الإهداءات | |
ملتقى الفتاوى ملتقى خاص بالفتاوى الشرعية |
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
كاتب الموضوع | السليماني | مشاركات | 4 | المشاهدات | 3414 | | | | انشر الموضوع |
| أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
06 / 06 / 2018, 41 : 10 PM | المشاركة رقم: 1 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| المنتدى : ملتقى الفتاوى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. وبعد: فهذه أجوبة عن أسئلة في العقيدة، التي لا يستغني عنها أحد من المسلمين أرجو من العلي القدير أن أكون قد وفقت للجواب عنها، وأن ينفع الله بها قارئها، وأن يجزي الله خيراً من نبهني على ما قصر جوابه من تلك الأسئلة أو نبى الفهم عنه. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. صالح بن عبد الرحمن الأطرم. س1/ عرف العقيدة والمعتقد ولم سميت بذلك؟! الجواب: العقيدة مأخوذة من الاعتقاد الذي معناه التصديق مطلقاً، فالعقيدة إذا أطلقت فالمراد بها ما صدق به القلب، فالمعتقد معناه: التصديق الجازم فيما يجب لله من الوحدانية والربوبية والإفراد بالعبادة والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العليا. ومن هنا سُمّيت الكتب التي تبحث في وحدانية الله كتب الاعتقاد. كما قال الطحاوي: فنقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله إن الله واحد لا شريك له. وسميت بهذا الاسم لاحتياجها إلى اعتقاد جازم ويقين صادق لأن ما شد عقده يصعب حله ولهذا قال الله ـ تعالى ـ: ïپ½وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَïپ». وقال ابن تيمية: أما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة. * * * س2/ هل يوجد إنسان بلا معتقد؟ الجواب: لا يوجد إنسان بلا معتقد: إما حق وإما باطل، قال ـ تعالى ـ: ïپ½فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُïپ».. * * * س3/ ما المعتقد الحق مع ذكر بعض المعتقدات الباطلة وما علاماتها؟ الجواب: المعتقد الحق: توحيد الله بأفعاله وبأفعال عباده وبأسمائه وصفاته كما يليق بجلاله وعظمته وما عداه باطل باختلاف درجاته كاعتقاد الملاحدة والدهريين، وهو جحد لربوبيته. واعتقاد المشركين وهو: صرفهم شيئاً من العبادة التي لله إلى غيره. واعتقاد تشبيه أسمائه وصفاته بخلقه. أو تعطيله منها أو تحريفها أو تكييفها فيما لا يصل علمه إليه وهذا يوصف بالابتداع على اختلاف مراتبه وفرقه، وأكبر علامة لهم وأمارة اعتمادهم في الأسماء والصفات على العقل وتأويلهم النصوص، أو إعراضهم عنها كالجهمية والمعتزلة والأشاعرة. وما شابهها وإن تعددت التسميات، ومن عرف الحق عرف ضده واجتنبه ومن لم يجتنب ما هو ضد الحق فلا تفيده معرفة الحق. س4/ ما التوحيد؟ الجواب: التوحيد هو: اعتقاد إفراد الله ـ سبحانه ـ بما تفرد به وبما أمر أن يفرد به. * * * س5/ كم نوعاً للتوحيد؟ وما هي؟ الجواب: أنواعه ثلاثة: 1- توحيد الألوهية ـ وهو استحقاقه ـ سبحانه وتعالى ـ أن يعبد وحده لا شريك له. 2-توحيد الربوبية وهو: اعتقاد إفراد الله ـ سبحانه ـ بأفعاله. 3- توحيد الأسماء والصفات: إفراده ـ سبحانه ـ بأسمائه وصفاته. * * * س6/ ما أول واجب على المكلف؟ الجواب: أن أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك، كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم. بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشهادتان، فالتوحيد أول ما يدخل في الإسلام وآخر ما يخرج به من الدنيا كما قال، صلى الله عليه وسلم: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» فهو أول واجب وآخر واجب . س7/ ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟ مع ذكر الدليل. الجواب: معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله، والإله معناه المعبود المتأله إليه. ففيها نفي جميع المعبودات من وثن أو قبر أو شجر أو حجر أو ولي أو هوى، وفي قوله إلا الله إثبات العبادة لله وحده ومن عبده وحده اقتضى ذلك طاعة الله في جميع أوامره واجتناب منهياته، وهناك النصوص العديدة التي تفسرها من الكتاب والسنة: فمن الكتاب قوله ـ تعالى ـ: ïپ½شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُïپ» وقوله ـ تعالى ـ: ïپ½وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِïپ». وأدلة شهادة أن محمداً رسول الله قوله ـ تعالى ـ: ïپ½لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌïپ». ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع، فهذا مقتضى الشهادة بالرسالة وهذا مقتضى تواطؤ اللسان مع القلب. * * * س8/ ما المقصود بتوحيد الربوبية؟ الجواب: المقصود بتوحيد الربوبية: الاعتقاد والاعتراف والإقرار الجازم بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر لجميع الكائنات قال ـ تعالى ـ: ïپ½وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِïپ» الآية، وقال ـ سبحانه ـ: ïپ½وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُïپ» فهو المالك المتصرف، وهذا يستلزم قبول أمره واجتناب نهيه أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمين ïپ» والنصوص في هذا كثيرة. * * * س9/ ما المراد بالخلق؟ الجواب: المقصود بالخلق: إيجاد الأشياء بعد أن لم تكن موجودة وبدعها على ما لم يسبق لها نظير ïپ½بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِïپ» أي بدأها ïپ½الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِïپ» ïپ½فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُïپ» وكل شيء خلقه الله فهو مبتدئه على غير مثال سبق إليه ïپ½أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَïپ» ويأتي الخلق بمعنى التقدير ومنه قوله ـ تعالى ـ: ïپ½تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَïپ» أي المقدرين، وقوله ـ تعالى ـ ïپ½وَتَخْلُقُونَ إِفْكًاïپ» أي تقدرون كذباً. * * * س10/ ما المراد بالملك؟ الجواب: المراد بالملك: السلطان والعز والعظمة فالرب هو المالك قال ـ تعالى ـ: ïپ½مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِïپ» وقال: ïپ½قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِïپ» وأما قوله ـ سبحانه ـ: ïپ½مَلِكِ النَّاسِïپ» أي أفضل الملوك وأقواهم وأعزهم وأشملهم ملكاً. فالملك من الناس ملكاً نسبياً، ووصف الرب بالملك ملكاً مطلقاً تاماً فهو ملك الملوك. hgHszgm ,hgH[,fm td hgurd]m >>>ggado whgp hgH'vl vpli hggi التعديل الأخير تم بواسطة السليماني ; 06 / 06 / 2018 الساعة 44 : 10 PM | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06 / 06 / 2018, 08 : 11 PM | المشاركة رقم: 2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : السليماني المنتدى : ملتقى الفتاوى | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
06 / 06 / 2018, 47 : 11 PM | المشاركة رقم: 3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : السليماني المنتدى : ملتقى الفتاوى | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
07 / 06 / 2018, 09 : 01 AM | المشاركة رقم: 4 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : السليماني المنتدى : ملتقى الفتاوى | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
28 / 06 / 2018, 06 : 08 PM | المشاركة رقم: 5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| كاتب الموضوع : السليماني المنتدى : ملتقى الفتاوى الجواب: المقصود بالتدبير إنفاذ الأمر وإبرامه فهو يعلم عواقب الأمور وما تؤول إليه، قال ـ تعالى ـ: ïپ½يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَïپ». س12/ لماذا نعت أهل الجاهلية بالشرك مع أنهم مقرون بتوحيد الربوبية؟ الجواب: نعت الجاهليون بالشرك مع أنهم مقرون بتوحيد الربوبية لأنهم صرفوا حق الله من أعمالهم لغيره، والمطلوب من الخلق أن يعبدوا الله وحده لا شريك له: وهذا معنى لا إله إلا الله فصرفهم ما كان لله لغيره كأنهم شركاء لله في ذلك والأمر ليس كذلك، وإقرارهم بتوحيد الربوبية يلزمهم بأن يصرفوا أفعالهم له وحده. وصرفها لغيره شرك به. قال ـ تعالى ـ: ïپ½وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌïپ» وقال ـ تعالى ـ: ïپ½يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ïپ» فبدأ الآية بأمرهم بالعبادة ثم ألزمهم بها وذلك بتذكيرهم بأفعاله ثم ختم الآية بقوله: ïپ½فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَïپ». * * * س13/ ما المقصود بتوحيد الألوهية مع الدليل؟ الجواب: المقصود بتوحيد الألوهية: هو إفراد الله بالعبادة قال ـ تعالى ـ: ïپ½وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ïپ» وعبادة الله وحده هي الغرض من إرسال الرسل، قال ـ تعالى ـ: ïپ½وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَïپ» وقال ـ تعالى ـ: ïپ½وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًاïپ» وحديث معاذ: «أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً». وقوله ـ تعالى ـ: ïپ½وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِïپ». ومعنى الألوهية: العبودية على خلقه أجمعين مأخوذة من تأله القلب وهو أقوى درجات المحبة والرغبة، فلهذا كانت كلمة لا إله إلا الله أفضل الكلمات على الإطلاق وهي أول كلمة بدأ بها الرسول، صلى الله عليه وسلم، دعوته. انظر س15 الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية في الأوراق التالية: * * * س14/ ما مفهوم العبادة في الإسلام؟ الجواب: مفهوم العبادة: الذل والخضوع وتجريد العبادة من شوائب الشرك ويستلزم ذلك الانقياد له بطاعته وطاعة نبيه فهذا مفهوم العبادة، فالله هو المدعو والمرجو والمستعان والمختص بالركوع والسجود له، والذبح له، فهذا ما دعت إليه الرسل وآمنت به وقال الله لأمة محمد، صلى الله عليه وسلم: ïپ½فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَïپ» وصبغة الله دينه، فحياة المؤمن ولحمه وعروقه كلها لله ïپ½قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُïپ» وقال الله ـ تعالى ـ فيمن عاند في صرف العبادة لغير الله: ïپ½قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَïپ». س15/ ما الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية؟ الجواب: الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية فأقول وبالله التوفيق هذه مسألة عظيمة لا يستغني عن معرفتها والعلم بها واحد من المسلمين لأنها مبنى الدين وأساسه ومنطلق الرسالات. فتوحيد الربوبية: الإقرار بأن الله الخالق الرازق المدبر لجميع الكائنات. أما توحيد الألوهية فمعناه إفراد الله بالعبادة واجتناب الشرك به والكفر بما يعبد من دون الله وهذا معنى لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله وهذا المعنى هو ما تبينه الآيات الكثيرة في القرآن فمنها ما جاء على وجه التفسير لها كقوله ـ تعالى ـ: ïپ½وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِïپ» ومنها ما جاء على وجه الأمر بعبادة الله وحده ونفي العبادة عما سواه وجاء ذلك على لسان جميع الرسل من نوح إلى محمد، عليهم الصلاة والسلام، كل واحد منهم يقول لقومه: ïپ½يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُïپ»ومن الآيات ما وردت على بيان وجه الغرض من إرسال الرسل كقوله ـ تعالى ـ: ïپ½وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَïپ» وكقوله: ïپ½وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِïپ» فكلمة الإسلام لا إله إلا الله محمد رسول الله هي مفتاح دار السلام وهي أول واجب على الإنسان وآخر ما يخرج بها من الدنيا كما قال عليه الصلاة والسلام في أول دعوته: «أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» وفي الحديث الآخر: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» فنسأل الله لنا ولجميع المسلمين أن يختم لنا بها. ومن الفروق أن الإقرار بتوحيد الربوبية لا يدخل في الإسلام لما يأتي من الأدلة كقوله ـ تعالى آمراً نبيه محمداً، صلى الله عليه وسلم، بأن يسأل قومه لما أبوا النطق بلا إله إلا الله من المالك الخالق الرازق فيجيبون بأنه الله فهم يعترفون بوجوده وإيجاده للخلق والرزق ويقرون بقدرته على التصرف لكنهم لما أمروا بأن يصرفوا أفعالهم له أبوا وامتنعوا وقالوا: ïپ½أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌïپ» فلما أنكروا العبودية لم يدخلوا في الإسلام بإضافة أفعال الله له لأن أفعال الله لا مدخل لهم فيها وإنما المطلوب والغرض أن يؤدوا ما خلقهم الله من أجله، لأن الله جعل لهم في أفعالهم مشيئة واختياراً بعد مشيئة الله فأما خلق الكائنات فلا مجال لإنكاره وحتى خلقهم مسيرين لا مخيرين قال ـ تعالى ـ: ïپ½وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِïپ» فأسند الفعل الأول له وطلب الفعل الثاني منهم وهو عبادته كما أمر الله بها في عدة آيات، فعبادة الله امتثال لأمره وترك العبادة معصية لخالقهم فمن هذه العجالة يتضح معنى لا إله إلا الله بأنه لا معبود بحق إلا الله وهذا أوضح تفسير لها فتقييد العبادة "بحق" ليبطل ما يصدر من العبادات الباطلة لسائر ما يتأله من دون الله. ومن الفروق: لو كان توحيد الربوبية يدخل في الإسلام ما قاتل الرسول، صلى الله عليه وسلم، كفار قريش لاعترافهم بقدرة الله وإيجاده للخلق قال ـ تعالى ـ: ïپ½قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَïپ» وقوله: ïپ½وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُïپ» فما هذا التذكر والتقوى التي طلبت منهم ووبخوا بالانصراف عنها ما هي إلا إفراد الله بالعبادة فلو كان الإقرار بقدرة الله هو الإسلام لكانوا متقين ومتذكرين وما استحقوا التوبيخ لعدم التقوى والتذكر ولما وصفوا بالإفك في قوله: ïپ½وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَïپ» ولما طلبت منهم التقوى وقد أقروا بأنه الرازق المحيي المميت المدبر في قوله: ïپ½قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَïپ». ومن الفروق أن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية بمعنى أن من أقر بقدرة الله تلزمه طاعته وأجل الطاعات إفراده بالعبادة والملزوم قد يحصل ممن لزمه وقد لا يحصل لما اتضح لنا من صنيع كفار قريش، وأما توحيد الألوهية أي من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله فأفرد الله بالعبادة على ما شرعه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فهو متضمن لتوحيد الربوبية بمعنى أن العبادة لا تصدر من عاقل لمعدوم إذًا من عبد الله فإنه لم يعبده إلا إقراراً بوجوده وقدرته وهكذا توحيد الأسماء والصفات فإن لله أسماء حسنى وصفات عليا فنصفه بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله، صلى الله عليه وسلم، من غير تكييف ولا تمثيل كما قال ـ تعالى ـ: ïپ½لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُïپ» وقال: ïپ½وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَïپ» فإفراد الله بالعبادة يتضمن إفراده بالأسماء الحسنى والصفات العليا ومن اعترف بالأسماء والصفات وإنفراده بها لزمته عبادة الله، لكن قد يأتي الإنسان بما يلزمه وقد لا يأتي به. ومن خلال ما تقدم تتضح الحاجة إلى معرفة تقسيم العلماء التوحيد إلى ثلاثة أقسام توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، والذي دفعهم إلى هذا التقسيم هو توضيح الرد على الذين يقرون بتوحيد الربوبية ويجعلون أول واجب هو النظر والقصد إلى النظر في الكائنات وهذا خلاف ما ثبت بالأدلة من أن أول واجب الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله كما هو واضح بالآيات وفي قول الرسول، صلى الله عليه وسلم، لمعاذ لما بعثه إلى اليمن «إنك ستأتي أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله» فلم يبدأ بشيء قبلها وفي هذه النصوص إبطال دعوى الذين يجعلون بينهم وبين الله وسائط فيعظمونهم لأجل الاستشفاع بهم عند الله فينذرون ويقصدون الصلاة عندهم تعظيماً لهم ليشفعوا لهم، فسبحان الله ما أعظم شأنه هذا عين صنيع كفار قريش فإنه لم يعرف عن واحد منهم أنه أشرك بتوحيد الربوبية بل صنيعهم ما حكى الله عنهم ïپ½مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىïپ». فتأمل يا أخي القارئ معنى لفظة التوحيد ودوافع تقسيم العلماء له إلى ثلاثة أقسام حتى يتبين لك الطريق ويتضح لك السبيل والفرق بين معاني لفظة التوحيد عند أهل السنة والجماعة وعند الكفار وعند بعض أهل البدع. | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
For best browsing ever, use Firefox.
Supported By: ISeveNiT Co.™ Company For Web Services
بدعم من شركة .:: اي سفن ::. لخدمات الويب المتكاملة
جميع الحقوق محفوظة © 2015 - 2018