04 / 02 / 2019, 18 : 02 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح فوائد وعبر من قصص الراحلين القصة الأولى: قال لي عمي سعد آل عبدالرحمن رحمه الله: "سافرت مع عدد قليل من الرجال على بعيرين، نتعاقب عليهما من الخرج إلى الرياض وكان (زهابنا) - أي: زادهم في الرحلة - كيسة تمر فقط. ثم قال: ولما تعبنا من السفر وقفنا نريد تناول طعامنا - أي: التمر- فبحثنا عنه فلم نجده، فكانت صدمة عنيفة؛ لأننا في غاية من التعب والجوع الشديد، فقلت لزملائي: أرجع أبحث عنه، فقالوا: كيف تجده في صحراء وظلام؟! فقلت: إن شاء الله أجده، فرجعت وبحثت ثم وجدته، فكانت فرحتنا به لا توصف! التعليق: المسافة بين الخرج والرياض حوالي ثمانين كيلومترًا، كانوا يقطعونها على الإبل في يوم كامل. والآن تقطع في 45 دقيقة أو نصف ساعة! مع الراحة والتكييف أوليست هذه نعمة تذكر وتشكر؟! كان زادهم في رحلة متعبة جدًّا كيسة تمر فقط، ويحمدون الله عليها، والآن نأكل من كل الخيرات ويقصر البعض في الشكر بطاعة الله سبحانه، واجتناب معاصيه! أليست مفارقة عجيبة ألا نخشى من عقوبة الله؟! عدم يأس عمِّي وذهابه في ظلام دامس للبحث عن كيس تمرٍ لا يدري أين سقط أفي أول الطريق أم في آخره درس في عدم الجزع، وعدم الاستسلام لليأس، وفي بذل الأسباب والتوكُّل على الله سبحانه مهما اشتدَّت المصيبة. القصة الثانية: أُجريَ لعمِّي رحمه الله عملية بعينه، وحصل خطأ طبي؛ فتسبَّب ذلك في فقد عمي للإبصار في هذه العين، فصبر واحتسب ولم يجزع أو يتسخَّط، وفي يوم زاره بعض الناس، فقام أحدهم بذمِّ الطبيب الذي تسبَّب في ذلك، فقال عمِّي فورًا: لا تقل عنه شيئًا؛ هذا قضاء الله وقدره! الله أكبر، إنه التوحيد، إنه الإيمان بالقدر يريح القلوب ويسعدها، ألم أقل لكم سابقًا كم من عامِّي عنده من التوحيد ما ليس عند بعض المتعلمين؟! والبعض اليوم لو أصابه وعكة يسيرة لتضجَّر منها واشتكى لكل من يعرف، ولأشغل نفسه والناس بسب الأطباء والمستشفيات، فشتَّان شتَّانَ بين الصورتين! ما أجمل أن نتذكر قوله سبحانه: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]! فنال هؤلاء صلوت من الله ورحمة واهتداء.. لماذا؟! لأنهم صبروا واسترجعوا عند المصيبة، ولم يسخطوا أو يتضجروا، ولاحظ أن الله سبحانه أطلق المصيبة ولم يحددها بنوع معين؛ لتعمَّ جميع المصائب صغيرة كانت أو كبيرة، فما أعظم فضل الله سبحانه! وأخيرًا: لنتذكَّر هذا الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه؛ تقول أم سلمة رضي الله عنها: "سمِعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها إلا آجره الله في مصيبته، وأخلف له خيرًا منها))، فقلت: مَنْ خيرٌ من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله؟! ثم قالت: لكني قلتها، فأخلف الله لي خيرًا منه، مَنْ هو؟! هو رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها! إذًا هذه ثمرة عظيمة للصبر والاحتساب والاسترجاع. القصة الثالثة: في سنةٍ ما تقرَّر إجراء عملية جراحية خطيرة لعمِّي سعد، أظنُّ في الرأس أو القلب، فجاء الطبيب ليأخذ توقيعه ويُمهِّد لإخباره بالعملية وخطورتها، فقال له عمي بكل بساطة: أنت سبب والموفق الله سبحانه، ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا؛ فتوكَّل على الله، فذهل الطبيب، ودهش وتحوَّل المنصوح إلى ناصح والناصح إلى منصوح! حقًّا كم من عامِّيٍّ في قلبه من قوة التوحيد والإيمان والصبر والرضا ما يفتقده كثيرٌ من المتعلمين؛ ولذا لما امتلأت قلوبهم بقوة الإيمان، وذاقوا حلاوته، سعد هؤلاء العوامُّ واطمأنوا على الرغم من قلة علمهم ومالهم، وكثرة عللهم. ذهبت في شهر رمضان لزيارة عمي، فوجدته في آخر العصر يقرأ من حفظه سورة البينة بخشوع عجيب ويُكرِّر آياتها ويبكي ويدعو، ومن شدة خشوعه لم يحسَّ بي وأنا واقف قريبًا منه، فلما طال وقوفي وخشيت أن يُؤذَّن للمغرب، وأنا واقف اضطررت للسلام عليه، وخرجت وأنا أقول لنفسي هذا هو الإيمان والخشوع الذي نفقده، نتعلَّمُه من رجل عامي، وقد أوتينا طرفًا من العلم، ولكن أين الخشوع؟! والخشية وتعظيم الله سبحانه وتعظيم كلامه عز وجل؟! وقديمًا قال العلماء: إنما العلم الخشية، ولا خير في علم لا يورث الخشية من الله سبحانه. كان والد زوجتي رحمه الله صديقًا لعمِّي ويعمل معه في وزارة التربية مستخدمًا، وكان عمِّي كلما زرته يسألني وبإلحاح شديد عن ولد وبنات زميله المتوفَّى من سنوات، اللهم ارحم عمي وصديقه وسائر أموات عائلتنا وأموات المسلمين، واجمعنا بهم في الفردوس الأعلى، وصلِّ اللهم على نبينا محمد بن عبدالله وعلى مَنْ والاه.
t,hz] ,ufv lk rww hgvhpgdk
|
| |