22 / 08 / 2017, 09 : 07 PM | المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ملتقى ماسي | البيانات | التسجيل: | 21 / 01 / 2008 | العضوية: | 19 | المشاركات: | 30,241 [+] | بمعدل : | 4.92 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | 0 | نقاط التقييم: | 295 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى : الملتقى الاسلامي العام والسلف الصالح الحمد لله الذي مَنَّ على عباده بمواسم الخيرات، ليغفر لهم الذنوب ويُكفر عنهم السيئات، ويجزل لهم المثوبة ويرفع الدرجات، وَفَّقَ من شاء لاغتنامها فأطاعه واتقاه، وسدد من أنار بصيرته لمعرفة كنوزها فاتبع هداه، والصلاة والسلام على خير خلقه ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: فهذه رسائل عاجلة وخواطر عابرة، هي عِظة وعبرة واسترشاد وتذكرة، نستخرج منها مكنون الدرر والفوائد والعبر، في أفضل أيام الدنيا، "عشر ذي الحجة". 1- خير ما يستقبل ويستفتح به المسلم هذه العشر بتوبة صادقة نصوح إلى الله، وتطهير القلب من الأدران والأحقاد والبغضاء وسائر الأمراض، والعزم على اغتنام أوقاتها بما يرضي الله سبحانه وتعالى. 2- تشريف وتعظيم من الله عز وجل لأيام عشر ذي الحجة على غيرها. قال تعالى: {وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر:1-2]. وَاللَّيَالِي الْعَشْرُ الْمُرَادُ بِهَا عَشَرُ ذِي الْحِجَّةِ كَمَا قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ. تفسير ابن كثير (8/381). وَلَيْسَ فِي لَيَالِي السَنَةِ عَشْرُ لَيَالٍ مُتَتَابِعَةٍ عَظِيمَةٍ مِثْلِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ الَّتِي هِيَ وَقْتُ مَنَاسِكِ الْحَجِّ. تفسير ابن عاشور (30/313). والقسم فيه تعظيم لهذه الأيام ومكانتها وشرفها على سائر الأيام. 3- استحباب الإكثار من ذكر الله عز وجل وخصوصا التكبير. قال تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج:28]. قال ابن عباس- رضي الله عنهما-: أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ: أَيَّامُ العَشْرِ. صحيح البخاري (2/20). قال النووي – رحمه الله -: واعلم أنه يُستحبُّ الإِكثار من الأذكار في هذا العشر زيادةً على غيره، ويُستحب من ذلك في يوم عَرَفة أكثر من باقي العشر. الأذكار ص173. وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ – رضي الله عنهما-: يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ العَشْرِ يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا. صحيح البخاري (2/20). 4- ورد عن جمع من السلف أن الله عز وجل كلم موسى تكليما بآخر يوم من عشر ذي الحجة بعد انقضاء الميقات الزماني له أربعين ليلة. قال تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ } [الأعراف:142]. وقيل: إن العشر التي أتمها به أربعين، عشر ذي الحجة. ينظر تفسير الطبري (13/86-87). 5- بركة الزمان والمكان والأعمال لحجاج بيت الله الحرام. عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ قالَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ». أخرجه أبو داود (4/102)، وأصله في البخاري. 6- اغتنام السلف لهذه الأيام وتعظيمها بكثرة العبادة. كَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ إِذَا دَخَلَ أَيَّامُ الْعَشْرِ اجْتَهَدَ اجْتِهَادًا شَدِيدًا حَتَّى مَا يَكَادُ يَقْدِرُ عَلَيْهِ. أخرجه الدارمي في سننه (2/1113) بسند صحيح. وقال سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ: لَا تُطْفِئُوا سُرُجَكُمْ لَيَالِي الْعَشْرِ. وكان تُعْجِبُهُ الْعِبَادَةُ وَيَقُولُ: أَيْقِظُوا خَدَمَكُمْ يَتَسَحَّرُونَ لِصَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ. حلية الأولياء (4/281). عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النهدي: كَانُوا يُعَظِّمُونَ ثَلَاثَ عَشَرَاتٍ؛ الْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنَ الْمُحَرَّمِ، وَالْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَالْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ مِنْ رَمَضَانَ. مختصر قيام الليل للمروزي ص247. 7- بركة الزمان والأعمال لغير حجاج بيت الله الحرام. من حيث الزمان هي أفضل أيام العام على الإطلاق، لقوله عليه الصلاة والسلام أفضلُ أيامِ الدنيا أيامُ العشْرِ ). كشف الأستار عن زوائد البزار (2/28)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1133. وفيها أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى كما في حديث ابن عباس- رضي الله عنهما-. 8- ذات الأعمال من عبادات وبِرٍ وإحسان فيها أزكى وأنقى وأطهر من غيرها. عن ابن عباس – رضي الله عنهما-: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الْأَضْحَى. قِيلَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ». أخرجه الدارمي في سننه (2/1113)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (2/31). 9- تُضاعف فيها الأجور. لقوله عليه الصلاة والسلام: «وَلَا أَعْظَمَ أَجْرًا ». 10- فيها حث على أعمال البر والبذل والخير، التي ينتفع منها عامة المسلمين، وتعود على أصحابها بالأجر العظيم. لقوله عليه الصلاة والسلام: «مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الْأَضْحَى». 11- من أسباب تعظيمها أنها اجتمعت فيها أصول العبادات. قال ابن حجر- رحمه الله-: وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ السَّبَبَ فِي امْتِيَازِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ لِمَكَانِ اجْتِمَاعِ أُمَّهَاتِ الْعِبَادَةِ فِيهِ وَهِيَ الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَالْحَجُّ وَلَا يَتَأَتَّى ذَلِكَ فِي غَيْرِهِ. فتح الباري (2/459). 12- من منافع وثمار هذه الأيام أنها اشتملت على العبادات القلبية والبدنية واللسانية والمالية، ليتحقق الكمال في القُرُبات. 13- تنوع الأعمال الصالحة التي يتسنى للعبد القيام بها، بحسب قدرته ووسعه، من العبادات الخاصة الذاتية اللازمة، وأعمال البر والخير بمختلف مجالاتها، ليحصل الجميع على أفضل الأجور وأعلى الدرجات. 14- فيها تحفيز ومسارعة لكل الأعمال الصالحة دون استثناء، لقوله عليه الصلاة والسلام: «ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها». و"الـ" هنا للاستغراق، وهذا فيه توسيع وتنويع ورحمة ومنة. وهنا لم يحدد عليه الصلاة والسلام نوع العمل بل أكد بأل الاستغراقية " العمل الصالح " أي تستغرق كل الأعمال الصالحة وهذا يسع ويشمل جميع الناس كل بحسب استطاعته وقدرته وحاله. 15- فيها يرتقي العمل المفضول إلى العمل الفاضل لشرف الزمان، لقوله عليه الصلاة والسلام: «ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ». قال القسطلاني: وفي هذا الحديث أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره، ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره. إرشاد الساري (2/217). 16- أفضلية الأعمال مع زيادة الأجور في عشر الأضحى على غيرها دون استثناء، فمن تصدق بدينار فيها أعظم أجرا ممن تصدق بدينار في رمضان، وقِس على ذلك من الصلاة والصيام والذكر وسائر الأعمال! 17- العبادة فيها أفضل من غيرها، لما يغلب على عامة الناس فيها الغفلة. لذلك قال أهل العلم : العبادة في أوقات الغفلة فاضلة على غيرها. قال عليه الصلاة والسلام: «العبادةُ في الهَرْجِ كهجرةٌ إليَّ». (أخرجه مسلم - 2948). 18- تفضيل هذه الأيام على غيرها لما يقع فيها من عبادات وطاعات، وأعمال بر وخيرات. قال الصنعاني: وتفضيل الزمان باعتبار ما يقع فيه من أعمال البر وأن أجرها فيه أكثر من أجرها في غيره وإفضاله تعالى على عباده بالمغفرة فيه أكثر من إفضاله في غيره كما تكررت به الأحاديث. التنوير شرح الجامع الصغير (2/496). 19- فيها أفضل أيام العام، يوم النحر يوم الحج الأكبر. لقوله عليه الصلاة والسلام: «أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ». (أخرجه أحمد (31/427)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1064) . قال ابن تيمية: وَأَفْضَلُ أَيَّامِ الْعَامِ: يَوْمُ النَّحْرِ. مجموع الفتاوى(25/289). قال ابن القيم: فِي الْحَدِيث دَلِيل عَلَى أَنَّ يَوْم النَّحْر أَفْضَل الْأَيَّام. حاشية ابن القيم على سنن أبي داود (5/128). 20- فيها يوم عرفة الذي أكمل الله فيه الدين وأتم النعمة على المسلمين، وهو ركن الحج الأعظم. وفي أيام عشر ذي الحجة، الوقوف بعرفة، الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان، فما رئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله لعباده، ويقع فيها كثير من أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء معظمة، مستحقة لأن يقسم الله بها. تفسير السعدي ص923. 21- يستحب صيام يوم عرفة لغير الحاج، الذي هو أفضل الصيام في الأيام لما فيه من تكفير السيئات وكثرة الحسنات ورفع الدرجات. قال عليه الصلاة والسلام: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ». أخرجه مسلم برقم 1162. 22- على المسلم الحرص الشديد لاغتنام هذه العشر بأيامها ولياليها، في الطاعات والصالحات والخيرات، فإنها فرصة قد لا تعوض! إِذا هَبَّتْ رِياحُكَ فَاغْتَنِمْها فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَة ٍ سُكُوْنُ ولا تغفل عن الإحسان فيها فلا تدري السكونُ متى يكونُ 23- ليكن لك ختمة كاملة في هذه العشر مع شيء من التدبر والفهم ومعرفة المعاني، فأفضل الذكر تلاوة القرآن. 24- من العبادات والشعائر المعظمة فيها الأضحية. قال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:2]. قال قتادة وعطاء وعكرمة: المراد صلاة العيد ونحر الأضحية. تفسير آيات الأحكام لصديق خان ص469. 25- ضرورة تذكير عامة المسلمين، بفضيلة وأهمية أيام عشر ذي الحجة، وأن العبادة فيها والأعمال الصالحة ليست منحصرة بالحجيج، بل الأعمال أفضل حتى من رمضان، لكن لكثرة الغفلة والنسيان وقلة المُذكر يتكاسل كثير من الناس عن استثمار واستغلال هذا الموسم العظيم من مواسم الخيرات والبركات. نسأل الله سبحانه أن يوفقنا وإياكم لطاعته ومرضاته، وأن يتقبل منا ومنكم، وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
;k,. H,gd hgkin td uav hgHqpn
|
| |