمد بن إسحاق وهو
״ عمران بن باشم بن أمون بن ميشا بن حزقيا بن أحريق بن موثم بن عزازيا بن أمصيا بن ياوش بن أحريهو بن يازم بن يهفاشاط بن إيشا بن إيان بن رحبعام بن داود ״.
و

قال أبوالقاسم بن عساكر: مريم بنت
״ عمران بن ماثان بن العازر بن اليود بن أخنز بن صادوق بن عيازوز بن الياقيم بن أيبود بن زريا بيل بن شالتال بن يوحنا بن برشا بن آمون بن ميشا بن حزقيا بن أحاز بن موثام بن عزريا بن يوارم بن يوشافاط بن إيشا بن إيبا بن رحبعام بن سليمان بن داود ״ عليه السلام. وفيه مخالفة لما ذكره محمد بن إسحاق[(5)].
وقد ذكر الطبري نسب آخر لـــــ :«„ عمران “ » فقال :
فَـــ :«„ عِمْرَانُ“ »؛ فَإِنَّهُ: عِمْرَانُ بْنُ يَاشَهْمَ بْنِ أَمُونَ بْنِ مِنَشَّا بْنِ حَزْقِيَا بْنِ أَحْزِيقَ بْنِ يُوثَمَ بْنِ عِزَارِيَا بْنِ أَمِصْيَا بْنِ يَاوِشَ بْنِ أَحْزِيهُو بْنِ يَارِمَ بْنِ يَهْفَاشَاطَ بْنِ أَسَابَرَ بْنِ أَبِيَا بْنِ رَحْبَعَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ إِيشَا[(6)].
[ يقول ابن جرير:" حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فِي نَسَبِهِ .].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

المتتبع لصيغة الاسماء التي وردت في المصادر التي اعتمدتُ عليها يرىٰ المدقق إختلافا يسيراً في الكتابة وهذا يعود إما للترجمة من اللغات القديمة كـالأرامية -مثلا- أو كيفية النطق وإخراج الحروف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
محصلة البحث :

فــ كَانَ عِمْرَانُ بْنُ مَاثَانَ مِنْ وَلَدِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ[(7)].
يقول ابن الأثير فهي :" أي -مريم- كَانَتْ بِنْتَ إِمَامِهِمْ، وَصَاحِبِ قُرْبَانِهِمْ [(8)].
ولا خلاف أنها ـ أي مريم العذراء الزهراء البتول ـ من سلالة داود -عليه السلام- وكان أبوها « عمران“ ؛ صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه ».[(9)] .
ـــــــــــــــــــــــــــ
[(1)] انظر : ابن الأثير؛ عزالدين أبوالحسن علي، الكامل في التاريخ، دار الكتاب العربي، 1417هـ~ 1997م ..
[(2)] انظر : أثيرالدين أبوعبدالله محمد بن يوسف الأندلسي؛ التفسير الكبير؛ المسمى " البحر المحيط"، دار إحياء التراث العربي؛ دون ذكر سنة النشر.
[(3)] راجع : تفسير ابن عجيبة.
أيضأ: أَبُوالْفِدَاءِ عِمَادُالدِّينِ إِسْمَاعِيلُ بن عمر بْنُ كَثِيرٍ القرشي الدمشقي ؛ قصص الأنبياء، الجزء الثاني.
[(4)] انظر : الحسين بن مسعود البغوي، التفسير، دار طيبة، دون ذكر سنة النشر.
[(5)] انظر :أَبُوالْفِدَاءِ عِمَادُالدِّينِ إِسْمَاعِيلُ بن عمر بْن ُكَثِيرٍ القرشي الدمشقي؛ قصص الأنبياء ، الجزء الثاني.
[(6)] انظر : محمد بن جريرالطبري؛ التفسير؛ رقم 6857؛ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ فِي نَسَبِهِ"، دار المعارف، دون ذكر سنة النشر .
[(7)] انظر : ابن الأثير؛عزالدين أبوالحسن علي، الكامل في التاريخ، دار الكتاب العربي، 1417هـ~ 1997م . .
[(8)] انظر : أثيرالدين أبوعبدالله محمد بن يوسف الأندلسي.
[(9)]انظر : أَبُوالْفِدَاءِ عِمَادُالدِّينِ إِسْمَاعِيلُ بن عمر بْنُ كَثِيرٍ القرشي الدمشقي.



*****
****
***
**
*
انتهى بتوفيقه وحسن رعايته وتمام رضاه -سبحانه وتعالى- القسم الأول من قصة حياة السيد المسيح ... عبد الله ورسوله وروح منه وكلمته ...
الشخصية المحورية الأولى
ويليه بعد حمده وشكره
القسم الثاني ويبدء بالشخصية المحورية الثانية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
? مُحَمَّدٌفَخْرالدينِ؛ الرَّمَادِيُّ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ؛ بِمِصْرَالْمَحْمِيَّةِ
Dr. MUHAMMAD ELRAMADY
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
‏الخميس‏، 12‏ جمادى الأولى‏، 1443هــ ~ ‏ 16‏ ديسمبر‏، 2021م










عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 23 / 12 / 2021, 21 : 10 PM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,346 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 219
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
[ ٢ ] الشخصيةُ المحورية الثانية في قصة خلق عيسىٰ ابن مريم المعجز
-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-

— — :

١ . ]: " الْقِصَّةُ الْأُولَى









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 24 / 12 / 2021, 26 : 09 PM   المشاركة رقم: 66
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,346 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 219
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
[ ( ٢ . ) ] «„ امْرَأَةُ عِمْرَانَ »

{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ؛ وَنُوحًا؛ وَآلَ إِبْرَاهِيمَ؛ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين }[آل عمران:33] { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم }[آل عمران:34]

بحوث

( سنن الأنبياء؛ وسبل العلماء؛ وبساتين البلغاء؛ والأعجاز العلمي عند الحكماء في تأويل آيات الذكر الحكيم المنزل من السماء )

أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة

سلسلة " التصفية والتربية "

السلسلة الأولى»: الدين«
...

اسم البحث :[«« آلَ عِمْرَانَ »»]

تَمْهِيدٌ لقصة السيد المسيح؛ عيسىٰ ابن مريم العذراء الزهراء البتول -عليهما السلام-:

[ ( ٢ . ) ] الشخصية المحورية الثانية
في
قصة خلق عيسىٰ ابن مريم المعجز-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-

«„ امْرَأَةُ عِمْرَانَ»
-*

١ . ] الْقِصَّةُ الْأُولَىٰ

وَاقِعَةُ «„ حَنَّةَ أُمِّ مَرْيَمَ» -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ-

[(1)]: التعريف بالشخصية المحورية الثانية في قصة عيسىٰ ابن مريم العذراء الزهراء البتول:

[أ] مِن آل البيت الذين اصطفاهم الله -سبحانه وتعالى- حيث يقول-عز وجل-: (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ).

[ب] هي زوجة عِمْرَانَ ،

و

[ب] أخت زوجة زكريا -عليه السلام-

و

[ج] أم مريم-عليها السلام-[(1)]

[د] حفيدها : عيسىٰ ابن (ابنتها الوحيدة) مريم العذراء الزهراء البتول..

-*-

[ 1. ] المشهد الأول : اسم «„ امْرَأَةِ عِمْرَانَ »

اتفقَ كُتاب السيَّر وأهل التاريخ علىٰ أن اسمها : «„ حَنَّةُ»؛ وهو اسم جميل؛ ويعني الرشيقة، وحلوة الشمائل.. طيبة الخصال؛ والاسم أصله عِبري؛ ويقال بأنه آرامي؛ إذ هو اسم علم توراتي مؤنث؛ ومذكره حَنا، والذي يعني الحنان، والنعمة،[(2)]؛

يؤكد هذا المعنى ما قاله القرطبي :" وَلَيْسَ بِاسْمٍ عَرَبِيٍّ وَلَا يُعْرَفُ فِي الْعَرَبِيَّةِ حَنَّةُ اسْمُ امْرَأَةٍ . وَيوجد دَيْرُ حَنَّةَ بِالشَّامِ ، وَدَيْرٌ آخَرُ أَيْضًا يُقَالُ لَهُ كَذَلِكَ ؛
قَالَ أَبُونُوَاسٍ:

يَا دَيْرُ حَنَّةَ مِنْ ذَاتِ الْأُكَيْرَاحِ مَنْ يَصْحُ عَنْكَ فَإِنِّي لَسْتُ بِالصَّاحِي ". [(3)]
ويتم تأكيد هذا المعنى فــ:
" امْرَأَةُ عِمْرَانَ اسْمُهَا: حَنَّةُ، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالنُّونِ الْمُشَدَّدَةِ مَفْتُوحَتَيْنِ وَآخِرُهَا تَاءُ تَأْنِيثٍ، وَهُوَ اسْمٌ عِبْرَانِيٌّ، وَهِيَ حَنَّةُ بِنْتُ فَاقُودَ، ودَيْرُ حَنَّةَ بِالشَّامِ مَعْرُوفٌ، وَثَمَّ دَيْرٌ آخَرُ يُعْرَفُ بِدَيْرِ حَنَّةَ، وَقَدْ ذَكَرَ أَبُونَوَاحٍ دَيْرَ حَنَّةَ فِي شِعْرِهِ ..
وَقَبْرُ حَنَّةَ ، جَدَّةُ عِيسَىٰ ، بِظَاهِرِ دِمَشْقَ. [(4)]

وَ «„ امْرَأَةُ عِمْرَانَ» هي«„ حَنَّةُ بِنْتُ فَاقُوذَا»[(5)]

امْرَأَةُ عِمْرَانَ بْنِ مَاثَانَ، أُمُّ مَرْيَمَ الْبَتُولِ، جَدَّةُ عِيسَىٰ-عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَهِيَ حَنَّةُ بِنْتُ فَاقُوذَ. [(6)] دون إثبات الألف بعد حرف الذال..

التحقيق من الاسم:

[ 1 . ] اسمها الأول :

مِن أهل العلم مَن كسر حرف الحاء فكتبها :" حــِـــنَّةَ بِنْتِ فَاقُوذَا، ثم يؤكد القول بأن :" حِنَّةُ: هِيَ أُمُّ مَرْيَمَ"[(7)] [(8)]
-*

*. ] إثبات النسب:

تقابلنا منذ البداية ضبابية في رؤية المشاهد التي ساتعرض لها وغموض في كيفية مجرى الأحداث كما أذكرها؛ فتقرأ عند أبي جعفر الطبري تعبيره :
" فيما ذُكر لنا (!)"..
وتقرأ :" رُوِي (!)".
كما تقرأ :"فيما يزعمون(!)".. وهي صيغة تمريض للرواية

يقول أبوجعفر الطبري -إمام كُتاب التاريخ.. شيخ المفسرين- : «„ امرأة عمران»؛ فهي أم مريم ابنة عمران، أم عيسىٰ ابن مريم -صلوات الله عليه-. وكان اسمها فيما ذُكر لنا «„ حَنَّة ابنة فاقوذ بن قتيل»؛[(9)]

يعلق أحمد شاكر [المحقق] على تفسير الطبري بقوله:" في المطبوعة والمخطوطة: "قتيل" في الموضعين وأثبت ما في تاريخ الطبري : (ج: (2): ص: (13).»؛
ثم يستشهد الطبري بمن أخبره فيقول:
كذلك: حدثنا به محمد بن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق في نسبه = وقال غير ابن حميد: ابنة فاقود - بالدال - ابن قبيل »[(10)]

إذاً .. قد اضطرب الكثير في ضبط اسمها ؛ فــ هناك مَن كتب اسمها:

وَ: «„ امْرَأَةُ عِمْرَانَ» : «„ حَنَّةُ بِنْتُ فَاقُوذَا»[(11)] [(12)].

أو :" بِنْتُ فَاقْوَدَ بْنِ قُنْبُلَ "[(13)].

أو :" حَنَّةُ بِنْتُ فَاقُوذَ "[(14)] .

أو:" واسم امرأة عمران حنّة بنت قاقودا "[(15)].

أو :"قَافُوذَا"[(16)]
هذا من جانب؛
أما الجانب الثاني؛ فتقرأ:

« أم مريم »

هي امرأة عمران واسمها حَنّة بنت فاقوذا[(17)] أم مريم[(18)]،
و
المراجع المسيحية تذكر كذلك اسمها هكذا :
" حنة.. أم مريم العذراء .. وزوجة يوياكيم. لا نجد هذا الاسم في الأناجيل القانونيّة بل في إنجيل يعقوب وإنجيل مولد مريم[(19)].

جدة عيسى عليه السلام:

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تسميها " القديسة " حنة ؛ فـ هي والدة السيدة(!) العذراء مريم.. والدة الإله(!).. وكانت هذه الصدِّيقة ابنة لـــ مـــــاثان بن لاوي بن ملكي من نسل هارون الكاهن، واسم أمها مريم من سبط يهوذا وكان لــــ مـــاثان هذا ثلاث بنات :

- الأولىٰ مريم باسم والدتها وهي أم سالومي القابلة ،

و

- الثانية صوفية أم أَلِيصَابَات ؛ والدة القديس يوحنا المعمدان ،

و

- الثالثة هي هذه القديسة حنة زوجة الصديِّق يواقيم من سبط يهوذا ووالدة السيدة العذراء مريم .

بذلك تكون السيدة البتول و سالومي و أليصابات بنات خالات .

تكمل الكنيسة قولها :" وإن كنا لا نعلم عن هذه الصدِّيقة شيئًا يذكر إلا أن اختيارها لتكون أمًا لوالدة الإله بالجسد لهو دليل على ما كان لها من الفضائل والتقوىٰ التي ميزتها عن غيرها من النساء حتىٰ نالت هذه النعمة العظيمة ".

وتردف الكنيسة فتقول :" إذ كانت عاقرًا ؛ كانت تتوسل إلىٰ الله أن ينزع عنها هذا العار ، فرزقها ابنة بركة لها ولكل البشر ، هي العذراء مريم[(20)].

ثم يأتي

[ 2. ] المشهد الثاني

*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
-*-*-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
الْكِتَابُ الْحَادِيَ عَشَرَ



كِتَابُ« قَصَصِ» « أَحَادِيثِ» الْأَنْبِيَاءِ




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

﴿«٤٢»﴾ قصة مولد السيد المسيح.. عيسى ابن مريم العذراء الزهراء البتول

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

‏الجمعة‏، 20‏ جمادىٰ الأولىٰ‏، 1443هــ ~ ‏24‏ ديسمبر‏، 2021م

-*-*

*









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 27 / 12 / 2021, 57 : 10 PM   المشاركة رقم: 67
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,346 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 219
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 54443
عدد المشاركات : 1,346
بمعدل : 0.53 يوميا
عدد المواضيع : 75
عدد الردود : 1271
الجنس : الجنس : ذكر
الدولة : الدولة : saudi arabia


التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
وَاقِعَةُ «„ حَنَّةَ أُمِّ مَرْيَمَ ”» -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ-

:" حياةُ امْرَأَةِ عِمْرَانَ العائلية "



تمهيد:

مِن المسائل الحياتية للإنسان ومنذ بدء الخليقة.. تعتبر مسألة الحبل والولادة والإنجاب مِن المسائل ذات الأهمية القصوىٰ؛ بل ويمكن القول بأنه -الانجاب- مظهر مِن مظاهر غريزة النوع [الأبوة/الأمومة] واستمرار النوع البشري وبقاءه؛ وقد أهتم منذ قديم الزمان رجال العلم مِن أطباء وصيادلة وفقهاء بهذه المسألة كل في مجال تخصصه؛ كما اهتم بهذه المسألة -أيضا- أهل الدجل والشعوذة [كــ ضريح السيدة نعيمة ومزارها للزوجة العقيم بالإسكندرية] ..

وقِصة خلق السيد المسيح عيسىٰ ابن مريم المُعْجِز بكافة جوانبها تُلقي أضواءً علىٰ جانب إجتماعي هام؛ وقد اهتم إسلام النبي الرسول محمد «» بهذا الجانب بشكل فقهي شرعي علمي وأحاط معالجاته من جميع جوانبها؛ لذا يمكنني القول بوجود إعجاز إجتماعي في الإسلام؛ وكنتُ قد بدأت في كتابة وريقات حول الموضوع ثم توقفت؛ وإن شاء الله «» أبحث قضية الإعجاز الإجتماعي في الإسلام في القريب!

- * - * -

العقم أو عدم الإنجاب يعتبر عيباً عند بعض الفقهاء يعطي المرأة الحق في فسخ النكاح إن تزوجت غير عالمة به . [(1)]

و

:" العيب كل ما يفوت به مقصود النكاح، ولا شك أن مِن أهم مقاصد النكاح المتعة والخدمة والإنجاب، فإذا وجد ما يمنعها فهو عيب، وعلىٰ هذا فلو وجدت الزوج عقيماً، أو وجدها هي عقيمة فهو عيب " [(2)].

:" فإن علمت الزوجة بالعيب بعد قبل النكاح أو بعده ورضيت به ، سقط حقها في الفسخ . ".

ودار الافتاء المصرية ترىٰ :" أن الزوجة الصابرة علىٰ زوجها العقيم حتىٰ لو كانت تعلم ذلك قبل الزواج واختارت بإرادتها هذا الوضع.. لأن الصبر مصطلح عام يطلق علىٰ أي شيء لا يتحمله الإنسان أو يخالف نفسه. قال «»« إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ». إذا أرادت الزوجة الصبر فلها ذلك ولها الأجر والثواب، وإن رغبت فى عدم الاستمرار فهى صاحبة القرار وعليها أن تستخير الله -سبحانه وتعالى- ثم تفعل ما تشاء.[(3)].

-*

:" لا حرج في الدين.. فإذا كان الزوج يستطيع المعاشرة الزوجية، ولكن لا يستطيع الإنجاب فليس هناك سببا للطلاق حقيقةً، لأن الإنجاب هبة من عند الله، حيث قال- سبحانه وتعالى-: « يهب لمن يَشاء إناثًا ويهب لمن يَشاء الذُّكُور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجْعَل من يَشاء عقيما إنَّه عليم قدير».[(4)] ".

-*-

وقد اختلف فقهاء الإسلام في حكم طلب طلاق الزوجة مِن زوجها العقيم؛ أو سماح الزوج مِن الاقتران بثانية في حالة عقم الأولىٰ؛ وقد تدخل الطب وعلومه في هذا المجال؛ وقد استند فقهاء الإسلام أهل التخصص في الإفتاء علىٰ آراء أهل التخصص من الأطباء؛ ويجب أن انبه علىٰ أن الفتوىٰ تخص صاحبها ولا تعمم..

فــ إذا تضررت المرأة من بقائها بلا إنجاب ، وخشيت ألا تقوم بحق الزوج.. أبيح لها طلب الطلاق أو الخلع .

والأصل تحريم طلب الطلاق أو الخلع إلا لعذر ؛ لما روى أبوداود (2226) والترمذي (1187) وابن ماجه (2055) عَنْ ثَوْبَانَ -رضي الله عنه- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :« أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة »[والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود] .

وعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- :« إن المختلعات هن المنافقات »[رواه الطبراني في الكبير (17/339) وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 1934)].

ومما يدل علىٰ جواز الخلع عند خوف المرأة من كفران عشيرها وعدم القيام بحقه : ما روى البخاري (5273) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَتَتْ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ ، مَا أَعْتِبُ عَلَيْهِ فِي خُلُقٍ وَلَا دِينٍ ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُ الْكُفْرَ فِي الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :« أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ ؟ ».. قَالَتْ : نَعَمْ .. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :« اقْبَلْ الْحَدِيقَةَ ، وَطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً ». .

وعند ابن ماجه (2056) أنها قالت: لا أطيقه بغضاً.[صححه الألباني في صحيح ابن ماجة] .

-*

:" الأصل في الطلاق الكراهة ، وإنما يباح عند الحاجة . قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : " الأصل في الطلاق الحظر ، وإنما أبيح منه قدر الحاجة. [(5)].:" حكم الطلاق فإنه تجري فيه الأحكام الخمسة ، فيكون واجبا ، وحراما ، وسنة ، ومكروها ، ومباحا .

[(6)]". ويفهم من مجموع النصوص أن الإسلام يعالج المسألة من كافة نواحيها .. فهل هناك سورة أو دعاء تسهل مسألة الإنجاب!؟..
لذا قلتُ أن قصة المسيح عيسى من جميع جوانبها ترد على عدة استفسارات وتعالج مسائل إجتماعية فنجد : " دعاء زكريا عليه السلام عندما قال : { رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }، فإنه دعاء جميل في غاية المناسبة للحال .
و
كذلك دعاؤه عليه السلام لما قال : { رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ } .

وقصة زكريا عليه السلام فيها عبر بالغة وقد قصّها الله علينا في كتابه في عدة مواضع ، فــ
منها :
ما جاء في سورة آل عمران في ذكر مريم عليها السلام : { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (37) { هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ } (38) { فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ } (39) { قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } (40) { قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي ءَايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ } (41)

ومنها :
آيات سورة مريم : { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا }(2) { إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا } (3) { قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا } (4) { وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا } (5) { يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ ءالِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا } (6) { يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا } (7) { قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا } (8) { قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا } (9) { قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي ءايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَلا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا } (10) { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا } (11)

ومنها :
آيات سورة الأنبياء : { وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ } (89) { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } (90)

وتأمُّل قصة زكريا عليه السلام نافع جدا لكل عقيم
و
كذلك قصة إبراهيم وزوجته سارة فقد رزقهما الله بصبرهما : إسحاق عليه السلام وولد لإبراهيم وهو كبير إسماعيل أيضا كما قال تعالى عن خليله : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ } (39) سورة إيراهيم

وعلى المسلم في جميع الحالات أن يرضى بقضاء الله وقدره ولو بقي عقيما طيلة عمره ولربما كان صبره خيرا له من الولد ، وكل قضاء الله خير وكلّ أقداره حكمة وكلّ شيء بمشيئته وأمره سبحانه : { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ } (49) { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } (50) سورة الشورى ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .". [(7)]].

-*-*-
يفهم مما سبق أن الإسلام يعالج كافة مسائل ومشاكل وقضايا وحالات الإنسان!
فكان ينبغي أن اقدم لهذا الجزء بهذه المقدمة !









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 27 / 12 / 2021, 25 : 11 PM   المشاركة رقم: 68
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,346 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 219
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
سأبدءُ الحديث عن امرأةٍ :
" مِن راهبات بني إسرائيل ". [(8)] ..
و
أوضح عنها فأقول هي :
حَنَّةُ بِنْتُ فَاقُودَ بْنِ قُبَيْلَ -التي- كَانَتْ مِنَ الْعَابِدَاتِ ".[(9)]
هَذَا الْبَيْتُ الطَّاهِرُ الطَّيِّبُ وَهُمْ آلُ عِمْرَانَ والمراد بــ عمران هذا والد مريم عليها السلام- [(10)]
و
قد اثنىٰ القرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين علىٰ عائلة عمران بــ
- الاصطفاء و
- الاجتباء و
- الاحتباء و
- الارتضاء فنطقَ يقول :

... { إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين} [آل عمران:33] .
ثم زاد على ذلك بقوله : ..

{ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم} [آل عمران:34]

...

[(٢ . ١ . )] مشاهد من حياة «امْرَأَةِ عِمْرَانَ “»

[ 1. ] المشهد الأول : الزواج:

تزوجها عِمْرَانُ بْنِ مَاثَانَ، وَكَانَ صَاحِبَ صَلَاةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي زَمَانِهِ
[(11)]..
فقد :" كَانَ آلُ مَاثَانَ رُءُوسَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَحْبَارَهُمْ "[(12)].

[2 . ] المشهد الثاني:

حياتها الزوجية :

[2 . 1 . ] قِيلَ :" مضت سنوات علىٰ زواج « حنة » من عمران ولم ترزق مولودا منه". [(13)]

فــ لم تحمل منه وأسنت[(14)]؛

تُجمعُ عدة مصادر وتركز علىٰ هذه الجزئية مِن حياة حنة مع زوجها عمران.. فتقرأ:
1. ] :" وَكَانَتْ حَنَّةُ قَدْ كَبِرَتْ وَعَجَزَتْ وَلَمْ تَلِدْ وَلَدًا
". [(15)]

و
2. ] :" قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: أَنَّهَا قَدْ أُمْسِكَ عَنْهَا الْوَلَدُ حَتَّىٰ أَسَنَّتْ، ". [(16)]

و
3. ] :" ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ أَنَّ أُمَّ مَرْيَمَ كَانَتْ لَا تَحْبَلُ ".[(17)].

و
تنقل لنا عدة مصادر ومراجع تقول :
4. ] " حنةُ كانت عاقراً لا تلد ". [(18)].

و :
5. ] " كانت حنة قد قعدت عند المحيض ". [(19)]

و
لفظةُ : « كَبِرَتْ”»؛ وَ« عَجَزَتْ”»؛ « أسنت”»؛ و : « عاقر ”»؛ « كَانَتْ لَا تَحْبَلُ ”»؛ لمتُفهم مِن السياق القرآني؛ كما وردت الآيات الكريمات المتعلقة بقصة حمل امرأةِ عمران بجنينها؛ بخلاف تماماً ما جاء في قصة النبي زكرياء -عليه السلام- وامرأتِه.. إذ ورد النص القرآني صريحاً وواضحاً لا لبس فيه -سأتكلم بإذنه تعالىٰ في القصة الثالثة عن هذه المسألة- أما قصة حمل حنة بجنينها ومن ثم تحرير وليدها وتحقيق ندرها بطفلتها فتقرأ فقط:
فبعد آية الاصطفاء :

{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى ... وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين } [آل عمران:33]..
"يأتي الإخبار على لسان امرأة عمران : { إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم } [آل عمران:35] ..
ثم تأتي حالة الولادة فيثبت قولها القرآن العظيم فتقول : { فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم}[آل عمران:36]
ثم تأتي مسألة القبول والإنبات : { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا.. }..
فمسألة الكفالة ... {.. وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا .. }[آل عمران:37]

فأين مصدر هذه الأحداث التي ملئت بها دواوين كتب التاريخ وكراسات التفسير!؟..

وما يمكنني قوله أن ما :" أقَدَّمْه فِي القِصَّةِ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ نقلا من روايات أهل الكتاب.. وهذا ما يطلق عليه من ملح التفسير والتأويل وليس من متين العلم..".

وأقر(الرَّمَادِيُ) بأن الكتاب المنزل بواسطة أمين السماء جبريل على قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبد الله-عليهما السلام كتاب تشريع ومنهاج ودستور وكتاب نظام حياة ونمط خاص من العيش.. فليس هو بكتاب تاريخ أو طب.. الخ.. ؛ وإن ذكر قصة فمن حيث حيثياتها تجد التشريع والمنهاج والقانون والنمط الخاص من العيش أو تجد دلالة على وحدانيته -سبحانه- وعلى قدرته..!. فيقدم -سبحانه- دَلِيلًا عَلَىٰ كَمَالِ قُدْرَتِه عَلَىٰ أَنْوَاعِ الْخَلْقِ والايجاد والتنشأة والتكوين.. فَإِنَّهُ -تَعَالَى- خَلَقَ آدَمَ وَخَلَقَ حَوَّاءَ مِنْ غَيْرِ ذَكَرٍ وَلَا أُنْثَى وَخَلَقَ عِيسَىٰ مِنْ أُنْثَىٰ بِلَا ذَكَرٍ وَخَلَقَ بَقِيَّةَ الْخَلْقِ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ.. ثم لا يظن أحد منكم -ذكر أو أنثىٰ- أنه هو فاعل فعل الخلق حين يجامع حليلته فينجب منها.. بدليل أطفال الأنابيب أو التلقيح (الحمل) خارج الرحم.. فمن الفاعل هنا... !؟.. ..!.. فلا يوجد ذكر لامس أنثى.. بل ألة صناعية لامست بويضة أنثىٰ بحيوان منوي ..!

والقرآن الكريم والذكر الحكيم والفرقان المبين تحدث عن مسألة تكلم فيها العلم الحديث مؤخراً: فنطق الذكر الحكيم كَقَوْلِهِ : { ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ } (23: 14) } ".

ثم ينبهنا القرآن العظيم لقضية الغيب وقضية الوحي فيقول :
{ ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُون}[آل عمران:44]

" الْقِصَّةُ

ذِكْرُ قِصَّةِ خَلْقِ و وِلَادَةِ مَرْيَمَ ".

.. تبدء . الْقِصَّةُ بــ

[2 . 1 . 1 . ] :«„ قِيلَ إنَّ...!!!؟ “ ”»؛.!

[2 . 1 . 2 . ] " " قِيلَ إنَّ امْرَأَةَ عِمرَانَ كَانَتْ عَاقِراً ،

قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ:كَانَ سَبَبُ نَذْرِ حِنَةَ، أَنَّهَا كَانَتْ قَدْ أُمْسِكَ عَنْهَا الْوَلَدُ حَتَّى أَسَنَّتْ ". [(20)]

فــ

[2 . 1 . 3 . ] و " - في احد الايام بينما هي جالسة تحت شجرة،
-[(21)]- فَبَيْنَمَا هِيَ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ-[(22)]

[2 . 1 . 4 . ] " فَرَأتْ- أَبْصَرَتْ[(23)]- يَوْمًا - طَائِراً يَزُقُّ - يطعم -[(24)] فَرْخَهُ

[2 . 1 . 5 . ] " - فاشتعل في قلب حَنَّة حنان الام وحب الامومة وغريزتها -[(25)] فَاشْتَهَتِ [(26)]- فَتَمَنَّتْ أنْ يَكُونَ لَهَا وَلَدٌ ، حتىٰ تحن عليه مثل هذا الطائر..

[2 . 1 . 6 . ] " - فتوجهت الىٰ الله بمجامع قلبها طالبة منه ان يرزقها مولودا - فَدَعَتِ اللهَ أنْ يَرْزُقَها وَلَداً – ".فــ :«„ قالت: اللهم لك عليَّ بأن رزقتني ولداً أن أتصدق به علىٰ بيت المقدس
[(27)]

--*-*-

وتوجد رواية مخالفة تماماً لتلك الرواية السابقة .. إذ الرواية تقول :" ان الله تعالى اوحى الى نبيه عمران -عليه السلام- فقد : روي عن ابي بصير قال : سألت اباجعفر -عليه السلام- : عن عمران اكان نبيا ؟ فقال : نعم كان نبيا مرسلا الى قومه ".

" ورُوِي في الاحاديث ان الله -تعالى- قد اوحى الى عمران انه سيهبه ولدا مباركا يشفى المرضى ويحيي الموتى باذن الله ، وسوف يرسله نبيا الى بني اسرائيل ، فبشر عمران زوجته بذلك ، فلما حملت ظنت ان ما تحمله في بطنها ولدا فنذرت ما في بطنها للخدمة في بيت الله فقالت : « رب اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم
» "( آل عمران : 35.).[(28)] ولولا وجود هذه الرواية في بعض المصادر لم أذكرها لغرابتها.. بل هي تكاد تكون منكرة!.. إذ أن الثابت أن :" زكريا نبي ذلك الزمان ".

--*-*-*-

أعودُ للرواية الأولى؛ و هي التي عند جمهور العلماء:" - فَدَعَتِ اللَّهَ أَنْ يَهَبَ لَهَا وَلَدًا -[(29)] - ".

قَالُوا!!!؟..

[2 . 1 . 7 . ] " قَالُوا فَحَاضَتْ مِنْ فَوْرِهَا ".

[2 . 1 . 8 . ] " فَلَمَّا طَهُرَتْ وَاقَعَهَا بَعْلُهَا ".

[2 . 1 . 9 . ] " فَحَمَلَتْ بِمَرْيَمَ -عَلَيْهَا السَّلَامُ - ".

[2 . 1 . 10 . ] " وهلك عمران ".

:" قِيلَ : مَاتَ زَوْجُهَا وَتَرَكَهَا حُبْلَىٰ فَنَذَرَتْ حَبْلَهَا ذَلِكَ مُحَرَّرًا أَيْ مُخَلَّصًا لِخِدْمَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَكَانُوا يَنْذِرُونَ ذَلِكَ إِذَا كَانَ الْمَوْلُودُ ذَكَرًا .
"[(30)] .

:"قِيلَ : إِنَّهَا كَانَتْ تَظُنُّهُ ذَكَرًا فَصَدَرَ مِنْهَا النَّذْرُ مُطْلَقًا عَنْ وَصْفِ الذُّكُورَةِ ، وَإِنَّمَا كَانُوا يَقُولُونَ : إِذَا جَاءَ ذَكَرًا فَهُوَ مُحَرَّرٌ . وَأَنَّثَ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ : فَلَمَّا وَضَعَتْهَا وَهُوَ عَائِدٌ إِلَى مَا فِي بَطْنِي بِاعْتِبَارِ كَوْنِهِ انْكَشَفَ مَا صَدَّقَهُ عَلَى أُنْثَى . ". [(31)]

التشريف :
" إِطْلَاقُ الْمُحَرَّرِ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى إِطْلَاقُ تَشْرِيفٍ ؛ لِأَنَّهُ لَمَّا خَلُصَ لِخِدْمَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَكَأَنَّهُ حُرِّرَ مِنْ أَسْرِ الدُّنْيَا وَقُيُودِهَا إِلَىٰ حُرِّيَّةِ عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى . ".[(32)]

[2 . 1 . 11 . ] " فلما أجيبتْ -بدعائها- بِالحَمْلِ وَ شَعَرَتْ بِهِ جعلته نذرا للَّه -عز وجل- كما قال الله -عز وجل- { رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما في بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي } [ 3: 35] الآية ".
فَــ نَذَرَتْ - للَّه - أنْ يَكُونَ حَمْلُها خَالِصاً مُتَفرِّغاً لِعِبَادَةِ اللهِ، وَخِدْمَةِ المَعْبَدِ .- فَــ لَتَجْعَلَنَّ وَلَدَهَا مُحَرَّرًا أَيْ حَبِيسًا فِي خِدْمَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ[(33)] فَــ تَجْعَلَهُ مِنْ سَدَنَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَخَدَمِهِ، فَحَرَّرَتْ مَا فِي بَطْنِهَا، وَلَمْ تَعْلَمْ مَا هُوَ، وَكَانَ النَّذْرُ الْمُحَرَّرُ عِنْدَهُمْ أَنْ يُجْعَلَ لِلْكَنِيسَةِ يَقُومُ بِخِدْمَتِهَا وَلَا يَبْرَحُ مِنْهَا حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْحُلُمَ، فَإِذَا بَلَغَ خُيِّرَ، فَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يُقِيمَ فِيهَا أَقَامَ، وَإِنْ أَحَبَّ أَنْ يَذْهَبَ ذَهَبَ حَيْثُ شَاءَ . وَلَمْ يَكُنْ يُحَرَّرُ إِلَّا الْغِلْمَانُ، لِأَنَّ الْإِنَاثَ [الجواري] لَا يَصْلُحْنَ لِخدمة المذبح والمسجد لِمَا يُصِيبُهُنَّ مِنَ الْحَيْضِ وَالْأَذَىٰ . -[(34)][(35)]

[2 . 1 . 12 . ] " وَدَعَتِ اللهَ أنْ يَتَقَبَّلَ مِنْهَا نَذْرَها ، فَإنَّهُ -تَعَالَى- هُوَ السَّميعُ لِدُعَائِها ، العَلِيمُ بِنِيَّتِها . ".

:" فَتَقَبَّلَهَا رَبُهَا نَذِيرَةً مُحَرَّرَةً لِلْعِبَادَةِ وَخِدْمَةِ بَيْتِهِ ، وَأحَسَنَ نَشْأَتَهَا وَنَباتَها ، وَقَرَنَها بِالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِهِ ، تَتَعَلَّمُ مِنْهُمُ العِلْمَ وَالخَيْرَ وَالدِّينَ .
" [(36)]

[2 . 1 . 13 . ] " مات عمران بن ماثان وأم مريم حامل بمريم "[(37)].

-ثُمَّ هَلَكَ عِمْرَانُ وَحَنَّةُ حَامِلٌ بِمَرْيَمَ،-[(28)]

[2 . 1 . 14 . ] " - فَلَمَّا وَضَعَتْهَا إِذَا [ هِيَ ] أُنْثَىٰ فَقَالَتْ عِنْدَ ذَلِكَ: {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى } فِي خِدْمَةِ الْكَنِيسَةِ وَالْعِبَادِ الَّذِينَ فِيهَا.. بمعنى: محرراً للكنيسة التي فِي جبل أصبهيون [(39)] ".

تسمية المولودة السعيدة:

[2 . 1 . 15 . ] نطق القرآن الكريم علىٰ لسان حنة فيقول :

{ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ } .. وَهِيَ بِلُغَتِهِمُ الْعِبَادَةُ .
-[(40)]. ".

2 . 1 . 15 . 1 . ] وقولها (وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ) (3: 36) : يظهر من هذا ان أم مريم هي التي سمتها بهذا الاسم عند ولادتها ،
و
معنى « مريم » بلغتها تعني « العابدة » وعلى هذا وقفتها على خدمة الله. [(41)].

2 . 1 . 15 . 2 . ]:" اسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى تَسْمِيَةِ الْمَوْلُودِ يَوْمَ يُولَدُ وَكَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَنَسٍ فِي ذَهَابِهِ بِأَخِيهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَنَّكَ أَخَاهُ وَسَمَّاهُ عَبْدَاللَّهِ.
وَ
جَاءَ فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ مَرْفُوعًا «كُلُّ غُلَامٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَيُسَمَّى وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَهْلُ السُّنَنِ وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ وَجَاءَ فِي بَعْضِ أَلْفَاظِهِ ويدمي بدل ويسمى وَصَحَّحَهُ بَعْضُهُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. [(42)]".

[2 . 1 . 16 . ] { قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثىٰ وَالله أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ } [3: 36] .. وقرئ: { وَضَعْتُ } بضم التاء- قلتُ (الرَّمَادِيُ) : وهذه الجزئية من بحوث التفسير للقرآن الكريم..

[2 . 1 . 16 . 1 . ] وَقَالَتْ رَبِّ إنّي وَضَعْتُها أنْثَىٰ ، وَاللهُ أعْلَمُ بِمَكَانَةِ الأنثَىٰ التِي وَضَعتَها ، وَأنَّها خَيْرٌ مِنَ الذُّكُورِ . وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنْثَىٰ فِي القُوَّةِ وَالجَلدِ فِي العِبَادَةِ ، وَفِي احْتِمَالِ خِدْمَةِ المَعْبَدِ-
{ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى } [ 3: 36 ] أَيْ فِي خِدْمَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَكَانُوا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَنْذِرُونَ لِبَيْتِ الْمَقْدِسِ خُدَّامًا مِنْ أولادهم. - ".

[2 . 1 . 17 . ] " فَلَمَّا وَضَعَتِ امْرَأةُ عِمْرَانَ حَمْلَها ، وَرَأتْ أنَّهُ أُنثَىٰ ، تَحَسَّرَتْ عَلَىٰ مَا رَأنْ مِنْ خَيْبَةِ رَجَائِها ، فَإنَّهَا نَذَرَتْ أنْ تُحَرِّرَ مَا فِي بَطْنِهَا لِخِدْمَةِ المَعْبَدِ ، وَالانْقِطَاعِ لِلعِبادَةِ ، وَالأنْثَى لاَ تُصْلُحُ لِذَلِكَ . ".

" وطلبتْ من الله -- ان يحفظها ونسلها من وسوسة الشياطين ، وان يرعاهم بحمايته ولطفه.
- [(43)]".

[2 . 1 . 18 . ] " وَقَالَتْ : وَإني عَوَّذْتُها بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .

-
وَقَوْلُهَا { وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها من الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ } [ 3: 36 ] قَدِ اسْتُجِيبَ لَهَا فِي هَذَا كَمَا تُقُبِّلَ مِنْهَا نَذْرُهَا..

فَــ

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا وَالشَّيْطَانُ يَمَسُّهُ حِينَ يُولَدُ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ إِيَّاهُ إِلَّا مَرْيَمَ وَابْنَهَا) ..

ثُمَّ

يَقُولُ أَبُوهُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ (وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) [3: 36] [أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِالرَّزَّاقِ وَرَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرْجِ عَنْ بَقِيَّةَ عن عبدالله بن الزُّبَيْدِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ].

وَ

قَالَ أَحْمَدُ أَيْضًا حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذؤيب عَنْ عَجْلَانَ مَوْلَى الْمُشْمَعِلِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (كُلُّ مَوْلُودٍ مِنْ بَنِي آدَمَ يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ بِأُصْبُعِهِ إِلَّا مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ وَابْنَهَا عِيسَى) . [تَفَرَّدَ بِهِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي يُونُسَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحوه].

و

قال احمد حدثنا هشيم حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (كُلُّ إِنْسَانٍ تَلِدُهُ أمه يلكزه الشيطان في حضينه إِلَّا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ وَابْنِهَا أَلَمْ تَرَ إِلَى الصَّبِيِّ حِينَ يَسْقُطُ كَيْفَ يَصْرُخُ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ذَلِكَ حين يلكزه الشيطان بحضينه [وَهَذَا عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجْهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ
وَ
رَوَاهُ قَيْسٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم (ما مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا وَقَدْ عَصَرَهُ الشَّيْطَانُ عَصْرَةً أَوْ عَصْرَتَيْنِ إِلَّا عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ وَمَرْيَمَ) ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) [3: 36] وَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْلِ الْحَدِيثِ.

وَ

قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا عَبْدُالْمَلِكِ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ هُوَ ابْنُ عَبْدِاللَّهِ الْحِزَامِيُّ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (كُلُّ بَنِي آدَمَ يَطْعَنُ الشَّيْطَانُ فِي جَنْبِهِ حِينَ يُولَدُ إِلَّا عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ ذَهَبَ يَطْعَنُ فَطَعَنَ فِي الْحِجَابِ) . [وَهَذَا على شرط الصحيحين ولم يخرجوه مِنْ هَذَا الْوَجْهِ] [(44)].

[2 . 1 . 19 . ] " - وَقَوْلُهُ { فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا } (3: 37) ذَكَرَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ أُمَّهَا حِينَ وَضَعَتْهَا لَفَّتْهَا فِي خُرُوقِهَا ثُمَّ خَرَجَتْ بِهَا [(45)]إِلَى الْمَسْجِدِ [«„ حملتها إلىٰ المسجد الأقصى“»][(46)]، فَسَلَّمَتْهَا إِلَى الْعُبَّادِ[(47)] - وَوَضَعَتْهَا عِنْدَ الْأَحْبَارِ أَبْنَاءِ هَارُونَ، وَهُمْ يَلُونَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ مَا يَلِي بَنُو شَيْبَةَ مِنَ الْكَعْبَةِ. -[(48)] [(49)]: وهُمْ الَّذِينَ مُقِيمُونَ بِهِ..

؛" قيل: إنها لم تلقم ثديا منذ ولدت، و

؛"
قيل: إن أمها كانت ترضعها. و [(50)]

قيل:" لفتها في خرقة مِن يومها، وحملتها إلىٰ المسجد الأقصىٰ، ووضعتها عند الأحبار، من أبناء هارون عليه السلام وقالت لهم: دونكم وهذه النذيرة. [(51)] ".

وَ

الظَّاهِرُ أَنَّهَا إِنَّمَا سَلَّمَتْهَا إِلَيْهِمْ بَعْدَ رَضَاعِهَا وَكَفَالَةِ مِثْلِهَا فِي صِغَرِهَا.

- فَقَالَتْ : دُونَكُمْ هَذِهِ الْمَنْذُورَةَ

وَكَانَتِ ابْنَةَ إِمَامِهِمْ ... فَتَنَازَعُوا فِيهَا. وَتَنَافَسُوا فِيهَا لِأَنَّهَا بِنْتُ صَاحِبِ صَلَاتِهِمْ وقُرْبَانِهِمْ .
-[(52)] . [(53)]:

[2 . 1 . 19 . 1. ] " ثُمَّ لَمَّا دَفَعَتْهَا إِلَيْهِمْ تَنَازَعُوا فِي أَيِّهِمْ يَكْفُلُهَا..

وَ

كَانَ زَكَرِيَّا نَبِيَّهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ

- فَقَالَ زَكَرِيَّاءُ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا لِأَنَّ خَالَتَهَا عِنْدِي . فَقَالُوا لَكِنَّا نَقْتَرِعُ عَلَيْهَا .

فَــ

أَلْقَوْا أَقْلَامَهُمْ فِي نَهْرٍ جَارٍ،قِيلَ هُوَ نَهْرُ الْأُرْدُنِّ، فَأَلْقَوْا فِيهِ أَقْلَامَهُمُ الَّتِي كَانُوا يَكْتُبُونَ بِهَا التَّوْرَاةَ، فَارْتَفَعَ قَلَمُ زَكَرِيَّاءَ فَوْقَ الْمَاءِ وَرَسَبَتْ أَقْلَامُهُمْ، فَأَخَذَهَا وَكَفَّلَهَا وَضَمَّهَا إِلَى خَالَتِهَا أُمِّ يَحْيَىٰ وَاسْتَرْضَعَ لَهَا حَتَّىٰ كَبِرَتْ،
-[(54)] [(55)]:

إذاً ... فَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَبِدَّ -زَكَرِيَّاءَ- بِهَا دُونَهُمْ مِنْ أَجْلِ أَنَّ زَوْجَتَهُ : ( أُخْتُهَا ) ؛ أَوْ ( خَالَتُهَا ) عَلَىٰ الْقَوْلَيْنِ..

فَــ

شَاحُّوهُ فِي ذَلِكَ وَطَلَبُوا أَنْ يَقْتَرِعَ مَعَهُمْ فَسَاعَدَتْهُ الْمَقَادِيرُ فَخَرَجَتْ قُرْعَتُهُ غَالِبَةً لَهُمْ وَذَلِكَ أَنَّ الْخَالَةَ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ.

قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى- { وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا } [3: 37] أَيْ بِسَبَبِ غَلَبِهِ لَهُمْ فِي الْقُرْعَةِ كَمَا قَالَ -تَعَالَى- { ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } [3: 44].

قَالُوا وَذَلِكَ أَنَّ كُلًّا مِنْهُمْ أَلْقَىٰ قَلَمَهُ مَعْرُوفًا بِهِ ثُمَّ حَمَلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي مَوْضِعٍ وَأَمَرُوا غُلَامًا لَمْ يَبْلُغِ الْحِنْثَ فَأَخْرَجَ وَاحِدًا مِنْهَا وَظَهَرَ قَلَمُ زَكَرِيَّا -عَلَيْهِ السَّلَامُ-

فَــ

طَلَبُوا أَنْ يَقْتَرِعُوا مَرَّةً ثَانِيَةً وَأَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بِأَنْ يُلْقُوا أَقْلَامَهُمْ فِي النَّهْرِ فَأَيُّهُمْ جَرَىٰ قلمه علىٰ خلاف جريه في الْمَاءِ فَهُوَ الْغَالِبُ فَفَعَلُوا فَكَانَ قَلَمُ زَكَرِيَّا هُوَ الَّذِي جَرَىٰ عَلَىٰ خِلَافِ جَرْيَةِ الْمَاءِ وَسَارَتْ أَقْلَامُهُمْ مَعَ الْمَاءِ

ثُمَّ

طَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يَقْتَرِعُوا ثَالِثَةً فَأَيُّهُمْ جَرَىٰ قَلَمُهُ مَعَ الماء ويكون بَقِيَّةُ الْأَقْلَامِ قَدِ انْعَكَسَ سَيْرُهَا صُعُدًا فَهُوَ الْغَالِبُ فَفَعَلُوا فَكَانَ زَكَرِيَّا هُوَ الْغَالِبَ لَهُمْ فَكَفَلَهَا إِذْ كَانَ أَحَقَّ بِهَا شَرْعًا وَقَدَرًا لِوُجُوهٍ عَدِيدَةٍ. -.
[(56)].

[2 . 1 . 20 . ] " وَجَعَلَ زَكَريَا كَافِلاً لَهَا ".

سنها حين ولدت مريم :

[2 . 1 . 21 . ] " و

قيل: إن عمرها لما ولدت مريم كان ستين سنة،

[2 . 1 . 22 . ] " وفاتها : و

قيل: إنها توفيت وقد بلغت مريم من العمر عشر سنين. والله أعلم.
".[(57)] ".

[2 . 1 . 23 . ] " :" وَقَبْرُ حَنَّةَ ، جَدَّةُ عِيسَىٰ ، بِظَاهِرِ دِمَشْقَ"[(58)].

قلتُ ( الرَّمَادِيُ) [2 . 1 . 23 . ] " يستنبط من هذه الرواية-على فرض صحتها :

1. ] فحنة بنت فاقوذا لم تشهد حمل ابنتها مريم..

و
بالتالي

2. ] لم تشهد ولادة حفيدها عيسىٰ ". والله أعلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

‏الإثنين‏، 23‏ جمادىٰ الأولىٰ‏، 1443هــ ~ ‏27‏ ديسمبر‏، 2021م

* - * - * -

*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

﴿» „ ٢٤ « ﴾ قصة مولد السيد المسيح المعجز.. عيسىٰ ابن مريم العذراء الزهراء البتول

تَمْهِيدٌ لقصة السيد المسيح؛ عيسىٰ ابن مريم العذراء الزهراء البتول -عليهما السلام-:

[(٢ . )] الشخصية المحورية الثانية في قصة خلق عيسىٰ ابن مريم المعجز -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-

« „ امْرَأَةُ عِمْرَانَ ” »

١ . ] الْقِصَّةُ الْأُولَىٰ

وَاقِعَةُ «„ حَنَّةَ أُمِّ مَرْيَمَ ”» -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ-

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

(د. مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
قديم 03 / 01 / 2022, 08 : 11 PM   المشاركة رقم: 69
المعلومات
الكاتب:
شريف حمدان
اللقب:
مدير عام الملتقى والمشرف العام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية شريف حمدان

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
شريف حمدان غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
جزاك الله خيرا









عرض البوم صور شريف حمدان   رد مع اقتباس
قديم 05 / 01 / 2022, 00 : 12 AM   المشاركة رقم: 70
المعلومات
الكاتب:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي
اللقب:
عضو ملتقى ذهبي
الرتبة


البيانات
التسجيل: 06 / 12 / 2017
العضوية: 54443
المشاركات: 1,346 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 219
نقاط التقييم: 12
دكتور محمد فخر الدين الرمادي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
دكتور محمد فخر الدين الرمادي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دكتور محمد فخر الدين الرمادي المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح
قِصَّةُ مَرْيَمَ
(الجزء الأول)..

[ ١ . ] « „ مَرْيَمُ ابْنَتَ عِمْرَانَ »

.. اهتمَ القرآنُ العظيم والذِكرُ الحكيم والفرقانُ المبين.. المنزلُ مِن فوقِ سبعِ سمواتٍ طباقاً مِن اللوحِ المحفوظ بواسطةِ أمينُ الوحي المَلٰك جبريل.. نَزَّلَهُ علىٰ قلبِ وفؤادِ وروحِ وعقلِ وإدراكِ وفهمِ أمينِ السماء والأرض محمدٍ بن عبدالله بن عبدالمطلب-صلى الله تعالىٰ عليهما- الأمين علىٰ وحي ربه الخالق الرزاق المحيي الرازق المميت؛ والذي بيده كل الخير وهو علىٰ كل شئ قدير.. ليبلغه للناس كافة..
.. أهتمَ وحيُّ السماء في عهده الجديد -القرآن العظيم- بـ -كائنٍ بشري- أنثىٰ[(*)].. رضيعة.. طفلة.. صبية.. شابة.. عذراء.. فذكر قصتها وهي مازلت تتكون بين أحشاء أمها وتتنشأ في رحم حاضنتها..
.. أهتم بها تفصيلاً ولم يسبق أن أهتم الذِكر الحكيم بتفاصيل حياة إنسان مؤنث مثل ما أهتم بالعذراء الزهراء مريم ابنت عمران.. أم السيد المسيح عيسىٰ-عليهما السلام-!..
.. وهذه الملاحظة تحتاج إلىٰ إعمال عقل في المسألة وتدبر مع إدراك آيات المصحف الشريف في الحكمة وراء هذا الاهتمام..
.. وكيفية تربية البنات!! ..
.. صحيح أن الذِكر الحكيم أهتم بطفل ذَكر مِن آل عمران في تنشأته الأولىٰ حين سينشأ في بيت فرعون مِصر.. ولكنها لقطات سريعة..
.. في قصة مريم العذراء الزهراء البتول تغيّر سياق العرض عن بقية أشخاص حكىٰ عنهم القرآن الكريم..
.. وينبغي أن أركز أن القصصَ في القرآن ليس للتسلية والانتهاء مِن فراغ وقت.. القصةُ في الذِكر الحكيم تجد فيها تشريع ومنهاج ..

أو
دلالة علىٰ القدرة الآلهية في الخلق والتنشأة.. والإيجاد والتكوين.. والتصوير والابداع ..
أو
كيفية تكوين الأسرة المسلمة وتنشأة أجيال المستقبل!..
أي معالجات شرعية للحياة اليومية للإنسان..
لذا فتجد في إسلام النبي الرسول محمد الإعجاز الإجتماعي.. والذي يحتاج منا إلى دراسة وتفعيل..
.. وهناك مَن هم أفضل مني كتبوا في مسألة القَصص في القرآن بالتفصيل سواء من خلال التفسير والتأويل أو من خلال بحوث العقائد والإيمان؛ أو من حيث دراسة مسألة القِصة ذاتها بمفردها في سياق آيات القرآن الكريم!


.. الحديث عن مريمَ ابنت عمران وقصتها تدور في بيئة يهودية.. خاصة في بني إسرائيل دون سواهم!..
إذ :" عِمْرَانُ - أبو مريم؛ وجد عيسى - هُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ وَلَدِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فِيمَا حَكَى الطَّبَرِيُّ". [تفسير ابن عطية] .



بداية القصة.. والأفضل أن نقسمها لمشاهد :
1.] المشهد الأول : قضية الاصطفاء والاجتباء والاحتباء والاختيار لقوله -تعالىٰ-:
{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين }
[آل عمران:33] { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم } [آل عمران:34]
.. وينبغي أن أذكر:
أنَّ لكل منا نصيب وافر وقدر معلوم من الاصطفاء العام.. وليس خصوصية الاجتباء وخصوصية الاحتباء..

فــ الله :{ .. يَخْلُقُ مَا يَشَاء .. يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا .. وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُور } [الشورى:49] { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير } [الشورى:50]
وهذا نوع من الاصطفاء..
فــ الخالق الرازق الذي قدر متىٰ سنولد.. ومتى نأتي إلىٰ الدنيا.. ومتىٰ سنرحل عنها.. فهو الذي أختار لنا وقت المجئ وزمن الميلاد ووقت المغادرة وبأي أرض نموت وصورة الموت .. مع أن سبب الموت واحد وليس كما يدعي البعض بقولهم تعددت الأسباب والموت واحد .. إذ أن سبب الموت هو انتهاء الأجل .. وانتهاء الرزق من السماء .. وانتهاء الإطعام والشراب والنفس والهواء للرئة والنبض للقلب وحركة الخلايا المخ !..
نبحثُ معاً

قِصَّةَ مَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ
فــ نبدءُ بـــ مسألة :
2.] النذر : { إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا } ..
ودعتْ اللهَ -تعالىٰ- برجاء أن يتقبل منها نذرها :
3.] رجاء قبول النذر : { فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم }[آلعمران:35]
ولأنه هو السَّمِيعُ الْعَلِيم..
.. ولكنه : { الْحَكِيمُ الْخَبِير }.
جاء الوليد علىٰ غير ما تمنت ورغبت
4.] { فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى }..
{ وَاللّهُ أَعْلَمُ .. } ..
والله هو : { الْحَكِيمُ الْخَبِير }
[الأنعام:18].. وهو {..اللَّطِيفُ } [الأنعام:103] و : { إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا } [الإسراء:30] و : { إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير } [لقمان:34] ".
فهو -سبحانه- أعلمُ { بِمَا وَضَعَتْ .. } ..
ويأتي هنا إخبار بتحقيق مسألة تحتاج لمزيد دراسة إذ نطق القرآن يقول: { وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى .. }..
.. وأهل التفسير ورجال التأويل ذهبوا إلى تأويلين فإما هذا المقطع من الآية قول الخبير العليم الحكيم فهو الخالق.. وإما أثبت القرآن الكريم قول أم مريم امرأت عمران..
5.] التسمية: { وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ .. }
6.] اللجؤ إلىٰ الله -تعالىٰ- والاستعانة به وطلب مساعدته: { وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم }
[آل عمران:36]
7.] ثم يأتي القبول من الرحمن الرحيم :{ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ .. }..
8.] الإنبات الصالح والتربيةالحسنة : { وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا .. } ..
وهذ قضية كل أسرة وزوج وزوجة وأب وأم!
9.] الكفالة مِن الصالحين : {.. وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا .. } ..
10.] الرازق الرزاق: { كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً .. }..
11.] التساؤل المشروع لغرابة الحدث؛ فاستفسر زكريا : { قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا .. }
12.] : الإجابة القاطعة : {.. قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ .. }
13.] التوكل التام علىٰ الله
-تعالىٰ- :
{ .. إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَاب }[آل عمران:37]
14.] الاصطفاء الثاني :
{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ .. }
إذ أن الاصطفاء الأول ذُكر قبل ذلك لقوله -تعالىٰ- : { إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى ... آلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين }
[آلعمران:33]..
وهذا اصطفاء الآل وبدليل نص التخصيص لقوله : { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ..}
[آل عمران:34]
15.] التطهير من الشرك والرجس والدنس { .. وَطَهَّرَكِ .. }
و
16.] الثالث؛ بقوله في نفس الآية:
{ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِين }
[آلعمران:42]
17.] ثم تأتي التكاليف الشرعية؛ فلا دين دون تكاليف شرعية مستطاعة :
17. 1. ] { يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ .. }
17. 2. ] {.. وَاسْجُدِي .. وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِين }
[آل عمران:43]
18.] ثم يأتي الوحي ليؤكد للجميع رسولية ونبوة عبده ومصطفاه ومجتباه ومحتباه.. آخر الأنبياء ومتمم المبتعثين؛ محمد بن عبدالله مع أميته وأنه لم يطلع علىٰ كتب السابقين وأخبار السالفين .. فينطق القرآن :
{ ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُون }
[آل عمران:44]
ثم
ثم يأتي التكريم الأعظم بتسمية سورة كاملة من سور القرآن باسمها؛ وإثبات قصتها : { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ .. }
[مريم:16]
وتأتي البشارة وفي طياتها اختبار كبير وبلاء عظيم:
19.] { إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ .. }
[آل عمران:45]
ويظهر لي -بنص القرآن الصريح- أنها الزيارة الثانية لها من الملآئكة؛ مما جعل بعض السادة العلماء يميل إلىٰ القول بنبوتها..
والنص القرآن الكريم والذي يقول: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم .. }
[يوسف:109]
يحصر النبوة والرسالة بصنف الرجال.. دون النساء.. :
{ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } [الأنعام:124]".

وايضاً استمع لقوله: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ .. }[النحل:43]
وايضا: { وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ .. }[الأنبياء:7]
وهذا بخلاف ما نطق به القرآن حين يقول : { إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى }[طه:38]
فــ المقصود : أم { مُوسَى }
والمعنىٰ وضح من قوله -تعالىٰ- :{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِين }
[القصص:7]
..
{ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ .. }

فجاء الاستفسار في محله لأنه خلاف العادة : { قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ .. } .. { .. قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ.. } .. { .. يَخْلُقُ مَا يَشَاء .. } .. { .. إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُون }[آل عمران:47]
21.] والله -تعالىٰ- يخبرنا : { إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ .. } .. { .. وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ .. } .. { .. وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم} [آل عمران:62].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[(*)] من الموضوعات الشائكة والمسائل ذات بُعد عقائدي.. قصة العذراء الزهراء البتول؛ ثم قصة ابنها السيد الجليل النبي الرسول المسيح عيسىٰ-عليهما السلام-
.. وهذا يعود للبون الشاسع والفارق الكبير الذي لا يمكن التوفيق بين وجهة نظر الإسلام في هذه المسألة وبين وجهة نظر المسيحية الحديثة.. لكنها محاولة مني -مع تقصيري وجهلي-في الكتابة عن الموضوع!!
.. ولكن الصورة الذهنية والتي رسمها أتباع الديانة المسيحية تختلف بالتفصيل عن تلك الصورة الحقيقية والتي تحدث عنها القرآن العظيم.. -العهد الحديث-..والتزم بها أهل الإسلام!

.. ولعل ما يؤخذ عليَّ بالنقد أن ما سوف أكتبه أنني لن اسعى لعقد مقارنة بين المريمتين.. في المسيحية والإسلام!
. وهذا جانب فيه تقصير من طرفي.. وساسعى في قادم الأيام لعقد مقارنة امتثالا لنص القرآن الكريم : { ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين } [النحل:125]
و : .

{ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُون } [آل عمران:64]
و : .

وامثالا لقوله : { وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [العنكبوت:46]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
*(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)*
(د.مُحَمَّدٌفَخْرُالدِّينِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّمَادِيُّ مِنْ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ)
‏الثلاثاء‏، 01‏ جمادىٰ الثانية‏،1443هــ ~ ‏04‏ يناير، 2022م
-*-*-*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
﴿» „ ٢٤ « ﴾ قصة مولد السيد المسيح المعجز.. عيسىٰ ابن مريم العذراء الزهراء البتول
تَمْهِيدٌ لقصة السيد المسيح؛ عيسىٰ ابن مريم العذراء الزهراء البتول -عليهما السلام-:
[(٢ . )] الشخصية المحورية الثالثة في قصة خلق عيسىٰ ابن مريم المعجز -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-
„» الجزء الأول: مَرْيَمُ ابْنَتَ عِمْرَانَ « ”
٢ . ] الْقِصَّةُ الْثانية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
-*-*-









عرض البوم صور دكتور محمد فخر الدين الرمادي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

جديد الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
الحقوق محفوظة لشبكة ملتقى أهل العلم الاسلامي
اختصار الروابط

For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018